“نشرة” الإنسان والتطور
26-4-2009
السنة الثانية
العدد: 604
التدريب عن بعد:
الإشراف على العلاج النفسى (45)
توريط المعالج فى غير مهمته
د.أحمد شاكر: صباح الخير يا دكتور يحيى، هى بنت عندها 25 سنه حضرتك كنت محولهالى فى العياده من شهرين، هى التالته من اربع أخوه والدها بيشتغل مهندس على المعاش ووالدتها فى التعليم.
د.يحيى: واخوتها
د.أحمد شاكر: هى ليها أخ واخت اكبر منها واخ أصغر منها هما كلهم تعليم عالى، الاخت الكبيره مابتشتغلش متجوزه ومابتشتغلش.
د.يحيى: بقالها معاك قد ايه
د.أحمد شاكر: بقالها معايا شهرين .كانت بتخش فى انشقاق[1] بقالها فتره طويله جدا، سنين يعنى أنا رصدت أول مره مثلا من عشر سنين، كانت بتخش فى تغير طفيف فى الوعى، بيتهيألها فيه حد بيلمس جسمها فى أماكن حساسة، وكانت بتصرخ بعدها، ولفو على شيوخ كتير، والجن ومش الجن فترة طويلة جدا يعنى، المهم: البنت أتخطبت قبل كده مره وفسخت خطوبتها، وكانت فيه قصه حب مع واحد قعدت أربع أو خمس سنين قعدت معاه قصه حب حقيقية بس أنتهت برضه بالفشل والولد ما أتقدملهاش، فى خلال العلاقات دى كلها ماحصلش أى علاقة جنسية كاملة، وهى كانت راحت آخر حاجة لقسيس قال لها لأ دا مش جن دا حاجة نفسية
د.يحيى: فين المشكلة؟
د.أحمد شاكر: المشكلة الحالية، غير الانشقاق (والجن) والحاجات دى إنها عاوزه تطلق من الشاب اللى كاتب كتابه عليها بقالها أربع شهور، هى طول الوقت العلاقات بتاعتها إن هى ما كانتش بتستحمل أن هى تقرب أوى، من أى حد يعنى، تفضل تقرب لحد العلاقه ما تقلب جد بصحيح ماتستحملش وتفركشها، أنا حسيت إنها مابتستحملش القرب من أصله، فلما أصرت على الطلاق طلعت فى خطيبها (جوزها) البدع، بتقول لا شكله ولا طريقه كلامه وإنه بيكذب، هو الولد فيه صله قرابه بينه ومابين والدتها، دلوقتى هى رافضاه وعاوزة تطلق منه قبل ما تتم الدخلة، ما هو الحكاية كتب كتاب بس.
د.يحيى: لما تكون واحدة مخطوبة أو مكتوب كتابها إنت بتتعرف على عواطفها ناحية خطيبها إزاى؟
د.أحمد شاكر: هو أنا باخد الموضوع من الاول أنتى اتعرفتى عليه أزاى وكده
د.يحيى: وإيه كمان؟
د.أحمد شاكر: أنا بسألها برضه بشكل مباشر إنتى بتحبيه
د.يحيى: أنا عايز ألفاظ بالظبط يعنى بتسألها كدهه بتحبيه: “أه” أم “لأ”
د.أحمد شاكر: أيوه: بتحبيه ولا ما بتحبيهوش
د.يحيى: يعنى إذا قالت لك أنا باحبه تبقى بتحبه، وبالعكس!!؟ ولأ إيه؟
د.أحمد شاكر: باسألها ممكن تكملى معاه ولا لأ؟
د.يحيى: وكمان سؤال
د.أحمد شاكر: هل فى ضمانات لو سيبتيه؟
د.يحيى: هوّا احنا يا ابنى فاتحين سوبر ماركت!! ضمانات ايه يا ابنى. ماشى، ايه تانى؟ ما بتسألهاش عنده شقة شكلها إيه، انت علشان تعرف عواطفها نحوه لازم تعرف عواطفها ناحية شقته، العاطفه نحو الشقه ساعات بتبقى أهم من العاطفة نحو الشخص.
د.أحمد شاكر: أنا أجلت الكلام معاها فى موضوع الطلاق ده خالص دلوقتى
د.يحيى: شوف يا ابنى: أنا بسأل البنت من دول: هو دمه خفيف على قلبك؟ ما باسألشى هو جذاب ولا لأ، قبل جذاب ومش جذاب باسأل: إنتى بتبصى فى الساعه كام مرة وانت قاعده معاه؟ وبعدين باسأل انتو لما بتقعدوا مع بعض وتخلصوا باحبك وواحشنى بتعملوا إيه وتتكلموا فى إيه، مدة قد إيه، وباسأل بتتكلموا فى التليفون الساعة كام بالليل وكام ساعة كده؟ وبتزهقى إمتى؟ وباسأل: لما ما تتقابلوش شهر لظرف كده ولا كده بتفكرى فيه إزاى وتعملى إيه، وبصراحة أهم الأسئلة دى حكاية دمه خفيف على قلبك، والإجابة تترواح بين ” يا باى!!” وبين ابتسامة جميلة من غير كلام أصل كلمة الحب بينى وبينك كلمة غامضة ومتلونة، فالأسئلة دى كلها أهم من بتحبيه ولا لأ، كلمة الحب ساعات تعنى احتياج، وساعات تعنى خيبه، وساعات تعنى عَمَى، إنت فعلا مسئول ولازم تقييم العلاقة من وجهة نظرك إنما أنا شايف إن الحكاية دى بقت هى محور العلاج ونسينا الأعراض والشخصية والقسيس وسبب مجيئها.
