يحيى الرخاوى طبيب نفسى
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 21-8-2012
السنة الخامسة
العدد: 1817
الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (103)
الإدراك (64)
عينة أكثر تكاملا من جلسة العلاج الجمعى حول لعبة:
“أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن…..” (1 من 4)
جلسة الأربعاء بتاريخ:
2-5-2012
مقدمة:
طلب عدد من الأصدقاء أن نقدم من واقع جلسة العلاج الجمعى المقطع الأكثر تكاملا بكل ما فيه من تفاعلات غير مألوفة للقارىء العادى، وحتى للمعالج الذى لا يمارس العلاج الجمعى، وكذا بما فيها من استطرادات ومقاومة، ومحاولة التغلب على تلك المقاومة، دون حذف أو اقتطاف أو تعقيب حتى تتاح الفرصة للمتابع الجاد أن يكوّن رأيا أكثر خصوصية قبل التدخل بالشرح والتفسير. وها نحن نستجيب مع المخاطرة.
مع التذكرة مرة أخرى بأن هذه المنطقة التى تبدو شديدة الصعوبة لمن ألف الاستسلام للتنظير الجاهز، هى حاضرة وتلقائية ومباشرة فى واقع التعامل البشرى مثل العينة التى تمثلها هذه المجموعة.
ذكر ما جرى:
بدأت اللعبة بدعوة د. علا المتدربة (المساعدة للمشاركة فى اللعبة) للمشاركة وكانت القاعدة فى البداية هى أن المخاطبة “تتناول الكرة” لتلعب مع أحد أفراد المجموعة الذين لم يلعبوا قبلا، وأيضا أن تلعب مع نفسها (تخيلا على كرسى أمامها كما سنرى).
*****
اللعبة: “أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن…”
……..
……..
د.يحيى : يا علا حاتقولى لأى واحد أو واحده
د.علا: يا أسماء أنا خايفه أقول كلام من غير كلام لحسن أقول اللى جوايا كله
د.يحيى : ياله يا أسماء ممكن تعملى زى ما علا عملت أقول أو أتكلم، أتكلم كلام من غير كلام أو أقول أظن أقول أحسن جربى أى حاجه
أسماء: يا كريمه أنا خايفه أقول اللى جوايا لحسن
د.يحيى : لأه لأه
أسماء: يا كريمة أنا خايفه أقول كلام من غير كلام اللى جوايا لأتعب
د.يحيى : لحسن
أسماء: من غير اللى جوايا أو من اللى برايا ده تبع علا
د.يحيى : يعنى!! أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن وتكملى..، ياللا ياكريمه
كريمه: يا أحمد أنا خايفه أقول كلام من غير كلام لحسن يطلع ليه معنى
أحمد: يا ياسمين أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن أصدقه
ياسمين: يا كامل أنا خايفه أقول كلام من غير كلام لحسن مافهمهوش أصلا ومعرفش معناه
كامل: يا عادل أنا خايف أتكلم كلام من غير كلام لحسن مافهمهوش
عادل: يا أميره أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن أخاف منك
أميره: يا واليد أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تفهم
واليد: ياهبه أنا خايف أتكلم كلام من غير كلام لحسن يحصلى حاجه
هبه: يا إلهام لأنا خايفه أتكلم كلام من غير كلام لحسن أتجنن
إلهام: أنا عاوزه
د.يحيى :لأَّه أنا خايفه وتخافى يا إلهام
إلهام: ياهيام أنا خايفه أتكلم كلام من غير كلام لحسن ما قولش اللى جوايا كله
هيام: أنا خايفه أتكلم كلام من غير كلام لحسن أخاف أعيشه
د.يحيى : مين اللى عاوزنى ألعب معاه
إلهام: أنا
د.يحيى : طيب يا إلهام أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن أصدق اللى فى مخى
إلهام: آه
د.يحيى : بس برضه مازالت عندى رغبه يا عُلا بس مش زى الأول إنى أشتغل فى الحكايه ديه مع الكل مش مع واحد بس
د.علا: بس التفكيكه ديه صعبه أوى
د.يحيى : بس لو عملتيها مش حاتبقى صعبه قوى
د.علا: صح
د.يحيى : صح كده فاحنا بنلف حواليها كده يمكن نتشجع نعملها، يعنى إنتى لعبتى مع واحد تلعبى مع الـ 12 بقى على شرط كل مره تغيرى الكلام، شوفى حاتبقى فرصه فظيعه وإنك مش بس إنتى بس كل واحد كده
د.علا: صعبه يادكتور يحيى
د.يحيى : وهو إحنا بنعمل حاجه سهله بقالنا 10 أشهر ما إحنا بنعمل الصعب، واللى ما بتعرفوش
د.علا: صح، بس لما بنعمل اللى مش بنعرفه بيبقى أصعب
د.يحيى : صح احنا بنعمل اللى مش بنعرفه واللى مانقدرش عليه وده اللى بيقربنا من بعض وده اللى ربنا حايبارك فيه النهارده، أنتى شجاعه جدا يا عُلا
د.علا: أنا جايه النهارده مقفله خالص
د.يحيى : تحبى تكملى ولا تلعبيها وتخلصى
د.علا: لأه بلاش أنا النهارده
د.يحيى : يابنت الحلال ما إنتى اللى إبتديتى وكنتى فى منتهى الشجاعه
د.علا: أنا إبتديت وهما يكملوا بقى حد يكمل
د.يحيى : أنتى كنتى فى منتهى الشجاعه
د.علا: مش طالعه بتلقائيه منى
د.يحيى : يعنى هو فيه حاجه بتطلع بتلقائيه غير لما بنعملها، احنا لما بنعملها بنشوفها تلقائيه ولا مش تلقائيه، الأولانية دكها، لما عملتيها كنتى شايفه إنها تلقائيه قبل ماتعمليها؟ لكن بعد ماعملتيها لقتيها تلقائيه ممكن علشان إنتى مبادئه وعندك شجاعه أرمى الكوره لحد لحد ماتتشجعى حد يكون أروب
د.علا: إلهام
إلهام: يعنى إيه
د.علا: هى طلعت كده بقى، بختك
إلهام: حاضر
د.يحيى : حاضر إيه إنتى حاتلعبى، حاتقولى لكل الناس بس كل مره مختلفه عن الثانيه
إلهام: يعنى حاقول لهم كلهم مع إنك انتِ قولتيلى أنا بس
د.يحيى : بس ماتكرريش ولا مره
إلهام: للدكتور خالد
د.يحيى : إحنا بنتكلم كلام من غير كلام ياخالد (كان قد دخل متأخرا فى هذه اللحظة) ودى لايقه عليك جدا
خالد: من غير مافكر يعنى
د.يحيى : لأه
هبه: بتقول كلام هو مش كلام
د.يحيى : لأه الحكاية مش إنه مش كلام، لأه، هوه كلام من غير كلام، وإحنا ساكتين، بس بنتكلم يعنى كلام من غير كلام
خالد: من غير معنى يعنى
د.يحيى : زى ما تشوف يعنى من غير معنى خالص المهم من غير ولا لفظ عادى واحد يطلع، احنا الأول جرّبنا نلخبط الكلام بالقصد، وبعدين وصلنا للعبة دى، تحب نجرب الأولانية
خالد: يعنى كده كلام مش راكب على بعضه يعنى
د.يحيى : يعنى..! بس توجهه لحد وبحماس شديد جدا وهدف واضح، كلام إحنا مانعرفهوش، مجرد أصوات يعنى ولا حتى إنت تعرفه يا خالد
خالد: كله لعب يعنى
د.يحيى : أيوه
خالد: طيب ألعب مع مين
هبه: مع الدكتور يحيى
د.يحيى : نقى واحد وتروح رازعه كلام زى ما أنا عملت كده بما فى ذلك روداينه(1)، روداينه ديه عماله تتكلم كلام من غير كلام من ساعة لما إتولدت، ياللا يادكتور خالد(2)، كلام من غير كلام
خالد: ألعب مع روداينه يعنى
ياسمين: يا عم مع أى حد كبير صغير اللى يجى فى دماغك
خالد: حالعب مع الدكتور يحيى
كريمه: لأ، أحسن تلعب مع حد تانى
خالد: يا دكتور يحيى مخليانوا خرستوا سويدى ماهليوا كفايه كده
د.يحيى : كمل ياخالد
خالد: مش كفايه كده
د.يحيى : لأه ده إنت قولت كلمه فى كلمه حادوته إستفالوا لابلا كونتوا تورا رافا
كريمه: ديه أغنيه ديه ولا إيه شكلها كده
د.يحيى : شكافيه كومونتوا
ياسمين: الدكتورة علا فهمت إنك بتشتمنا يادكتور وإحنا مش واخدين بالنا
د.يحيى : خرستوا
ياسمين: خرستوا ممكن يكون يعنى سكت صح
د.يحيى : ولا واحد جربها ياعلا إنما خالد جدع، (ينظر إلى الطفلة روداينه) ياللا يا روداينه الكوره معاكى ياروداينه طيب إحنا لعبنا هو محدش قدر يلعبها إحنا ضحكنا عليك يا خالد وقولنا لك كلهم لعبوها مع ان كلهم خافوا يلعبوها فقلبناها لعبه “أنا خايف اتكلم كلام من غير كلام لحسن..” وتقول أى كلام بس بنلعبها دلوقتى معانا كلنا بقى يا فلان “أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن….” أى كلام، وماتكررش مع أى واحد ، وتلعبها مع كله اللى حاتقوله مع واحد مش حاتكرره يعنى واحد واحد وبما فى ذلك نفسك، يعنى حاتقول لخالد : يا خالد أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن وبلاش أقول وتقول اللى جواك مافيش أى تعديل وبطلى تغششيه يا إلهام حاتقولنا واحد واحد ومش حاتكرر وبما فى ذلك روداينا
خالد: يا ياسمين أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تخبى عليا
خالد: يا هيام أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تقولى عليا عبيط
خالد: يا روداينه أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تحبينى
خالد: يا أميره أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن أصعب عليكى
خالد: يا دكتوره علا أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تصدقينى
خالد: يا كامل أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تبطل تكلمنى
خالد: ياهبه أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تكرهينى
خالد: يا أسماء أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن ماتجيش هنا تانى
خالد: يا عادل أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تبطل تصاحبنى
خالد: يا كريمه أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تعييى تانى
خالد: يا أحمد أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تقوم تزوغ
خالد: يا إلهام أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تعيطى
خالد: ياواليد أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تخنق نفسك
خالد: يا دكتور يحيى أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تزعقلى
خالد (لنفسه): يا خالد أنا خايف أقول كلام من غير كلام لحسن تبطل تشتغل تانى
د.يحيى : متشكر جدا جدا جدا تدى الكوره لمين .
وبعد:
فضلت التوقف عند هذه العينة المحدودة لأننى شعرت أثناء مراجعتها بثرائها البالغ وخشيت من تشتت القارىء لو أكملنا، علماً بأن الباقى به نفس الرسالة، وربنا يستر!!
ونكمل غدًا نفس الجلسة.
[1] – رودانيه كما ذكرنا رضيعه عمرها 4 شهور ولدت أثناء حضور أمها العلاج الجمعى بعد ثلاثة أشهر من البداية وسمح لها بالحضور، ولنا عودة معها ومع تفاعل المجموعة معها أثناء الجلسات
[2] – هو طبيب امتياز مريض مشارك نشط وملتزم