الأهرام
2/9/1992
“الإرهاب والتطرف فى فكر المثقفين”
مـــن يخاطب من؟
أ.د. يحيى الرخاوى
استجابة لدعوة الأهرام الغراء للمثقفين أن يدلوا بدلوهم، أو بتعبير أدق أن يتحملوا مسئوليتهم، فيما سمى مؤخرا بالإرهاب أحيانا والتطرف أحيانا أخرى طالعنا ما يقترب من الستين مقالا ورأيا ودراسة، وقد حاولت أن أتتبع هذاالجهد الأمين الذى أفرزته مجموعة من أرقى وأنقى عقول هذه الأمة، و نفعنى ذلك نفعا مناسبا، لكننى فجأة هاجمتنى عدة أسئلة اكتشفت أن الإجابة على بعضها هى السبب الذى حال دون إسهامى فى المشاركة -حتى الآن- فى تحمل المسئولية بإبداء الرأى.
وفى محاولة لاكتشاف ذلك رحت ألامس مفاتيح الحاسوب (زمان كنا نقول: رحت أمسك بالقلم) لعل الأمور تتضح أمامى مثلما تتضح أمام من يشاركنى بعض هذا.
وكأمثلة لبعض تلك التساؤلات المزعجة أطرح ما يلى:
من يكلم من؟
من هو المثقف الذى يكتب هذا هنا؟
ولمن يوجه الخطاب أصلا ؟
و هل اجتهدنا فى تعريف ظاهرة التطرف أساسا قبل أن نخوض فى رفضها هكذا على الإطلاق؟
والأسئلة لا تنتهي، وكل إجابة أو محاولة إجابة تولد أسئلة بدورها، مما يستدعى أن نتناول بعضها مباشرة كأمثلة لا أكثر.
أما عن المثقف فيبو أن الأمر قد اقتصر -كما هى العادة- على أن نرادف بين المثقف والمتعلم، أو حتى المتفقه، (وهو من يسمى حديثا الأكاديمي) فهل هذا هو المقصود؟
وكيف نرى الفلاح الأمى الذى يستشهد بالمثل العامى القائل: قالو لفروعون إيش فرعنك قال مالقتش حد يردني، أو نراه المعزى (الجاهل) فى أقصى الصعيد وهو يهز رأسه مستمعا للآية الكريمة “فاستخف قومه فأطاعوه” ، هل نرى مثل هذا الفلاح أو ذلك المعزى مثقفا أم نضعه خارج دائرة الحوار؟
فإذا تجاوزنا عن بعض ذلك، وارتضينا أن تكون هذه السلسلة من المقالات هى إشارات من عقول منظمة تشير فى تواضعمسئول إلى بعض الأمور التى تتوجه بها إلى من يهمه الأمر،فمن هذا الذى يهمه الأمر؟
فالسؤال الذى ألح على قبل غيره يقول:
لمن يوجه كتاب هذه المقالات الخطاب؟
لا أحسب أن المثقف(بمعنى المتعلم المعقلن، أوالأكاديمى المتفقه) يوجه خطابه إلى زميل مثله على صفحات صحيفة يومية، فهذا ليس المكان ولا المقام الذى يحاور المثقفون بعضهم بعضا فى ساحته، ولا أعتقد أن هذه هى مهمة هذه الدعوة الكريمة.
فالأرجح -إذن- أن هذه المقالات ليست جدلا بين مثقف ومثقف آخر يوافقه أو يعارضه، وإن كان هذا واردا من حيث المبدأ، إلا أننى افتقدته إلا قليلا.
فهل يا ترى يوجهون خطابهم إلى المتهم شخصيا؟ ( المسمى الإرهابى أو المتطرف)؟
لا أظن أن هذا محتمل أصلا، فالإرهابى المتطرف قد وصل إلى درجة من اليقين أغلقت عليه أبسط وأرجح ما يمكن أن يصل إلى أى خلية حية، لأنها أغلقت عليه حتى رحمة ربنا المباشرة والحتمية : الواردة مثلا فى كل بسملة واستغفار “بسم الله الرحمن الرحيم – يا أرحم الراحمين ارحمنا !!” فكيف يتصورمثقف- مهما أوتى من فقه أكاديمي- أنه قادر على ماعجز اسم الله الرحيم أن يوصله إليقلوب عليها أقفالها.
