هذا العدد
فى هذا العدد نتمنى أن يجد القارئ تعميقا لاتجاه العد الأول الذى كان فضله الأكبر فى أنه “ظهر”، وبالتالى فقد أصبحت المجلة كيانا واقعيا لا مفر من الاستمرار فى المحافظة عليه والعمل على تطويره، ولعل هذا وحده يغفر للعدد الأول ما جاء به من هنات، وما أشعر به القارئ من طموحات وآمال “متفرعند” أزعجته بحق، ونبهتنا إلى ما كنا منتبهين إليه، بشكل ما.
وها نحن نقدم هذا العدد الثانى وفيه نفس الاتجاه مع محاولة تحديد المعالم أكثر فأكثر، ومازال الالتزام بتحديد قسميه هو الأنسب مرحليا – رغم ما جاءنا من اعتراضات عليه – وقد حاولنا فى هذا العدد أن تخفف من جرعة الترجمة والنقل لحساب مراجعة التراث والأصالة، وتضمن هذا العدد كتابات بشأن “المنهج” لشباب متفتحين مازالوا على أول درجات التخصص، وهذا أمر يسعدنا ويشرفنا حتى لا يكون معنى “الشباب” هو “الرفض”، وإنما معناه هو “البحث، والدهشة، والتفتح”، ومازلنا ملتزمين بإشراك من يسمونهم “مرضى” فى التحرير، ولكن بالتزام مشروط نأمل أن تخف شروطه تدريجيا حتى يؤدى هذا الباب وظيفته الايجابية، ومازلنا فى انتظار العائد من آراء القراء، وإن كان الحوار قد بدأ كما كنا نأمل، وافتتاحية هذا العدد مخصصة بأكملها لهذا الحوار المثمر بإذن الله.
ولقد كنا نزمع أن نبدأ من هذا العدد فى إصدار قسم باللغة الانجليزية، إلا أن أغلب الاستجابات التى وصلتنا رفضت هذا الاقتراح بوضوح تام، فتراجعنا، وأنزلنا البحث المكتوب أصلا بالانجليزية فى صورة مختصرة باللغة العربية، ونحن نعتز بهذا الاعتراض، ونعتز بالاستجابة إليه، إذ أن هذا وذاك يقرب الأمل من تعريب أبحاثنا تمهيدا لتعريب عقولنا بالمعنى المتحدى المسئول.
وقد لوحظ فى هذا العدد الأول كثرة المواضيع المسلسلة، ورغم أن كل حلقة يمكن أن تكون مستقلة فى ذاتها، فقد عدلنا عن ذلك بالقدر المستطاع، فاعتذر الدكتور محمد هويدى مرحليا عن سلسلة العلاج النفسى: حقيقة أم متاهة، واكتفينا بالحلقة الثانية من ضرورة الفلسفة مؤقتا، وظل كتاب أخناتون فى حلقات تكاد تكون مستقلة تماما.
ويجد القارئ فى الجزء الثانى مادة جديدة موجزة ومركزة بأقلام الشباب أساساًَ، ما بين شعر وخواطر وقصة، ومقتطف، وكل منها تشير برأس سهمها إلى هدفنا الأبعد، وهذا ما يؤكد أن اختلاف المادة – الذى أزعج البعض – لا يعنى بالضرورة اختلاف الهدف أو الوظيفة.
افتتاحية
حـوار
صدر العدد الأول والذى كان قد كان, ولابد من الاعتراف أنه بالرغم من الإعداد الطويل للفكرة – عبر سنوات – فإن هدف صدور العدد الأول كان: هو أن يصدر, نعم “أن يصدر فلا نتراجع”, ونحن لا نعلم بعد صدى ظهوره على المساحة الأوسع من القراء, رغم أننا تعمدنا أن نرسل إلى عينات مختلفة منهم نوعا من الاستبار نحاول من خلاله أن نعرف أين نحن, ومن نحن, وهل يستأهل ما فعلنا أن يستمر, وحتى كتابة هذه السطور لم تصلنا إلا بضعة إجابات محدودة, فضلا عن الانطباعات الشفهية التى حاولنا جمعها من هنا وهناك.
وتأكيد لإصرارنا أن يكون ثمة حوار, سوف نحاول أن تكون هذه الافتتاحية – أساسا – حوارا مع أربعة آراء ثلاثة منها وصلتنا كتابات شخصية والرابع نشر فى الزميلة صباح الخير, وهى تمثل أربع اتجاهات ممثلة لأربع فئات هى من أهم من نأمل أن يستمر معها تبادل النظر, وهذه الفئات تمثل: التحليل النفسى, والأدب, والطب النفسى التقليدى, والنقد, على التوالى.
