“نشرة” الإنسان والتطور
12-4-2009
السنة الثانية
العدد: 590
التدريب عن بعد:
الإشراف على العلاج النفسى (43)
إشراف النتائج
الحذر من تسرب الوقت مع طول العلاج(1)؟
د. ياسمين: هى أول حالة آخدها فى العلاج النفسى هنا فى القصر، كانت قعدت معايا 3 سنين وشوية، عندها 34 سنة، مدرسة، مش متجوزة، كانت جيّا لى بعد وفاة والدتها بسنة.
د. يحيى: تلات سنين؟ وكان عندها أربعة وتلاتين سنة؟
د. ياسمين: لأ لأ، هى جات لى وسنها 31
د. يحيى: النهاردة 34؟
د. ياسمين: أيوه كانت جيالى بعد وفاة والدتها وحاسة بشعور بالذنب إنها ما تجوزتش لما مامتها طلبت منها تتجوزعشان خاطرها، بس هى ما رضيتشى، وأنا اشتغلت معاها فى التلات سنين دول فى شغلها، وإزاى تظبّط حياتها وتعمل حاجات تانية، وهى قبلت واتعلمت حاجات، وبس .
د. يحيى: يعنى ضحكتى عليها ورحتى انتِ متجوزة وسايباها، قعدت تعلميها إزاى تتجوز، إزاى تتجوز، إزاى تتجوز لحد ما اتعلمتِ انت ازاى تتجوزى وعملتيها، وسيبتيها، انا حاكتب كده فى النشرة.
د. ياسمين: وبعد كده قلبت العلاج متابعة، مش جلسات منتظمة، يعنى كانت نص ساعة، كل اسبوعين تلاتة
د. يحيى: يعنى قعدت معاها علاج نفسى ساعة كل أسبوع، لمدة قد إيه؟
د. ياسمين: حوالى تلات سنين، مش أقل
د. يحيى: وبعد كده بتسميها متابعة، ما هو علاج نفسى برضه، وبعدين؟
د. ياسمين: أنا اتجوزت واتقطعت شهرين تقريبا، كنت مديالها معاد معين تكلمنى فيه، أكون رجعت فراحت مكلمانى منهارة ومنتكسة
د. يحيى: وهىَّ لسه ما اتجاوزتشى لحد دلوقتى
د. ياسمين: آه، وبتشوف عرسان، وكل مرة رفض رفض رفض
د. يحيى: هى اللى بترفض ولا هما؟
د. ياسمين: همّا دلوقتى، هى فى الأول لما جات لى، هى اللى كانت بترفض مش عايزة، وكده
د. يحيى: يعنى دلوقتى بتشوف عرسان ييجوا مرة وما يجوش تانى
د. ياسمين: آه
د. يحيى: هو فيه كذا تنظيمه لشوفان العرسان .. بتشوفهم فى بيتها، ولا فى المدرسة، ولا عند واحده صاحبتها، ولا كله؟
د. ياسمين: كله، يعنى فيه اللى بيجوا البيت، وفيه اللى بتشوفهم عند جارتها مثلا
د. يحيى: هى شكلها مش حلو؟
د. ياسمين: هى احلوّت عملت تقويم أسنان، وحلوة يعنى، وحاجات كده
د. يحيى: طب وحضورها بيزُق؟
د. ياسمين:….. يعنى .. شوية
د. يحيى: ومع ذلك إنت متأكدة إن التشخيص اكتئاب
د. ياسمين: آه
د. يحيى: فيه تاريخ فى عيلتها للأمراض بتاعتنا؟
د. ياسمين: لأ مفيش، بصراحة هى لما جتْ لى فى النكسة دى، أنا اتضايقت، أنا كنت فرحانة بيها بصراحة لما بقت كويسة وبتتشغل وقادرة تتعامل مع الناس،
د. يحيى: هى ما كانتش بتشتغل؟ مش هىّ مدرسة
د. ياسمين: بس كانت مش عايزة تروح الشغل، واستقالت منه، لكن بعد شوية رجعت تانى، كان فيه لخبطة فى الأول، بس الحمد لله،… وكمان حتى هى اتعلمت حاجات تانية زى خدت دروس فى الكوافير عشان يبقى عندها حاجة تانية بتحبها، واشتغلت كوافير شوية، وبعدين رجعت تشتغل مدرسة تانى
د. يحيى: عندها كام أخ وكام أخت؟
د. ياسمين: عندها أخين أصغر منها، واحد اتجوز من سنة وخَلـّفْ والتانى لسه حايتجوز اليومين دول، وهى عايشة مع باباها وعلاقتها سيئة قوى مع الأب
د. يحيى: علاقتها مش كويسة معاه من قبل ما تشوفيها؟ من قبل ما مامتها تتوفى؟
د. ياسمين: آه
د. يحيى: السؤال؟ يعنى سؤالك فى الإشراف دلوقتى إيه؟
د. ياسمين: أنا متضايقة
د. يحيى: هوا ده السؤال؟ يعنى إنت تعتبرى الحالة دلوقتى حالة جلسات علاج نفسى ولا متابعة .
