“نشرة” الإنسان والتطور
5-4-2009
السنة الثانية
العدد: 583
التدريب عن بعد:
الإشراف على العلاج النفسى (42)
(سوف نكرر فى كل مرة: أن اسم المريض والمعالج وأية بيانات قد تدل على المريض هى أسماء ومعلومات بديلة، لكنها لا تغير المحتوى العلمى التدريبى، وكذلك فإننا لا نرد أو نحاور أو نشرف إلا على الجزئية المعروضة فى تساؤل المتدرب، وأية معلومات أخرى تبدو ناقصة لا تقع مناقشتها فى اختصاص هذا الباب)
وقفة!!، وهوامش على المتن
… فى المسألة الجنسية والمؤسسة الزواجية
قبل المقدمة
حين فوجئت فى بريد الجمعة الماضى أنه لا أحد عقب على نشرة “الإشراف عن بعد” التى نشرت يوم الأحد الماضى بعنوان “شرخ فى جدار الكبت، وحركية الجنس”، تعجبت، وضغطت على زملائى وتلاميذى لأحصل على تعقيبات تعسفية على هذه النشرة بالذات، ثم تراجعت، وصممت أن أعيد نشر اليوميتين السابقتين معا، وكلاهما يتناول بشكل ما “المؤسسة الزواجية“، و”المسألة الجنسية”، و”منظومة القيم”، وقد تصورت أن مجرد إعادة النشر، وهو إجراء مألوف حتى فى الإعلام الورقى، هو محاولة لاستيضاح سر العزوف عن التعليق، الذى اعتبرته نوعا من المقاومة لفتح هذا الملف المحرج، (ولو على سبيل الفرض).
لكننى عدت إلى اليوميتين، وقد بلغ مجموع صفحاتهما ما يناهز الخمسين، وقدرت أن الإلحاح على الزميل أو الصديق لإعادة قراءتهما هو ضغط سخيف آخر، قد أحصل منه على تعقيبات زائفة أو مجاملة، فقررت أن أعدل عن ذلك، ووجدت البديل وهو أن آخذ هاتين اليوميتين أحاول أن أجرب من خلالهما منهجا إضافيا كالتالى:
منذ النشرة الثانية أو الثالثة فى هذا الباب فضلنا أن ننشر النص المسجل للمناقشة الإشرافية دون أى تعقيب لاحق أو شرح، ويبدو أنه قد ثبت أن هذا هو الأفضل فعلا من واقع الممارسة، وبالرغم من موافقتى على ذلك، إلا أننى وجدتها فرصة من واقع هذا العزوف المقومى، أن أعود لأجرب ما رفضناه جميعا، وأن أعقب فى شكل هوامش محدودة، ربما تكون تمهيدا للاستفادة من هذه المادة الزاخرة، بتنظير مناسب لاحق، يتجمع رويدا رويدا مع اضطراد المحاولة.
ملاحظات عامة على التعقيبات
منذ بدأنا هذا الباب، وأنا أتلقى تعقيبات صادقة، برغم أن أغلبها يكتب قهرا كما أعلنت مرارا، لكننى أقر وأعترف أن معظم التعقيبات إيجابية، ومفيدة، وتسهم بشكل ما فى الهدف من هذا الباب، وهو التدريب، ومع أن أغلب التعقيبات تعلن نوعا من الإقرار بما تعلمه المعقب عن هذه الحالة أو تلك، أوعلى الاستفادة من تلك النقطة أو تلك، أوعلى الطمأنينة لما يفعل – معالجا- ليستمر، أو على تعديل لما كان يفعل.. برغم ذلك، فقد كنت أشعر أننى حققت به بعض ما أريد.، كما أن ثمة تعقيبات أشجع كانت تنقد بعض ما جاء فى الإشراف بما يفيدنى شخصيا فأصحح نفسى إما فى حالة تالية أو فى حوار الجمعة حيث نناقش التعقيبات.
بلغ من إيجابية الإفادة من التعليقات أن ضمنتها فى الكتاب الأول والثانى، مع أنها كانت جزءا من بريد الجمعة وليست واردة فى هذا الباب، وهذان الكتابان سوف يصدران فى طبعة ورقية خلال أسابيع
تنبيهات لعلها مفيدة عن طبيعة الحوار وحدود هذا الباب
من مجمل ما وصلنى، وحتى يتواصل الحوار بما ينفع، وددت أن أنتهز فرصة هذه الوقفة، فأورد بعض ما يعيننا على مزيد من التفاهم، والنقد، والتواصل، فأقدم بعض ما لاحظته مما يحتاج إلى تنبيه لتجنبه أو تطويره:
- الإصرار على طلب مزيد من المعلومات، الغير متاحة فى عرض المشورة، وكأن المسالة تقديم حالة (مثل باب حالات وأحوال)، وليست مناقشة نقطة محددة، فى بضع دقائق، هذه النقطة يحددها المعالج بنفسه، وهى عادة تتعلق بصعوبة ما، أو تحتاج لرأى آخر، فى مرحلة بذاتها من مراحل العلاج
- التلميح – دون إصرار- على ضرورة التشخيص، أو الإشارة إليه، وقد بينا عدة مرات أن التشخيص مهم، لكن العلاج النفسى يتناول كل التشخيصات، ويستهدف إطلاق سراح مسيرة النمو، أيا كان التشخيص، وأن التشخيص مهما كان مهما، إلا أن أهميته تأتى فى مرتبة متواضعة، ولا نعرج إليه إلا إذا كان سوف يؤثر فى مناقشة النقطة المطروحة.
- نفى المرض أصلا عن الحالة، مثل استقبال الحالة بأنها ليست مريضة أصلا،لمجرد تشابه النقطة المطروحة للإشراف أو للنقاش مع حالة صاحب التعقيب، أو مع حالة يعرفها، مع أن الحد الفاصل بين السواء والمرض شأن خطير آخر، وهو أمر ملتبس تماما، وقد تناولناه فى نشرة سابقة بالتفصيل (نشرة 21-1-2009 “كيف يشفى السليم؟ وكيف يخاف المريض الشفاء”)، وبينا كيف أن المسألة إشكالة تاريخية وعلمية ليس لها حل سهل، وهذا الباب الحالى يناقش حالات، تحضر بانتظام طلبا للعلاج، وهى تطلب النصيحة من مختص، وتدفع – غالبا- مقابل ذلك، وتنتظر معونة من هذا المختص فى مأزق أو إعاقة أو ألم أو ضرر أو إضرار لم تستطع أن تتجاوز أى منها بنفسها، وهذا ما يصنفها مريضة فى حالة طلب مساعدة، أما أن تعتبر الحالة سليمة لمجرد أنها تشبه حالة المعقب نفسه، أو أنها ذكرته بحالة بعض من يعرف فى الجزئية المعروضة، فهذه أمانة من المعقب ومشاركة فعالة، لكنها ضد قواعد هذا الباب، وهى أن نناقش نقطة محددة فى حالة فردية بذاتها، فى عيادة تقدم خدمات طبنفسية، وعلاجا نفسيا، له منهج، وإشراف، ومحكات موضوعية، ولا نناقش قضية اجتماعية، أو أيديولوجية، أو تاريخية عامة.
- ترتبط بالنقطة السابقة: الميل إلى التعميم هو ضد طبيعة هذا الباب أصلا، فما يسرى على حالة لا يسرى على غيرها، فضلا على أنه لا يسرى على الكل، نؤكد التحذير من هذا التوجه برغم أنالمناقشة فى الإشراف، وخاصة تعقيبات المشرف وشروحه، تتدرج كثيرا إلى الإشارة إلى قضايا علمية عامة، وقد يستلهم المشرف من الحالة فروضا جديدة قابلة للاختبار والمناقشة فى ذاتها بعيدا عن الحالة فى سياق آخر لهدف آخر (وهذا وارد فى مقام التدريب والتعليم فى حدود).
- يرتبط بالنقطتين السابقتين محاولة تفسير بعض ظروف وصعوبات الحالة والعلاج، تفسيرا اجتماعيا عاما، أو تاريخيا عاما أيضا، وبرغم أن هذا قد يكون صحيحا ومفيدا، إلا أنه ليس موضع الاهتمام الأول من مهنة تقدم العون للأفراد، فى حدود قواعد ملزمة، للحصول على نتائج محددة، صحيح أنها فرصة للتعرف على بعض أو كثير من سلبيات المجتمع، مما يجعلها فرصة للتنبيه إليها، وربما الإسهام فى تصحيحها فى مجال آخر بشكل آخر (الإصلاح الاجتماعى، أو الاقتصادى، أو السياسى حتى الثورة) لكن هذا التوجه الإيجابى لا ينبغى أن يحل محل الموقف المحدد، والهدف الواضح من أن المسألة فيما يخص هذا الباب، هى: شحذ مهارة الممارس الأصغر فالأكبر، للقيام بمهمة محددة، لشخص بذاته، فى مأزق معين، حول نقطة مختارة.
