يحيى الرخاوى طبيب نفسى
نشرة “الإنسان والتطور”
الأربعاء: 25-12-2019
السنة الثالثة عشرة
العدد: 4498
الأربعاء الحر
عن “ماهية الوعى” (1)
Consciousness !!
-
أبدأ بالنفى فالاستدراك: مما وصلنى من خبرتى المهنية، وخاصة فى العلاج الجمعى، ومع الذهانيين، ومن خبرتى الشخصية: (ليس .. ولكن!)
-
الوعى ليس وظيفة مستقلة ولكنه حركية إيقاعية .
-
الوعى ليس صفة لاحقة ولكنه منظومة مشتملة .
-
الوعى ليس نشاطا متبادلا مع الوظائف الأخرى أو مساعدا لها..، ولكنه حركية متداخلة فى كل الوظائف.
-
الوعى ليس قاصرا على الوعى بالوعى، ولكنه موجود عند كل المستويات فى كل الأحياء (و فى المادة غير الحية أيضا!! كما ورد فى هذا المرجع).
الوعى ليس هو تعريفه فى المعاجم، ولا حتى فى كثير من الكتب العلمية ولكنه حاضر حضورا أشمل من كل الألفاظ التى تصفه.
-
الوعى ليس دائما فى متناول الشرح بالحكى أو الرموز، ولكنه يشكل لغة خاصة فى الإبداع عامة وفى الشعر خاصة
-
الوعى ليس موضوعا للحوار الشخصى بالكلام لكنه ممارسة متعددة المستويات والأبعاد بين الأحياء أساسا، (ومؤخرا مع كل شئ وفى كل شئ إلى كل شئ).
-
الوعى ليس مرادفا للروح ولكنه على علاقة وثيقة بالإدراك الأعمق عامة وبالوجدان خاصة (مع التذكرة أن الوجدان غير العواطف غير الانفعال).
-
الوعى ليس هو “الشعور” الظاهر فى بؤرة الانتباه، ولكنه متعدد فاعل ولو كان كامنا.
-
الوعى ليس صفة ثابتة، لكنه حركة متصاعدة متوجـِّهـَة نحو واحدية “الوجود/النابض المطلق” المفتوح النهاية .
-
الوعى ليس وجدانا متميزا ولكنه شديد الارلاتباط بما يسمى: العقل الوجدانى الاعتمالى. Emotionally Processing Mind
-
الوعى ليس نشاطا فسيولوجيا للمخ فحسب ولكنه نشاط حيوى (بيولوجى) وجودىّ يشمل كل الخلايا بما فى ذلك الجسد (وحديثا: المادة: الجماد أيضا: انظر التاريخ الطبيعى للذكاء: توم ستينر).
وبعد
فهل يمكن تحديد معالم تقريبية عن ماهية الوعى ؟
أن الحقيقة المحورية للوجود هى أن دوائر الوعى متعددة وممتدة إلى ما بعد الكائن الحى بما في ذلك الإنسان بغير نهاية إلى ما يمكن أن يسمى “الوعى المطلق” الذى لا نعرف طبيعته تحديدا “ليس كمثله شىء”، و”الغيب مفتوح النهاية”.
مما قد يتفق مع بعض الفروض الأحدث مثل فروض وأبحاث روبرت شلدراك Rupert Sheldrak.
