نشرت فى الدستور
1/6/1997
الأخوان: أمين
لا أعرف كيف رباهما أحمد أمين، ليصبحا “هكذا” جدا ولابد من الرجوع إلى التاريخ “السرى” لنشأتهما:حسين أحمد أمين – جلال أحمد أمين، أقول. التاريخ السرى، لأننى، وبالرغم من مهنتى لا أعرف ماذا يفيد التاريخ المعلن فى تربية فرد بذاته، من والد بذاته فى مرحلة تاريخية محددة، فى جو إجتماعى له معالمه (دعك من مزاعم التربية الحديثة).
السؤال المطروح للتفكير هو: هل نقيس يحق لنا الأب بأبنائه؟ و ما هى الرسائل الخفية التى تصل إلى الأبناء من الآباء ؟
ماذا هى الرسالة التى أرسلها عبد الناصر لإبنه عبد الحكيم وهل هى نفس الرسالة التى أوصلها لإبنه خالد ؟ ولماذا اختلفت “هدى” عن “منى” عبد الناصر؟ ولماذا يعمل أولاد الساسة؟ فى العالم الثالث بالسياسة ثم إن الذى يعقل منهم ولا يعمل بالسياسة يعمل “بالبيزنس” جدا جدا؟ وينجح بمشيئة الرحمن عادة، أى غالبا، أى دائما؟ هل هى فقط بركة دعاء الوالدين؟ أم القدرة؟ أم الذى منه؟ وأين وكيف هم أولاد غلاة الشيوعيين الذى هم ضد الميراث؟ وكم منهم حصل على المنح الخاصة، والبعثات الخاصة فى البلاد الحمراء أيام كانت حمراء ؟ وحين تغير اللون كم منهم انتمى للناس ولو بالكلمة المضمنة ؟ وكم منهم نجح فى السوق انقلب إلى البيزنس مع التحول العظيم إلى السوق المنفتح؟ وماذا عن
أساتذة الطب ونبوغ أولادهم الخاص جدا، فى الفروع التى يمارسها الوالدين أو غيرها؟ هل هو شغل المعلم لابنه؟ هل هو قسم أبو قراط؟ هل هى اجتهادات الكونترول العظيم؟
هذا عن أبناء الساسة والمهنيين، فماذا عن الأنبياء والعباقرة والمفكرين؟ هيا نرى: ما هى الرسالة التى وصلت من سيدنا نوح إلى إبنه فجعلته يركب رأسه لا يركب الفلك المنقذ؟ وماذا أوصل سيدنا ابراهيم لابنه سيدنا اسماعيل حتى يسمع ويطيع هكذا؟ ولماذا خرج حسين أحمد أمين وجلال أحمد أمين “هكذا” وخرج فلان الفلانى وعلان بن أصلان ليسوا “هكذا”؟ وأين أبناء طه حسين، وهل يتكلمون العربية مع أولادهم ؟ وهل تعرفون شجرة أولاد وأحفادأمين الخولى؟
ثم أولادالعبد لله؟ حزر فزر؟ وربنا يستر.
خلاصة ما أريد توصيله هو أنى عرفت أحمد أمين، منذ كنا ندرس كتابه عن “زعماء الإصلاح” فيما يسمى الثقافة العامة (ما يعادل 2 ثانوي) ثم إننى عرفت إبنه جلال (من بعيد لبعيد) ثم إبنه حسين (أبعد وأقرب) وأنا أتصور أن هذا الرجل قد عاش “فى” أولاده، رائحا غاديا، ولم يقف خطيبا على منبر مكتبته، وأنه فى الوقت الذى كان يبلغهم فكره، مباشرة أو بطريق غير مباشر، كان يحضر “فيهم” بشكل، مرن، مضئ، محدد، و متسع معا.
فربى لنا حسين، وجلال. وهما ليسا سواء. وهذا طيب فى ذاته
ولى على كلمنهما عتاب، لن أحكى عنه، أو قد أضطر لذلك، فى تعتعة قادمة من يدرى؟
فالتعتعة ليس لها قانون واحد.