الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الإشراف على العلاج النفسى (15): العلاج النفسى “قصير المدة لهدفٍ محدد!”

الإشراف على العلاج النفسى (15): العلاج النفسى “قصير المدة لهدفٍ محدد!”

“يوميا” الإنسان والتطور

 24-8-2008

العدد: 359

التدريب عن بعد:

 الإشراف على العلاج النفسى (15)

 (سوف نكرر فى كل مرة:  أن  اسم المريض والمعالج وأية بيانات قد تدل على المريض هى أسماء ومعلومات بديلة، لكنها لا تغير المحتوى العلمى التدريبى، وكذلك فإننا لا نرد أو نحاور أو نشرف إلا على الجزئية المعروضة فى تساؤل المتدرب، وأية معلومات أخرى تبدو ناقصة لا تقع مناقشتها فى اختصاص هذا الباب).

العلاج النفسى “قصير المدة لهدفٍ محدد!”

د. يسرا: أنا عندى حالة، 26 سنة، متجوزة بقى لها شهرين ونص

د / يحيى: وقعدتى معاها قد إيه؟

د. يسرا: 4 مرات

د / يحيى: ورا بعض؟

د. يسرا: لأ على مدار شهر ونص تقريباً

د / يحيى: يعنى هى مع جوزها شهر ومعاكى شهر ونص.

د. يسرا: تقريبا، المشكلة إنها عايزة تتطلق، هى من أول ليلة الدخلة رفضت تنام تانى مع جوزها، قالت إن جوزها كان عنيف معاها أوى ليلتها وأنه تقريبا اغتصبها.

د / يحيى: وهى جاية تشتكى من إيه؟

د. يسرا: أعراض اكتئاب وضيق وكلام من ده

د / يحيى: اكتئاب من اللى هوه، ولاّ بتاع سوء التكيّف، والزهق

د. يسرا: أظن الاتنين، يمكن التانى أكثر.

د / يحيى: عندها اخوات بنات؟

د. يسرا: آه وهى الكبيرة، هى من شمال الصعيد، من بلد قريبه من مصر، هىّ بتسافر عشان تيجى الجلسة هنا فى القصر العينى

د / يحيى: أبوها بيشتغل إيه؟

د. يسرا: مش فاكرة

د / يحيى: المشكلة إيه؟ فين السؤال؟

د. يسرا: المشكلة إنى حاسة إنى مزنوقة فى الوقت، جوزها قعد معايا آخر مرة، وعنده استعداد دلوقتى إنه يطلقها، قال لى لو مش باقية علىَّ حاطلقها، مش عارفة المفروض أعمل إيه، أقعد معاها لوحدها؟ معاه وبعدين معاها؟ معاهم هما الاثنين مع بعض؟ حاعمل إيه فى الوقت الضيق ده؟

د / يحيى: جوزها بيشتغل إيه؟

د. يسرا: كهربائى، بس فى السعودية، ونزل اجازة 6 شهور عشان يتجوز، بقى له شهرين ونص تقريبا وراجع بعد الأجازة، هو كمان يبقى ابن عمها، كانوا يعرفوا بعض قبل الجواز، هى كانت رافضاه من الأول، وقالت إنهم أجبروها تتجوز عشان خاطر وصية أبوها.. أه افتكرت أبوها متوفى.

د / يحيى: هى حلوة؟

د. يسرا: عادية

د / يحيى: بتشتغل؟ أو كانت بتشتغل؟

د. يسرا: كانت ماسكة حسابات فى مصنع ملابس

د / يحيى: بصراحة هى حالة صعبة، يبقى جواب أسئلتك صعب، وعشان كده ما عنديش رد جاهز، خلينا الأول نتعلم واحدة واحدة، واحنا بنشوف إيه اللى جارى حوالينا:

  • الحالة دى بتفكرنا “بالعلاج النفسى محدود المدة“، بيسموه ساعات “العلاج النفسى الدينامى القصير” Short Term Dynamic Psychotherapy ، ده علاج يتم فى خلال أسبوعين تلاتة أربعة حسب الاتفاق، وهو بيركز على نقطة محددة، لتحقيق هدف بذاته، وحكايته إن المعالج والمريض يلموا المسألة ويحوّطوا عليها زى ما يكونوا بيعملوا لبخه حوالين خُرّاج لسه ما استواش، ولما الأمور تتحدد، ومعنى المرض وأصوله تتجمع فى إيديهم، يروحوا هُبْ يفتحوا عليها، ويختبروا التفسير اللى وصلوا له، بعد ما يكون المريض جاهز للكشف والتعرية، حاجة كده زى الجراح ما بيفتح الخراج بعد ما يطمّن إن المِدّة جاهزة تخرج منه، ده علم جيد، وتكنيك محترم، بس صعب، هىًّ مش مسألة استعجال أو سريع سريع، ونجاح العلاج ده يتعرف من نتيجته، زى الجراح ما يعرف إنه فتح فى الوقت المضبوط لما المدّة تخرج من الخراج قدام عينه، الحالة بتاعتك دى مش كده بالضبط، بس أنا بافكّرك إن العلاج النفسى مش ضرورى ضرورى يبقى شهور وسنين.

