نشرة “الإنسان والتطور”
7-10-2009
السنة الثالثة
العدد: 768
قبل النشرة:
كما بينا أمس، تحل هذه النشرة أيضا محل تتبع شرح متن ديوان أغوار النفس” (دارسة فى السيكوباثولوجى – الجزء الثانى)
مع الشكر وتكرار الاعتذار
الاسبوع القادم سوف نقدم الحالة الخامسة فى حلقة ممتدة على يومى الثلاثاء والأربعاء، بعنوان “مناورات ومخاوف الذوات داخلنا”
(فى ملعب الحب والحياة)
شكرا
***************
التدريب عن بعد:
الإشراف على العلاج النفسى (60)
ماذا عن تداخل السياسية فى العلاج؟
د. عبد العال أحمد: …. المشكلة الجديدة بتاعة البنت دى بدأت بالنسبه لها لما اكتشفتْ فى يوم عيد ميلادها إن عندها 35 سنة، هى مش متجوزه، هى آنسة يعنى، فبدأت تعيد حسابتها فى كل حاجه يعنى فى كل حاجة، فى الفرص اللى ضاعت عليها، وفى حاجات كتير قوى هى اللى ضيعتها بإيديها،
المشكله التانيه إن هى شغاله فى السفارة الإسرائيليه وده من ضمن إعادة الحسابات لدرجة إنها فى الفترة ديه بتفكر تسيب الشغل، شايفه إن اللى هى بتعمله غلط هى مابتعرفش تقول للناس إن هى بتشتغل فين، يعنى طول الوقت بتخبى إن هى شغاله فى السفارة الإسرائيليه، وحاسه إن ده متناقض مع الثقافه العامه فى مصر، فهى مزنوقه فى الحته ديه جامد برغم إن فيه مقابل مادى كويس يعنى
د. يحيى: إنت قدمتها هنا قبل كده ، أنا يتهيألى لى كده
د. عبد العال أحمد: لأه ماقدمتهاش، …..،…..، لأه قدمتها بس مش علشان المشكله ديه
د. يحيى: بس قدمتها
د. عبد العال أحمد: آه قدمتها هنا
د. يحيى: مشكلة إيه الى قدمتها بيها قبل كده
د. عبد العال أحمد: المشكله إن هى كان عندها موضوع القطط، كان عندها قطط مرتبطه بيها جداً، وكانت حالة صدام حسين ومشاعرها تجاهه موضوع المرة اللى فاتت
د. يحيى: قدمتها من حوالى أد إيه؟
د. عبد العال أحمد: قدمتها من حوالى يمكن اربع شهور
د. يحيى: أيوه كده، تفتكر نسيت ليه ؟
د. عبد العال أحمد: يمكن علشان المشكله إختلفت، المشكله الأولانية كانت حوالين علاقتها بصدام حسين كمثل أو بطل، كانت علاقه غريبة، كانت فى الفترة ديه ليها علاقه بافكار وطنيه خاصه بيها، بس الصعوبة كانت على مستوى الفكر، مش الفعل، اللى مصعب الدنيا دلوقتى إن هى عاوزه تسيب الشغل بشكل جامد؟ مش مستحمله خالص
د. يحيى: علشان المجتمع والكلام ده ؟
د. عبد العال أحمد: آه وإن هى شغلتها تعتبر ضد افكارها، وعشان المجتمع برضه
د. يحيى: علشان أنهى مجتمع، البنت دى باين عليها جدعه بطريقتها الخاصة، بتفكر فى ناحية، وماعندهاش مانع تشتغل الناحية الثانية، وبرضه بتخبّى على نفسها حاجات مؤلمة، وتتفاجىء بيها فى عيد ميلادها، تروح واقفة مقررة إنه مش كده … وتعمم الموقف على كلُّهُ.
