الاهرام : 25 / 7 / 1999
اكتشافان واقتراحان
من خلال بضعة سطور نشرت في هذا الباب اكتشفت كل ما يلي
(1) اكتشفت ان بريد الاهرام هو صحيفة مستقلة ذات سيادة(2) وان قراء بريد الاهرام اكثر عددا مما كنت اتصور(3) وان الحكومة صاحية فعلا, فقد اتصل بي متفضلا السيد اللواء سيد رضوان من محافظة مطروح وطمأنني الي يقظة الحكومة جدا فشكرته آملا أن يغنيني حياء صديقي وجاري العشوائي عن خدمات الحكومة هكذا(4) كما اكتشفت انني استطيع ان اكتب كلاما مفهوما, أي والله!!(5) وأن أبسط الكلام قد يكون أنفعه.
ومن خلال الاكتشافين الاخيرين تشجعت أن أتقدم باقتراحين عمليين, أولهما بعيد عن المسألة العشوائية وهو خاطر قديم, لكنني كنت افتقد المنبر الذي يتحمله, والثاني استلهمته من اعتذار جاري بأنه بالرغم من اقراره بالخطأ الا انه مثله مثل آلاف المخالفين في مارينا, ثم إردف انه حتي مسئولو التعمير انفسهم ويبدو انه يعرفهم من هؤلاء المخالفين, وطبعا لم اصدقه, ولكنني ايضا لم أكذبه, إيش ادراني؟ فقفز الي الاقتراح الثاني.
أما الاقتراح الاول فهو: ان يصدر قانون المرور الجديد, بالتقسيط, مادة مادة, هكذا: مادة(1) ينفذ قانون المرور القديم جدا فتقف السيارات عند النور الاحمر وتسير عند ظهور النور الاخضر ومن يخالف من السائقين يضاف: او رجال المرور يعاقب فعلا بكذا وكيت.
فإذا تم تنفيذ هذا حرفيا بشهادة الناس, والحكومة, نفكر في المادة التالية, وهكذا.
أما الافتراح الثاني:[ ولعله رجاء أو أمل أو عشم] فهو: أن يكف المسئولون الكبار عن مخالفة القانون ماداموا في السلطة, هذا اذا كانوا يخالفونه اصلا لا قدر الله, فإذا اضطروا الي مخالفته مثلهم مثل سائر الناس!! فليخالفوه في السر, او بعد اعتزالهم المركز الذي هو حتي لا يحتج بما فعلوه امثال جاري الطيب, الذي يبدو ان مخالفة الكبار ـ إن صح قوله ـ أنسته موقفه وكتاباته شخصيا ضد العشوائيات فما بالك بالمواطن العادي غير المثقف, وغير الماريني؟
د. يحيي الرخاوي
استاذ الطب النفسي