الاستاذ الدكتور مصطفى زيور
بعد أن أجاب سيادته بالتزام علمى أمين على الاستبار المكون من خمسة أسئلة, مقررا: أن فى المجلة جديدا يستأهل استمرار صدورها, وأنها علمية ثقافية (لا علمية فقط ولا ثقافية فقط ولا عامة) ثم وعد متفضلا بأن يكتب لها “فيما بعد”, (ليس الآن .. وليس أبدا) أضاف متكرما:
”يسعدنى أن أسجل تهنئتى وثنائى وأملى فى استمرار هذا الجهد المخلص المعطاء فى استمرار صدور هذه المجلة, الذى يسد فراغا فى الثقافة العلمية فى ميدان الطب النفسى فى مصر والشرق العربى, ومهما يكن هناك من الخلاف فى الرأى فإن هذه “الخلفة” تشحذ الذهن, وتحمله على نبذ الدوجماطيقية والانفتاح على وجهات من النظر تحرك السكون وتحث على توسيع أفق النظر” (1)
20 / 1 / 1980
مصطفى زيور
والحق نقول أننا لم نكن نطمع فى هذه اللفتة الكريمة من أستاذ الجيل الذى قاد مدرسة التحليل النفسى فى مصر منذ عشرات السنين, لم نكن نطمع فى ذلك لا لأن سيادته سوف يبخل على أبناء له بهذا التشجيع, ولكن خوفا من عواقب تجرثنا بغير وجه حق فى بعض الأحيان على بعض – أو كل – معطيات التحليل النفسى, الأمر الذى قد يعكس فى بعض الأحيان قصور إلما منا – ومن مثلنا – بجوهر التحليل النفسى وأثره فى العلوم النفسية والفنون والآداب جميعا منذ أوائل هذا القرن وحتى منتصفه, وكذلك لنزود الكثير منا بالمعلومات عن التحليل النفسى من ناقديه لا من رواده, ولكن أستاذنا الدكتور مصطفى زيور مازال يعلمنا أهمية وروعة “الخلفة .. التى تشحذ الذهن” وضرورة نبذ “الدوجماطيقية” ثم يعلن فى شباب العلماء أمله فى تحريك الكسون, وقد لا يعدو كل هذا أن يكون مجاملة أستاذ لبنيه ونحن نقبلها شاكرين من أستاذ يحب الإنسان, ويحب مصر, ويحب اللسان العربى, ويأمل فى استمرار الشعلة التى أضاءها بوحدته الإبداعية أولا ثم أستاذيته المعطاء ثانيا, وأروع ما فى الموقف أن إصراره على استمرار توقد الشعلة غير مشروط بأن يكون وقودها تحليل نفسى أو طب نفسى أو فكر فرويدى, ولكن أن يكون وقودها المعرفة والحرص على السعى إليها بكل لغة.
ولا نملك إلا أن نقول له: حفظك الله أستاذا رائدا, وعقلا مضيئا, وقلبا محبا, وعهدنا لك أن نستمر , وأن نختلف معك ما وسعنا الاختلاف, وأن نعترف بفضلك ونقر رأيك ما أنا لنا الطريق, ثم أن نختلف بعضنا مع بعض ويوافق بعضنا بعضا ما كان إلى ذلك سبيل, آملين ألا نفترق بالرغم من ذلك وبسببه معا.
من أستاذنا الرائد: نجيب محفوظ, قال:
السيد الاستاذ /…………..
تحية طيبة وبعد
فقد اطلعت على مجلتكم فكانت سبيلى – مشكورة – إلى تصور جديد لعلم النفس يماشى تطلع الإنسان المنهك المعاصر إلى التوازن والقيم والإيمان, وثق من أننى أتمنى لها الاستمرار والنجاح, وكانت أول نتيجة لاطلاعى عليها الاسراع فى اقتناء أحد مراجعها المتاحه وهى: علم النفس الانساني
ولا أشك فى أنها تحوى جديدا
كما أعتبرها مجلة علمية ثقافية
كما أعتبرها نفحة حياة طيبة فى الركود الخانق
وفقكم الله ودمتم للمخلص
نجيب محفوظ
24 / 1 / 1980
ويا سيدى يا نجيب محفوظ