د. عبد العال أحمد: هى عاوزه تغير كل حاجه بقى، الظاهر ساعة ما اكتشفت إنها وصلت للسن دى قررت، تغير كل حاجة ومن ضمنها حتى الشغل، وده خلى الشغل بقى دلوقتى ازمه بالنسبه لها
د. يحيى: ده نتيجه للعلاج ولا مالهوش دعوه بالعلاج
د. عبد العال أحمد: متهيأ لى مع العلاج، آه لأن هى كانت الأول الدنيا متظبطه تبع حساباتها هى الخاصة، وتبع ثقافتها هى الخاصة، مالهاش علاقه بالناس خالص ماكانش فيه حتى أى قصة حب فى حياتها، هو كان صدام حسين هى اللى كانت بتحبه من بدرى، وهى طلعت من إعدادى بتحب الشخصيه ديه، وكل طموحاتها إن هى تكتب فى الصحافة
د. يحيى: إيه اللى فى شخصية صدام حسين خلاها تحبه يعنى؟
د. عبد العال أحمد: هى كانت مرتبطه بيه عاطفياً، وعاملة له صورة رسمتها له بنفسها، دلوقتى ده بدأ يتهز، إحنا إشتغلنا فى ده كتير جداً برضه، وإن فيه فرق بين الخيال وبين الواقع الحقيقى اللى بنبتدى نعيشه معاها دلوقتى وكده، بس بشكل مختلف يعنى أنا فى الجلسات وريتها حاجات، واختلفنا، وهى بتقيل شوية شوية خصوصا فى السياسة
د. يحيى: إحنا فى جلسات العلاج ما بنتكلمش فى السياسه قوى إلا على قد ما العيان يفتحها فى حدود المهنة ومؤشرات ومحكات التقدم فى العلاج
د. عبد العال أحمد: آه، بس برضه بصراحة أنا شفت إنى متعاطف معاها، خصوصا بعد اللى حصل لصدام، هى زادت شفقة عليه وتعاطف معاه، وساعات بتقول إن ده: عزيز قومٍ ذل
د. يحيى: ذل؟ ما هو يا ما أذلّ
د. عبد العال أحمد: آه بس المشاعر مشاعر، أنا نفسى لما شفته فى نهايته يعنى، وصورته، وحزنه بعد ما أولاده ماتوا، ما هو بنى أدم برضه، وما تجيش على إيدين ولاد الكلب دول.
د. يحيى: المهم إنت لازم تربط مشاعرها اللى شكلها سياسى كده، بسنها، يعنى تبدأ المشاعر دى فى اعدادى ماشى، إنما تفضل لحد سن 35، تربط كل ده بفرص جوازها، بالمفاجأة اللى حصلت يوم عيد ميلادها وبرضه ماتنساش حكاية القطط اللى ناقشناها فى حالتها المرة اللى فاتت، مشاعرنا احنا مع صدام حسين أو ضده خليها على جنب
د. عبد العال أحمد: يعنى إيه؟
د. يحيى: يعنى زى مايكون البنية دى بتعمل علاقات من جانب واحد، مافيش “آخر” حقيقى تأخد وتدى معاه، علاقاتها إما مع حيوانات أليفة زى القطط مافيش معاها فرصة للحوار أو الاختلاف، وإما مع صورة لبطل أسطورى بغض النظر عن واقعه السياسى أو الأخلاقى
د. عبد العال أحمد: ……، يمكن، تقريبا كده ..
د. يحيى: هو صدام حسين ابن كلب وكل حاجة، إنما ما هو بوش أوسخ، يمكن بتحب صدام بالغيظة فى بوش، المهم هى عملت صورة فى خيالها لراجل مهم وله صفات معينة قوى، وهات يا حب ، المسألة لا هى سياسة ولا يحزنون، ربما يكون ده، جزء من سبب تعطيل جوازها
د. عبد العال أحمد: إزاى؟
د. يحيى: يعنى كل ما يتقدم لها بنى آدم راجل لحم ودم، أظن بتقيسه بالصورة التانيه اللى فى مخها.
د. عبد العال أحمد: بس كده احنا قلبنا السياسة طب وعلاج
د. يحيى: آمال احنا بنعمل إيه، مش طب وعلاج برضه!!؟
د. عبد العال أحمد: هى كانت بتعمل حاجه غريبه تانيه بعد ما اشتغلنا فى حكاية صدام حسين إن هى مثلاً عرفت تاريخ وفاة الملك فاروق بتروح تودى ورد وتحطه جنب قصر عابدين مثلا
د. يحيى: أهى ديه مالهاش دعوه بصدام حسين ظاهريا، مع أنها من عمق معين تلاقيها نفس الحكاية، ما هو ده برضه دليل إضافى على حاجتها إنها تتعلق برمز أو صورة، غير واقعية والسلام، ملك، دكتاتور، قطط، المهم تغنيها عن الناس اللى بحق وحقيق، ويمكن عن الرجالة بالذات.
