الأربعاء الحر: مقتطف من: دليل الطالب الذكى فى علم النفس انطلاقا من: قصر العينى: الفصل الثامن: الدوافع
نشرة “الإنسان والتطور”
الأربعاء: 19-8-2020
السنة الثالثة عشرة
العدد: 4736
الأربعاء الحر:
مقتطف من: دليل الطالب الذكى فى علم النفس انطلاقا من: قصر العينى (1)
الفصل الثامن: الدوافع
المعلم: الدوافع هى التنظيمات الأولية الجاهزة التى تدفعنا كما سبق أن أشرنا، للقيام بسلوك معين نتيجة إثارة أو احتياج بذاته.
الطالب: إذا كان الأمر كذلك، فما هى الحاجات Needs
المعلم: الحاجة Need هى هى الدافع ولكن من وجهة نظر الارتواء، وأما لفظ الدافع Motive فإنه يستعمل لنفس الظاهرة من وجهة نظر الإطلاق أو الإنطلاق، فالحاجة إلى الشرب هى هى دافع العطش، هذه هى المسألة.
الطالب: والماء؟
المعلم: الماء يسمى المحرِّك أو الباعث أو الغاية Incentive ولكن هذه تفرقة تقريبية.
الطالب: المهم هل ثَمَّ تصنيف سهل للدوافع يصلح للحفظ فالامتحان؟.
المعلم: طبعا: إن الدوافع الفطرية (الموروثة) هى عضوية أو نفسية، وهى تفرقة ظاهرية لأن كل ما هو عضوى هو نفسى وبالعكس، كما اتقفنا منذ بداية البداية، وعموما: أنه لكى يكون الدافع فطريا لابد وأن يتصف بالشموليةUniversality أى أنه عند جميع أفراد نوع بذاته، وأنه يوجد منذ الولادة وإن كان ذلك لا يشمل كل الدوافع، فدافع الجنس مثلا فطرى ويظهر عند البلوغ، ويعتبر ولادة جديدة، وأخيرا فالدافع الفطرى يتصف أيضا بصفة الدوام Permanency، وهى تعنى أن الدافع لابد وإن يحقق غايته مهما اختلفت وسائل تحقيقها وأشكال السعى إليها، ولا يمكن أن يلغى الدافع وإنما قد يختفى نشاطه الظاهر مؤقتا، أو تقل حدته بعد تحقيقه، ثم يعاود نشاطه استجابة لنقص إرتوائه وهكذا.
الطالب: كنت أسألك عن تصنيف الدوافع كلها.
المعلم: ..لابد من مزيد من إكمال التقسيم حتى تلم بالموضوع كله: الدوافع العضوية مثل الجوع والعطش والجنس والتنفس.. هى التى تحافظ على الحياة…
أما الدوافع التى تسمى نفسية فهى مثل دافع الأمومة ودافع الانتماء الاجتماعى (دافع القطيع Herd Motive)، فهى التى تتجلى عند الإنسان بوجه خاص،
ثم هناك دوافع التعامل مع البيئة مثل الاستطلاع، والدهشة والميول، وهى دوافع عامة لكنها أرقى وأكثر تميزاً عند الإنسان.
الطالب: نعم؟ نعم؟ الدهشة والميول دوافع فطرية.
المعلم: يقظتك تزعجنى، إنى أنقل لك الشائع من تقسيمات دون اقتناع كامل فلا تفتح لنا أبواب النقاش حتى لا أرجع فى كلامى، ومع ذلك “فالدهشة” مثلا تصف الطفل إذ يتعرف على الجديد، وهى تصف “النوع النشط من الإدراك” إذا كنت تذكر، أما “الميول” فهى تعنى هنا الميل الفطرى لتقبل الطعم الحلو ورفض الطعم المر كما ذكرنا أيضا.
الطالب: نعم، نعم، .. ثم ماذا؟
المعلم: لا تتعجل فهناك دوافع فطرية أيضا مختصة بالطوارئ.
الطالب: حلوة هذه، دوافع “أسعاف” إحكِ لى إذن عن ” دوافع النجدة والحريق”!!.
المعلم: إن الخطر Danger يوقظ دافع الهربEscape ويصاحب ذلك مشاعر الخوف Fear ولا يختفى إلا بالحصول على الأمان.
– ثم إن الإعاقة Interference توقظ دافع القتال Combat ويصاحبها عادة مشاعر الغضب Anger ولا تهدأ إلا بالتخلص من هذه الإعاقة فالانطلاق.
– وكذلك الصعوبةDifficulty توقظ دافع التفوقMastery عليها ويصاحبها مشاعر التصميمDeterminism ولا تنتهى إلا بالانتصار.
– ثم إن التراجع والتسليم أو التوقف عن نشاط معين نتيجة لرغبة فى ذلك واختيار، والرغبة فى الاعتماد Dependency وما يصاحب ذلك من مشاعر الاستكانة والأمان Security كل هذا وراءه دافع أيضا ويسمى هذا دافع الإذعانSubmissive motive
الطالب: كل هذا التراجع والتسليم وتقول دافع!! أليس فى هذه التسمية الأخيرة تناقضا
المعلم: لا طبعا، فالإذعان قد يحقق الحماية احتراما لواقع بذاته، وقد يؤجل المواجهة لمواجهة تالية.
الطالب: لا .. لا.. لقد زوّدتها، وما الذى يفسر استمرار الدافع أو توقفه
المعلم: إن الفرصة السانحة تبدو كالفريسة التى تغرى بالمتابعة ولذلك تدفع هذا الدافع إلى اللحاق بها ويسمى دافع الملاحقة Chase (or Pursuit) Motive وتصاحبها مشاعر الحرص والشغفEagerness
الطالب: بصراحة أنا لست مقتنعا أن هذه “دوافع طوارئ” فأى طوارئ تدعو للإذعان، أو لانتهاز الفرصة وملاحقتها، إن هذا أو ذاك يمكن أن يحدث فى الطوارئ وفى غير الطوارئ.
المعلم: وأنا معك، وإنما أنقل إليك المألوف فى تدريس هذه الظاهرة النفسية.
الطالب: تنقل إلىّ؟ وما وظيفتك أنت؟
المعلم: أعرفك الشائع ثم أقول لك رأيى، لأنى أخ
2020-08-19