“نشرة” الإنسان والتطور
20-7-2009
السنة الثانية
العدد: 689
يوم إبداعى الشخصى
حوار مع الله (12)
استلهاماً: من مواقف مولانا النفّرى
موقف المحضر والحرف
وقال لمولانا النفرى
العلم المستقر، هو الجهل المستقر
وقال له:
إنما توسوس الوسوسة فى الجهل
وإنما تخطر الخواطر فى الجهل
وقال له:
أعدى عدو لك إنما يحاول إخراجك من الجهل لا من العلم
وقال له:
إن صدّك عن العلم فإنما يصدك عنه ليصدك عن الجهل
موقف المحضر والحرف
****
فوقفت فى موقف: العلم الكشف، والجهل السعى
وقلت له:
وسع كرسيك السموات والأرض،
فأنت أقرب إلىّ منى، أرضِى هى سمائى، وسمائى أرضى
فمن أين لى أن أستقر؟
وكيف؟
وقلت له:
أعوذ بك من الطمأنينة إلى جهلٍ خامدْ، أو علم هامدْ
النفس المطمئنة بحقك فى رحابك، لا تطمئن إلا وهى داخلة فيهم بهم إليك،
النفس المطمئنة ليست مستقرة.
وقلت له:
العلم إذا استقر تنازل عن الكشف
وعلم بلا كشف لا يستأهل اسمه
والجهل إذا استقر تنازل عن الحركة
وجهل بلا حركة هو والعدم سواء
وقلت له:
كل مستقر استغنى عن الكدح مات
يستوى فى ذلك من مات بتسكين الدين دون حركية الإيمان
ومن مات بوهم العلم دون حركية الكشف
ومن مات بتسكين الجهل دون حركية السعى
وقلت له:
العلم العلم، الذى هو ليس ضده الجهل، لا يستقر، حتى فى حضرتك، إلا لينطلق
والجهل الجهل، الذى ليس ضده العلم، لا يستقر، ولا فى حضرتك، إلا ليتحرك
وقلت له:
مصدات الوسوسة هى حواجز لاستثارة العلم الفارس، يقفز إليك فوقها وبها
وخواطر الخواطر هى وقود التحدى والمغامرة فى مجاهل الصمت المُفعم توجُّها إليك
وقلت له:
الجهل (الذى ليس ضده العلم) ليس خواطر غامضة، هو معرفة بديلة مكمّلة
والعلم (الذى ليس ضده الجهل) ليس مشاعل ثابته، هو مفاعِلات قادرة مولِّدة
وقلت له:
الوسوسة حركة محرَّكة،
والخواطر تقليبٌ نشط.
لا مفر من المغامرة، بهما،
وبدونهما
وقلت له:
إذا استقر بىَ العلم نفضتـُه إلى حركية الجهل
وإذا استقر بىَ الجهل رفضتـُه إلى نارية العلم
وقلت له:
الجهل الحركى هو مفرخة العلم الواعد
والعلم الواعد هو الطريق إلى الغيب/الجهل القادر
وقلت له:
لا علم – يستحق أن يكون علما – إلا إلى جهلٍ أرحب
ولا جهل –يشرُف أن يكون جهلا – إلا علمٍ أشرق
وقلت له:
يحاولون أن يخرجونى من الجهل إلى سجون علمهم الساكن، فأحتمى بجهلى- إليك- منهم
يحاولون أن يخرجونى من العلم إلى أحكام معبدهم الجاثم، فأحتمى بعلمى- إليك- منهم
وقلت له:
إذا نجحوا أن يخرجونى من العلم مُرغما، فهى فرصتى ألا أستقر فى جهلى فأترعرع فيه: يتخلق منه علمٌ أكثر عطاء
وإذا نجحوا أن يخرجونى من الجهل مرغما، فهى فرصتى ألا أستقر فى علمى، فأتقن أبجدية علمهم، أشكّل بها جهلا أكثر إثراء.
اجتهاد مبدئى فى: (مواقف النفرى بين التفسير والاستلهام: 2000)
تحديث جذرى: المقطم 19 يوليو 2009