د. ياسمين: زى ما قلت فى الأول، تلات سنين علاج منتظم، وست شهور متابعة،
د. يحيى: بتقولى إنها كلمتك وهى منهارة.. كلمة منهارة دى كلمة بلدى مش كده، اقلبيها عِلم بقى.
د. ياسمين: رجعت الكوابيس، وأفكار ورغبة فى الموت، وحزن، بدأت تفتكر مامتها تانى بنفس الشعور بالذنب إنها ما حققتش لمامتها رغبتها واتجوزت، تقريبا نفس الحاجات اللى كانت جاية بيها فى الأول.
د. يحيى: إنتِ دخّلت سبعميت حاجة فى بعض وده كويس، وانت عارفة علاقتى بموضوع الشعور بالـذنب ده، ما بسقّـفلوش، وساعات باعتبره هو نفسه الـذنب، أو علامة على تمسك بالذنب القديم، ده إذا كان فيه ذنب من أصله، هى بتقول إنها شاعرة بالذنب إنها ماسمعتش كلام مامتها فى حياتها عشان ما تجوزتشى تجبر بخاطر امها، إنت مصدقة الحكاية دى، أنا أعتقد إن فيه حاجة تانية زى اللى بيقولوها فى تفسير الحزن الجسيم على الميت، بيبقى فيه حاجة زى عدوان على الميت، خصوصا لما يكون أحد الوالدين، يعنى البنيّة دى زى ما تكون بتقول لأمها “إنت سيبتينى ليه؟” وفيه شعور تانى بالعتاب إنها ما ضغطشى عليها كفاية لحد ما تجوِّزها قبل ما تموت، ويمكن احتمال كمان زى ما تكون بتقول لها: “أنا ارتحت منك بس مش عايزة اعترف”، وده لوحده ذنب، يعنى فيه كذا احتمال غير اللى هى بتقوله، مش كده ولا انت رأيك إيه؟
د. ياسمين: هى مركـِّزه على إنها ما سمعتش كلامها
د. يحيى: كلامها بصفة عامة ولا فى مسألة الجواز بالذات؟
د. ياسمين: فى مسألة الجواز
د. يحيى: مافيش جُوّاها حاجة زى اللى قلناها دلوقتى، يعنى زى ما تكون بتقول لأمها “إنت ما ضغطيش علىّ كفاية عشان اتجوز ليه قبل ما تموتى يابنت الكلب”..، إنت يا ياسمين ما حسيتيش بده
د. ياسمين: ممكن
د. يحيى: مش أنا يا بنتى ليل مع نهار عمال أعلم العوانس بتوعى إنهم يتجوزا، مش كده؟ مش عمال أقول لهم افتحوا جهاز الاستقبال واضبطوا المؤشر عشان يلقط أيها محطة بتبعت إشارات، مهما كانت نص نص، مش بقول لكم تسمعوا اللحن الأول، وبعدين إذا ما عاجبكوش ما تثبتوش المحطة، تكملى لعب فى المؤشر، إنما ما تقفليش جهاز الاستقبال خالص، الأم برضه بتبقى عندها جهاز استقبال بالنسبة لبناتها، ثقافتنا دى من مميزاتها إنها تستقبل الإشارات وتخلى الاستقبال مفتوح، الله يسامحه، واحد صاحبى عزيز على قوى، ومهم قوى، ساب بنتينه مش متجوزين، وكنت باتخانق معاه على قد العلاقة ما تسمح، أنا فاكر فيلم شفته فى الخمسينات باين لواحدة أظن