وبعد:
مقدمة
كنت أنوى أن اقدم هذه الهوامش عن النشرتين الأخيرتين اللتين أخترتهما كعينة لاختبار هذه الإضافة المنهجية الجديدة، لكننى بعد أن أتممت رصد الهوامش وجدت النشرة قد ناهزت الخمسين صفحة، فأشفقت على الأصدقاء المتابعين، وخاصة المضطرين منهم كما اعترفت عدة مرات، وهم يمثلون الأغلبية الساحقة، فقررت أن أنشر الحالة الأولى اليوم، وأؤجل الثانية إلى الاسبوع القادم، لكى أربط بين الاثنين فى تعقيب عام، أو بإيجاز بعد النشرة الثانية إن أتيحت الفرصة.
اشتركت حالتا النشرتين الأخيرتين فى أمور مهمة، تكشفت بمحض الصدفة، ومن ذلك:
1) تقديم نفس الحالة مرتين فى جلسات الإشراف
2) مواجهة صعوبات المؤسسة الزواجية
3) فرصة تناول إشكالة الجنس
4) علاقة ذلك – وغيره – بالتواصل بين البشر (بين الجنسين خاصة)
5) الموقف الأخلاقى للمعالج فى مقابل الموقف المهنى
6) أهمية التوقيت، والوقت
7) توضيح فكرة إعادة التعاقد
8) إظهار بعض مآزق ومضاعفات العلاج النفسى على المريض وأحيانا على المعالج معا
9) كشف إنسانية وضعف وأمانة وفرص نمو وتغير المعالج بما يؤكد أهمية الإشراف
10) وغير ذلك مما ستجدونه فى الهوامش (إن شاء الله!)
المنهج
سوف نحاول أن نهمش المتن بما يناسب ما يصلح لتنظير لاحق، قد يجمع هذه القضايا بشكل منسق فيما يصلح أن يكون دليلا مستقلا لما يسمى “العلاج النفسى”، وإن كنت أشك فى ذلك، لكن دعونا نجرب، فقد يثبت أن هذه الملاحظات أو الهوامش هى مجرد ملاحظات وهوامش.
الحالة الأولى (إعادة)جنس؟ ولاّ حب؟ ولاّ خيانة؟ ولاّ جوع؟
ولاّ قلة شرف؟ ولاّ نمو!!!؟ هذه الحالة قدمت للاستشارة والإشراف مرتين خلال ثلاثة أشهر ونصف تقريبا، وقد فضلنا – مثل الحالة السابقة – أن نقدمها مجتمعة لنفس السبب. الاستشارة الأولى: د.ناهد: هى عيانة عندها 47 سنة شفتها حوالى 9 جلسات كانت جايه المستشفى أصلا بأعراض خفيفة، كانت جايه فى حالة انشقاق، جايه هى وجوزها وأختها فى حالة شلل وظيفى، مش قادرة تحرك رجليها الاتنين، ومافيش أى سبب عضوى فى الجهاز العصبى طبعا د.يحيى: أنا اللى حولتها لِك؟ د.ناهد: لأ، هى جت المستشفى مباشرة، وهى كانت جت لحضرتك من سنتين د.يحيى: ماشى، المهم مش أنا اللى حولتها لك المرة دى د.ناهد: آه، هى كانت قاعدة مستنيه الدكتور فى الاستقبال وجاتلها الحالة جامدة قوى، وانا اللى شفتها، وكشفت عليها وهى كده د.يحيى: نوبة إغما يعنى؟ د.ناهد: آه، بس انشقاقية يعنى، بعد كده قعدت اتكلم معاها وكده عرفت انها متجوزه من 18 سنة، كانت قبل ما تتجوز ليها علاقه مع واحد قعدت 4 سنين، وكان فيه علاقات كاملة بينهم، وكانت مش بكر، وانتهت العلاقه بينهم وهى مش بكر، واللى اتجوزته اللى هوا جوزها الحالى كان عارف كده. د.يحيى: هوا انت بتلقطى الحالاتى دى ازاى يابنتى، أنا فاكر إنك عرضتى علىّ حالة فى العيادة قريّب كان فيها كلام من ده برضه، طيب ماشى ماشى، ربنا يفتح عليكى، هم الخواجات بيسموا شغلتنا فى العلاج تسويق صداقة، او بيع صداقة، حاجة كده، إحنا بقى حقنا نسميها حسب حالاتك اللى بتقدميها لى دى، نسميها اسم مصرى بايخ، ما علينا، وبعدين؟ د.ناهد: المهم، هى كانت برضه قبل الجوازة دى، كانت على علاقة كاملة مع جوزها ده نفسه. د.يحيى: ماشى، ماشى، وبعدين؟ النهارده بقى إيه الحكاية؟ هى بقالها 17 سنة متجوزة. د.ناهد: 18 سنه د.يحيى: طيب، 17 ولا 18 وبعدين؟ د.ناهد: هى المشكله انها من سنة عرفت واحد د.يحيى: عندها عيال؟ د.ناهد: ماعندهاش ولاد خالص د.يحيى: عرفتْ واحد اليومين دول؟ د.ناهد: بقالها سنه تعرف زميلها فى العمل د.يحيى: وعلاقة كاملة برضه؟! د.ناهد: أيوه، سألتها طب ليه كده، فقالت لى إن هى من يوم كتب الكتاب مع جوزها ده وهو رافض العلاقة الجنسية اللى كانت بينهم، وما كانش بيطلبها خالص، وهى بقالها 18 سنه بتتحايل عليه. د.يحيى: بتتحايل عليه إن إيه؟ مش هوه ده اللى كان بينام معاها قبل الجواز، وكان عارف حكايتها؟ د.ناهد: أيوه، إنما ده اللى حصل من ساعة ما اتجوزت. د.يحيى: وهو رافضها ليه؟ د.ناهد: ما اعرفش، قعدت اتكلم معاها وكده، قالت لى كأنه يمكن بيعاقبنى إنه اتجوزنى د.يحيى: هى حلوة؟ د.ناهد: لأه د.يحيى: يبقى زميلها اللى صاحبته وهى عندها 47 سنه ده شكله ايه؟ عايز إيه؟ ولا يمكن هى كويسه فى الجنس ولا ايه؟ د.ناهد: هو متجوز، وبتقول ان دى أول مرة يعرف واحدة برضه على مراته، وقاعده تحكى د.يحيى: عنده كام سنة د.ناهد: 54 وعنده ولدين د.يحيى: طب معلهش وبعدين، الحكاية وسعت، الست دى باين عليها شاطرة فى المسائل دى، يا إما بتكذب، مش عارف د.ناهد: هى بتقول كده، وبتحكى عن العلاقات الجنسية اللى هى عملتها إن الرجاله بيقولوا عليها إنها كويسة، سواء مع الاولانى او التانى او التالت د.يحيى: السؤال بقى لحسن الحكايه زروطت قوى د.ناهد: انا عندى سؤالين: اول حاجه وهى بتحكى عن مشاعرها مع الراجل الحالى اللى هى عرفته بقالها سنة يعنى، أنا لقيت نفسى متعاطفه معاها، وبرضه حاسة ان هى لقطت ده وهى بتحكيلى د.يحيى: يابنتى كل الحالات اللى انت عرضيتها علىّ فى المنطقة دى، كنت متعاطفة معاها، أنا مش مستغرب قوى، إحنا دكاترة، يعنى ده جيد من حيث المبدأ، إنك تأجلى الحكم الأخلاقى، لكن إوعى تكون الست دى بتستسعملك عشان تبرر اللى هى بتعمله؟ د.ناهد: أيوه، يمكن، لأنى بدأت أحس بعد 9 جلسات ان هى ريّحت، الأعراض اللى كانت جاية بيها راحت، و بقالها مدة ماجاتلهاش الحالة د.يحيى: السؤال بقى إعملى معروف؟ د.ناهد: انا بقيت مش عارفه أعمل معاها إيه، أنا حاسه إنها ريحت، وإن هى حاطانى فى زنقة د.يحيى: مش هى بتدفع فلوس؟ د.ناهد: آه د.يحيى: وهى مبسوطة؟ د.ناهد: آه د.يحيى: وانتِ مبسوطة؟ د.ناهد: لأ انا مش مبسوطة د.يحيى: بس مش واضح عليكى قلة الانبساط، بيتهيأ لى إنك مبسوطة د.ناهد: يمكن مبسوطة د.يحيى: مش دى مهنتـِك، إن الأعراض تروح، والست تتعالج؟ إنت بتأدى الجانب ده من المهنة بكفاءة شديدة، خلاص، حانعمل ايه بقى؟ الظاهر إنك قلقانه من انبساطك ده، ماهو جوزها ما بينامش معاها بقالهم 18 سنه، وربنا هو اللى حايعاقبها مش احنا، والدنيا ستر وغطاء، فاضل بقى فين والساعة كام، وفيه احتمال يتكشفوا ولا لأه، وكلام من ده، إحنا مالناش فيه، انا قلت لكم باين المرة اللى فاتت انه بيبلغنى من العيادة أخبار عن المجتمع اللى احنا عايشين فيه، بتورينى المجتمع ماشى ازاى، طبعا اللى بيجولى مستحيل أعتبرهم العينة اللى ممكن تمثل المجتمع، بس ده المكان اللى ممكن الأمور تبقى متعرية فيه أكتر، نرجع نفتكر إن احنا دكاترة ومعالجين، وبنتحط فى مواجهة مع حاجات بتحرّك الموقف الأخلاقى والدينى بتاعنا، يمكن على حساب الموقف المهنى، نعمل إيه؟ مش سهل علينا أبدا مهما أعلنا التسامح إننا ندّعى الحياد وكلام من ده، واحنا على كل حال بنتعلم من مهنتنا فوق ما نتصور، اولا بنتعلم إيه اللى جارى فعلا ومداريين عليه ما اعرفشى لأى مدى، و ثانيا بنتعلم حاجات فى العلم، زى مثلا اللى فى الحالة دى، باين فيه فرق بين الجاذبية الجنسية، والممارسة الجنسية، والحلاوة، الجمال يعنى، وبرضه خدتى بالك من السن وإشاعات سن اليأس والكلام ده، إحنا بنتصور إن سن 47 دى سن ما فيهوش جنس للست بالذات، تبصى تلاقى واحدة جاية تعلـّمك حاجات تانية، يمكن بتعملها أحسن من بنت غلبانة عندها 20 سنه مثلا، ده إذا كان كلامها صحيح، ما بتكذبشى يعنى، وفى الغالب هى ما بتكذبشى، إمال الرجالة حيناموا معاها ليه يعنى؟ كل دى معلومات غريبة، والمعلومات الغريبة هى المعلومات الجديدة عليكى على الأقل، ولو إن المعلومات دى ما بقتشى جديدة قوى علىّ من كتر ما شفت، وما تفهميش الممارسة دى تبقى جنس، ولا حب، ولا خيانة، ولا جوع، ولا قلة شرف، ولا نمو، ولا إيه بالظبط. كل ده متداخل، ومتداخل بطريقه لا يمكن تعميمها، يعنى ما نقدرش نقول: البلد باظت، وما عدشى فيه أخلاق، والنسوان مش عارف إيه، وكلام من ده، مش احنا، دى مش شغلتنا، إحنا بناخد كل حاله بحالتها، وبندرسها لوحدها، وأنا أظن فى نهاية النهاية، مادام فيه إشراف زى اللى بنعمله دلوقتى، ما دام احنا خايفين من نفسنا، وعلى نفسنا، بنقدر نسمح بمشاعرنا إنها تشارك، وفى نفس الوقت بنلاحظ تداخل الموقف الأخلاقى بتاعنا، زى ما انت بتقـولى دلوقتى إنك مستغربة على تعاطفك معاها، وفى نفس الوقت مش مبسوطة من ده، وبعدين طلعتى إنك يمكن تكونى مبسوطة، إحنا زى ما ساعات بنفسر تصرف البنت بموقف أمها اللاشعورى، وإنها يمكن بتعمل اللى بتعمله نيابة عن أمها، لازم المعالج يعرف نفسه برضه، هوا احنا مش بنى آدمين ولا إيه، إحنا بنقول إن ساعات البنت بتهلس بالنيابة عن أمها، وإن الولد ساعات بيدمن بالنيابة عن أبوه لاشعوريا برضه، مش كده؟ ما هو من غير مبالغة إحنا نبص لتعاطفنا، وموقفنا بأمانة شويتين، وناخد كلام العيانين والعيانات بحذر فى نفس الوقت، وده بنعرفه لما نخش فى التفاصيل شوية، ونسأل ده بيحصل الساعه كام، وفين؟ والناس؟ وكده؟، إنتى فاكره لما جيتى لى فى العيادة، وحكيتى عن حالة تانية، وسألتك نام معاها آخر مرة إمتى؟ قولتى لى النهارده الصبح، قولت لك فين؟ قولتى لى فى بيتها، قلت لك والجيران وكلام من ده؟ دا مش حب استطلاع، دى محاولة لتصور الموقف كامل، يعنى عشان نوصل أو نقرب من حقيقة الجارى فى الواقع المحدد بتاع كل حالة، خصوصا فى واحدة زى الست بتاعتك النهارده، يعنى الحقيقه بتختلط بالأدوار المتغيرة بتاعة الحالة، وفى نفس الوقت بتختلط بمشاعرنا الشخصية بتربيتنا باللى جارى فى المجتمع، فبنعرف حاجات كتيرة من أول وجديد، ومجتمعنا اليومين دول بتحصل فيه تغيرات كتير مختلفة من بره، ومن جوه، ما نعرفشى عنها غير قشرة القشرة، حتى الأبحاث اللى بتطلع بتاعه “نعم”، “لا”، حاجة تضحّك، أنا كنت فى برنامج فضائى قريب بنتاقش فى تقرير من مجلس، ما اعرفشى اسمه مجلس المعلومات واتخاذ القرار أو حاجة كده تبع مجلس الوزرا، وكل الأرقام اللى فى التقرير تضحـّك، عشان الأسئلة من أصله كانت تضحك، مثلا: هل تحب أن تحارب إذا ما هوجمت بلدك؟، وانت عليك تختار تجاوب بـ “نعم – لا”، بالذمة ده اسمه كلام؟ ولا خد عندك دلالة انتشار الحجاب وعلاقة ده بالممارسة الأخلاقية، مافيش بحث رسمى ممكن يقول لنا إيه اللى جارى وهوا حاطط أسئلة فى المنطق دى تتجاوب عليها بـ “نعم”، “لا”، إحنا بنمارس مهنتنا فى ملـقَّفْ!! ……. إحنا بنعرف المعلومات من مستوى تانى من واقع تانى، زى ما اتكلمنا كذا مرة على ثقافة الإدمان اللى بنتعلم منها بعض معالم ثقافة المجتمع كله، نفس الحكاية: المدمنين فى مجتمعنا مش همَّا العينة اللى بتمثل المجتمع كله، لكنها عينة بتشاور على مستوى تانى من الواقع، إحنا بنتعلم إيه اللى جارى ورا الأبواب، تحت الغطا، تحت الأرض حتى، بنتعلمها من مرضانا، وما بنعممشى، دى مش شغلتنا، والمسألة فى نفس الوقت مش إن الحاجات دى بتحصل من عيانينا عشان هما عيانين والسـَّلام لأه، إحنا نقول اللى بنشوفه وهما يدورا على اللى زيه عندهم، بطريقتهم أو يلفقوا زى ما هما عايزين . نرجع بقى للست دى بالذات، وليكى، أنا طبعا مش باحذرك إنت بوجه خاص، إحنا بنتاقش عشان نفرق بين التعاطف، والسماح، والفرجة، والعلاج، كل ده وارد، وممكن يختلط ببعضه، السماح ما يبقاش سماح إلا واحنا عارفين هوا حايودينا فين، وحانتحمل مسئوليته ولا لأه، الفرجه ممكن تبقى موجوده غصبن عنا، إنما نفقسها أول بأول، ونتعلم منها، ونستعلها لصالح العيان، ما هى الفرجة ساعات تبقى بداية المعرفة والتعلم، بس فى حدود، وبرضه حكاية إن العيان أو العيانة تستعملنا شوية، لكن برضه لازم نعرف سقف الاستعمال ده واصل لحد فين، ولازم كل شوية أراجع المعلومات اللى بتوصلنى مع المعلومات السابقة، المسألة مش تحقيق، لأه، دى إضافات هامة، لو ظبطنا نفسنا بنتفرج، ماشى، مسموح عشان أتعلم، لكن لحد إمتى وعلى حساب إيه، هنا تيجى فايدة الإشراف أول بأول، الاستعمال برضه، لو بندى فرصه للعيان ماشى يستعلمنى بخطرى، لكن بعد شوية باحط شروطى، مش يستمر العيان يعك، وما دام بييجى يبقى هو حر، لا ياعم، إحنا لنا ثقافتنا، أنا ما باستبعدشى الموقف الأخلاقى بتاع المعالج، بس التوقيت، بييجى وقت باقول للعيان أو العيانة، لا يا عم، يا أنا واللى بنعمله سوا سوا واحنا بنبنى بنى آدم مسئول وعارف هوا بيعمل إيه، ياللى انت مُصر تستمر فيه، ما هو ما فيش داعى إننا نستعمل العلاج للتبرير، يا إما علاج ونبتدى من أول وجديد “على مية بيضا”، يا إما انت حر تشيلها لوحدك، يعنى باشاور على اللى جارى بعد ما اطمئن إن فيه علاقة مع العيان، وإنه حريص عليها، واقول له فى الوقت المناسب: لا ياعم، يا العلاج يا ده، كفاية كده عليك، يعنى فى الحالة دى: حكاية عزوف جوزها من 18 سنه عن الممارسه الجنسية لازم تندرس بعلم ومراجعة، الممارسه الجنسية فى حد ذاتها، رغم إن لها وظائف كثيرة، إنما هى مش قضية منتهية ومعروف أولها من آخرها، هى ما هياش قيمه أولى فى حد ذاتها، يعنى هى فى أى علاقة كويسة بتبقى زى “تكملة جملة مفيدة”، يعنى ما فيش داعى نفترض إن افتقادها لوحدها يبقى مبرر لحاجات تانية أصعب وأخطر، لازم ندوّر على حاجة جنبها ناقصة فى العلاقة، يعنى مش نكتفى بإننا نقول إن الست دى عندها مبرر كافى للى هى بتعمله عشان جوزها ما بينامش معاها بقاله 18 سنه، طيب ما هو كان بينام معاها قبل الجواز، وكان عارف إنها مش بكر قبل ما ينام معاها وقبل ما يتجوزها، إيه اللى خلاه يبطل بعد الجواز، يبقى فيه حاجات أعمق وأهم مبوظة توظيف العلاقة بشكل له معنى، فيه حاجة كده بتحصل بين البشر مالهاش اسم محدد، زى ما يكون ممكن يحصل الجذب ده، والعلاقة، من غير جنس، وساعات تحصل حاجات من دى بجنس خايب، أو ساعات يتقلب جنس فقط، والأهم إن هى هى اللى ممكن تكمل جنس إنسانى بجد، يعنى المسألة تباديل وتوافيق مالهاش آخر، وأنا رأيى إن كل المعلومات والاحتمالات العلمية ما غطتشى لسه كل المناطق دى، فإنتى يا بنتى، زى كل زملاءنا وزميلاتنا، قدامك مشوار طويل، عليكى إنك تتعلمى وتصبرى وتركـّـزى، وترتبى أولوياتك: مش تركزى على مسألة إنتى بتعمليلها إيه قد ما تركزى الأول على احتمال: إنتى ممكن تضريها ازاى أو تضرى نفسك ازاى، وأول ما الضرر يبقى محتمل ويوصل إلى شكل منذر، حا نتناقش فيه هنا وغير هنا، أما إذا الأمور مشيت وبقى لها شكل بيوعد بفايدة بتزيد مهما كانت بالراحة، آدى احنا ماشيين، يعنى طول ما انت ما بتضرّيش وعندك وقت، يبقى إنت وهى تاخدوا الفرصة، إحنا دكاترة ومعالجين تحت أمر العيانين، يعملوا فينا اللى همّا عايزينه، ويدبـروا أمورهم بطريقتهم، واحنا نقف جنبهم بحساباتنا وخبرتنا ومسئوليتنا. باين الست دى بتدبر أمورها بعوامل إحنا مش عارفينها، بس مع الصبر وضمانات قلة الضرر، إحنا يا حانعرفها، يا هى حاتزهق لما تعرف إن استعمالها لينا له حدود، فحا تبطل. يعنى كل اللى علينا هو إن احنا ننتبه، واللى ما نعرفشى فيه نتناقش فيه، ونحسب حساب وقتنا ووقت عيانينا، وطول ما فيش ضرر واضح زيادة، نمارس مهنتنا لصالح اللى بيسألونا النصح ولصالحنا، وبس. ***** الاستشارة الثانية: (بعد ثلاثة أشهر تقريبا- تعمدنا عدم ذكر التاريخ) د.ناهد: هى نفس العيانة اللى عندها 47 سنة (…ثم لخصت الدكتورة الحالة كما ذكرتها تقريبا فى الاستشارة الأولى ) …. أنا كنت عرضتها قبل كده على حضرتك من شهرين ونصف هنا، كنت قلت لحضرتك إنها تعرف واحد تانى على جوزها …إلخ، د.يحيى: هى إتجوزت من إمتى، فكرينى د.ناهد: أتجوزت وهى عندها 30 سنه د.يحيى: هى دى اللى جوزها كان عارف قبل ما يتجوزوا …أظن؟ أيوه افتكرت د.ناهد: آه، أنا قلت لحضرتك إنها من قبل ما تتجوز جوزها كان عارف حكايتها مع الولد الأولانى، هى كانت بتقول إنها بتحب جوزها ده جداً، بس جوزها كان بيعاملها وحش بعد الجواز، خصوصا فى العلاقة الجنسية، تقريباً هى اللى لازم تطلبها منه كل مرة، هو ما بيطلبهاش خالص د.يحيى: من إمتى مابيطلبهاش د.ناهد: بتقول من ساعة الجواز د.يحيى: من 17 سنه؟ د.ناهد: آه، بس فيه بينهم علاقة برضه غير ما كنت فاهمة فى الأول، بس هى اللى بتطلبها، هى اللى بتطلبها ولازم تلح د.يحيى: هو عنده كام سنه د.ناهد: هو عنده 52 د.يحيى: كان متجوز قبل كده د.ناهد: لأ، فى وسط مرحلة جوازهم دى، هى عرفت إن هو على علاقة بأختها، أختها هى اللى قالت لها، وهى واجهتهم وكده، والعلاقة دى انتهت د.يحيى: علاقة كاملة مع اختها يعنى؟ د.ناهد: هى أختها ماقالتش إنه بينام معاها، بس يعنى إنه بيحاول يتقرب لها، بيحاول يكلمها فى التليفون، بيحاول يزوروها كتير، لما بتكون عندهم بيحاول يقعد جنبها، كل المعلومات دى من العيانة نفسها وبس، هى كانت جاية لى بقى بعد ما عرفت واحد جديد وهى معجبة بيه جداً وبتحبه وهو قال لها إنه هو بيحبها، فهى كانت كإنها جاية زى ما تكون فى صراع، يعنى مش عارفة تسيب جوزها خلاص عشان هو خانها، وهى خلاص مابقتش تحبه وتكمل مع الجديد ده ولا لأه د.يحيى: خانها فين يا شيخه !! المهم الجديد ده اللى هى عرفته متجوز؟ د.ناهد: متجوز آه وعنده ولدين د.يحيى: بيشتغل إيه؟ د.ناهد: بيشتغل مديرها فى الشغل هى بتشتغل فى شركة خاصة د.يحيى: والعلاقة وصلت لحد فين؟ د.ناهد: حصل بينهم مرتين إن هما ناموا مع بعض، كان ده قبل ما تجيلى، فكانت جاية مش عارفة تعمل إيه، حاسه إنها تعبانة جداً وكل ما تفكر إنها تاخذ قرار، ما تعرفشى. د.يحيى: ماهى واخده قرارات أهه والحمد لله تمام !!!!، طيب المهم كمّـلى يابنتى د.ناهد: حضرتك المرة الأولانية، حضرتك قلت لى إنى أعمل حسابى لحسن أكون بالجلسات دى كإنى باوافق واديها أوكى O.K د.يحيى: هى دى الست اللى سألتك عليها فى العيادة عن بعض التفاصيل وفين وإمتى وأخر مرة، وقلتيلى كانت بتنام مع صاحبها ده الصبح وتيجى لكى الظهر؟ د.ناهد: آه د.يحيى: ماشى د.ناهد: حضرتك نبهتنى إن ممكن بالجلسات دى يوصل لها كإنى باوافق على اللى هى بتعمله، يعنى أنا فهمت كده يومها د.يحيى: طيب، وبعدين إيه اللى حصل فى المدة دى؟ إحنا بقى لنا تلات تشهر أهه. د.ناهد: أنا ابتديت بقى بعد ما عرضتها على حضرتك أشتغل معاها فى حاجتين: أول حاجة فى إحساسها هى ليه بتعمل كده، فى إحساسها بنفسها كأنثى، وإن هى المفروض تهتم بنفسها فى حاجات تانية، تاخذ قرارات فى الحاجات اللى جوزها مالوش دعوة بيها، ما يقدرش يغصبها إنها تعملها، ولا ما تعملهاش، وهى استجابت، واشتركت فى “ِجم”، وابتدأت تروح الـيوجا، وبدأت تخرج خروجات منتظمة، يعنى بان إنها بتهتم بنفسها و تخس، والحاجات دى كلها بتحصل والعلاقة اللى مع الراجل التانى ماشية، بس حصل إن الراجل ده حصلت له مشاكل فى الشغل فسافر فترة، وهى ابتدت ساعتها فى الوقت ده تهتم أكتر بالحاجات اللى احنا بنعملها سوا، وبعدين الراجل ده رجع تانى، فهى سألتنى، فابتديت أنا أقول لها إنها لازم تاخذ قرار، ماينفعش إنها تعيش كده …، إبتديت أزنقها د.يحيى: طيب والسؤال بقى؟ د.ناهد: السؤال إنها خلاص، أخذت قرار وابتدأت فى تنفيذه فعلاً د.يحيى: قرار إيه بقى؟ د.