نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 28-8-2012
السنة الخامسة
العدد: 1824
الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (105)
الإدراك (66)
المنهج يتحدى:
وهذه عينة من مشاركة المتدربين
“أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن….” (3 من ؟)
ومازالت الدعوة عامة!!
مقدمة:
يبدو أن المسألة تتبين أكثر فأكثر أنها ليست مجرد اختلاف لغة أو اختلاف ثقافة أو حتى تاريخ بل إنها اختلاف موقف كيانى كامل تتحدد من خلاله ممارسات تعد باختلاف جذرى عن النقل والتقليد، لنقترب أكثر فأكثر، مما يخصنا فى الممارسة الطبية النفسية التى نتعرف من خلالها أكثر فأكثر على أنفسنا، وهكذا.
نواصل تقليب ملف الإدراك على محاور عدة: حيث بدأنا بالتنظير مدخلا لمحاولة التعرف على موقع الإدراك فى منظومة القدرات والعمليات المعرفية (بل والوجدانية) تمهيدا للدخول إلى التعرف على اضطراباته (الأعراض).
ثم وجدنا أنفسنا فى بؤرة العملية الإكلينيكية (العلاجية خاصة) وبالذات من خلال جلسات العلاج الجمعى، وأكثر تخصيصا من خلال الألعاب النفسية التى يمارسها المرضى والمعالجون معا، وكانت العينة المتاحة هى من الذين يمثلون عينة من أواسط الناس، فى مستشفى جامعى عام يعالج بالمجان (قصر العينى).
كل ذلك ونحن نحاول تأجيل التنظير والتطبيق والاستشهاد بالمراجع (إذا كنا سوف نرجع إليها أصلا!!) فكانت فرصة للتأكيد على أننا نبدأ من الظاهرة البشرية مباشرة، وليس من فكرتنا عنها، ومن واقع ثقافتنا تماما عيانا بيانا! وليس مما نقرأ فيها.
ثم هانحن اليوم ننتقل – بالصدفة تقريبا- إلى تجربة جديدة مع متدربين من الأطباء المقيمين والأًصغر فى مستشفى للمجتمع العلاجى (دار المقطم للصحة النفسية) فتتاح لنا فرصة فى خلال ساعة واحدة لاستكمال بعض جوانب التجربة، فأهلا بها:
الذى حدث صباح اليوم الأثنين 27/8/2012 أثناء اجتماعنا الصباحى كل يوم اثنين، (ثمانية من الزملاء الأصغر الساعة الثامنة وعشر دقائق ولمدة ساعة)، أن سألتهم عن “الواجب”، وكنت قد طلبت منهم تطبيق هذه اللعبة“أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن….” ولو كتابة، وقد نشرت اللعبة الأسبوع الماضى، وأن يرسلوا استجاباتهم للموقع كما اعتدنا منذ شهور، لكن أحدا منهم لم يرسل شيئا.
بدأ زميلنا د. مينا قائلا “أنا حاولت وماعرفتش”،
وبسرعة التقطتُ الخيط، وقلت له/لهم، لقد اعتدنا فى العلاج الجمعى خاصة أن نشتغل فى “اللى مابنعرفوش” (ثم “لمينا”)، ما رأيك يا “مينا” نلعب معا نحن التسعة (8 + شخصى) اللعبة ونحن أسوياء (المفروض يعنى) فمن ناحية نستشعر ما نطلبه أحيانا من المرضى أن يعملوا فيما لا يعرفون، ومن ناحية أخرى ربما نجد تفسيرا فى أنفسنا لعله يضىء لنا بعض الطريق إلى مرضانا، وكانت المفاجأة أن الجميع لعبوها بسهولة وطلاقة نسبيا، وهذا نص ما كان:
استجابات الأطباء: مستشفى المجتمع العلاجى (دار المقطم للصحة النفسية):
لعبة : “أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن ………..”
* * * * *
د. مينا
يا محمد: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن ماتفهمنيش
يا لؤى: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تزعل منى
يا شلبى: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تستغربنى
يا إيهاب: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تقرب منى
يا هبه: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تتضايقى
يا مصطفى: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تفلسفه
يا إسلام: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تضايق
يا د.يحيى: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن أطلع مابفهمش
يا مينا: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن أبوّظه
* * * * *
د. إيهاب
يا إسلام: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تتوتر
يا مينا: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تفهمنى
يا د.يحيى: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن ألبسْ فى الحيطه
يا محمد: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تكتبه
يا لؤى: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تستعجب
يا محمد شلبى: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تضحك عليا
يا هبه: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تمشى من المستشفى
يا مصطفى: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تبصلى البصه إياها
يا إيهاب: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تتوتر أكتر
* * * * *
د. مصطفى
يا إسلام: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تفضل بعيد عنى
يا مينا: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تفضل مستغربنى
يا د.يحيى: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن أتعود على كدا
يا محمد: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن ماتفهمنيش
يا لؤى: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن أفضل بعيد
يا محمد شلبى: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تستغرب
يا إيهاب: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن أفضل أبصلك البصه إياها
يا هبه: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تطلعى الحاجات اللى جوايا
يا مصطفى: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن أبقى وحيد
* * * * *
د. هبه
يا مصطفى: أنا خايفة أقول كلام من غير كلام لحسن تتخض
يا إسلام: أنا خايفة أقول كلام من غير كلام لحسن ماتفهمش حاجه
يا مينا: أنا خايفة أقول كلام من غير كلام لحسن أجرحك
يا د.يحيى: أنا خايفة أقول كلام من غير كلام لحسن مافهمش حاجه بعد كدا
يا محمد: أنا خايفة أقول كلام من غير كلام لحسن تسطحه
يا لؤى: أنا خايفة أقول كلام من غير كلام لحسن يبان أهبل شويه
يا محمد شلبى: أنا خايفة أقول كلام من غير كلام لحسن تفهم
يا إيهاب: أنا خايفة أقول كلام من غير كلام لحسن ترسمه رسم وحش أوى
يا هبه: أنا خايفة أقول كلام من غير كلام لحسن أبطل كلام خالص
* * * * *
أ. إسلام
يا مينا: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تفضحنى
يا د.يحيى: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن أفشل
يا محمد: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تفسرنى غلط
يا لؤى: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تضحك عليا
يا محمد شلبى: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تتريق عليا
يا إيهاب: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تقيم تفكيرى غلط
يا هبه: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تفهمينى غلط
يا مصطفى: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تفهم تفكيرى غلط
يا إسلام: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن ماتنجحش فى حياتك
* * * * *
د. لؤى
يا محمد شلبى: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تفهمنى
يا إيهاب: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن معرفش أوصّل اللى جوايا
يا هبه: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن ماعرفش اقوله
يا مصطفى: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تفلسفه
يا اسلام: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن ماتفهمنيش
يا مينا: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن أفك
يا د.يحيى: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن أندم عليه
يا محمد: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تضايق
يا لؤى: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن ماتعرفش تكمل
* * * * *
د. يحيى
يا مينا: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن اتفاجئ
يا إسلام: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تطلع مش قده
يا مصطفى: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تستعجب
يا هبه: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن ترجعى فى كلامك
يا إيهاب: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن أعطل إبداعَك
يا محمد شلبى: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تبعد عنى
يا لؤى: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن مايوصلكش بحجمه
يا محمد: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن يطلع مش وقته
يا د.يحيى: أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تتعرّّى قدام ناس أى كلام
* * * * *
وبعد:
يمكن أن تكون المسألة قد أصبحت مملة، ومع ذلك فإن ما طرحنا من مناقشات بعد اللعبة، وما تفرع منها من فروض، يستأهل العرض ببعض التفاصيل غدًا وفيما بعد، خاصة وأن الدعوة للمشاركة فى البحث قد يتسع نطاقها بين غير المختصين وغير المرضى أكثر فأكثر.
أما ما أثارت من اختلافات جذرية حول مناهج التعرف على الفطرة البشرية فى الصحة والمرض من أول عرض حالة واحدة (حالة رشاد) وصلت إلى 210 صفحة) إلى عرض “ظاهرة” لا هى تفكير، ولا هى “كلام معلن”، ولا هى مجرد “حيل لاشعورية” لكنها آلية بقائية تواصلية جوهرية، تسمى الإدراك طرحت نفسها من خلال تلقائية تفاعل بشرى طبيعى بسيط بأقل قدر من التفسير والتنظير، كل ذلك ونحن لا نعرف شيئا عن المشاركين إلا أسماءهم.
يا ترى هل هذا علم؟
وهل هذا منهج؟
ونلتقى غدًا.