حفظك الله من قبل ومن بعد, فنحن نعلم كم أنت مجامل, وكم أخذت عليك هذه المجاملة حتى احتار الناس أن يجدوا لك عدوا (من جانبك على الأقل), كما نعلم كم أنت علامة عصرنا” وأنه لا ينقصك مزيد من مديح أو بقايا كم دراسة, ولكنا لا نملك – حبا فيك وأملالنا – إلا أن نصدق كلماتك كما هى, حتى ولو كانت من قبيل المجاملة, فنزهو أن نكون قد فتحنا لك تصورا جديدا لعلم النفس وأنت الذى فتحت النفس لنا شخصيا أكثر من أى تصور, وقد كان – ومازال – من أهداف هذه المجلة أن تدرس النفس من خلال الرؤى الفنية أكثر فأكثر, ومن خلال كتاباتك بالذات أعمق فأعمق, فقد سافرت يا سيدى, علمت أم لم تعلم, داخل نفوس “عباد الله لخلق الله” أبعد من كل علمنا واخترقت أعمق من كل وصفنا…, ولكنا خفنا أن نكون غير أهل لذلك حاليا وخاصة بعد أن تراجع أحدنا عما كتبه عن رواية الشحاذ (من منظور الطب النفسى التقليدي) قصورا واعتذارا, وخفنا أن نقع فى خطأ وقع فيه غيرنا من استعمال ذيوع اسمك مبدعا .. مطية لذيوع اسمهناقدا، ولكنك رائد من رواد النفس الإنسانية لاجدال, من أول “السراب” حتى “الشحاذ” ثم “حارة العشاق” و “روبابكيا” حتى “عصر الحب”, وهذا الذى تفضلت باقتنائه عن علم النفس الانسانى, وما يؤدى إليه بعد ذلك من علم النفس الفوقى (إن صح التعبير) عبر الذات الفردية إلى الكون الأعظم, لا يبعد مرماه عن رحلتك فى “أولاد حارتنا” أو فى “حكاية بلا بداية ولا نهاية” أو فى “الطريق” أو فى “ملحمة الحرافيش” .. يا سيدى إن الفن هو كشف النفس, وعلم النفس هو دراسة هذا الكشف, وإذا كان شكسبير العظيم قد خلد لأن أشباحه وأساطيره وأشعاره لم تنبع إلا من داخل داخلنا, فإن خلودك أنت يرجع لأنك ارتدت النفس إلى أعمق أغوارها, ورحلة بحثك وامتدادك وتصعيدك هى من أغلى معالم حياتنا ومنارات عالمنا.
يا سيدنا يا نجيب محفوظ أنت إنسان طيب, طيبة القادرين, طيبة مصر, وطيبة الإنسان المنهك المعاصر, فشكرا وعهدا.
أما الركود الخانق فهو الذى أظهر مثل هذه المجلة, وهذا وحده وما أثار من مثل تعقيبك الدال – لابد وأن يطمئننا أن الركود مهما سكن سطحه فهو لن يخنق الحياة فى أعمق طبقاتها – وها نحن نكتب ونعيش بالرغم من كل ركود, وها أنت تبارك وتشجع بالرغم من كل اختناق.
عهدنا ألا يكون ركود, فإن كان فلن يكون خانقا, فإن كان ثمة ركود خانق فلن يدوم إلا إلى زوال .. نعم إلى زوال, وهل نملك غير هذا؟ عهدا وشكرا؟
* * *
من الاستاذ الدكتور أحمد عكاشة, قال:
أخى العزيز .. ..
.. .. .. .. .. .. .. .. (*)
مجلة التطور .. والانسان(**) ممتازة, موضوعية ولكنها لن تصل بهذه الطريقة للمثقف العادى إلا إن كان له اهتمامه الخاص بهذا الفرع .. أى يكون مريضا سابقا أو حاليا .. والإبداع فيها محدود حيث أن معظمها ترجمة أو اقتباس أو تلخيص, وحتى مقالك للزسف الشديد عن الدين .. غامض .. خائف حريص .. ربما كتبته فى مرحلة تطورية متخلفة عن الوقت الحالى.
أهنئك بكل قوة وإصرار على الاستمرار.
المخلص:
أحمد عكاشة
وقد جاءت تعليقات الزميل الصديق ذات أهمية خاصة فى جديتها وعمقها وحدتها وغيظها وصدقها فى نفس الوقت, وليسمح لنا أن تتناولها واحدة واحدة.
1 – أما أنها “لن تصل بهذه الطريقة للمثقف العادى إلا إن كان له اهتمامه الخاص جذا الفرع ..” فهذا ما نأمله فى هذه المرحلة الأولى, ولكن لعل سيادته يعلم أن المثقف العادى فى عصرنا هذا حريص أشد الحرص على أن يعرف أكثر فى هذا الفرع (راجع خطاب أستاذنا نجيب محفوظ), أما يكون من له اهتمام بهذا الفرع مشترط عند الصديق الدكتور عكاشة بأن “يكون مريضا سابقا أو حاليا” فهذا مالا نتفق معه عليه, لأن الاهتمام بالنفس الانسانية وعلومها لايشترط فيه المرض أو المرور بخبرة المرض, وإذا كان هذا أو ذاك يحفز لمثل هذا الاهتمام, إلا أن نفس الإنسان بصفة عامة كتاب محفوظ, يدعو كل صاحب وعى وحامل شرف التفكير أن يتصفحه بالقدر الذى يمكنه وإلى المدى الذى يتحمله.