اسمها جوان فونتين، يمكن كان اسم الفيلم “الوارثة”، يمكن إنتم ما سمعتوش عنه، كانت ممثلة رائعة باينها أخت أوليفيا دى هافلن اللى مثلت فيلم “لدغة الثعبان”، الفيلم ده بتاع لدغة التعبان ما زال مأثر فىّ لحد دلوقتى، كان عن مريضة فى مستشفى أمراض عقلية قبل ما اسمع عن حاجة اسمها طب نفسى، المهم فيلم الوارثة ده كان جوان فونتين قاعدة ورا شباك، أنا فاكر المنظر ده وهى حاطة إيدها على خدها ورا الشباك بتستنى اللى فايت، وبتتمنى إن الجرس يرن، أى حد، وكانت الصعوبة إنها لما ورثت زى بنات صاحبى ده، جوازها بقى أصعب عشان الشك فى المتقدم يا ترى هوا جىّ لها ولا طمعان فى ميراثها، إنت عندك البنت دى اتسرقت منك، وبقت لوحدها بعد أمها ما ماتت، وبعدين تجيلك منتكسة بعد تلات سنين تقول لك أمى ماتت زعلانة منى إنى ما اتجوزتش، وانت تصدقى، وتاخدى المسألة كده من بره بره، مش ممكن تترجميها إلى “أنا زعلانة منها إنها سابتنى لايصة ووحيدة ومش عارفة السكة”. طبعا لما يجيلك عيان زعلان على أمه أو أبوه، ومش عارف إيه، تنكشيه بذوق وبطريق غير مباشر، حاتلاقى بلاوى غير الظاهر، يمكن فرحان، يمكن شمتان، يمكن متغاظ، دى منطقة من أصعب ما يمكن، إحنا ما بنشككشى فى العواطف الأسرية الطيبة، طبعا الحزن حزن وموجود، والوفاء وفاء، إنما ده علاج نفسى، واللى فى القلب فى القلب، موقف الموت والفقد ساعات بيظهـِر أنانية بشعة متغطية بكل الحاجات دى. مش معنى كده إنك تكشفى كل ده، ولا حتى أى حاجة منه، إنما تحطيه فى اعتبارك كاحتمال يفسر قلة التحسن، ويمكن يبرر النكسة، إنت لازم تدققى فى حقيقة الشعور بالذنب هو على إيه بالضبط، تقومى تفهمى عيانتك دى، ازاى هى بعد تلات سنين تيجى تتكلم عن الشعور بالذنب، بنفس الطريقة، لنفس السبب الغريب ده، يبقى بتدعوكى إنك تشتغلى فى المنطقة دى فتتعلمى، على فكرة ده من ضمن العيوب بتاعة العلاج النفسى: إن الحاجات الحلوة فى الحياة بنشوهها غصبن عننا، فيه قيم غالية بنضطر نهزها، زى تضحية الأم، وساعات الحب اياه، وقيسى على ذلك، قيم غالية جدا، إحنا فى الحياة العادية ما بنقربلهاش، الناس بتتصبر بيها لحد ما تموت، إحنا نيجى نقول لأه دى مش كده، بيبقى منظرنا قدام الناس بشع، إنما حقيقة الأمر إننا بنحبهم لدرجة إننا بنحاول نعرى الأمور عشان العواطف تبقى حقيقية وصافية، مش كده ولا إيه؟
