نشرة “الإنسان والتطور”
الأربعاء: 18-12-2019
السنة الثالثة عشرة
العدد: 4491
الأربعاء الحر:
ديوان “أغوار النفس” (1)
العين الأولانية
قهوة سادة، وكلام
(1)
يَامَا قُـلْـنا ويامَا عِـدْنَا، ويَامَا أحْلامْنا خَـدتـْـنَا،
كـنّا بنخطط ونرسم، فى الرمال نِبْنى بيوتنا.
صاحبى سافرْ. خـُفـْنا نـِنْـسـَى،
قلنا نكتبْْ، حلم أيّــــامنا اللى جايّةْ.
والكلامْْ فوق الورق : بيخطــط الدنيا اللى هيّهْ.
حِلْمِنا بالعدل كان دايما شاغلنا ،
والوَلاَيَا والغلابَا كانوا وصْلةْ حب بينّا.
كل خلق الله تـَـبَعْـنَـاَ.
نشترى حتى اللى باعْــنـَا.
والسّمــاحْ، …. والمِـلاحْْ،
والشهاداتْ، والنجاحْ.
كل دا قال واحنا بــرَّه،
يعنى: بالحـلم المسرّة.
***
قلت له: دى بلدنــا أوْلى،
ناسْنـا واخْدينها مِقاوله.
صبْر، والشغلِ ”عَلاَوْلــَـه”.
حَنّ قلبه وجانى طاير،
بالبشاير
(2)
قلنا يالله نغوص سوا فْ طين أرضنا،
واحدة واحدة نبتدى على قدّنا.
وابتدينا من جديد،
حَطّ إيده ف إيدى، قلنا مش بعيد.
صاحبى راجعْ “حُرّ خالص”،
والكلام جاهزْ وهــــايصْ.
صاحبى لابس عِـمّهْ خضره
بس يرطـن مالشمال، ولا عندو فكرةْ،
مش على بالـُـه اللى جارِى،
فى الزوايَـــا، فى التُّـــرَب، أو فى الحواري.
قلت اشوف مين اللى هلّ علىَّ يانى،
هوّه هُـوّه؟ ولا جانى حدّّ تانى؟
قلت اجرّب،
قلت أقرّب،
ما لقيتوشْ، مالقيتْشى نفسِى،
قلت جوعِى بْيِعْمٍى حـسِّى.
بسْ برضُهْ فْضِلـت ادَوَّرْ،
قلت أبص فْْْ ْعينُـهْْ أكترْ:
(3)
مش يمكن الاقى البذره الناشفَهْ الخايفَه الضاَّيْعَه
فْ بحر كلام :
عايزةْ تنّبـــِّت،….. مشْْ قادرةْْ؟
مش يمكن قـُرْبِــنَا يِرْوِى الأرْض العطشانةْ؟
مِش يمكنْْ شوفْــنا لْــنَاسْـنا يفوّقنَا؟…….: نِعملْْ حاجةْ؟
قلت أشوفُهْ، ماظْــْـلموشْ،
دُخْـت تدويرْ، مالْقيتوشْ،
قالُوا جوُه،.. لسـَّهْ حبَّــهْ
قلت أدخلْ، حـبّة حـبّة
(4)
ولاقيتْنِى جوّا بحور ضَلمَهْْ، مالْهاشْ شُطآن،
ولا حِسّ لْـمّـوج،
ولا نِسمهْ تلاعبْ قلع شْرَاع،
أو حتى تهزّ القشهْْ العايمهْ المنسيهْ
ولا ضربةْ ديلْ سمكهْ، ولا طُـُحلبْ،
ولا قَوقْع ولا أَىّ حياهْ
هـُـوَّا الهِوّ اتْــْــهـَـوَّى ازاى ؟!!
راح فين يابْـنى أنين الناى؟!!
(5)
يا خبرْ يا جدعْ!! كدهُهْ؟
لا ياعَـمّ، نتكلّم أحسنْ!
ما هو أصل المعزى:
”قهْوهْ سادهْ، وكلامْ”.
[1] – يحيى الرخاوى: ديوان “أغوار النفس” منشورات جمعية الطب النفسى التطورى، 2017.
كتبت هذه القصيدة وأنا فى حوار حميم مع صديق مرحوم بإذن الله وأنا أحاول أن استرجعه من غربته/هجرته إلى بلدنا نبينها معا، رحمه الله وغفر لنا.