د. عبد العال أحمد: يعنى هى بعد صدام حسين حاولت تاخذ رمز تانى، فبقت تروح للملك فاروق
د. يحيى: أنا حضرت الملك فاروق شخصيا، كنا بنحبه واحنا عيال، يمكن اللى فكّرها بيه هو المسلسل الأخير
د. عبد العال أحمد: مش قوى، أنا كل اللى أنا عاوز أقوله إنها كانت بتأخذ ورد لقصر الملك فاروق كل سنة بعد ما بطلت تتكلم فى صدام حسين فأنا ماوافقتش على ده، وهى بطلت
د. يحيى: أنا شايف إن علاجك معاها عمل نقلة جامدة، بس باين إنها حاتطلع مجرد نقلة على الوش التانى، مش حركة حقيقيه.
د. عبد العال أحمد: المصيبة دلوقتى حكاية التفكير فى الاستقالة.
د. يحيى: هى بتاخذ كام
د. عبد العال أحمد: بتأخذ حوالى أربع ألاف جنيه
د. يحيى: حاتلاقيهم فين دول، وانت بتاخد كام؟
د. عبد العال أحمد: ما بلاش فضايح، أهى مستورة.
د. يحيى: أنا خايف لتكون مشاعرك الوطنية وصلتها وهى دى اللى خلتها تراجع نفسها إنها تكمل تشتغل فى السفارة دى، ويمكن ده هوّه اللى خلاها تقلق وتفكر تسيبها
د. عبد العال أحمد: يمكن، أنا شخصيا ما أقبلشى حد من أهلى يشتغل عندهم.
د. يحيى: قصدك مراتك أو أختك
د. عبد العال أحمد: مراتى أو أختى أو أى حد مش حاوافق إن هى تشتغل فى مكان زى ده.
د. يحيى: تخاف عليها ولا تخاف من ربنا، ولا تخاف من المجتمع، ولأ تخاف من إيه
د. عبد العال أحمد: من اللى إحنا إتربينا عليه يعنى جوانا من ناحية إسرائيل لاه يعنى لأه، وهى لمحت لى إن الظاهر بياخدوا منها معلومات وهيه مش واخده بالهد.
د.يحيى: كل ده جايز، أنا شخصيا بيتهيأ لى إنى ما قدرشى استحمل اشوف خلقه واحد منهم، حتى لو كان بيحبنا ويدافع عن حقوقنا، ومع ذلك أنا مش مع نغمة التطبيع، وقلة التطبيع أنا باحس إننا بنتلهى بالحكاية دى عن أصل المصيبة، تطبيع إيه ونيلة إيه اللى بيلهونا بيه، المسألة احتلال واستغلال وإذلال، ثم معلومات إيه يا أخى اللى عندها اللى همّا مكن ياخدوها منها.
د. عبد العال أحمد: أى معلومات؟
د. يحيى: يعنى إيه؟ معلومات زى إيه؟
د. عبد العال أحمد: بيسألوها مثلا هى المظاهرات ديه قامت ليه؟ يعنى بيأخذوا منها فى وسط الدردشة كلام من ده.
د. يحيى: يعنى ياخَىْ هى عارفة حاجة غير اللى فى الشارع، فهمنى أكثر ياشيخ إذا كنت فاهم.
د. عبد العال أحمد: هى بتبقى دردشة فى وسط الكلام، بيعرفوا الأسعار زادت ليه، طب مش عارف إيه، فبيعرفوا أخبار البلد يعنى ده طبعا هو مش منها بس، لأ منها ومن غيرها طبعاً بس هى بدأت تحس إن ده خيانه للبلد وإن هى كده مش وطنية وكلام من ده.
د. يحيى: وإنت إيه رأيك فى إسرائيل واللى جارى
د. عبد العال أحمد: رأيى..؟ رأيى زى رأى حضرتك بالظبط
د. يحيى: زى حضرتى، يانهار إسود ومنيل، إنت حاتودينى فى داهية، إيش عرفك أنا رأيى إيه فى إسرائيل ولا غير اسرائيل
د. عبد العال أحمد: حاسس بيه
د. يحيى: حِسّ زى ما انت عاوز، المهم إن مافيش أجهزة بتسجل الأحاسيس على كل حال.