2 – “والإبداع فيها محدود” وهذه ملاحظة فى محلها, وإن كان إثبات ذلك ليس بالاستدلال بما جاء فيها من وفرة الترجمة أو الاقتباس أو التلخيص, فنحن أحوج ما نكون لمثل هذه الأرضية للمثقف العام خاصة, ولكن أمل الزميل الدكتور عكاشه فينا لابد وأن يكون حافزا لنا لزيادة “الإبداع الإبداع” (وليس الإبداع “كنظام” الإبداع), ولعله لم يفته ما أشرنا إليه فى شروط النشر قائلين “.. ونفضل المعاناة للفكرية الخلافة عن الاستعراض الموسوعي”.
ولعل القسم الثانى قد حقق بعض ذلك, ولكن استاذية الدكتور عكاشة والتزامه بتعريف محدد لما هو “علم” وما هو “ابداع” ربما يكونان مسئولين عن حرمانه من رؤية نبض الأصالة فى أقلام الناشئين وغير المتخصصين والمرضى على حد سواء (فى القسم الثاني), ولا يخفى على سيادته أن الافتقار إلى الأصالة فيما ينشر تحت ما يسمى أبحاثا (فى المجال النفسى خاصة) هو داء عام فى كل أنحاء العالم وبكل لغة, رغم ما يبدو من بريق الشكل والمنهج, وما تكتظ به الأوراق من الأرقام والحسابات, والاتفاق على تحديد الفرق بين ما هو إبداعى أصيل وبين ما هو منسق جميل, أمر لم يتفق عليه بشكل مقنع للكافة, حتى قيل سخرية أن المهم أن يكون البحث “مفتخرا” وليس بالضرورة “مبتكرا” (!!) وهو خير من يعلم كل ذلك (أليس كذلك؟؟).
3 – وبالنسبة لمقال رئيس التحرير, وصفه الزميل بأنه غامض .. خائف .. حريص .., وهو نقد يحتاج نقاشا, إذ لعل غموضه – كما تصور – نابع من عدم اتفاقه مع ما هو واضح لدى الزميل على أى من الجانبين, أما الخوف والحرص فهذه متطلبات المشى على الصراط, ألم يرنا الزميل كيف نتأرجح ونحن نوشك أن نقع فى هوة النار الموقدة, أو المسبعة المذهبية المليئة بالسباع الجائعة لالتهام خلايا عقل أى مختلف؟ إذا فالمرحلة ليست سابقة بل مستمرة, وعلى من يتصدى لها أن يتحمل مسئوليتها, راجيا “ممن يتفرج” أن يلتمس له العذر حتى لو كان قد دفع ثمن تذكرة الفرجة مضاعفا.
وأخيرا لا نملك إلا أن نشكر الزميل الفاضل لأنه يمثل جيلا من المتخصصين نطمع ف أن نكسب احترامه أو على الأقل عنايته, ونرجوه ألا يبخل علينا بمواصلة الحوار, وننتظر منه أن يغامر بالإسهام فى المحاولة لأنه لن ينجح – على قدر علمنا به – فى أن يواصل الاختباء من نفسه فى مخبأ المشتبكات العصبية ما بين الشجيرات والنهايات فى بركة التفاعلات الكيميائية التى فصلوها – من وراء ظهره – عن الكل التنظيمى الشامل, ونحن نستمع إلى أمنياته الطيبة لنا بالاستمرار ونفرح بها, ونصدقها, ونعتبرها وعدا بالمشاركه وسنظل أبدا فى انتظاره هو ومن يمثله, وإلا .. فنحن جميعا خاسرون لا محالة.
الاديب الناقد علاء الديب:
كتب الأديب الناقد علاء الديب فى باب “عصير الكتب” فى مجلة صباح الخير العدد رقم 1255 الصادر فى 24 / 1 / 1980 نقدا على صفحة كاملة لمجلتنا المتواضعة, وقد أبهرنا هذا النقد بحق, إذ يبدو أننا لم نكن نتصور أن يعنى ناقد أمين (غير متخصص) بهذه المجلة إلى هذه الدرجة التى ظهر منها أنه قرأ كل حرف فيها, واستوعب كل إشارة صدرت منها, بل لقد استنتج كل شطحة أمل وقفزة غرور, وليس لنا إلا أن نفخر ابتداء بوعيه الذى التقط ما فى نفوسنا بقدرا كثر مما تحمله كلماتنا, فكل خوف وتحذير ونقد وجهه لنا كنا قد انتبهنا إليه وأعلنا موقفنا منه فى صلب العدد الأول وبألفاظ واضحة مثل:
ص 9 “…. إذا فهذه المجلة ترجو أكثر مما تسمح به إمكانياتها”
ثم “على أننا نعى تماما, ومنذ البداية خطورة تغلغل علمنا فى الحياة اليومية ..”
تلك الظاهرة التى لا تخدم إلا تبرير الفشل وإعاقة المسيرة”
ثم “فهذه المجلة لا تخرج لتعطى فرعا من فروع الطب حقا أكبر من طاقته فى توجيه الناس”.
وغير ذلك من مثل ذلك ..
إلا أن الناقد بوعيه الأمين قفز فوق الكلمات وأعلن ما نعرفه من أن رؤيتنا للمحظور ليست ضمانا يجنبنا أن نقع فيه, بل إنه أحيانا, يكون مثل هذا الإعلان المسبق عن المحظور هو هو مبرر للإسراع بالوقوع فيه دون أن ندرى.
نحن نعترف بذلك, ونقدم له كل الشكر, وندين له بالفضل أنه لم يصدق منطوق كلماتنا وذهب يكرر لنا لتحذير الذى حذرنا منه أنفسنا.
نبهنا سيادته – والترتيب من عندنا – مكتفين بالمقتطفات دون إيراد النص تجنبا للتكرار:
1 – أن الحديث فى التحليل النفسى والعلاج النفسى حديث مخيف خصوصا عندما يقترن بالتكلم عن واقعنا ومخاطبة الوعى السياسى والاجتماعى عندنا.
2 – أن التحديث فى إطار فارغ (وقد حدد هذا الإطار أنه مأساة العصر .. ومأساة الفكر فى وقتنا هذا) قد يحيط ويجمع مشاكل العصر ولكنه مالم يحلها إنما يترك الواحد منا وقد زادت به الحيرة تتلقفه دائرة الدوامة السريعة.
3 – أن مجرد “النظر وليس التحديق كاف لأن يبعث فى الجسد رعدة .. وأن الحديث مجرد الحديث عن كل هذه الموضوعات “يستغرق من الإنسان دهرا دون أن نقطع فيه يرأي”.
4 – أن الأولى بنا (وهذا استنتاج من عندنا) أن نقتدى بسلفنا, (ضاريا مثلا بالعطاء العلمى الرائع فى الأربعينات), وأن نلم أنفسنا فى تخصصنا, وإذا استطعنا أن نبلغ غير المتخصص نتائج أبحاثنا فى تواضع وصمت, فإن ذلك هو غاية ما يطالبنا به مجتمعنا الآن, ولعله أنفع من هذا الشمول “الجمعي” الذى ألقينا بأنفسنا فيه غير حاسبين – واقعا لا كلاما – ترامى أطرافه ولا عظم مسئوليته. لأن اقتحام علم النفس لمشاكلنا الاجتماعية والفكرية يجب أن يتم بحذر أكبر وذلك لمصلحة علم النفس ولمصلحة المجتمع جميعا.
5 – إننا بالرغم من ذلك كله نستأهل الشكر على حسن النية ونبل المقاصد, ووفرة الحماس ومقدار الشجاعة.
وقد شعرنا بصدقه الموضوعى فى كل ذلك التقريظ وما إليه من تقويم كريم لبعض المحاولات التى وردت فى العدد الأول, وقد زاد هذا الشعور من احترامنا وتقديرنا أكثر وأكثر لكل كلمة جاءت فى نقده الأمين, وليسمح لنا بعد ذلك ببعض الإيضاح دون أن يكون معنى الرد هو الرفض أو التحفظ, ولكنه احترام لوجهة النظر وشرح لبعض التفاصيل التى أدت بنا إلى ما أسميناه بالنص .. “أننا ألقينا بأنفسنا إلى تهلكة لا منجى منها إلا محاولة جادة مثابرة للإسهام بالقدر الممكن وباللغة المسموعة للخروج من هذا المأزق المعاصر المتحدي”.
نقول إيضاحا لازما لا نخجل من تكراره:
1 – إن هذه المجلة ليست مجلة علمية متخصصة ولا هى مجلة عامة ملتزمة بتثقيف القاعدة العريضة, ولكنها محاولة للإسهام المتواضع (نعنى ذلك حقيقة رغم كل ما يبدو من طموح) فى إزالة بعض الأوهام المتعلقة بعلوم حديثة (الطب النفسى وعلم النفس) حتى لا ينتظر منها أكثر من قدرتها.
وهى بذلك ليست بديلة عن أى مجلة متخصصة (ولا تستطيع أن تكون كذلك) ولا هى مقتحمة لغير تخصصها (ولا تقدر على ذلك), وبالرغم من هذا وذاك فهى تبحث عن شخصيتها ومعالمها من خلال الممارسة التى بدأت بجهود مجموعة متباينة أشد التباين يندر أن تشترك فى عمل واحد يمثلها, إذ تتكون من: العالم المتخصص, والناشيء على طريق التخصص, والمريض شخصيا, والذى يعالجه مبتدئا أو ممارسا عركته الأمواج فى سفينة الخبرة, وأى “عقل بشرى مجتهد” – كما ذكرنا – يستطيع أن يسهم فى رسالتها من مدخل التزامها.