إذن فالمتطرفون ليسوا هم المعنيين بالخطاب.
فهل ياترى يوجه المثقفون الخطاب إلى السلطة لتستهدى برأيهم فى تخطيطها لتحمل مسئوليتها؟
إننى لا أكاد أتصور أن السلطة تأخذ هذه الآراء مأخذ الجد، فالسلطة (بكل أنواعها: سياسية وإدارية وبوليسية ودينية) إما أنها تريد حلولا عملية وفورية يمكن أن تطبقها الآن وغدا، وهذه الكلمات لا تقوم بمثل ذلك ولا تعد بما هو قريب من ذلك.، وإما أنها لا تلتفت أصلا إلى هذه الكلمات.
لم يبق أمامى أمل إلا أن تكون هذه الكلمات/ المقالات موجهة لمن هم فى مفترق الطرق، أو لمن هم مسئولون عمن هم فى مفترق الطرق من مربين وآباء وأهل دين وأطباء وإنسانيين ، أى إلى أى مواطن إيجابى يرى أنه يستطيع أن يسهم فى هذه المسيرة بأى قدر من الإيجابية.
وهذا المقال الآن محاولة للحركة فى هذه المنطقة: مفترق الطرق.
وعلى هذا فقد وجدت نفسى مضطرا إلى البداية من البداية بتعريف للألفاظ بالقدر الذى أتصور أنه قد منع الالتباسات الشائعة التى غمرتنى طوال المتابعة.
ونبدأ بمحاولة تحديد من هو المثقف؟ فعندى أن الثقافة لا ترتبط بموسوعية معرفة أو بحصافة عقلنة، وإنما هى جماع العوامل المحيطة التى يتكون بها وعى الناس فى حقبة بذاتها فى موقع من أرض الله بمميزاته الخاصة وتاريخه الماثل فى حاضره الآن الحامل لتوجهات المستقبل.
وبالتالى فالمثقف هو من يمثل ذلك، أى أنه المواطن الذى يعيش بدرجة مناسبة من الوعى بحقيقة زمانه ، فيسهم بهذا الوعى فى مسيرة نفسه وبنى جنسه ، يسهم بالحركة ضد الجمود، بدءآ بالأدنى فالأدنى.
وبالتالى فأول ما نسعى إليه -فى مواجهة مأزقنا الحالي- هو أن يزيد عدد المثقفين بيننا – بهذا المعني- وأن يصبح الوعى والمشاركة هما التعريف السليم للمثقف ، ومن هذا المنطلق نرجح أن الفلاح والمعزى السالف الإشارة إليهما هممثقفون أكثرمن هؤلاء المتحاورين على الجانبين: الرسمى والجماعاتى. وبقدر ما يفرز مجتمعنا مثقفين ـ أى معايشين الآن بوعى كاف- سوف تتراجع مخاطر ما نسميه تطرفا وإرهابا، والعكس صحيح فبقدر ما تغلب على وعينا رسوم الكتابة، ونصوص الإعادة ، سوف نتجمد لنندفع فى تصادم لا حل له.
ثم ننظر فى مراجعة معنى التطرف، وقد سبق لى فى السبعينات- وعلى صفحات الأهرام الغراء أيضا- أن رفضت هذا الترادف بين الإرهاب والتطرف، بل إننى رفضت اتهام لفظ التطرف بالسلبية على طول الخط، ونبهت إلى أن الإنسان، كل إنسان وخاصة الشباب يحتاج إلى أن يتطرف، حتى يستبين أين هو فى غاية مدى ما ذهب إليه ، ومن خلال هذه الخطوة القصوى يستطيع أن يحدد موقفه ثم يوجه حركته، وحتى يتضح الأمر فالتطرف هو الحركة فى اتجاه أبعد نقطة على طرف “بندول نشط”. وهى حركة ضرورية لها إيجابياتها ، ولا تصبح سلبية وخطرة إلا إذا توقف فى نهاية المطاف، أى إلا إذا تجمدت عند الطرف الذى انتهى إليه، وهنا بيمى متجمدا أو متعصبا أفضل من تسميته متطرفا.