د. عبد العال أحمد: يعنى أنا أعمل إيه دلوقتى أوافق إنها تسيب الشغل؟
د. يحيى: إنت الأول تحط السياسة على جنب، إنت عندك بنت بدأت من سن 13 أو 14 لحد 35 جسد لها خيالها صورة لحد له صفات معينة حقيقية أو مش حقيقية مش مهم، ده جواها ويمثل شىء مهم جداً بغض النظر عن مين الحد ده، يعنى ينفع من أول صدام حسين لعبد الحليم حافظ لأى حد يؤدى الوظيفة، المعالج هنا لازم يتعرف على الشخصية اللى رسمتها دى وأسقطتها على حد، وهى ليه اختارتها وبتمثل إيه عندها، الطرح اللى قال عليه فرويد كان بالنسبة لنقل المشاعر من والد حقيقى للمعالج، الوالد ده ممكن ما يبقاش حقيقى، يبقى الصورة اللى هى جسدتها لنفسها تحت اسم الوطنية، أو الحب أو أى حاجة ، ثم إنك تبقى أنت – كمعالج – حاتحل محل الصورة دى، أنت وشطارتك.
د. عبد العال أحمد: أنا ما صرّحتش لها بموقفى بوضوح
د. يحيى: أنت بتقول مستحيل أختى أو أمى أو مراتى بتشتغل فى السفارة دى، ده حقك وده موقفك الشخصى، ويمكن موقفك السياسى وموقف المجتمع، وده مكن يوصل للعيانة بتاعتك لوحده إنما لما تيجى للموقف العلاجى، إنت لازم تزيح ده على جنب، على قد ما تقدر ولو مؤقتا، البنت دى واشتغلت فى المكان ده قبل ما تجيلك، ولا هى لها علاقة بجهات حساسة ولا نيلة، هى يعنى لما تسيب الشغل وتقعد فى البيت حاتخف، وبعدين هى اتخضت يوم عيد ميلادها الـ 35 يبقى دخلنا فى حسابات حرجة عن الجواز وقلته، طيب هى فرص إنها تتزوج أكتر وهى بتشتغل ولا هى فى البيت؟ انت بتقول أنا ماارضاش، لبنتى أو أختى كذا كذا، …. ماتكمل بقى وتحسبها صح إنت عارف قلقى فى المنطقه ديه، قلق حقيقى، هو صحيح موقف فلاحى وقديم، ليكن، إنما هو قلق شخصى أى واحد مصرى مسلم أو قبطى عنده بنات يقلق زيى، فهى فرصها أحسن فين؟ وهى بتشتغل ولا هى قاعدة فى البيت؟ وانت عارف قد إيه إحنا بنحط تقل على الشغل هنا فى مصر فى العلاج، فى المؤسسة بتاعتنا دى بالذات مافيش خفَفان من غير شغل، فنيجى للبنت ديه بتشتغل عند الجن الأزرق، نوافق لها انها تسيب شغلها، أنا رأيى ده شىء صعب جدا، هى فى النهاية حرّة طبعا، بس احنا نهدّيها لحد ما تلاقى شغل تانى، تسيب ده النهارده، تروح ده بكره، أنا مش باتكلم عن مرتبها ولو أن ده مهم، أنا باشاور على الشغل كمجتمع علشان فرصها فى التعرف على الناس والاحتكاك بالواقع، والكبران، وبعدين إنت ماقلتناش حاجة عن موقفها من الدين
د. عبد العال أحمد: ازاى يعنى
د. يحيى: زى الناس، هى بتصلى ولا لأ
د. عبد العال أحمد: آه بتصلى
د. يحيى: محجبة؟
د. عبد العال أحمد: أيوه محجبة
د. يحيى: أنا مش قصدى، الحجاب مالوش دعوة بالصلاة قوى، معظم المحجات اللى بيجولى العيادة ما بيصلوش والحمد لله، أنا بس باوريلك إنك لازم تتعرف على معالم العيانة بتاعتك كلها على بعضها: 35 سنة ، 4 آلاف جنيه ماهية – بتصلى – محجبة – بتنتقل من القطط لصدام حسين للملك فاروق للسفارة الزفت دى، حسك عينك تكون النقلة اللى جاية تستخبى تحت السرير فى بيتها، إياك تنسى إنك فى مصر جدا، ومش بس فى مصر، لأ دا انت لازم تتصور الحى اللى هى عايشة فيه، بيتها، وقرايبها والتقاليد اللى حواليها، وسنها.
د. عبد العال أحمد: يعنى أنا حاأعمل إيه فى سنها
د. يحيى: إنت مش حاتشتغل خاطبة، إنما بتحسبها بمساحة الحركة ومواقع الفرص المتاحة وربنا يسهل
د. عبد العال أحمد: كله على الله