2 – رغم كل ذلك التباين فهى ذات فكر محدد وهو الانطلاق من مسيرة تطور الانسان البيولوجية واعتبار المرض النفسى من مضاعفات هذه المسيرة, وليس جسما غريبا ينبغى التخلص منه, ولكنه نشازا معطلا ينبغى إعادة تنظيم مكوناته, ومن خلال هذا الفكر المحدد تعلن قصور العلوم النفسية الحالية عن الوفاء بمتطلبات إنسان العصر, وتعلن – كعينة محدودة غير ممثلة – أن هذا التخصص ليس تخصصا احتكاريا, وأن علم النفس مثلا, كما ثبت فى النصف الثانى من هذا القرن, لم يوف بما وعدت بشائره فى النصف الأول من نفس القرن, وأن الطب النفسى باستغراقه فى مفهوم كيميائى تجزيئى للوجود البشرى يتخلى عن مسئوليته تجاه كلية الانسان, وكأننا نصيح بلا انقطاع “أن يا خلق هوه لا تنتظروا منا كمتخصصين ما نحن عاجزون فعلا عن تقديمه, وعليكم – وعلينا – إذا أن نرجع إلى مضاعفات التطور (وصورتها فى تخصصنا هى المرض النفسي) نعيد دراستها من منطلقات أشمل دون أن يحتكرها علمنا العاجز بأسلوبه الحالى, القادر بانطلاقاته المقبلة بفضل كسر الاحتكار التخصصى أساسا أى بفضلكم يا أصحاب المصلحة.
وهكذا نعلن حاجتنا إلى حيرة هذا الفلاح الذى خاف من زحمة المدينة لنقول له: إن الازدحام الذى يراه ليس دليلا على جهله أو تخلفه, ولا على رقى المدينة وجسامة منشآتها, ولكنه ناتج من فرط ارتباك المرور, وتعارض الاتجاهات بعد أن تغيرت لافتات المشاعر الإنسانية الطبيعية والمشاكل الانسانية الأصيلة, وكأنها تغيير فى أسماء الشوارع بلا مبرر, حتى يتوه نازل المدينة أكثر فأكثر, فأصبح “ميدان الحزن الشريف, اسمه “صيدلية الاكتئاب”, وأصبح “مطلع اللهفة ومنحنى الحذر” اسمه “عيادة القلق” واصبحت ” حارة الافكار الجديدة الوليدة” اسمها “زقاق الغموض شبه الفلسفي” فازدحمت المدينة ربكة وخيبة, لامدنية وثراء.
ونحن أحوج ما نكون إلى إسهام كل من الفنان والمريض والناقد والشخص العادى من واقع عجزنا الحقيقى, لعلنا نستطيع أن نصيغ هذه الانطباعات غير المشوهة فى لغة علمية نافعة للمسيرة عامة, ولهذا التخصص بوجه خاص.
3 – إن هذه الرؤية المحددة: ضعف إمكانيات التخصص, والمرض النفسى باعتباره مضاعفات مسيرة التطور فرضت علينا أن نطرق أبوابا بدت خارج نطاق تخصصنا, ذلك أن المريض هو الذى يطرق هذه الأبواب ابتداء (هذه الأبواب جميعا دون استثناء: قضايا الحرية, والرأى الآخر, والترف اللفظى, والاغتراب وشرف الكلمة والإيمان والدين والالتزام ومبادرة السلام ومحنة الطب النفسى .. وسيطرة اليهود على هذا العلم .. ملتزمين بالترتيب العظيم الذى أورده ناقدنا النابه, (وما كنا نحسب أننا ذكرنا كل هذا), ولعل ناقدنا الأمين يقرأ فى هذا العدد الجزء الثانى من مشروع كتاب صديقنا الشجاع محمد جاد الرب, (الذى ارقضى بتسميته مريضا مؤقتا) وهو ينطلق من إذاعة مونت كارلو العميلة إلى هنرى برستيد إلى استاذنا الدكتور فؤاد زكريا ليعود للصبى فى القطار يشلب دما, بأى تحد يلقيه فى وجوهنا هذا الصديق الذى نرى مثله كل يوم عشرات وهم يطرقون باب كل معرفة ويعلنون التساؤل المتحدى حول كل فكر وكل بديهية, أى مسئولية فى التصدى لتصنيفهم والقول بإعانتهم, ألست معنا أننا لو لم نخض بعض ما اضطررنا لخوضه فلابد أننا ظالمينه ومن مثله لا محالة, ألست معنا أن من حق الشخص العادى أن يمارس الفلسفة وهو بعد لم يفك الحظ (هذه حقيقة الفلسفة لا التفلسف)؟, ومن واجب المتخصص الذى تعرض لعونه ألا يدمغه ابتداء, بل يعطيه فرصة الفهم على الأقل ..؟