“نشرة” الإنسان والتطور
15-2-2009
السنة الثانية
العدد: 534
التدريب عن بعد:
الإشراف على العلاج النفسى (35)
متى يفيد تغيير الخارج
أ.عونى عبد الهادى: هو ذكر عنده 21 سنة وهو الأول من ثلاثة هو فى 2 تجارة إنجليزى هو دخل المستشفى من حوالى 6 أو 7 شهور كده وخرج وكان بيتابع معايا علاج نفسى يعنى
د. يحيى: دخل المستشفى من 7 شهور قعد أد إيه وطلع إزاى وبيتابع معاك فين؟
أ.عونى عبد الهادى: هو قعد حوالى شهر هنا فى المستشفى وخرج بدأ يتابع معايا وكان بيجيى هنا يوم فى المركز علشان يحضر جروب (علاج جماعى) ومعايا علاج فردى
د. يحيى: وبعدين؟
أ.عونى عبد الهادى:… هى كانت المشكلة إنه لما دخل المستشفى، هو مادخلش الإمتحانات السنة اللى فاتت
د. يحيى: هوه فى سنة إيه؟
أ.عونى عبد الهادى: سنة تانية تجارة إنجليزى هو لما ما دخلش الإمتحانات السنة اللى فاتت طول الوقت بيتكلم وإنه عايز يحول من تجارة وإنه مش عايز يكمل
د. يحيى: عنده مواد من أولى
أ.عونى عبد الهادى: لأ ماكنش عنده مواد من أولى
د. يحيى: جاب تقدير إيه
أ.عونى عبد الهادى: ناجح وجاب مقبول وكان عايد أولى
د. يحيى: فى الثانوية العامة جاب كام
أ.عونى عبد الهادى: فى ثانوية عامة كان جايب 90 % تقريباً
د. يحيى: أدبى ولا علمى
أ.عونى عبد الهادى: علمى رياضة هو دلوقتى المشكلة إنى أنا كلمت حضرتك عليه، وطلعتهولك قبل مايخرج المرة اللى فاتت على أساس إنه هو يحوّل، وأهله بيقولوا ممكن يحول، بس المهم يخلّص وخلاص، وهو بيلعب على الحتة دى على طول، بس حضرتك قلت ….
د. يحيى: قولت إيه أنا بقى
أ.عونى عبد الهادى: حضرتك ربما يكون إستسهال أى حاجة تدل على إنه حايشتغل جد لو حوّل، أنا قلت نضغط عليه إنه يكمل على أساس يخش الإمتحانات السنة اللى فاتت، رفض خالص هو كان دخل الإمتحانات الترم ده لكن برضه
د. يحيى: السؤال إيه بقى؟
أ.عونى عبد الهادى: السؤال هو: أوافق يحول تجارة عربى ولا لأه
د. يحيى: طب ما انت سألتنى قبل كده نفس السؤال من كام شهر، إيه حصل يخلينى أغير رأيى؟
أ.عونى عبد الهادى: أصل احنا تقريباً عمالين بندور فى نفس الدايرة، يعنى فى نفس الدايرة، مع أهله ومعاه، مش عرف إيه.
د. يحيى: يعنى أنا اللى حاعرف؟ ما دام ما اديتناش معلومات جديدة عن حاجة حصلت جديد، حاناقش إيه؟ مش أنت فاكر أنا جاوبتك كإيه وليه
أ.عونى عبد الهادى: آه
د. يحيى: طيب، قول لى بقى الإجابة حا تتغير ليه، بأمارة إيه؟ إيه اللى حصل يخلينا نعيد النظر، هوا كان تشخيصه إيه؟
أ.عونى عبد الهادى: فصام
د. يحيى: ربنا يستر، إنت رأيك إيه دلوقتى بقى بعد تلات شهور
أ.عونى عبد الهادى: أنا؟!
د. يحيى: أيوه انت، مش انت اللى قعد معاه تلات شهور زيادة عننا يا أخى، إن كان علىّ أنا قلت رأيى من تلات شهور، أنا خفت من الاستسهال، بس مش عارف إيه اللى جرى من ساعتها، أحنا بنتغير مع تغير ووفرة المعلومات، ثم إننا بنقول رأينا وبس، مش بنفرضه يا أخى.
أ.عونى عبد الهادى: أنا مش ضامن حاجة
د. يحيى: يعنى أنا أعمل إيه، مش إنت اللى فى إيدك تجمع معلومات جديدة، إن هو إستسهال ولا مش إستسهال، الإستسهال عند الفصاميين بيخوفنى أكتر من أى حد، لأنه استسهال خايب ومعقد فى نفس الوقت، حاقول لك تعبير وحش، ملعبك يعنى، الفصاميين دول يعنى بيستسهلوا إلى الأصعب، والأخيب، بيتهيأ لهم إنهم رايحين للأسهل، لكن النيتجة، و بعد وقت كتير أو شوية إنهم بيكتشوا جوا جواهم، إن الإنسحاب طلع للأصعب فالأصعب، الناس الخايبة بتقول بيقولوا لك المجانيين فى نعيم، متصورين إن الانسحاب ده أعفى صاحبه من مسئولية إنه عايش، الانسحاب ده جزء من اللى بيسموه الحل الفصامى، لما تيجى لواحد فصامى وبعدين تروح فتحلوه باب الاستسهال يروح داخله وما يطلعشى إلا فين وفين، وساعات يكون أنهك وما يطلعشى خالص، بس فى نفس الوقت الضغط الأعمى من غير محيط داعم، يعتبر قسوة قبيحة، وكلام فارغ، وده كله غايب غايب عن وعى الأسرة بالذات
أ.عونى عبد الهادى: هما دلوقتى أمه وابوة بيتكلموا فى سكة ممكن إنه يحوّ، بس المهم إنه هو يخلّص الدراسة بأى شكل، دشلوقتى أقول لهم إيه؟
د. يحيى: يا إبن الحلال إنت بتسئلنى فى إيه؟ منتظر منى إيه؟ ما حاردعليك بنفص الإجابة اللى قولتها لك من ثلاث شهور ما دام ما قلتلناش حاجة جديدة واضحة، ده موقفى وانت سمعته منى ميت مرة، مش بس للعيان ده، عموماا أنا عادة ما باوافقشى على تغييير أى شىء من الخارج إلا غصب عنى، لا تغيير العتب، تقولك أعزل، تعزلى تروحى فين، يعنى من كتر الشقق، ولا تغيير الدراسة، ولا تغيير الزوجة، أى تغيير من برة من غير ما نعمل حساب التغيير الحقيقى المطلوب من جوه، هو تضيع وقت وتشييع فلوس غالبا، أنا مانع إنك تبدى رأيك الخاص فى حدود إن هما فى النهاية اللى حايتصرفوا، قصدى هوه وأهله، التغيير من بره بره ما بيحش حاجة، مع إننا طول النهار والليل بنقول إن العلاج النفسى فرصة للتغيير، آه، لكن أنهو تغيير؟ ساعات أقول رأيى بصراحة، لأ يعنى لأ، وأبص الاقيه ما سمعوش الكلام، ييجوا فى الاستشارة، حتى من غير علاج نفسى ولا حاجة، يقول لك عزلنا وما نفعتشى، الحالة زى ما هية، أعمل انا إيه؟ يبقى المسألة إنك تقول لنا فى الكام شهر دول حصل حاجة تخلينا نهز القاعدة دى ونستثنى؟
أ.عونى عبد الهادى: يعنى، مافيش حاجة محددة واضحة، بس ازاى انا اعرف إن فيه تغيير حصل من الداخل عشان اطمن إن المسألى مش من بره بره، ما هو حضرتك بتقول لنا التغيير التغيير
د. يحيى:.. التغيير هو إيجابى من حيث المبدأ، إنما التغيير كحل سهل من بره علشان أتجنب ضغط أو ألم، ده حاجة تانية، إللى وصلك إنه من تغيير يبقى مافيش علاج، مافيش كبران، ويمكن حتى مافيش حياة، بس فيه تغيير إنسحابى وفيه تغيير إختراقى، فأنا مقدرش أحسبها لك، ولا أحسبها له.
أ.عونى عبد الهادى: يعنى أعرف انا ده من ده ازاى
د. يحيى: طيب بلاش، ننتقل لنقطة تانية عشان يبقى إشراف أشراف، إحنا عمالين نتكلم عن الحالة وناسيينك انت شخصيا، ما هو انت كده كده بتتحمل مسئولية القرار، حتى لو ضد توصيتك، أنا شخصياً باقول اللى عندى حسب ح ساباتى، لكن بصراحة فى عدد لابئس به من الحالات أبقى شاكك فى نفسى، واقعد أقول طب هو انا حا قعد اعاند قوى كده ليه؟ طب مايمكن يغير وينفع، وبعدين أقول أنا معنديش أى إثباتات إن هو حاينجح، أسيبهم من جوايايفرضوه علّيا ييبقى واقع جديد، وساعتها لو حاكمل، وعادة باكمّل، أشتغل، يعنى نشتغل فى الواقع الجديد. فإنت بتكمل لأنه علاج مش مكتب تنسيق، وده عايز شغل مباشر مع إنك تتحمل مسئولية الفشل مع إنك ما اشتركتش فى القرار اللى أدى للفشل ده، أهى دى بقى مشئوليتنا، مش إن احنا نطلع صح أو غلط، هيه !! مش قلتلكو، وكإننا بنشمت فيهم، لأ، دا احنا شايلين شايلين، لأن ده علاج مش أخد آراء، لأ، خلى بالك الوجع بتاع المعالج وهوا محتار، وهو بيستحمل الغلط إللى مش ذنبه، بيوصل للعيان، إنت مشارك طول الوقت، إنت مانتش مرشد سياحى بتقول له ده كذا وده كيت وتروح تنام، هما بيحسبوها إنه يخلص وخلاص، إنت بتحط تحويله وتخليصه دوا خطة العلاج، ومعييرك إللى بتقيس بيها خطوات العلاج، وده الطريق لاكتسابك الخبرة وانت بتكبر، إنت بتعيش معاه المصيبة اللى هوه فيها وانت مش متأكد ده مفيد ولا لأ، العيان عايز الأريح، ويمكن أهل كمان، إنت عايزالأصلح، لأنك معالج، مش مريحاتى زى دايما ما باقول، أنا شايفك دلوقتى مثلا عايز تستريح انت كمان، وده حقك، إنت يعنى متصور ما دام فيه واحد أكبر منك اللى هو أنا يعنى حايقول، حايفتى يعنى، يبقى انت عملت اللى عليك، لا ياعم، الاشراف ما بيبررشى الاعتمادية، ثم إن فيه الحيرة التانية حسب القاعدة الأساسية اللى اتفقنا عليها، هو العيان ده لو إبنك أو أخوك الصغير حاتعمل له إيه؟ حاتوافق إنه يحول ولا لأه؟
أ.عونى عبد الهادى: كنت حوافق إنه يحول
د. يحيى: حاتوافق بحنية بقى وصعبانية، ولا بمصلحة وحسابات
أ.عونى عبد الهادى: بمسئولية
د.يحيى الرخاوى: خلاص، إزاى توافق لإبنك وماتوافقش لإبن الناس، شوف انت ازاى زى أهله عايز تريح دماغك، فين بقى المسئولية فيهم؟ إنت مش ملاحظ التناقض يابنى ولا ما اخذتش بالك إنك وافقت على حاجة لإبنك، وجى تاخد رأيى، وانت عارفه تقريبا، عشان ما توافقشى على نفس الحاجة لإبن الناس، واخد بالك؟ إنت زى ما يكون انت مش عايز تعان، لا مع العيان ولا مع إبنك، مع العيان عايز ترميها علىّ عشان سمعت رأيى قبل تلات شهور، ومع علشان يستريح وخلاص، أنا مش بتهمك يعنى، ده موقف عادى، إنت فاهم إن الطب النفسى كله باظ ليه، الدكاترة مش عاوزين يعانوا، الدكتور حسيب الله يصبحه بالخير، وده ولد كويس أوى كان اشتغل هنا مدة قبل ما يسافر أمريكا ويرجع وياخد الدكتوراه، ويبقى رئيس قسم فى الاسماعيلية، قابلته فى نيويورك، وباسأله عامل إيه، ياحسيب؟ قال لى مية مية، باشتغل هنا بالمسطرة، الحمد لله اتخلصت من الشعور بالتقصير اللى كنت بتشيله لنا عمال على بطال، قلت له إزاى ياأخى؟ قال لى إنت كنت بتشعرنا بالذنب طول الوقت هنا جدول ضرب، تمشى على جدول الضرب تنام مستريح ما ليكشى دعوة، حسب ده من أحسن أولادى وهوا دلوقتى فى أمريكا استقر وعامل شغل رائع، هو ولد كويس أوى أخلاقياً وعلمياً ومهاراتيا وكل حاجة، لكن بصراحة استغربت، وانا عارف وهوا عارف إنى ما باحبش حكاية الشعور بالذنب دى، حمل المسئولية، والوعى بالحيرة، لا ده ولا ده فيهم شعور بالذنب، بس أنا احترمت اللى قاله، ما هو ده حق الطبيب والمعالج إنه ينام مستريح، مش كده ولا إيه؟
أ.عونى عبد الهادى: آه طبعا،
د. يحيى: بس مش على حساب العيان، بصراحة أنا إحترمت اللى قاله حسيب جدا جداً، لكن لو نفكر بأمانة شوية، نلاقى إن اللى حصل فى الطب النفسى والنظريات والدوا والفلوس، كلها كانت فاقسة معاناة المعالج الجاد، وراحت مطلعة نظريا وعلم واتنين فى اتيين باربعة، عشان تريحهم، وخلاص.
أ.عونى عبد الهادى: بس المسألة كده تبقى أصعب وأصعب
د. يحيى: حا نعمل إيه؟ مش ده اختيارنا
أ.عونى عبد الهادى: ربنا يقدرنا