ناهد: قرار إنها تتطلق من جوزها، واتفقت مع الراجل التانى إن هما خلاص فعلاً حايتجوزوا د.يحيى: هوا انتى مش قلتى إنه متجوز د.ناهد: آه متجوز، بس ماعندوش مشاكل إنه يتجوز تانى، يعنى هو عنده مقدرة مادية د.يحيى: حايسيب مراته؟ د.ناهد: لأ مش حايسيب مراته وهى موافقه على كده د.يحيى: مين؟ مراته اللى موافقه على كده؟ د.ناهد: لأه، العيانة بتاعتى هى اللى موافقة إنه ما يطلقش مراته، يطلقها ليه د.يحيى: يعنى هوا حاطط مراته زينه؟ ولا بينام معاها؟ د.ناهد:.. زينه، مابينامشى معاها د.يحيى: إيش عرّفـك؟ د.ناهد: أنا سألتها د.يحيى: وإيش عرفها؟ د.ناهد: هو قال لها كده، هى دى المعلومات اللى عندى يعنى د.يحيى: هوّ يقول زى ما هو عايز، طيب خلاص، المهم فيه إيه بقى؟ د.ناهد: فهىّ كده بقى خلاص بقت مستريحة جداً، الأعراض المرضية كلها بطلت تيجى من ساعة ما أخذت القرار ده، وابتدأت فى خطوات تنفيذه د.يحيى: طيب، السؤال بقى؟ د.ناهد: السؤال بقى: طيب أنا كده حاعمل معاها إيه تانى؟ ما خلاص بقى. د.يحيى: برضه السؤال مش واضح، فيه إيه يابنتى؟ د.ناهد: يعنى أوقـّـف وأرضى بالنتيجة دى وخلاص؟ د.يحيى: مش احنا قلـنا الحكاية دى يا ناهد 100 مرة إن احنا أطباء ومعالجين سنيده، يعنى الحاجة اللى ماشية بنسندها عشان تتنيها ماشية، إنشالله يكون واحد حرامى ياشيخة، يروح يسرق واحنا مالنا، إحنا ما عندناش موقف أخلاقى عام بندافع عنه، هو الإشكال كله إن احنا بنحسبها لهم من الناحية العلمية، اللى هى موضوعية المفروض يعنى، العلم الموضوعى هوه العلم اللى بينفع الناس، فا بنقول ياترى الخطوة دى ليها عمر ولا ملهاش عمر؟ يا ترى هى بتناسب العيان ولا الحسبة بتاعته غلط؟ إحنا ما بنقولش حلال ولا حرام حتى، دى مش شغلتنا، إحنا بنقول إنها خطوة كذا وبس، يعنى للست دى بالذات إللى عمرها 47 واللى مش مخلفة، ومرت بكل الخبرات دى، هل الخطوة دى نقلة من ضمن النقلات الواردة اللى حا تخليها تكمل أحسن مع الراجل ده، أو مع جوزها حسب قرارها، حاتكـبـّرها بصحيح ولا هى بتضحك على نفسها، ما تنسيش فكرتنا إن فرص النضج ما لهاش علاقة بالسن، فرص النضج دايما موجودة، خصوصا بعد أزمات من النوع ده، والسن ده هو منتصف العمر لسه، وحتى بعد منتصف العمر فرص النضج موجودة، ما بتخلصشى، ما يمكن كل الخبرات اللى مرت بيها دى تديها رؤية أوسع وفرص حقيقية، مين عارف، ما يمكن تكون زادت خبرة بحق وحقيق وتطلع من المرض أحسن ما كانت قبله وحاجات كده، الله أعلم، إحنا فى النهاية ومن البداية سنـّيدة، وقيـّاسين، بنعمل ده وده من خلال خبرتنا فى مجتعنا ده بالذات، يعنى إحنا وظيفتنا بنعالج، وبنحاول نبص لقدام يمكن نقدر نمنع النكسة أو نمنع إن المسألة تتحول لما هو أسوأ حتى لو ما كانش اسمها مرض، وفى نفس الوقت بنتعلم، الحالة دى شديدة الثراء، ممكن تتعلمى منها كتير أوى، ست لها خبرات قبل وبعد الجواز، وجوزها راجل غريب الشأن، فبنتعلم أكتر، ياخدها وهى مش بكر، وينام معاها قبل الجواز، ويكش أو يبتعد بعد الجواز، ويلاعب اختها، وحاجات كده، نقوم نلم كل الحاجات دى على بعضها ونشوف مصلحة الست دى فين بالنسبة للقرار الأخير اللى بتقولى عليه، يا ترى هوا قرار طالع من جوه ومن علاقتها الحيوية بالجنس والحياة، ومعنى كده إنها حاتنيها تمارس الجنس والحب وتسيبها من الهبل اللى بيسموه سن اليأس ده ولا إيه؟ ما تنسيش إنها ماعندهاش عيال، وده امتحان تانى، يعنى ممكن يكون بيتيح لها فرصة إنها تكون إنسانة بحق وحقيق، لأن البديل العادى إنها تدبل وتقعد محسورة إن مصنع العيال اتقفل قبل ما يفتح، أنا قلت لكم 100 مرة إن الست لا بتعجز ولا الراجل بيعجز، طول ما الواحد عايش أهو عايش، وهوه وشطارته، فالمشكلة بتبقى فى السن دى مش عيال وقلتهم، ولا حتى جنس وقلته، لأ، المشكلة هى مدى علاقتها بالحياة بعد الخبرات دى، حا تقدر تكمل وتتحرك، وتحب وتكره وتخون وماتخونش، وتقرر، وتعيا وتخف، وما تهمدشى، ولا بتدور على حتة ضلمة تستخبى فيها الكام سنة اللى فاضلين لها، لكن قولى لى أنا ما سألتكيش هوه عدم الخلفة ده من إيه؟ منها؟ ولا من جوزها؟ د.ناهد: عملوا تحاليل كتير وحاجات كتير، قالوا إن مفيش سبب د.يحيى: الله أعلم، كلهم بيقولوا كده، الراجل يقول لك أنا سليم 100% والست تقول أنا سليمة 100%، بس الله أعلم، إحنا برضه نسيب هامش لاحتمالات أخرى،الظاهر احنا بنتعلم إن عندنا تلات وظائف تختص بيهم المرأة، مش وظايف يعنى مكلفة بيهم، لأه، قصدى أدوار أساسية فى وجود المرأة، الولادة، والأمومة، والتواصل، والتلاتة داخل فيهم الجنس بصور مختلفة، الأمومة (معظم الإناث قبل الإنسان) دى الظاهر وظيفة منفصلة، مايعرفهاش الرجالة أوى، إلا الرجالة الشطار قوى قوى اللى اتصاحبوا مع داخلهم، ومش حاقول لكم ازاى، الأمومة الظاهر فعلا منفصلة عن الحـَبَل والولادة، دى مغروسة فى البيولوجى لوحدها، صحيح هى بتفيد العيال وتحافظ على النوع من خلال تربيتهم، لكنها صفة مستقلة، ارتباطها بالجنس إحنا شاورنا عليه فى حالات قبل كده، وهى مش مسألة شاذة ولا أوديبية قوى بالمعنى اللى بيقول عليه فرويد، الوظيفة الأولانية قبل الأمومة هى دورها فى التكاثر يعنى حفظ النوع، وهنا الطبيعة بتدى الإناث رشوة محدودة لممارسة الجنس لحد ما يتم التلقيح، وهُبْ أخوك عند ابوك، ما فيش أيها ذكر يقدر يقرب للأنثى بعد كده، أما الوظيفة التالتة فهى الجنس بمعنى تجليات العلاقة الصعبة بين اتنين بشر، مش بمعنى التركيز على اللذة والغريزة المنفصلة وكلام من ده، لأ بمعنى العلاقة اللى بيكملها الجنس اللى قلنا عليه “تكملة جملة مفيدة، الوظايف التلاتة بيختلطوا مع بعض بشكل غير واضح، وأحيانا بيغذوا بعض، وأحيانا لأه، المفروض إنهم بيخدموا بعض، الجماعة اللى سمعنا عنهم فى بلاد بره اللى بيتبنوا عيال، دول بيشبعوا وظيفة الأم من غير ما يمروا بوظيفة التكاثر، يعنى الجنس ممكن يبقى رشوة عشان يتم التكاثر، ويمكن يبقى لذة منفصلة تستعمل للتفريغ وخفض التوتر، وممكن ياخد تجليات متداخلة مع الوظايف التانية، أما الوظيفة التالتة إللى بيشترك فيها الجنس برضه وهى التواصل فهو بيبقى جزء من علاقة أشمل، يعنى يبقى عندنا ثلاث أدوار لأنثى البشر، وهما المفروض يكونوا وظائف عادية متداخلة فى بعضها من غير ما نعرف، لأنهم المفروض يعنى بيكملوا بعض، فلما واحده بتنقص ممكن الاتنين التانيين يعوضوها،… وهكذا. نيجى بقى نبص للحالة بتاعتنا دى كمثال، عشان ما نعممشى أو نِـفتى من برة برة إحنا نبص نشوف الوظيفة الفلانية دى شبعت بصحيح ولا لأه، ولو ما شبعتشى نعمل إيه؟ أو هى شخصيا الست دى عملت إيه ونفع؟ وعملت إيه وما انفعشى؟ وهل حا تستمر واقفة فى المحطة اللى هى وقفت فيها ولا حاتواصل بعد ترييحة (مَرَضِية مؤلمة)؟، كل ده قبل ما نقول إنها كانت على علاقة قبل الجواز، وبعد الجواز وكلام من ده، نشوف مين هىّ وخدت إيه وفاضل لها إيه، وليه، وكلام من ده، دلوقتى جوزها مش عايز ينام معاها لأسباب ما نعرفهاش، وهى بتحبه أو كانت بتحبه لغاية ما باين شعرت بالرفض من ناحيته، ومش بس كده، لأ وصل لها ملاعبته لاختها، وبعدين هى دلوقتى عاملة علاقة مع واحد باين عليه وصّل لها إنه احترم أنوثتها وقال لها أنا عايزك بالفعل، حتى على حساب مراته وأولاده، فهى اتخذت قرار فى اتجاه إنها تعيش، وانتى بقالك معاها ييجى أربع شهور، مش كده؟ د.ناهد: لأ خمسة د.يحيى: ماشى، خمسة، تبصى تلاقى المسائل عايزة مننا يعنى إننا ندرس مش بس إن لها علاقة أو مالهاش علاقة، ده بيتطلب منّا إننا نحصل على معنى وتوظيف كل العلاقات المتاحة ليها دلوقتى، مثلا: يعنى نشوف جوزها بيروح يحب فى أختها عشان ناقصُهْ حاجة منها، ولا عشان يغيظها ويهينها، ويمكن بيعاقبها على علاقته بيها قبل الجواز، ما هو ما بيطلبهاش زى ما هى بتقول، طب اتجوزها ليه؟ إيه اللى جرى؟ وقيسى على ذلك، هى بتقول إنها بتحبه، أو كانت بتحبه، بعد الجواز برضه، يبقى لازم ندور هى بتستعمل كلمة حب ازاى لما وصفت علاقتها بجوزها ده، مش بس قبل الجواز، لأ وبعده، وهل اختلف المعنى عندها وعنده؟ وبعدين نشوف هى بتستعمل نفس الكلمة (حب) مع الراجل الجديد اللى متجوز ومخلف، لدرجة إنها مستعدة تتجوزه فى السر فى الغالب. د.ناهد: لأ حتتجوزه علنى د.يحيى: يعنى حايقول لمراته والاتنين حا يوافقوا، إذا كان كده وبالوضوح ده يبقى خير وبركه، بس انا مش متأكد، يبقى لازم نهدّى اللعب، وبرضه نبحث إيه اللى يخلى راجل عنده 54 سنه ومتجوز وعنده ولدين يروح يبتدى حدوته زى كده، لازم الست دى فيها حاجة كويسة غير شكله، حاجة تستاهل، حاجة ماللى بتجذب الرجالة، طيب الحاجة دى ما بتجذبشى جوزها ليه بعد ما اتجوزها؟ الظاهر يا ناهد فيه جهاز جوه البنى آدمين لازم نشوف طريقة لصيانته، الجهاز ده بقائى يعنى يبتدى من قصة التكاثر، فيه سيم عند الحيوانات تنادى بعضها عشان تحفظ النوع، وتبقى اللذة الجنسية رشوة عشان البقاء، فى الإنسان يخيل لى إن الأمور اتعقدت، الجهاز هو الجهاز، ويمكن اللذة هى اللذة، بس شكلها اتغير، ووظيفتها اتغيرت كمان، يعنى كل ده فى تصورى إنه عند البشر بيخدم إن الناس ما تبقاش ناس إلا مع بعضها، ولبعضها، ده بيحصل على مستويات متصاعدة ومتداخلة، يمكن وظيفته عند الست إنها تستحمل غتاتة الراجل وخيبته، أظن إن الجهاز ده وظيفته عند الستات أحسن وأهم، الجهاز ده هو اللى بينادى، وهوه اللى بيسمح، مش بس عشان حفظ النوع والتكاثر وكلام من ده، لأ بقى، الظاهر إن ربنا والطبيعة حدّثته عشان حفظ النوعية، نوعيتنا إننا نكون بشر، إحنا عشان نبقى بشر لازم نتواصل، يقوم يبقى اللقاء جنسى وغير جنسى هو جنسى، والتواصل نفسه فيه لذة بجنس أو من غير جنس، الجنس يمكن ينفصل ويركز على اللذة، لكن التواصل يكتمل بالجنس فى الأحوال اللى بتسمح بيه، فما دام إنتى قد كده شطورة وعايزة تبذلى جهد وتبقى معالجة وتحسبيها صح غير حسابات المجتمع وغير الحسابات الأخلاقية وغير حسابات اختفاء الأعراض وإن ما عادشى بتجيلها نوبات وكلام من ده، يبقى لازم تدورى على مقاييس تانية وحسابات تانية، حسابات السن، وحركة النمو، وأزمة منتصف العمر، وعندك قلة الخلفة، وعندك الخبرة والحركة والتغير والانتاجية، وإذا كنتى يعنى اتصالحتى مع المدرسة بتاعتنا ومعنى ضرورة إننا نتواجد مع بعض، عشان نبقى بشر، يعنى نوع الحياة اللى تخلينا بشر، مش نوعية الحياة بتاعة البله والرفاهية بتاعة شركات الداوء الحرامية، لأه نوعية الحياة اللى نفخر إننا نقدر من خلالها نعيش بشر لحد ما نموت، ما هو يا إما كده، يا إما نعلن تفليسة جنسية وفكرية وتواصلية، واخده بالك، أنا عارف إنى صعبتها عليكى لأن حسبتك بالشكل ده حا تخليكى بعد قرارها ده، اتنفذ أو ما اتنفذشى، مش تفكرى إنك تنهى العلاج، زى ما ابتديتى سؤالك، لأ ده يمكن تخليكى تفكرى تبتدى العلاج فى مرحلة تانية، ده اللى بنسميها “إعادة التعاقد” وتحديد هدف جديد، بمقاييس جديدة، من ناحية تتعلمى، ومن ناحية تساعديها ما دام هى نشطة ومصحصحة وعمالة تعمل علاقات، وتشوف وتتراجع، وكلام من ده، وأظن هى مع تحملك ليها هى حاتطمّن وتبطل تعمل الحركات اللى بتعملها دى سواء بالمرض أو بالتنطيط، لأنها حاتلاقيكى واقفة جنبها سند أموى وسند أبوى وسند سلطوى وسند اجتماعى، يعنى انتى ممكن تبقى بالنسبة لها موقف داعم من نواحى كتيرة تعرفى شوية منها، والباقى مش مهم تعرفيه، لأن استمرارها فى اللى يكبرها بيقول إنه موجود بينكم والحمد لله، وإنه موجود بدرجة معقولة هى اللى محافظة على العلاقة د.ناهد: بس أنا فى الفترة دى كنت بافكر يعنى إنى بدل ما كنت باقابلها كل أسبوع، أباعد المقابلات شوية، مش ضرورى كل أسبوع د.يحيى: هى عايزة تيجى كل أسبوع؟ د.ناهد: أيوه، أنا اللى عايزة أخليها تيجى كل أسبوعين د.يحيى: أنا باسأل عليها هى؟ د.ناهد: لأ أنا اللى طرحت الاقتراح د.يحيى: هوا انت ليه قلقانة من مجيئها ليه؟، إوعى تكونى خايفه منها د.ناهد: شوية د.يحيى: عندك حق، خايفه منها من إيه؟ إن إيه؟ إن يحصل لك إيه؟ لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم د.ناهد: يعنى هى لما قالت لى كل ده، حسيت إنى أنا قلقانة أوى ومش عارفة أكمّل د.يحيى: إنت خايفه منها أكتر، ولا خايفه عليها أكتر د.ناهد: لأ خايفه د.يحيى: منها د.ناهد: شوية د.يحيى: إن إيه بقى لا قدر الله د.ناهد: يعنى يمكن فى الأول كان رأيى لما ابتديت معاها الـجلسات خالص…. (صمت ) د.يحيى: (بعد السماح بالصمت مدة ما..)، هه حصل إيه لما ابتديتى الجلسات؟ د.ناهد: أصل انا لما بابدأ مع حد وكده، بيكون فى بالى تصور حاوصل لإيه بالـجلسات دى، يعنى بالعلاج ده، قصدى حاوصل لإيه بالكلام وكده، فأنا لما حسيت إن أنا حاتكلم معاها ونبدأ نعمل شغل فى الموضوع ده، إن ممكن ده يوقف علاقتها شوية بالراجل التانى، فلقيت العكس تماما، إن هى مستريحة للى احنا بنعمله، بس رايحة الناحية التانية، وخلاص حاتتجوزه د.يحيى: تبقـِى خايفه من إيه بقى؟ قومتى انتى خوفتى من إيه بقى؟ د.ناهد: مش عارفة د.يحيى: طب خلاص، قولى مش عارفه وخلاص يابنتى وريحى نفسك، ده حقك، ومنتهى الأمانة إنك تبقى مش عارفه، أنا برضه حاطنـّش، مافيش أى مشكلة، الزمن، والإشراف، والكبران حايحلوا أمور كتير واحدة واحدة، المهم إنك فهمتى إن أحسن لك، وأحسن لها إنك تكملى، وما تنسيش إنك تلاحظى الفرق بين الاستشارة الأولانية، والاستشارة التانية وما فاتشى بينهم غير تلات شهور، وشوفى موقفك ومشاعرك، ومخاوفك، مع التغيرات اللى حصلت بالنسبة لها، وحاتلاقى نقط الاهتمام اتغيرت، وكمان حاتلاقى الأهداف (المتوسطة) والمقاييس اتغيرت، ثم إن احنا ما زال ناقصنا معلومات كتير، وكل معلومة حاتوصل لنا حاتفيدنا فى هدف أرقى فى العلاج، وحاجات من دى، وما تخافيش من إنها ريّحت بالشكل ده، خطوة السكون دى هى خطوة برضه تبع حركة النضج، كل سكون إذا كان صاحى، بتيجى بعده حركة مختلفة غالبا. السكون مش سلبى على طول الخط، يمكن يكون التقاط أنفاس، ومش ضرورى يكون هرب فيما يشبه الصحة زى ما قلنا قبل كده، وما دام احنا متطمنين على حساباتنا المبدئية، وما دام بناخد وندى مع بعض باستمرار زى ما انت شايفه أهه، آدى احنا رجعنا لها مرتين فى تلات شهور، يبقى فيه فرصة نحصل على مزيد من المعلومات، تمكّـنا من اتخاذ قرار موضوعى فى قرار موضوعى معاها لصالحها، ونقعد، ونغير ونبدل مع اللى نشوفه صالح، أول بأول. أما إنك تنسحبى عشان هى استريحت، أو تخلى المقابلات كل أسبوعين، فاسمحى لى، لو كانت هى اللى طلبت إنكم تباعدوا الجلسات، كنت يمكن وافقت، أو فكرت بطريقة تانية، لكن طالما هى ما طرحتشى الاقتراح ده، يبقى انت مستعجلة على أيه؟
|
مصارحة المعالج بما يشبه الذنب واردة ومفيدة، لكنها ليست أشبه بالاعتراف المسيحى لأنها مصارحة إخبارية أكثر منها تكفيرية، أو استتابة (طلب التوبة).
فى العلاج النفسى، قد نتعرف أكثر عما يجرى فى المجتمع من علاقات أخفى أو أقوى قد تكون، أكثر دلالة من الإحصاءات الرسمية، أو حتى الأبحاث العلمية.
يبدو أن العلاقة فى المؤسسة الزواجية شىء آخر يبعث على التساؤل عما إذا كانت العلاقات الناجحة – بمقاييسها- قبل الزواج، معرضة للفشل بعد الزواج، ربما لاختلاف شروط التعاقد غير المعلن، أو لغموض أو اختفاء الاختيار، وإعادة الاختيار؟ يبدو أن موقف الرجل هنا – وربما عموما- أكثر جبنا وصفقته أخفى شروطا.
رفض إشاعة خمود الجنس فى هذه السن عند المرأة (لا يوجد سن لليأس.
الشطارة فى الجنس للجنس، قد لا ترتبط بالجمال، وهى ليست مزية فى ذاتها غالبا. (متى نصدق كل كلام المرضى، وكيف نتحقق من الحقيقة، والمصدر واحد فقط عادة؟)
تعاطف المعالج(ة) مع موقف يوصف بأنه عند العامة عادة بأنه غير أخلاقى، وارد، ومهم، ودال، وقد يكون مفيدا.
لكن لا ينبغى أن يفهم هذا التعاطف على أنه موافقة ضمنية بلا شروط
احتمال استعمال العلاج للتبرير
تقييم عاطفة وموقف المعالجة أثناء الإشراف، هو دعوة إلى المراجعة والاستبصار معا، ثم قبول المعالجة النظر فى نفسها بلا توقف طالما هى اختارت أن تواصل نموها خبرة ومعايشة مهنية وشخصية.
المرضى لا يمثلون المجتمع تماما، لكنهم مصدر هام قد يكشف عن البعد الأعمق لما يجرى فى المجتمع
الانتباه للتداخل المحتمل بين الموقف الأخلاقى الشخصى للمعالج، والموقف المهنى (الموضوعى)، مع الحذر من الزعم بإمكانية استبعاد الموقف الشخصى تماما.
الانفتاح للتعلم من المرضى ومن المعلومات التى يدلون بها، مع الحذر من إصدار الأحكام، أو التمادى فى التعميم.
السن عند المرأة لا يستبعد الحيوية الجنسية مثلما تقول الإشاعات غير العلمية عن “سن اليأس”
فتح كل الاحتمالات شديد الأهمية والفائدة وليس بالضرورة مجلبة للحيرة.
دهشة المعالج هى باب للمعرفة المتجددة ومراجعة معلوماته حتى العلمية
(آسف: ما أصعب ذلك، لكنه وارد، وإنسانى، ومهم).
نقد البحث العلمى التقليدى أن يكون هو المصدر الوحيد لمعرفتنا بالواقع.
أن يختلط كل هذا ببعضه البعض أمر وارد، وهو ليس قصورا أو تقصيرا من المعالج، لكن ينبغى تتبعه، ومناقشته، ومراجعته باستمرار حتى نقلل من جرعة التعاطف تقمصا، لصالح التعاطف مسئولية، ونقلل من جرعة الفرجة لصالح التعلّم والاستزادة، ونقلل من جرعة السماح الضعف، لصالح السماح القادر المشروط لاحقا، وهكذا.
السماح بأن يستعمل المريض العلاج والمعالج لما يبدو سلبيا يمكن أن يكون مرحلة مفيدة، لكن لا بد أن تكون مؤقتة، حسن التوقيت هنا ضرورى لمنع التمادى، والإشراف يساعد فى ذلك.
استحالة استبعاد الموقف الأخلاقى للمعالج، (كذلك الموقف الأيديولوجى، ولا يتم التخفيف من آثاره السلبية إلا بالإشراف، والتفرقة بين العلاج والوعظ والإرشاد حسن توقيت الرفض ينبغى أن يتناسب بدقة مع توثيق العلاقة العلاجية
وظائف الجنس عند الإنسان تختلف عنها عند الحيوان، وتعبير “تكملة جملة مفيدة” قد يؤكد على أن الجنس البشرى الحقيقى (أو المأمول) حوار، هادف، له بداية، ونهاية مفتوحة.
الاحتياج الجنسى، بمعنى الجوع الفسيولوجى (البدائى- الحيوانى) ليس هو الدافع الأول ولا الأهم لممارسة الجنس بين البشر، خاصة فى هذه السن
تعدد لغات الجنس ووظائفه فى مراحل العلاقة أو العلاقات أو مراحل العمر أو مراحل النمو (وهى ليست مترادفة مع مراحل العمر) وارد ومهم ومتبادل، برغم أنه ليس بالضرورة تسلسل منتظم إلى أرقى فأرقى، فقد يتذبذب نكوصا، أو يتطور نماء، ثم ينتكس، وهكذا.
تجنب الإضرار مقدم على تقديم النفع، فى العلاج النفسى مثل ممارسات أخرى كثيرة
موقف الاستعداد للمبادرة،(ستاند باى) دون إقحام المساعدة، برغم ضعف المعلومات، من أهم المواقف التى تميز هذا النوع من العلاج.
قبول واحترام المناطق المجهولة غير المفسرة، يعفى المعالج من الإسراع بالتسبيب الخطى، أو التأويل التعسفى، وموقف “إنتظر لنرى”، هو من أهم المواقف العلاجية المفيدة، شريطة أن نساهم فى ضمان توجه السهم بقياسات موضوعية إلى ما هو أحسن علاجيا، وقد يسمح هذا الانتظار أن يتمادى المريض فى استعمال العلاج لغير ما نريده له، أو يصلح به، لكن هذا لا يبرر التعجيل المتلهف لتغير سطحى أو مفتعل.
موقف الرجل هنا مدان، ويشكك فى أنه كان قدر المسئولية حين تزوجها بعد أن عمل معها علاقات كاملة، وسواء كان هذا الموقف تراجعا لا شعوريا، أم وغدنة شعورية، فهو موقف مدان (وغريب لأول وهلة)، أما المرأة التى أعطته نفسها قبل الزواج، واحترمت ما بدا احتراما لها تم بالزواج، فيبدو أنها تصورت أنه موقف نبيل طبيعى بشكل ما، ومن ثم راحت تنتظر ولكن تنتظر احترامها استكمالا لما ظنته احتراما سابقا.
حين تضطر المرأة أن تطلب العلاقة الجنسية من مثل هذا الرجل وهى تشك فى مغزى تغير موقفه هكذا، فهى تهين نفسها بشكل قد لا تدركه، فيزداد الرجل وغدنة، وتزداد المسافة بينهما اتساعا.
هذه العلاقة المثيرة الملتبسة بالتقرب للأخت، قد تؤكد وغدنة هذا الرجل بشكل أو بآخر، فالمسألة ليست عزوفا غير مفَسَّر عن الجنس، لكنها تبدو نوعا من الإغاظة، أو تأكيدا لضرب من العقاب الخفى لما كان قبل الزواج.
حين يتعرى مثل هذا الرجل، تتغير عواطف المرأة نحوه حتى لو كانت تحبه تغيرا مفهوما، وهكذا يأتى سلوكها إما استجابة لحقها، أو انتقاما منه، أو ردا على إهانته، ويتراجع حبها لهذا الرجل الذى وهبته صادقة نفسها بلا شروط رسمية، ليتنكر لها حين امتلكها، أو تصور أنه امتلكها.
أن تأخذ المرأة قرارا بالبعد عن رجل لم يحترمها، ليس سهلا، وقد تحتاج إلى علاقة تقول عنها أنها حب جديد(أو لعلها كذلك) يساعدها فى ذلك، لكن تظل من حقها أن تـُنهك من هذا الموقف، ورأى المشرف هنا على العلاج ليس سليما على الأرجح، لأنه يبدوا أنه اعتبرها أخذت هذا القرار بسهولة لا تتناسب مع قول المعالجة أنها جاءتها “تعبانة جدا”.
التركيز على استعادة الكيان الذاتى لذاته، بعيدا عن الإبدال والاستعجال، هو خطوة مفيدة فى العادة، حتى يأتى القرار اللاحق فعلا، وليس مجرد رد فعل
التنبيه على تجنب إطالة موقف التذبذب هو موقف علاجى جيد من حيث المبدأ، لكنه قد يؤدى أحيانا إلى اتخاذ القرار الخاطئ، ولا يمكن التأكد متى يكون الوقت مناسبا، ومتى يكون مبكرا فى مثل هذه الحالات الصعب.
لا يكفى أن يعلن الرجل أنه “ما عندوش مشاكل” حتى يبرر أن يعدد علاقاته حتى بالزواج الشرعى، فى مثل هذه الحالات ينبغى فحص الأمر من أكثر من جانب، حتى الجانب غير المشارك مباشرة (الزوجة الأولى والأولاد).
المسألة هنا، حتى لو أجازها الشرع، تحتاج وقفة عدل هادئة، للتأكد من موضوعية حركية التواصل الذى قد يسهله أو لا يسهله الزواج أو ما قبل الزواج.
اقتراح المعالجة إنهاء العلاج والأمور بهذا الغموض من حيث التحرى عن حقيقة الدوافع، الطمأنينة لعمر العلاقة الجديدة، ومعناها، وجدواها، قد يشير إلى قلق المعالجة على نفسها، وربما قيمها، وربما ما تحرك بداخلها مما أشرنا إليه فى المناقشة، ثم أوضحناه فى هذه الهوامش فى البداية.
دور المعالج الداعم لما يجرى فى اتجاه واقعى بسيط، بعيدا عن الأحكام الفوقية والوصاية الأخلاقية، ليس دورا سلبيا، وهو يضيف إلى دوره الداعم، توضيح حسابات الواقع من خلال خبرته وعلمه، ليتيح للمرض فرض افضل الاختيارات وأدومها نفعا.
مفهوم المسار الممتد للنضج حتى القبر هو مفهوم إيجابى وبالذات إذا كان العلاج من النوع الذى يركز على أن اضطراد النمو هو غاية الصحة فى نهاية النهاية.
فكرة هذا العلاج أنه لا يكتفى بإزالة الأعراض، وإنما يهدف إلى إطلاق مسيرة النمو بما يتيح مآلات أعلى مما كان الحال عليه حتى قبل المرض، بل ويكون عادة وقاية من نكسة محتملة.
ممارسة العلاج النفسى مصدر أساسى للتعلم المتجدد والنقد الجيد مع شحذ الخبرة باستمرار.
قياس التحسن لا يكون باختفاء الأعراض فحسب، ولا بحل المشاكل واختيار الشريك الأنسب، وإنما يقاس بالعلاقة بالحياة بكل ما تعنى الحياة مهما بلغت السن
علاقة السن بالحيوية بكل جوانبها ليست علاقة فسيولوجية منفصلة، وإنما هى علاقة حيوية متجددة نوعيا تقاس بمدى القدرة على تنشيط الحياة وتجديد آليات مواجهتها، والغوص فيها تناغما.
هذا الفرض: هذه الوظائف الثلاثة (الولادة، والأمومة، والتواصل الجنسى الحيوى – الإروس) المستقلة المتكاملة معا، تتميز بها المرأة عن الرجل (غير متكامل وقليلٌ ماهم)، وهى مستقلة بمعنى أنها متميزة فى ذاتها بما يميزها، ومتكاملة بمعنى أنها تتداخل بتضفر ينمى بعضها بعضا، أقول التحقق من هذا الفرض يحتاج تتبع حالات أكثر، وربما يحتاج إلى تحقق بمنهج مستقل.
فرض أن الغريزة الجنسية عند البشر، وعند الأنثى خاصة، تجاوزت أن تقتصرعلى حفظ النوع (التكاثر) لتحقق هدفا أكثر بشرية وأنضج وعيا، وهو حفظ النوعية – كبشر، هو الأطروحة الأساسية التى أشرت إليها تفصيلا فى موقع آخر (الغريزة الجنسية من التكاثر إلى التواصل)، والإشارة الموجزة هنا ليست بديلا عن الرجوع إلى أصل الأطروحة، لكنها تكفى بتنبيه المعالج إلى أن المسألة – عند البشر- هى أرقى بشكل يتجاوز أيضا اللذة المنفصلة برغم أنها جزء يكتمل به التواصل وقد يدل على نجاحه وعمقه.
احترام أنوثة المرأة، بعد إهانتها بالهجر، هو من أقوى الدوافع للاندفاع للتجربة الجديدة، لكن شريطة أن يكون احتراما حقيقيا، وليس مجرد جوع آخر، لسبب لم يظهر فيما قدمته المعالجة.
“تحديث” برنامج الجنس البشرى ليكون التواصل أساسا للحوار الجسدى، دون استبعاد اللذة الطبيعية ارتقاء بكلية الوجود، هذه القضية تحتاج إلى إيضاح ومحاولة وأمل وعمق نظر!!!
تعبير: الخبرة والحركة والتغير والإنتاجية، تعبيرات تبدو إنشائية، لكن قياسها على مسيرة العلاج النفسى والحياة هو أمر ممكن ومفيد
إما أن نعيش بشرا، وإما أن نعلن: تفليسة جنسية وفكرية وتواصلية (برجاء مراعاة أن هذا أبعد ما يكون عن المثالية)
المعالج ليس فقط بديلا عن الوالد (الطرح)، وإنما – فى ثقافتنا على الأقل- هو سند والدى، وسلطوى، واجتماعى، معا.
الستند هنا يعنى أن يكون “فى المتناول”، وأيضا مواكبا مشاركا على مسافة، وكذلك مساهما فى إضاءة الزوايا المعتمة.
مرة أخرى: قد تكون رغبة المعالج فى إنهاء العلاج هى وصوله إلى مرحلة يخشى فيها على نفسه من نقلة نمائية لم يستعد لها بعد بالقدر الكافى، وقد أشرنا فى بداية الهوامش أحد احتمالات ذلك.
الخوف من المريض ليس مقصودا به الخوف الشائع من أن يتجاوز المريض حدوده، لكنه الخوف الإنسانى الجيد من أن يأخذنا المريض إلى مناطق فى أنفسنا لم نتهيأ بعد لزيارتها، فضلا عن تحمل مسئوليتها وقد يأخذ هذا النوع من الخوف شكلا طيبا مثل الزعم بالخوف على المريض، أو شكلا قنوعا مثل الزعم بشفائه وأنه لم يعد يحتج معونته
الوقت فى محيط علاجى صحى، وإشراف متاح، ومحكات موضعية، هو عادة فى صالح خطوة إيجابية أفضل، فمن ناحية هو يتيح لنا الحصول على مزيد من المعلومات التى تضىء الزوايا المظلمة، ومن ناحية أخرى، هو يسمح بنمو كل من المعالج والمريض بما يجعلها أقدر فأقدر.
|