, هل وصلك من مثل هذا ما أردنا إعلان ضرورة تورطنا فيه من أنه مادام تخصصنا هو “الانسان” ومدخلنا هو المرض باعتباره “مضاعفات لتطوره” فلابد لنا من معايشة كل مشاكل العصر وليس أبدا حلها, ذلك أننا على يقين أنها لوحلت جميعا ولو نظريا لانتهى العالم وتوقف الفكر, إن معايشة المشاكل هى احترام الوجود البشرى, أما اختزالها, أو فرط إلزام التخصص فيها, فهى مهارب معاصرة نحاول أن تحذر منها, وكل أملنا – كما ذكرنا – ليس فى أن نقدم حلولا لمشاكل اجتماعية واقتصادية وسياسية لا قبل لنا بمعرفة ترامى أبعادها, ولكن أن نعطى الفرصة لأنفسنا كمتخصصين, ولمرضانا كعلامة تحدى تهدد بالهزيمة, ولمن ينتظر منا إسهاما ما, نعطى الفرصة لهؤلاء جميعا أن يدفعوا ضربية الوجود البشرى بأن يفكروا, ويعيدوا التفكير, ولا ينفوا من حظيرته فى مجالنا خاصة تحت وصم عدم التخصص, أو قهر عدم القدرة, فإذا زاد عدد مثل هؤلاء, فلن يحرم الانسان من استعمال عقله بطريقة جديدة دون الإسراع بفرض رموز التخصص على فكره مسبقا, أو المبادرة بتعليق لافتة اسم “مرض ما” على عقله تسرعا وخوفا .., هذه هى الحكاية.., وهى هى حافة التهلكة, وهى هى ما أرعدتك وأرعدتنا من قبلك .. ولكن هل باليد حيلة إلا أن نعلن الصعوبة ونواجهها ونتحمل قدرنا فى عدم الوصول إلى حل قريب؟
ناهيك على أن هناك خطرا أكبر, لأننا لو لم نعلن ذلك ونتحمل ما يترتب عليه, فإن علو مناقد تأخذ دورا أخطر, وتستعمل فى مجالات أخفى, (راجع مقال سوء استعمال العلوم النفسية فى هذا العدد) من وراء ظهور الجميع, ولنختم هذه الفقرة باعترافنا الذى دفعنا إلى فتح كل هذه الأبواب اجتهادا محدود أليس من حقنا تعميمه يقول: – بأن علم النفس بصورته الحالية: هو طفل مبتسر متعثر النمو لأنه ولد قبل أوانه من أم العلوم “الفلسفة” بعد أن أنهكتها العقلنة والتنظير دون تطبيق عملى, وصاحب ذلك إشاعة هامشية تقول بأن والده غير الشرعى هو “العلم المادي” بعد أن طغى وتكبر بفضل إسهاماته الصناعية والتكنولوجية, ومازال هذا الطفل المبتسر يعيش فى حاضن صناعى يسمى “معمل أبحاث” ولا يرجى له شفاء سريعا أو نموا طبيعيا فى الظروف نفسها لأن درجة حرارة الحاضن ونسبة المواد الأساسية المغذية ليست مناسبة لاحتياجاته, وما لم تنقذه معجزة هائلة, ومناخ آخر, وغذاء آخر فلندع لأمه (الفلسفة) بالصبر وأن يعوضها الله عنه خيرا.
وهذا بعض ما نأمل فيه من الزعم بمحاولة ضرورة إحياء ممارسة الفلسفة (لا مجرد التفلسف) لعلها تقدر – رغم ما بلغت من كبر – أن ترضع وليدها الرضاعة الطبيعية بديلا عن – أو بالإضافة إلى – هذا الحاضن الصناعى معتل المناخ.
أما الطب النفسى فاختباؤه فى الطب الباطنى مخجل لأنه أصل الطب الأكثر شمولا, وتخليه عن النهل من بقية مصادر المعارف لتساعده فى ممارسة واجبه اليومى إعاقة له وتحديد لدوره .. ودورنا عبر هذه المجلة يبدأ بأن نصرخ فى كل اتجاه لعله ينتبه إلى مساره ومصيره .. قبل وقوع الكارثة, وإذا لم تحدث المعجزة التى تنقذ هذا الطفل المبتسر, أو هذا الطب المنحرف مساره, فلا أقل من ألا ننظر إليهما باعتبارهما “العلم المنتظر” لحل مشاكل العالم وهما لا يستطيعان أن يحلا مشاكلهما الخاصة.
ولا يعنى كل هذا إطلاقا أننا نناصر الحركة المناهضة لهذا العلم أو الناكرة لفضله, فهذه حركة سلبية تعتبر نكسة شخصية غير مسئولة, ولكن كل ما نرجوه أن نفتح كل الابواب لكل من يهمه الأمر, ليساهم فى دفعه.
هذه هى الحكاية.