د. ياسمين: بصراحة أنا اتضايقت لما رجعت، وحسيت إنى مش عارفة أعمل معاها إيه تانى، كنت فاكراها بقت كويسة، وكنت حاسة بالنجاح معاها، ودلوقتى حسيت إنى ما عملتش حاجة، وإننا فى نفس النقطة، وكإن التلات سنين دول من غير فايدة، ويمكن ضيعوا عليها الوقت كمان
د. يحيى: إنت عارفه أنا باجمّع الحالات اللى انتو بتقدموها فى الإشراف اليومين دول عشان أعمل كتاب، فبينت مستويات كتيرة للإشراف، وبصيت لقيت تعقيبات الأولاد والبنات الصغيرين نازلة ترف: مش فاهمين مش فاهمين، من ضمن الحاجات اللى مش فاههمينها مستوى سميته “إشراف النتائج (2) أقصد إن النتائج بتشرف على أداءنا” (3)وبرضه “إشراف الشخص العادى”(4)، أهه إنت شايفه أهه ازاى النتائج بتشرف عليكى، يعنى انت عملتِ حاجات كتيرة، والبنت بقت رايحة جاية، وبتتعلم مهارات، وبتشتغل، وبتهتم بنفسها، إنما ثبت إن كل ده يمكن كان من برّه زى ما بتقولى كده، البنت دى سكتت سكتت وراحت جيّالك بزحمة أعراض قريبة من الأولانية، يبقى عملنا إيه؟ يبقى كان فيه حاجة ناقصة فى العلاج، باين عليها حاجة أساسية، وده مش عيب، إنت بتتعلمى، وانت شاطرة، .
على فكرة ممكن تقعدى مع عيان عشرين سنة وتفتكرى إن كل حاجة بقت تمام، وإن الضلالات والمعتقدات الخطيرة راحت، وفجأة تبصى تلاقيها قدامك بحجمها هى هى، تعرفى إن كل التصحيح كان من على السطح، وإن النص بيتكرر بعد ما يبان إنه اختفى، والحقيقة إنه بقى كامن وبيحضّـر نفسه ينط فى أى وقت، وده مش ذنبك قوى، الدايرة ساعات تتقفل لأسباب بيولوجية، يعنى يبقى النَّصْ بيتكرر بيتكرر آلاف المرات، سواء ظهر فى السلوك او لأه، والعلاج النفسى لما يغوّط فى المنطقة دى بيبقى صعب فك البرنامج المحكم ده، الجماعة بتوع الوسواس مثلا يجولك ويقولولك أنا بطلت خلاص، وفعلا، ييجى أى ضغط كده ولا كده، تلاقى الحكاية رجعت، وساعات ترجع الحالة فجأة وبحجمها، ده المعنى اللى باقصده لما صكيت تعبير “إشراف النتائج”، شفتى ازاى النتيجة بتشرف عليكى، ما هو انت لما تتأملى كويس حا تعرفى العيان ليه وقف، وتستفيدى وتفيديه، إن ما كانشى فى العيان ده، فى اللى بعده، وكده، حتى لو ما فيش إشراف من كبير زى اللى احنا بنعمله دلوقتى، النتيجة حاتقولك اللى احنا بنقوله ده فى الغالب عشان انت ناصحة وبتحبى تتعلمى، وساعتها بتبقى المسأل بالإضافة حاجة بنسميها “الإشراف الذاتى”(6)، هى النتيجة مش بتشرف عليكى لوحدها، لأ، ده بيحصل من خلال النقد الذاتى، والوجع من الإحباط، والمراجعة، والتصحيح، وهوه ده الإشراف الحقيقى.