د. يسرا: يعنى أعمل إيه؟

د. يحيى: الزنقة اللى انت فيها يمكن تخليكى تفكرى بإيقاع تانى، يعنى تحددى المدة، وتحددى حاتقيسى خطواتك بإيه، وعايزة توصلى لإيه، وهُبْ سوا سوا، نوصل لقرار مهما كان صعب، حاجة زى كده. يعنى عندك وقت محدد، لازم نعمل فيه حاجة، بس حاتعملى إيه بالضبط فى الوقت ده، إنتِ مش دورك إنك تقولى لها بشكل مباشر تكمل ولا ما تكملش، هى غالبا حاتوصل لقرارها وتحسم الأمر بمساعدتك.

د. يسرا: طيب وجوزها؟

د. يحيى: هو باين عليه راجل كويس، والدليل أنه استنى الفترة دى بهدوء، وماضغطش عليها لما رفضت، ودلوقت مستعد يطلقها، وتانى حاجة لازم نحطها فى الاعتبار أنه ممكن ما يكونش اغتصبها ولا حاجة، احتمال

د. يسرا: هو بيقول كده

د. يحيى: بصراحة الحالة دى بنشوف من خلالها زاوية من أبعاد مشكلة الناس إللى شغالين وشقيانين بره، وبيجوا هنا فى أجازاتهم عشان يتجوزوا قوام قوام ويرجعوا تانى، زى ما يكونوا هيشتروا شنطة هدوم مثلا، وساعات زى ما يكون بعضهم بياخد بضاعة يجّربها، إن ما نفعتش يرجعها، الألعن يا عينى إن البنت هى وعيلتها كتير بيبقوا موافقين، أهو ستر وربنا يسهل.

د. يسرا: برضه لسه حاسه إنى مزنوقة جامد.

د. يحيى: عموما إنت حاتفضلى جنبها، ها تستنى مش كتير، لغاية ما هى تقرر، وانت تشتغلى معاها فى اللى هى حاتقرره، حاتتطلق حاتحتاجك، حاتكمل حاتحتاجك، بس ما تنسيش، الاستعجال فيه خطر تانى، هى من الصعيد، وطلاقهم دلوقتى صعب، يا إما حيقولوا إن الراجل فشل ومربوط، يا إما إنها طلعت مش بكر وكلام من ده، لازم نعمل حساب كل الاحتمالات، لكن ده ما يعوقشى القرار الأنسب! فى الوقت الملائم.

د. يسرا: بصراحة حاجة تحير، وبعدين؟

د. يحيى: إنت دكتورة بتعالجى الناس، بتعملى كل اللى تقدرى عليه، وبتستشيرينا أهُهْ، عايزه إيه أكثر من كده، إذا كانت حاتكمل حاتشتغلى معاها فى علاقتها بجوزها، إذا كانت حاتطلق حاتشتغلى معاها فى نتيجة ده، خلى بالك، لو اتطلقت واحنا مش جنبها ومعاها، ده يمكن يأثر على فرصتها اللى جاية، ويمكن الحكاية تتكرر، يعنى ممكن تكرر الموضوع ده لو اتجوزت تانى.

د. يسرا: إزاى؟

د. يحيى: وكمان ما تنسيش إن احنا قلنا إنه يجوز جوزها ما اغتصابهاش، ده احتمال وارد.

د. يسرا: صحيح، أصلها قالت كمان أنها هى اتعرضت لانتهاك جنسى وهى صغيرة.

د / يحيى: وده ممكن يكون سبب فى تفسيرها للى حصل ليلة الدخلة وقالت عليه اغتصاب، يمكن الخبرة الأولى وهى صغيرة خلتها تستقبل أى ممارسة على أنها اغتصاب لازم تحطى ده فى حساباتك.

د. يسرا: ربنا يقدرنى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *