عدد اكتوبر 1985
الغيوم الغاثرة
فاطمة المدكور
أيتها الغيوم الغاثرة
جئت مقطبة – مظلمة – يدفعك قيظ وشرر
أنقشعى لبعيد – تناثرى – تبددى – يلتهمك اللاشئ
يبتلعك الفراغ حتى الذوبان – الذوبان – الذوبان
ليغرب عنى معك ملل مشاعرى وفتورى،
فلما تجاهلتك
أثقلت روحى ، فضاقت أنفاسى …. فأفقت لأبعدك
أفصلك عنى …. ألقى بك برفض وغضب.
نعم
تلاصقت بى كجلد فأنتفضت لأخلعك
لن تستبدينى فى متاهات – نضج عنها وعيى منذ أزمان مضت .
ولن ترشقى أزاهيرى اليانعة بندبات قبلاتك اللافحة
ولن تمسى قلبى …. عيون قلبى …. كل قلبى .
فأنا هو
ترفعت به عن حلو لغوك وعتمة مقصدك.
لن تمسى قلبى، هو قواى، وهو قاتلك
أيتها الغيوم – أنسلخ عنك، أسلخ عنك ، أنسلخ عنك
أيتها الغيوم يا من تنسجين دخانك الرخو الثقيل
تحاولين، تتخللين مختلسة فى خبث،
تغرقين الخلايا الهاتفة
بصغائر أمور الدنيا، تنسجين منها قيدا،
وتحيكين لنفسك مرقدا .
بصغائر أمور الدنيا تسفسطين
فتصرعى هدجات الشعور الواعدة
تهاترى – وتهاترى نفحات الوعى الرائقة
ان كنت آمرك – أوقفك بامتداد ذراعاى أجعلك على مبعدة هدجة،
ألملم قيودك ، أمسك عليك حركتك .
تجسدى – تجمدى فضوئى يقتلك
أرشقك بسيفى – نسجته من لفع روحى ودمى
يصل اليك مصيبا يجتازك – خارقا جوفك وهويتك
نعم دماءك خلط داكن تسيل مذابا فيها
فتات ضمير – معتم أسود
فمن البداية
أعرفك أعرفك …..أعرفك
دانيه بواعثك – دانيه –
فأهبطى بثقلك والتصقى بالتراب
ليذهبك الريح مشتتة أبدا لا تتماسكى
أو تطايرى – لتتلاشى يبتلعك الفراغ – الى اللاشئ
فقد نهيتك عنى، وعن عالمى من حولى.
نعم : فقد تم انسلاخى – فقد تم خلاصى
وانطلقت بحريتى حرة …..حرة….. حرة طليقه
29/4/1985