نشرة “الإنسان والتطور”
16-11-2010
السنة الرابعة
العدد: 1173
اعتذار وتهنئة
قررت أن أعتذر هذا الأسبوع عن مواصلة كتابة “الكتاب” لأهنئكم بعيد الأضحى المبارك داعيا الله أن يعيده علينا جميعا بالخير والفعل والحركة المبدعة الطيبة أبدا،
ثم إنى رحت ألتقط أنفاسى فامتدت يدى أقلب أوراقى فاكتشفت أن انشغالى بالحركة والإيقاع والدوائرية المفتوحة، لم يقتصر على التنظير للصحة النفسية باللغة الطبية النفسية بل تغلغل فى كل أعمالى، وفى شعرى خاصة، وحين قرأت قصيدة “دوائر” المكتوبة منذ ثلاثين سنة، أضفت الفقرة الأخيرة، أهنئكم بها بالعيد، كما أهنىء نفسى، ولم لا؟
وسوف أرجع للكتاب الأسبوع القادم. لأن شيخى “نجيب محفوظ” قرر أن يحضر غدًا بنشرة إضافية، ليهنئنا بالعيد، وكل عام ونحن نحاول التسبيح معه أنه “ربى كما خلقتنى”
“ربى كما خلقتنى”
وكل عام، وهو وأنتم بخيرٍ معاً.
***
دوائر
-1-
تتحَّركُ دائرةُ النور المهتزَّه
أفرحُ أترقبْ.
أدعو أن تغمرنِى
[يوما سَـيروْنى]
تقترِب تلوِّحْ
أقفز أتردّدُ أتراجعْ
تعبرنى مغفلة يدىَ المرفوعهْ
أُفلتُ منها محتجَّا
أتوارَى
تهِملُنِى
أحزنُ مَـمـْرورا
-2-
تتحرك دائرة الضوءِ المستكشفْ
أتسلق جدران الجارالغائبْ
تلمعُ ملساءْْ
أقفز سهواً وسْط الحلْقهْ
تحسبنى المطرقةُ ذبابهْ
تجرى خلفى
فأحاورها
تدفعنى نحو الطرف المظلم
أتوارَى فىٍ خبثٍ وكأنى أمزح
مرعوباً أخفى ألمى
-3-
تتحرك دائرة الدفءِ المتكاثفْ
تلمس جَسَدى تلسعُنِى
أتجمّـدْ
تنغرسُ الركبةُ فى الرقَبَهْ
أتسَـلّـقُ سَـاقـِى
يتراكُـم ثلجىِ
أتكوّرْ
أتدحرجْ
أرتجف وحيداً
-4-
تتحرك دائرة الحركهْ
تتدانى منى
أتداخلْ
أتمدد منتظرا
يوماً
دهراً
تعبُـرُنى
تقفز فوق العطش الشائك
أتجمّع ملهوفا وجِلا
أتراجعُ
وأعاودْ
مجروحًـا أنزفُ صـبْرا
-5-
تتحرك دائرة الهمس يلوِّحْ
أتنصّت، أصرخ أستصرخ
تهتز حروف الكلمات على طرْف المعنى
تُـهْـملـُنـىِ
أتضوّر جوعاً
تتغافل عنّى
أتراجعُ أطفـُو أتلاعبْ
تنسانى
أرْنـُو أترقَّبْ
أنظرُ من ركنِى الباردْ
أتداخلْ
أَغرَقُ صمْتاً
فى نهر الدمع المتجمِّدْ.
25/5/1982
تتحرك دائرة النور يقينَا
أستعذبْ
أرضَى، يرضَى،
أتلولبُ جذلا
أفرحْ.
16/11/2010