فيه نقطة مهمة إنت عملتيها دلوقتى، هى وصفك لمشاعرك، وللإحباط اللى جالك لأنها رجعت حالتها زى الأول تقريبا بعد كل اللى عملتوه سوا، الإشراف ما يبقاش إشراف إلا لو المعالج اتكلم عن نفسه زى ما بيتكلم عن العيان، وساعات أكتر، نرجع تانى ونقول حددى السؤال أكتر فى حالتك دى ؟
د. ياسمين: يعنى أرجع أكمل معاها تانى، ولا لأه؟
د. يحيى: أهو ده سؤال محدد، .. إيه رأيك يا عم عدلى (زميل متدرب يحضر الإشراف)؟ الحالة بقت كاملة أهه، واحدة زميلتك شاطرة جدا طلعت خايبة، هى بتقول كده، العيانة حاتدبر أمورها بأى شكل، طيب وزميلتنا تعمل إيه وهى يمكن شاعرة حتى إنها لو ما كانتشى ضيعت التلات سنين دول فى العلاج والكلام ده، يمكن كانت العيانة عقلت واتجوزت أى واحد وخلاص
د. عدلى: أظن لأه، الصعوبة موجوده من الأول، ما هى جت لياسمين وسنها 31 سنة، ودى سن مش صغير فى المستوى الاجتماعى ده، لأه، دا باين فيه مقاومة شديدة إنها تعمل علاقة حتى من ايام أمها ما كانت عايشة زى ما هو باين.
د. يحيى: يعنى رأيك إن ياسمين تكمل معاها من أول وجديد وهى قعدت معاها 3 سنين غير المتابعة؟
د. عدلى: تكمل معاها متابعة زى ما كانت ماشية الست شهور الأخرانيين، مش ضرورى ساعة يعنى كل أسبوع زى قبل كده.
د. يحيى: ما هو برضه علاج، إحنا بنسميه متابعة لما يبتدى متابعة من الأول، ويمكن الجلسة ما تاخدشى خمس دقايق، لكن نص ساعة مع زبونة قديمة، ما هو علاج نفسى ولا إيه؟ طيب يا شادن (متدربة أصغر) إنت ليكى رأى تانى؟.. فى طيبة زميلتك دى؟
د. عدلى: رأيى تكمل معاها علاج نفسى زى الأول، يعنى ساعة، مش بس متابعة
د. يحيى: طب اقنعوا بعض إنتِ وعدلى يا شادن بقى .. بمعنى إنتِ تقولى ليه جلسات وهو يقول ليه متابعة
د. عدلى: العيانة صعب إنها ترجع تانى ورا، واللى ياسمين بتعمله معاها دلوقتى، مش حاجة قليلة، هى بتقعد معاها نص ساعة، عشان ما تبقاش تقيلة،
د. يحيى: نص ساعة! ما هو ده علاج نفسى تمام التمام زى ما قلنا، ياسمين كبرت وبتقول لك بقالها مع العيانة دى تلات سنين من ابو ساعة، وست شهور متابعة من ابو نص ساعة، يعنى مش بس سلامات، إزيك، بتروحى شغلك ولا لأه، وعاملة إيه فى النوم، .. طب خليك على الدواء انت قولى يا “شادِن”، ليه تكمل معاها ساعة
د. شادن: تكمل ساعة عشان محتاجاها..
د. يحيى: مين محتاج مين؟
د. شادن: العيانة محتاجة د. ياسمين
د. يحيى: يعنى ياسمين مش محتاجاها عشان تستعيد ثقتها بنفسها؟ هى حالة مهمة خالص، لأنها بتثير عدة مشاكل فى الصنعة مثلا: ليه سميتى نص ساعة ماهوش علاج نفسى، صحيح إحنا اتفقنا إن لازم ساعة، بس إحنا بنتكلم عن الساعة يا بنتى فى أول الـتدريب، إنت دلوقتى قديمة، سنة رابعة، يعنى سنة المَعْلمة، يعنى من حقك تتحررى من الساعة إلا عشرة دى،، تلات سنين ساعة إلا عشرة كفاية، على شرط يبقى الزمن الجديد واضح فى التعاقد الجديد، زى ما يكون من أمانتك مش عايزة تسميه علاج نفسى إلا إذا كان زى ما اتفقنا بالمللى، شادن بقى لها تلات شهور مش تلات سنين، كلامها يدل على إنها لسه الواد بلْيَة، فقولي لنا يا شادن ودافعى عن وجهة نظرك.