ولمزيد من الإيضاح: إنه لايمكن احترام التطرف إلا بتصور ضده المرفوض: فالميوعة، والتردد، والحل الوسط التسوياتي، والتلفيق، والقص واللصق: كل ذلك هو ضد التطرف، ومن يهاجم التطرف بلا تحفظ ، قد يجد نفسه وهو يدافع (دون أن يدرى عن كل هذه القيم المرفوضة
وكأن موقفنا ينبغى ألا يكون ضد التطرف ابتداء، وإنما ضد التعصب والجمود: التعصب والجمود فى أى موقع، سواء كان هذا الموقع فى طرف الحركة يمينا أويساراأم فى وسطها، سواء كان مصدره هو الجماعات أم أصحاب الإيديولوجيات الثابتة، أم أهل السلطة الشديدة الاستقرار بالعافية.
فالقضية التى ينبغى أن تثار إذن ليست هى كيف نقضى على التطرف، وإنما هى:
كيف نجعل التطرف إيجابيا؟
كيف نسمح بأن تستمر الحركة بعد الوصول إلى أقصى الطرف؟
كيف نخاف الميوعة والتسويات الغامضة والخبيثة بنفس القدر الذى نخاف به من الحمود والتعصب.؟
ولكى نحقق بعض ذلك لا بد أن نؤكد على قيمتين:
الأولى: حتمية الحركة
والثانية: مسامية السماح
أولا: حتمية الحركة:
فإذا كنا نواجه ما نسميه تطرفا وهو فى الحقيقة جمود فى أقصى الطرف، إذا كنا نواجهه بجمود آخر ولكنه أقل تحديدا وأكثر ميوعة وأخفى معالما (مثلما يفعل بعض المتدينون التقليديون فى نقاشاتهم مع المتطرفين فى بعض ندوات التليفزيون وقوافل الأوقاف) فلنا أن نتصور أن الشباب سوف يختار جمودا دفاعيا على طرف واضح المعالم، يحتمى به من الميوعة والفتور، بل يحتمى به من الجمود السرى فى حضن السلطة، وكأنى بلسان حال الشباب يقول: مادامت الدعوة هى للجمود والتعصب فلأختر موقعى بنفسى، وليكن محددا حادا وصريحا بدلا من يسربوا لى جمودا رخوا مائعا ليس لى فيه ناقة ولا جمل.
ومن هنا أؤكد أن القضية ليست يمينا ويسارا، ليست تدينا وعلمانية، ليست إسلاما ومسيحية ، وإنما القضية القضية هى الحركة ضد الجمود، والشباب متحرك بطبيعته، فإذا فرضنا عليه الجمود فهو يختار جموده بنفسه فى أقصى طرف يختبئ فيه بعيدا عن جمود الميوعة الخفى فنسميه-حينذاك للأسف – متطرفا ، وننسى أنفسنا وموقعنا .
ثانيا: مسامية السماح
نحن عادة نتحدث عن السماح والحرية والرأى الآخر- وخاصة من جانب السلطة- وكأن المسألة منحة استماع، أو فرصة صياح، أو فضفضة..إلخ ، والشباب – بفطرته وبغض النظر عن توجه ومحتوى انتمائه- لا تنفع معهم هذه الخدعة، وإنما يكون السماح سماحا حين تكون الكيانات المتقابلة نفاذية المسام بمعنى أن الرأى الآخر ينفذ إلى كيانى فيغيرني، بقدر ما ينفذ رأيى إلى كيان الآخر فيغيره، وبغير هذه يصبح كل حديث عن حوار أوحرية هو تلويح بما لا يكون ، أو سماح من الظاهر أو مع وقف التنفيذ، وكل هذا لا يقابل إلا بالتمادى إلى أقصى الطرف البعيد، ثم الجمود.
ونحن إذا كنا نأخذ على الشباب الانغلاق والجمود والحدار وصمم الجدران ، فعلينا نحن أولا أن نتساءل إلى أى مدى نحن غير ذلك ، وبأى قدر نحن نتحرك فعلا من خلال اختلافنا معهم، وبأى قدر نحن ندخل فى مسام عقولنا هواء متجددا سواء كان قادما من الشمال أم من الجنوب ، من التاريخ أو من حسابات المستقبل؟
ولا يمكن أن يتحقق أى قدر من السماح من هذا النوع النفاذى إلا إذا لم توضع أية محظورات – أية محظورات – على الجانبين نهائيا، فليس من حق السلطة تضع حدودا لا يتخطاها المحاور بما فى ذلك مسألة “قلب نظام الحكم” لأن المحاور على الجانب الآخر يتصور أنه بمحاولة التغيير إنما يقوم بـ “عدل نظام الحم” الذى يراه مقلوبا -وعلى الجانب الآخر ليس من حق الجماعات أن تضع حدودا لا يتخطاها المحاور مهما بدت هذه الحدود مقدسة، ولا خوف على دين الإسلام القوى الحنيف الذى استمر أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان يعطى ويهدى ويوجه، لا خوف عليه مأى فكر آخر حتى الإلحاد، إنما يخاف الشخص على أمر هش لا يحتمل المواجهة والإنكار، والإسلام خاصة، والدين عامة ليسا بهذه الهشاشة.
أذن فالسماح على الجانبين ينبغى أن يكون مطلقا مطلقا حقيقة وفعلا.
بعض الإشارات والتعقيبات “الأخرى”:
وحتى أعتذر للقارئ عن بعض ما بدا تنظيرا أقرب إلى ما انتقدت به غيرى فى البداية، أتقدم ببعض الملاحظات “الأخرى” الأقرب إلى اللغة السائدة قائلا:
1- إن المجتمع لا يوصف بالإرهاب أو غيرالإرهاب لمجرد أن فئة من فئاته قد جاوزت الحدود
2- إن مجتمعنا – رغم كل شيء مازال من أقل المجتمعات عنفا وأكثرها أمانا ( وقد تكرر هذا القول من أكثرمن محلل ودارس قبلى على صفحات الأهرام الغراء)
3- إن الاقتباس العشوائى من الأنظمة لا يصلح لأى شيء ، وإن لكل نظام مساوئه ومضاعفاته، فنظام الديمقراطية الغربية يسمح للمافيا بما يعرفه الجميع، ونظام الشمولية الكورية أو الألبانية السابقة يجعل مسألة الإرهاب حكرا على الحكومة، وهكذا ، ومن المستحيل أن ننادى بالديمقراطية ثم لا نتصوركيف ستستغلها المفيا والجماعات على حد سواء، كذلك يستحيل أن نرضى بالشمولية ( التى يقل فيها ما يسمى الإرهاب تماما) ثم نرفض إرهاب الدولة…وهكذا.
4- إن العقد الاجتماعى الذى يحكمه الدين الحقيقى ، والعادات الأسرية الكريمة، والالتزام الأخلاقى هو الذى حافظ على مجتمعنا بكل هذا الأمان والقوة حتى الآن ، ولا بد من البحث فى جذوره الخفية ، وفى رأيى أن هذا العقد الاجتماعى هو أقوى وأعمق مما تدعيه حاليا منظمات حقوق الإنسان الأمريكية الصنع.
5- إن الإحصاءات عندنا محدودة، وأجهزة رصد المعلومات ضعيفة المصداقية ،فمن ناحية لا ينبغى أن نطمئن إليها، ومن ناحيةأخرى لا مفر من طلبها ومحاولة الاستناد إليها.
