الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الإشراف على العلاج النفسى (36) الحضور الوضوح الحسم المسئولية

الإشراف على العلاج النفسى (36) الحضور الوضوح الحسم المسئولية

“نشرة” الإنسان والتطور

 22-2-2009

السنة الثانية

العدد: 541

 التدريب عن بعد:

الإشراف على العلاج النفسى (36)

(سوف نكرر فى كل مرة:  أن  اسم المريض والمعالج وأية بيانات قد تدل على المريض هى أسماء ومعلومات بديلة، لكنها لا تغير المحتوى العلمى التدريبى، وكذلك فإننا لا نرد أو نحاور أو نشرف إلا على الجزئية المعروضة فى تساؤل المتدرب، وأية معلومات أخرى تبدو ناقصة لا تقع مناقشتها فى اختصاص هذا الباب)
 

الحضور الوضوح الحسم المسئولية: فى ثقافة تسمح

د.مراد: هو ولد عنده 20 سنة هو الكبير من أخين حاليا فى سنة تالتة كلية تجاره بيعيدها لتانى مرة 

د. يحيى: 20 وتالتة، وتانى مرة يبقى كان شاطر ما اتأخرشى

د.مراد: نوعا ما،  لحد ما تعب

د. يحيى: ما اتأخرش غير السنة دى بس

د.مراد: آه بس بالزق، عموما كان بينجح بالزق، هو بيجيلى تقريبا بقاله 5 شهور بيجى بانتظام.. هو كان دخل المستشفى هنا مره قبل كده

د. يحيى: إمتى؟ ولمدة قد ايه؟

د.مراد: هو دخل المستشفى من سنتين

د. يحيى: لمدة قد إيه؟

د.مراد: قعد تقريبا اسبوعين،  قعد فتره صغيره

د. يحيى: وبعدين

د.مراد: بعد ما خرج الأعراض اللى كانت موجودة فى الأول اللى دخل عشانها المستشفى راحت بسرعة، كان فيه عنف على أهله وعدوان وكده،  بس مع دخول المستشفى راحت يعنى، بس اتبقى بقى حاجات زى أعراض سلبيه أكتر، كان بيتابع مع واحد زميلنا وبعدين لما زميلنا سافر حولهولى، كان قال لوالدته أن هو يجى فا جالى، هو فى خلال الخمس شهور دول كانت يعنى أموره ماشية بس فى حاله، يعنى مثلا ماينزلش يلعب مع زمايله، على طول عايز ينام، ما فيش مذاكرة

د. يحيى: فين اللى ماشية بقى؟

د.مراد: على كلام والدته

د. يحيى: أبوه بيشتغل إيه، ووالدته بتشتغل ولا لأه ؟

د.مراد: أبوه محاسب وأمه محاسبة

د. يحيى: كام أخ وكام أخت

د.مراد: عنده أخ واحد أصغر منه

د. يحيى: فى سنه إيه، وبيدرس إيه

د.مراد: فى كلية تجارة برضه هو حاليا فى سنة أولى،  هو أصغر منه بسنتين، بس أخوه هنا فى القاهرة والمريض فى جامعة إقليمية قريبة

د. يحيى: هم ساكنين فين؟

د.مراد: هم ساكنين هنا فى القاهرة

د. يحيى: العيان بيسافر لكليته كل يوم ولا بيعمل إيه

د.مراد: ما هو ده إشكال برضه

د. يحيى: المهم

د.مراد: فى الأول هو لما جه يعنى مثلا كنت زقيت معاه مثلا فى أنه يهتم بهدومه شوية،  بمظهره، ما يكسلش يغير ويستحمى، هو مثلا عنده 4 أطقم هو ما بيلبسش إلا طقم واحد بس منهم، خليته ينزل يلعب مثلا كورة مع أخوه، مع زمايله، فى الاول بدأ يشتغل فى الحاجات دى شوية، بس فى خلال الشهرين اللى فاتوا  خلال الشهرين اللى فاتوا حسيت كده زى ما يكون بدأ يريح

د. يحيى: بدأ يريح يعنى إيه،

د.مراد: بدأ يريح بمعنى أنه إيه زى ما يكون فى الأول كان مش عارفنى فكان فيه رهبة شوية، يسمع الكلام، شوية شوية لقيته مافيش، ما بيعملشى أى حاجة ماللى باقول له عليها.

د. يحيى: السؤال بقى؟

د.مراد: أنا فكرت أن أنا يعنى اديه مثلا لحد من زمايلى تانى يكون شديد شوية

د. يحيى: يعنى أنت طيب ولا طبيب، يعنى إيه تديه لواحد شديد شوية،  يعنى انت شديد نص نص، ولا مش شديد خالص

د.مراد: انا ما باضربهوش مثلا

د. يحيى: يا نهار أسود!! هوا احنا بنضرب عيانين يا جدع أنت؟

د.مراد: ده اللى فهمته إن زميلى اللى سافر كان بيعمله

د. يحيى: بصراحة أنا عمر ما فيه عيان قال لى إن زميلك ده ضربه، يمكن شخط فيه، تلاقيه زقه بكرشه، إنما ضربه لأه، مستحيل

د.مراد: أنا مش عارف

د. يحيى: لأ لازم تعرف، هى مش لعبة

د.مراد: يعنى على كلام والدته ده اللى وصل لى، إنه كان بيزعق له، ويبهدله

د. يحيى: بيبهدله معلش انما يعنى يضربه لأ 

د.مراد: مش ضرب بمعنى ضرب، بس يعنى كان فيه عنف منه، أنا شايف ان انا مش عارف أعمل ده معاه

د. يحيى: مش أنا قولتلكوا بعد سفر زميلنا ده إن أنا اكتشفت ان هو كان معالج جيد، وإن العيانين بيحبوه، مش حصل، اكتشفت إنه كان غير ما كنت واخد فكرة عنه، إن معالج جدع،  هو يمكن كان له حضور حاسم بيوصل للعيان 

د.مراد: يعنى فيه حاجات والدته واصفتها لى كان الدكتور أحمد كان بيعملها مع الولد

د. يحيى: إيه يعنى؟ كان بيخوفه؟

د.مراد: يعنى

د. يحيى: طب السؤال بقى؟

د.مراد: أنا مش قد الكلام ده، السؤال إنى خايف على الولد من موقفى الضعيف ده، يعنى أديه لواحد زميلى ولا لأه؟

د. يحيى: إيه اللى بتقوله ده يابنى؟ هى معركة قوى؟ إنت فاهم إن الشدية دى إيه؟ هى بالوزن ولا بالحس العالى، ولا بالحضور والحسم ؟

د.مراد: أنا فاهم ده آه

د. يحيى: يعنى تكون أنت حاسم وواصل وواضح ومشترط، تبقى شديد، يعنى مسئول، كل ده يوصل للعيان، يتلم، آدى الشدية، مش الضرب، وانت واضح إنك مهتم، ومسئول.

د.مراد: هو ده بيحصل لحد ما بافهمه هوه ووالدته إن الأعراض السلبية دى، أخطر من الأعراض اللى دخلته المستشفى، وإنه لو تمادى يمكن يخش المستشفى

د. يحيى: وبعدين، هوه يعمل إيه بقى؟

د.مراد: هى دى مشكله تانية، والدته بتقول إن هو عنده امتحانات حاليا

د. يحيى: امتحانات إيه وهو ما فتحشى كتاب 

د.مراد: أنا قولت لها ده فعلا

د. يحيى: ما هو دى هى الشدية اللى هى المسئولية، إن مستقبله ما يضيعشى 

د.مراد: أنا عرضت عليها ده اكتر من عشر مرات، وهى برغم دخوله المستشفى قبل كده، لسه فاهمه إن العلاج كلام وترييح وفك عقد برضه.

د. يحيى: يبقى قصاد كده تتخلى، وتقول أنا مش شديد،  ولا تكمل وتشوف هى ما بتتعلمشى ليه؟

د.مراد: ما أنا عشان كده باعرضها فى الإشراف أهه

د. يحيى: يا إبنى إنت لما تلاقى صعوبة فى طبعك بتتعارض مع اللى انت نفسك تعمله، ما تنسحبشى، هنا مثلا، شايف إن الشدة تنفع، وانت مش شديد، الشدية هى جرعة التنظيم والإصرار على التنفيذ، مش الضرب، الموقف الحاسم بيوصل للعيان وأهله، لما تلاقى نفسك طيب، ما تقولشى أنا ضعيف، وأحوله لواحد قوى، إمال إحنا بنعمل هنا  إيه يا شيخ، ما هو الضعف ميزة يا راجل، ورؤيتك دى نفسها ميزة، وانت بتستمر لحد ما تقدر على انت كنت متصور إنك ما تقدرشى عليه، تقعد تصبر وتعاند وتزود فى جرعة التنظيم والتنفيذ لحد ما تقدر توصّل موقفك الحازم بوضوح، هو ده اللى العيان وأهله عايزينه فى مجتمعنا بالذات، إحنا مجتمع مش بتاع الحرية اللى بالى بالك، وانت حر وانا حر لحد ما العيان يروح فى داهية، ولا الحكومة نافعاه، ولا أهله باقيين له،  أنا محترم اعترافك بضعفك، ولو انه مش ضعف ولا حاجة، إنت تستشير آه، إنما تحوله لواحد زميلك أشد لأ، يمكن الأشد ده أضعف وهو مش عارف، الشدية ساعات حتى فى العلاج، بتبقى تغطية لضعف، باقول ساعات، أنا مش عايز اعمم، فإنت لازم تكمل واذا كان فيه صعوبه فعلا فى المذاكره مهدده مستقبله،  يبقى يخش المستشفى

د.مراد: ما هو انا باسأل برضه عشان كده، بس أمه

د. يحيى: أمه إيش عرفها، وبعدين هى إما بتثق فينا، وإما هى حرة تروح لحد غيرنا يساعدها، إنما إحنا ما نساهمشى فى ضياع ابنها عشان عاملين حسابها، وبعدين أنا قلت قبل كده حكاية إن ساعات يوم واحد فى المستشفى يبقى صدمة كافية إن العيان يتلم، ويتعاون، ويكمل بره، ودا زى ما قلنا قبل كده باسميها الدخول الصدمى، يعنى المستشفى تمثل صدمة إفاقة، بعديها بعض العيانين يقعدوا مدة عارفين إن المرض مش لعبة ترييح، ولا العلاج لعبة تفويت، طبعا فى البلاد الحرة يعنى ما بيعملوش كده بالسهولة دى، إحنا هنا العلاقات الطيبة مع العيانين وأهلهم بتساعدنا بجد إننا نخدم أسرع، وأوضح.

د.مراد: يعنى أخليهم ييجوا يقابلوا حضرتك

د. يحيى: طبعا ممكن، مش أنا اللى كنت محوله لزميلك اللى سافر فى الأول

د.مراد: أيوه

د. يحيى: طيب يا أخى يبقوا هم عارفين أنا باعمل إيه، وموقفى إزاى، وده حقهم إنى أتابع باستمرار.

د.مراد: أيوه بس معنى كده إنى أنا اللى حاستمر معاهم

د. يحيى: طبعا، ده لصالحك وصالح العيان

د.مراد: شكرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *