نشرة “الإنسان والتطور”
الأربعاء: 29-8-2012
السنة الخامسة
العدد: 1825
الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (106)
الإدراك (67)
الإدراك والعلم المعرفى
مقدمة:
أنهيت نشرة أمس هكذا:
يا ترى هذا علم؟
وهل هذا منهج؟
ذكرنى ذلك بنشرة قديمة ظهرت فى أوائل أعداد هذه النشرة بعنوان (“علم هذا؟ أم ماذا؟” بتاريخ 18 -2- 2008)، وأذكر أن حوارا دار حولها ربما فى بريد الجمعة (نشرة 28-3-2008 “حوار/بريد الجمعة”)، وربما فى نشرة مستقلة (نشرة 10-3-2008 “نَفْسَنة الحياة المعاصرة، بين العلم والثقافة”) وكان مهما.
ثم ما زال الحوار دائرا، باستثناءات قليلة طوال أيام ظهور هذه النشرة منذ أكثر من خمس سنوات، من أول يوم السبت (حوار مع الله) ونحن نأتنس بمواقف مولانا النفرى وهو يحذرنا من الاسم، والرمز، والرسم، ويدعونا ، للوقفة ويلوح لنا من خلال استلهاماته من ربنا بالحذر من الوسائل بديلا عن السعى، أن يحل الحرف محل الأصل، وحتى تداعيات قراءاتى لتدريبات نجيب محفوظ مرورا بنقاشاتى معه حول ما آل إليه العلم المسمى الحديث، (وهو لم يعد حديثا ولا يحزنون)، مرورا بمواصلة هجومى العنيف على “العلم المؤسساتى”، والعلم الزائف، والعلم الباهظ التكاليف، والعلم المغترب، والعلم الأيديولوجيا، والعلم الدين الجديد بما يشمل التكفير والنفى، حدث كل ذلك ونحن نقترب من العلم المعرفى، الذى تعرض قبل الإدراك وبعده للاتهام بالإلحاد بآلهة العلوم السالفة الذكر، فاتهموه بالهرطقة التى أشرنا إليها مرارا ، لم تكن المسألة أبداً تنابذا بالمناهج، وإنما كانت محاولة تحسس سبيلا أرقى وأبقى للمعرفة الإنسانية، ومن ثم مستقبل البشرية
وحين فتح علينا ملف الإدراك على مصراعيه إذا بى أكتشف أننى فى بؤرة ما بدأت به هذه النشرة وهو “نقد العلم المؤدلج”، والعودة إلى الأصل: الناس
العينة المباشرة المعروضة حاليا (من مئات مثلها مسجل بالصوت والصورة هى نابعة من خبرة العلاج الجمعى خاصة، والعلاج عامة وهى تزكينا واقعيا أن الناس هم أصل الثقافة، وهم أصل المعرفة، وأصل الوعى العام، ومن ثم هم االبدء والمصب (إلى وجه الحق تعالى، لمن شاء أن يمتد).
أوصلتنا هذه اللعبة الحالية – مثلا- إلى هذه الحقيقة التى أفضل أن ابينها فى هذا الرسم البيانى الذى سبق أن قدمت به موضوع ” العلم المعرفى والثقافة العلمية” فى ندوة فى المجلس الأعلى للثقافة” بتاريخ 4 فبراير 2003.
الناس هم الأصل
فى العينة التى عرضناها الأسبوع الماضى تبين لنا، دون أى توضيح، أن كلمة “الناس” قد شملت
- المرضى فى العلاج الجمعى
- المعالجين (بما فى ذلك المتدرب والمتدربين)
- صغار المتدربين (نشرة أمس) من الأسوياء
وأنه ما أسميناه “الوعى الجمعى ” Collective Consciousness يكاد يكون مرادفا للثقافة بمعناها الأعمق والأشمل
وسوف أكتفى اليوم برسوم بيانية لم تظهر فى النشرة لأعود إليها، دون أن نترك موضوع الإدراك.
أما المنهج الذى أتاحت لنا هذه الممارسة تطبيقه، ومن واقع ثقافتنا فيمكن تسميته “فحص نبض وعى الناس مشتملا بنتائجه”، وهو اسم لا يصلح منهجا لكثرة المشتبكات المتداخلة فيه المبين بعضها فى شكل (2)
وبعد (1)
اليس كل المعروض الأسبوع الماضى وحتى أمس هو جماع وعى ناس عاديين ليس عندهم فكرة – إلا أقل القليل- عن كل هذا التداخل الشديد الدقة الذى تعرضنا له فى مواقع أخرى لأهداف أخرى
الأسئلة المطروحة الآن، وحتى نلتقى هى عن المنهج الذى يبدأ من الناس (من كلٍّ حسب نبض ناسه ونخاع ثقافته ووواقع لغته) ليصب فى الناس (إلى كل حسب حركيه إدراكه)، مع احتمال نقل الخبرة:
وبعد (2)
أطرح فيما يلى عددًا من الأسئلة عن المادة المعروضة من اللعبة خلال الاسبوعين الماضيين، غير مطلوب الاجابة عليها لأغراض لا تخفى!!