6- إن أنصاف الحلول ألعن هى ألعن من اللاحل، كما أنه لا يوجد حل واحد سحرى كما سبقت الإشارة.
7- إنه لا مفر من القبول بجرعة ما من العنف ما دمنا رضينا أن نحذو حذو من أصابهم هذه الداء العصرى القبيح، ولو نسبيا.
8- الخوف كل الخوف من فرط النصائح ووهم الميوعة ، وعلينا أن نختار: إما المواجهة الشريفة بكل القوة والحجة غير المشروطة من الجانبين، وإما القهر الصريح أو الخفى الخطر.
9- لا بد من استيعاب طبيعة القضايا التاريخية والحضارية التى تواجه شبابنا فى هذه المرحلة ، ثم إتاحة الفرص المتنوعة لتناولها بالطرق والبدائل الممكنة، وإليكم بعض ذلك:
1- قضية ما يسمى زورا وبهتانا النظام العالمى الجديد، وهل نحن مشاركون أم منفذون، سادة أم عبيدا (أنظر احتكار السماء مؤخرا فى جنوب وشمال العراق مثلا!!!)
2- قضية المواجهة مع الغرب: وارتباطها بقضية دورنا الحضارى الحالى: هل عندنا ما نعطيه ؟ هل عندنا ما نضيفه؟ وماهى فرصنا الحقيقية فى الإبداع لا التقليد ( لا تقليد الغرب ، ولا تقليد الماضي)
3- قضية العدل ، وهل ثمة سبيل إلى الاطمئنان أن العدل ممكن أو قادم أو محتمل، ناهيك على أنه قائم أو حقيقى.
4- قضية السماح لمستويات الإنسان الفرد (الشباب خاصة) بحق كل مستوى من وجوده فى التعبير: مستوى الفرحة، ومستوى الغناء، ومستوى الإيقاع الجسدى (الرقص) ومستوى المشاركة فى الهم إلخ.
[ أين المهرجانات الشعبية فى الموالد والأعياد (الكارنفالات؟)، وأين أغانى العمل الجماعية، وأين فرص الشباب للفرحة المشتركة ، وأين فرص الشباب للنشر المبتدئ، وللخطأ، وللجسارة، وللرحلات وللمخاطرة ….؟
5- قضية التعليم القهرى ( بما فى ذلك جمود وتكرار أغلب ما يسمى البحث العلمي) وهل يؤى التعليم دوره فى الحفز إلى لتوسيع الوعى أم أنه سلطة قاهرة قامعة تمولها مؤسسات إستهلاكية تتبع اقتصاد السوق لا تنمى مغامرات الإبداع
6- وأخيرا قضية القضايا: الإبداع: إن الإبداع هو أقصى روائع التطرف، وكلما عمق الإبداع وتأصل ، كان التطرف الحركى أعمق وأنضج ثمارا، وإذا كان لنا أن نستوعب حركة الشباب ، ونحترم توجهاته، ونقلب تطرفه إلى إنتاج أصيل يضيف للحياة ويشارك فى الحضارة، فلن يكون ذلك إلا من خلال فرص الإبداع حقيقة وفعلا.
ولهذا حديث تفصيلى آخر.
الخلاصة:
إن القضية المطروحة ليست قضية أن الشباب لا يجد شققا أو وظائف فهو لذلك يتطرف ويمارس الرهاب، وإنما القضية المطروحة هو أن عقول شبابنا( وأجسادهم) لا تجد مساحة للحركة، أو قضية للانتماء، أو فرصة للتغيير، أو مجالا للإبداع.
وهذه الأمور كلها لن تتوفر بحسن النية، ولا بالنصائح والإرشاد، ولا بالدعوات الدينية الفاترة، ولا بالقهرالسلطوى الطوارئي، وإنما هو جزء لا يتجزأ من المسيرة الحضارية التى يمثل الإيمان المصرى محورا أساسيا كيانيا فى حركتها العميقة والخاصة.