د. شادن: أنا شايفة إن العيانة محتاجة ياسمين
د. يحيى: يعنى!!، هو أنا لو مطرحك يا ياسمين هاحتاس نفس الحوسة، أنا باخاف جدا على البنات من العنوسة، أنا فلاح، قلت كده ميت مرة، واحدة عندها 31 وهبْ 34، واحدة ما عندهاش مقومات الجذب والحاجات دى، زى انا ما فهمت، وما اتغيرتشى قوى خلال تلات سنين، وجاية حاسة بالذنب عشان ما اتجوزتشى إرضاء لأمها، قال يعنى، واحنا ترجمنا ده شوية إنها حاسة بالعدوان على الدنيا، وعلى الرجالة العـُمْى اللى ما اتجاوزوهاش غصبن عنها، أو يمكن على أمها إنها ما ضغطتشى عليها وما جوزتهاش قبل ما تموت، أنا لو مطرحك، أحتاس حوستك بالضبط، بالضبط. فيه هنا كذا صعوبة: أول حاجة الكونتراتو الجديد مدته أد إيه؟ تلات سنين كمان، يعنى لحد ما يبقى سنها 37؟؟!! تانى صعوبة هو إيه الجديد اللى انت ولاّ انا نقدر نعمله؟، سنتين ولا تلاتة ساعة كل أسبوع، وست اشهر نص ساعة، فاضل إيه نقوله، ولا هى تقوله؟ . تالت صعوبة إن باين إن العلاج النفسى، مش بس أخـّرها وكرر عزوفها عن عمل علاقة، ده باين عليه عمل نـَصّ (سكريبت) جديد يمكن أكثر صلابة، وأصعب إنه يتكسر، دانا بيتهيألى إن الاستمرار كده حايثبته أكتر، الواحدة فى سن العشرينات، لسه فيه مرونة، إنما سن 34 مش 31 المسألة تبقى أصعب.
ثم أظن إنها بالسكريبت الجديد ده، سكريبت العلاج، مع الشعور بالذنب، بعد موت امها، حا يجمّدها أكتر، هى بتلوم نفسها، والزمن، اكتر ما بتلوم أمها، فإذا كانت أمها بقت جواها، وخصوصا احتمال إنها اتبصمت فى وعيها بموتها، وده أنا قلت لكم عليه كتير، شفته كتير، يبقى هى بتوجّه اللوم للأم اللى جواها، زى ما تكون بتقول لنفسها إنت ما تجوزتيش ليه لحد دلوقتى، وترجع تلوم أمها: إنت ما جوزتنيش ليه قبل ما تموتى، وبرضه تقوم مزرجنة فى وش العالم الخارجى اللى هو مش بس الرجالة لأه دى تزرجن فى وشك انتِ كمان يا ياسمين، إنت مش واخده بالك إنك بقيتى أمها من ناحية، وبرضه إنت جزء من العالم الخارجى اللى ظلمها من ناحية تانية، زى ما تكون هى راجعالك بتقولك يا خيبتك إنت رخرة، طب جوزينى بقى وإلا حا تنينى عيانة، بس مش معنى كده إنها لماتتجوز حاتخف، لأه طبعا، المشكلة بقت جواها، يعنى جواها شايف إن امها ساهمت لحد سن 31 وانتى ساهمتى أربعة أو تلاتة سنين بعدها، ويمكن هى مبرأة نفسها بالشكل ده، حكاية طب جوزينى بقى دى مش بس اعتمادية، دى عدوان وتحدى.
طيب، إحنا بنقول إحنا بنتعلم من النتائج وسمينا ده إن النتائج بتشرف علينا، فلازم نبص نشوف النتيجة دى حا نتعلم منها إيه؟
التعلم هو تغير، فإذا كانت الحكاية بالوضوح ده، وإذا كنا اتعلمنا يبقى مش حانكرر اللى وصّلنا لده، لازم نعمل حاجة تانية، يبقى أنا مع رأى عدلى، وأفضّل المتابعة القصيرة، ومش نص ساعة، لا ساندة وتعليمات، وتأهيل، وشروط وكلام من ده، ونتـَّـكى على المناطق اللى اتجمدت قبل وبعد العلاج، وما نفرحشى قوى بالقشرة اللى عمالة تجمَدْ وتجمَدْ مهما كانت بتلمع، يعنى المطلوب دلوقتى تعديل فى البرنامج السلوكى اللى انت تعبتى فيه معاها وهى حققت بيه نتائج مش بطالة، لازم تعدّلى فيه بطريقة أكثر حزم وأكثر مغامرة، وتبقى مقابلاتك مشروطة بتنفيذها اللى تتفقوا عليه، وفى نفس الوقت لازم قبل ما اختم، أقول لك إوعى تعملى زيها وتـُشعرى بالذنب، إنت لا أخطأتى، ولا قصّرتى، إنت عملتى كل اللى عليكى وزيادة، والأهم إنك تعملى اللى عليكى باللى وصل لك دلوقتى، وخبرتك المتزايدة، وتتعلمى من كل ده، وما تسميهوش غلط..إنت رخره.
أنا آسف الوقت خلص ولازم أروح جلسة العلاج الجمعى
تكملة الأسبوع التالى:
د. ياسمين: كنا اتفقنا الأسبوع اللى فات إن احنا نعمل علاج أو متابعة عشر دقائق ونطلب منها واجبات، وماتجيش إلا وهى عاملاها.
د. يحيى: وعملتِى كده ؟
د. ياسمين: أه، عملت بس مش عارفه اطلب منها إيه.
د. يحيى: اطلبى منها اللى هى مش عايزاه، إللى حا يفيدها فى المرحلة دى هى إنها تعمل اللى بتقولك عليه إنها ما بتقدرش أو مش عايزه تعمله، فى الغالب هوه الأنسب لها فى المرحلة دى، مش معنى كده إنك عاوزه تلوى دراعها، لأ دى الطريقة العملية اللى توصل لها ان المسألة ماهياش تشكيل سلوكى سطحى من برة، المرحلة دى لازم يبقى فيها واجب كذا، وعمل كيت، بس تاخدى بالك إن المسألة مش تنمية مهارات حسب طلب الزبون، يعنى لو واحدة بتحب القراية، ما يبقاش القراية هى الحاجة اللى نركز عليها، ماينفعش، تلاقى حاجة تانية كده هى يمكن مش غاوياها تروحى طالباها منها، مش عشان تطفشيها، علشان متهيأ لى العلاقة تاخد شكل تانى، إنتى طلبتى منها ولا لسه، مش عارفه تطلبى منها إيه . عملتى إيه يعنى فى الأسبوعين اللى فاتوا دول .
د. ياسمين: هى بتقول لى انها كل يوم بالليل، تقعد تفكر فى أحداث اليوم ومابتعرفش تنام وتضايق لو حد ضايقها بكلمة بتقعد تفكر فيها
د. يحيى: فإنتِ طلبتى منها إيه؟!
د. ياسمين: قولت لها كل يوم بالليل تفكرى فى حد عمل فيكى حاجة كويسة
د. يحيى: يا نهار أبيض، إيه ده !!؟؟
د. ياسمين: هى ماعندهاش صحاب، مابتحبش الناس، بتقول كل الناس وحشه، فأنا طلبت منها تفتكر للناس الخير حتى لو حد قال لها صباح الخير؟
د. يحيى: ده بقى النظام الخوجاتى، وباين هوه اللى غالب اليومين دول على اللى بيسموه العلاج المعرفى، وده النوع اللى كان غالب أول ظهوره، دلوقتى فيه تطوير جامد قوى، الخواجات بياخدوا بالهم مهما طال الزمن، هما طوروا العلاج المعرفى كتير بصراحة، أنا ما بقيتشى أحب النوع المباشر الخايب ده، بمعنى إيه؟ بمعنى الإقناع إن الإنسان يكون كويس والدنيا بخير وكده، تقوم تبقى صورته قدام نفسه تمام، أنا مش باقول لك بلاش خالص، بس واحده زى دى سنها 34 سنة، تفكر قبل ما تنام إن الدنيا بخير عشان انت قلتِ لها كده، إزاى بالذمة؟!!
د. ياسمين: ما أنا ماعرفتش أطلب ايه ..بعد السنين دى، والوقت بيمر
د. يحيى:.. أنا لاحظت فى خبرتى إن من أصعب ما يمكن إنك تقولى لواحد ما اتفكرشى، الأسهل واللى انا ساعات باعمله خصوصا مع المرضى بالوسواس إنى أقول له “فكر فى كل حاجة على مسئوليتى فكرّ زى ما انت عايز، فى كل اللى يخطر على بالك، ما تقاومشى، بس ما تتكلمشى عن أفكارك مع حد إلا فى جلسة العلاج إذا لقينا فيه لازمة إن احنا نناقش بعضها”، ما هو حكاية الكلام والفضفضة اللى الناس معلقين عليها، باينّها مش هى قوى فى كل حالة، دا ساعات العيان لما يشعر بالسماح المطلق إنه يفكر فى كل حاجة، حتى فى الدين، حتى فى قلة الأدب، يلاقى نفسه هو سيد الأفكار، مش هى اللى بتقتحمه، دا ساعات يجيلى يقول لى، أنا ما لقيتشى حاجة أفكر فيها، يعنى هوا يبقى اللى بيجلب الأفكار مش بيقاومها، نضحك سوا، بدل ما كانت الأفكار بتطارده، بقى هوه اللى بيقول فين هى، إنت حرة يا ياسمين، أنا مش باقول لك إعملى كده، بس أنا حسيت إن بعد تلات سنين ونص، ونكسة، و34 سنة، المسألة مش بالبساطة دى، فكرى إن فيه ناس كويسين قالو لك صباح الخير، وعملوا لك حاجة كويسة، مع إن ده مهم برضه
د. ياسمين: أنا ماكانش قصدى كده
د. يحيى: الكلام الطيب اللى انت قلتيه لها ده ينفع الناس اللى مش عيانين، يحمدوا ربنا قبل ما يناموا، يفتكروا الخير، لكن أنا حاسس إنه مش مفيد خالص بالنسبة للعيانة دى، مع العلاقة الطويلة دى، إنما قولى لى هى كانت استجابتها إيه لتنقيص الجلسة إلى 10 دقائق وبالنسبة للواجب المنزلى ده
د. ياسمين: قالت لى الـ 10 دقائق ده قليلة أوى، ويعنى عملت شوية حسب كلامها
د. يحيى: طيب بعد الفتور ده، وبعد الخيبة القوية ..دى، لسه عايزه تسيبيها ..؟
د. ياسمين: لأ أنا سؤالى كان أكمّل معاها جلسات علاج نفسى ولا متابعة
د. يحيى: أديكى جربتى ده وجربتى ده الاسبوعين دول، هاتعمل إيه بقى؟
د. ياسمين: متابعة
د. يحيى: عشان ترتاحى ولا عشان مصلحتها
د. ياسمين: لأ عشان مصلحتها
د. يحيى: طيب لو احنا قيّمنا الـ 3 سنين ونص دول، هى طلعت بإيه وانتى طلعتى بإيه .
د. ياسمين: احنا الاتنين استفدنا، بالرغم من كل شىء،
د. يحيى: أنا رأيى إن الحالة دى مهمة عشان نقبل الواقع، ونعرف إزاى نتعامل معاه، فى النجاح، وفى الفشل برضه.
د. ياسمين: بس الفشل صعب
د. يحيى: هوا فين الفشل ده؟ هوا احنا عارفين لو ما اتعالجتشى كان حا يحصل إيه، إحنا بنعمل اللى علينا،
د. ياسمين: الحمد لله
د. يحيى: يستاهل الحمد
[1] – من حالات قصر العينى
[2] – إشراف النتائج هو ضمن تسعة أنواع من مستويات وتنويعات الإشراف المختلفة، والكتاب الذى سوف يصدر قريبا هو “العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه”
[3] – Result’s Supervision
[4] – Lay supervisor
[5] – Self- Supervision