- هل من الممكن أن يُستنتج موقف أحد المشاركين (أيا كان تصنيفه: مريضا أو معالجا أو متدربا أو شخصا عاديا) من مجرداستجابته لهذه اللعبة كمثال؟
- هل يمكن أن نصل إلى أى تصور عن حالته من لعبه مع فرد واحد ، بنفس القدر الذى نصل إليها من لعبه مع كل أفراد المجموعة؟
- لماذا ياترى وضع هذا الشرط الإضافى، وهو ألا يكرر اللاعب نفس الألفاظ مع أى من أفراد المجموعة إلا مرة واحدة؟
- أيهما كان أفضل، أن نناقش ما وصل إليه كل فرد من لعبه، أو مشاركته متلقيا أو مشاهدته لهذه اللعبة، أو أن يترك الأمر بدون تعليق (كما هى العادة فى هذا النوع من العلاج بوجه خاص)؟
- هل يمكن جمع أنواع الاستجابات التى تدور حول تخوف واحد “لحْسَنْ= خشية أنٍ) إلى بعضها البعض، مثل:
- العلاقة بالموضوع
- الخوف من فقد السيطرة
- الخوف من أن تعرف أكثر
- الخوف من التعرى
- الخوف من إعلان الضعف
- الخوف من القُربِ
- الخوف من إعلان الجوع إلى الاعتمادية
- الخوف من الغوص أكثر فى الوحده التمسك بالوحدة
- الخوف من إعلان القرب
- الخوف من الإعاقة
- الخوف من سوء التأويل
- الخوف من شحذ التوجس
- الخوف من المعنى
- ……إلخ
- كيف لم يتردد أفراد المجموعة العلاجية فى اللعبة مع الطفلة رودينا” (وعمرها سبع أشهر)، ولم يأخذها ولا واحد منهم مأخذ الفكاهة؟
- هل يمكن مراجعة موقف كل مَنْ لعبَ مع هذه الطفلة “رودَينا” نفس اللعبة ودراسة الاختلافات؟
- لماذا وجد الأطباء الأصغر صعوبة شديدة فى الاستجابة للعبةتعقيبا فى الموقع خلال أسبوع، فى حين لعبوها جميعا بتلقائية ويسر معا خلال أقل من نصف ساعة
- كيف يمكن مقارنة ما نخرج به من نتائج عملية (تطبيقية، ثم معرفية) من مثل هذه التجريب (وهذا ما أشرنا إلى بعضه أمس) بنتائج ما خرجنا به من حالة رشاد (280 صفحة كما ذكرنا) (بداية من نشرة 21-4-2009 الحلقة الأولى إلى نشرة 3-6-2009 الحلقة الرابعة عشر)، وغير رشاد مما نشر فى النشرات، وغير النشرات فى باب حالات وأحوال مثل (“هند فى متفرق الأمراض” مجلة الإنسان والتطور عدد أكتوبر87 مارس 88)،(نشرة 2-12-2008 “كهلٌ “عربجى” يعلمنا”)، (نشرة 31-3-2009 “الفهد المتحفز، والخوف من الحب؟ من؟”).
- كيف نقبل تعميم ما يفرضه علينا ما يسمى العلم والعلماء من تصنيفات تشخيصية، وتفسيرات كيميائية، مع أننا رأينا – هكذا- رأى العين – كل هذا الاختلاف والثراء فى الفرد الواحد، والجماعة ككل، فما بالك بكل الناس وهم يموجون بكل هذا الزخم المكثف من الإدراك والوعى والوجدان والحركية والجدل
- إلى أى مدى ترتبط اللغة والثقافة لكل مجموعة فى البشر فى مجتمع فأمة فتاريخ بهذا المنهج الكلى المباشر؟
- إلى أى مزالق يسوقنا المنهج الكمى الاختزالى التشخيصى التجزيئى تحت زعم توحيد اللغة العلمية وموضعة المنهج الأوحد.
- ثم أسئلة أخرى كثيرة نطرحها – ربما دون إجابة أيضا الاسبوع القادم – خاصة بعد إطلاعى على ما تفضل بإرساله لنا جميعا الابن الأخ الاستاذ الدكتور جمال التركى (حوالى 1200 صفحة – مقال وبحث -، قد أعود إليه إذا احتاج الأمر.