د. أحمد شاكر: ما هى زنقتنى فى ده وما بقتشى تتكلم فى غيره
د. يحيى: طيب نكمل الأول: فيه ابعاد تانية لازم تعرفها عن الشخص ده بطريق مباشر أو غير مباشر زى مثلا: هو مسئول عموما، ومسئول عنها بوجه خاص ولا لأ؟ بأمارة إيه؟ وبرضه حكاية البخل، يا ساتر يارب!! كل ده أهم من حكاية الضمانات، أنا مش فاهم قصدك ضمانات إيه؟ مادية يعنى، ما هو أبوها وأمها قايمين بالواجب ومطلعين عينه غالبا.
د.أحمد شاكر: أصل أحنا لسه ما اتفقناش إنها تكمل الجوازة دى ولا لأ
د.يحيى: ما هو أنتم حتاخدوا قرار بناء على التقييم ده، فيه حاجت تانية لازم تفحصها بدقة، خصوصا حكاية الانشقاق والجن واللمس والكلام ده، دى مش واحدة عادية وبتتكلم فى شروط عدلها وبس، دى واحدة بتتلبسها جان من سن خمستاش سنة، وبيلمسوها فى مواضع حساسة، هوّا أنت نسيت؟ ثم لازم تفحص علاقتها بأبوها نشوف فيه وجه شبه بين خطيبها وبينه أو العكس، يمكن نقيضه؟
د.أحمد شاكر: والدها بيقول لها أنا فى الاول وفى الاخر تحت أمرك، بنتى ومكتوب كتابها وانا عاوزها تكمل الجوازه، بس أنا مش هاوصلها لمرحله ان هى تتجوز غصبن عنها لو وهى مش موافقه خالص لأ تطلق منه وهى ونصيبها
د.يحيى: أنا مش باقول لك نشوف رأى أبوها، أنا باقول ندرس وجه الشبه، ثم إنك قلت من الأول إنها بتخاف من القرب مش كده؟ وبعدين إوعى تصدق أبوها لما يدعى أنها حرة.
د.أحمد شاكر: فعلا، أنا حاسس طول الوقت إنهم بيوصلوا رسايل عكس كده
د.يحيى: حرّ مين ياعم؟ هو فيه حد حر، هوّا أبوها حر؟ أنت قابلته، شفته
د.أحمد شاكر: شفت صورته لكن ماشوفتوش هو شخصيا، هى اللى نقلت لى كلامه
د.يحيى: يا شيخ حرام عليك هى الصورة حاتبين حاجة؟
د.أحمد شاكر: أنا شفت شكله
د.يحيى: اسم الله، وعرفت موقفه من شكله! ثم إنت بقالك معاها يا دوب شهرين همّا لبسوك كل المسئولية دى على طول كده ليه؟
د.أحمد شاكر: الظاهر أنا اللى كنت متحمس شويتين
د. يحيى: وسبت المرض، والجان، والانشقاق، ودلالة اللمس فى مواقع حساسة، وخوفها من القرب، وقاعد تقيم فى خطيبها وتحوش فى طلاقها
د. أحمد شاكر: أنا لقيت نفسى متورط، لأن معاد الدخلة قرّب جدا
د.يحيى: وهوّا خطيبها ده عارف إنها بتتعالج؟
د. أحمد شاكر: ماهى دى فيها إزمة برضه
د.يحيى: يا أخى مخبيه عليه ليه ما دام مش عايزاه، ما تقول له أنا باتعالج وباعمل كذا وحققت كذا، وباكلم مع الدكتور فى موضوعنا، دا جزء لا يتجزء من الاتفاق، فمن ناحية هو من حقه يعرف، ومن ناحيه تانية هى تقدر تفقسه من موقفه من دّه، يعنى كده هى تروح راميا له الكورة، تشوفه هايعمل إيه. هو لو أبوها كان متحفظ إنه يعرف إنها مريضة أو ملبوسة، دا من حقه، يمكن خايف يشنع عليها بعد ما تسيبه، إنما هى اللى عايزة تفركش، يبقى ترمى الكورة فى ملعب خطيبها من غير إذن أبوها.
د.أحمد شاكر: هو فيه حاجه كمان هى البنت شخصية مصحصحة وشخصية قوية ومتحركة وبتروح وبتيجى وكانت بتشتغل وسابت الشغل بقالها 3 أسابيع الواد عكس كده، كاشش وبيتذلل، وأنا اخذت المعلومات دى من والدتها
د.يحيى: بصراحة أنا شايف إنهم بيستعملوك زيادة عن اللزوم، إنت تهدئ اللعب من ناحيتك، وتسيبهم يدبروا أمورهم، ويا دوب تنور هنا، أو تسند هناك، وتستنى تشوف هما حايعملوا إيه، ماتنساش إنك معالج لا أكثر ولا أقل، إنت تركز على الشكوى والأعراض، وترجّع لهم أسئلتهم أول بأول وهما يتصرفوا.
[1] – dissociation