ومن واقع الممارسة سنحاول أن نتعرف على المجال الأنسب, واللغة الأنفع, والجرعة المتوازنة بين التخصص والشمول, بفضل مثل هذا النقد الأمين الذى يفتح لنا الباب لنتعلم من أخطائنا أبدا.
4 – إن ما حدث فى هذه العلوم بوجه خاص ابتداء من النصف الثانى من هذا القرن لم يصل إلى متخصصينا فضلا عن مثقفينا, وواجب هذه المجلة – أو قل أملها – هو أن تسهم فى توصيل بعضا منه لمن يهمه الأمر, فقل (ا) اختبرت الأبحاث المتخصصة العظيمة التى غمرت السوق فى النصف الأول من هذا القرن, اختبرت اختبارا قاسيا وهو اختبار الزمن وتراجعت عن أغلب مادعت إليه (ب) وقد انحسرت الأفكار المتخصصة العظيمة التى سادت فى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ولم تحل محلها أفكار قادرة على ملء الفراغ الذى تركته (جـ) وقد قفزت حلول جزئية فى كل من علم النفس والطب النفسى أضافت إلى الغموض وسهلت المهارب فزادت الطين بلة كما يقولون .. أفبعد كل ذلك لا يعذرنا أكثر – وقد عذرنا فعلا – الناقد الأديب علاء الديب, ويأخذ بيدنا أكثر فأكثر بمزيد من نقده واهتمامه, لعلنا نستطيع أن نقوم ببعض ما تعرضنا لمسئولية القيام به؟
بقيت مسألة خطيرة, وهى تتعلق بمدى وكيفية إسهام العلم – وخاصة ما يسمى بعلوم الإنسان – فى المشاكل العامة: الفكرية والاجتماعية وما شابه – دون تورط وخلع ثوب التخصص, وفى نفس الوقت دون السماح لأحد أن يستعمله لأغراض أخرى.
ولكن هذا يتطلب حديثا آخر ورد بعض منه فى موضع آخر فى هذا العدد.
* * *
قبل الطبع مباشرة:
1 – بعد كتابة هذا الحوار الافتتاحى, سمعت تعليقا شفهيا من الصديق منير عامر على هذه المجلة, ومنير هو عقل مرهف, شديد الذكاء مثير “الحضور” شديد التوثب, يقول: هذا هو عيبكم – عيبنا – معشر الأطباء النفسيين والكتاب, فالكاتب يريد أن يكون طبيبا نقسيا, والطبيب النفسى يريد أن يكون كاتبا .. و .. انتهى التعليق.
ولأنه تعليق ذكى وحاد, فقد أوردته شاكرا, دون تعليق.
2 – ثم جاءنا فى أخر لحظة خطاب فيه من الإضاءة ما هو جدير بالتسجيل وهو من الأديب الشاب العالم المفكر “رفعت لقوشة” جاء فيه ” …, وبلا محاباة فإن ملامح التميز فوق صفحاته (العدد الأول) شواهد حق لاتفتعلها لفتات المجاملة ..” ثم قال “.. انتقد هذا العدد – وتلك محض وجهة نظر خاصة – الوحدة العضوية إذ تعددت المعالجات التى تحمل اهتمامات مشتركة ولكنها لاتعبر عن أنسلق فكرية محددة المعالم” إلى أن قال “… وهكذا باتت كل مداخلنا المطروقة وكأنها مجرد بوابات مرور إلى طرق مسدودة …, … ويصبح قدرا علينا أن نقطع الأشواط تلو الأشواط حتى ننتهى إلى حائط “الوصفة” هذا
ثم:
”كيف يمكن أن يصبح المدخل العلمى مقدمة أولية لمسار تطويرى لصحوات اليقظة فى المجتمع المصري؟ إنه أمر أرجو أن تتعهده كل حلقات الاستنارة فى مصر ….”.
وقد وعد بالكتابة لنا “الآن” (وليس فيما بعد), وأقترح بابا عن دراسات سيكولوجية لعظماء التاريخ, وفى انتظار وعده, سوف ندرس اقتراحه, ولا نملك إزاء ما قال من حق وصدق إلا الاستمرار, اليقظة, وأن يكون ما أسماه: متوالية “المحاولة .. الحوار .. التصويب” هو المنهج الذى نتعرف به على أنفسنا, ونعدل به مسارنا, وإن كانت المسألة ينبغى أن تتخطى مجرد “الشكر” “والعفو”, لأن الأزمة الحضارية فى المجتمع المصرى أكثر إلحاحا وأعقد أبعادا .
مما يستلزم إسهام كل شخص فى كل موقع طول الوقت .. وهذا عهدنا .. وأملنا .. معا.
1- ثم أضاف تعليقا كريما غير خاص بالمجلة بالذات، نستأذنه فى حذفه، ونشكره عليه.
* – كان هذا هو الجزء الأخير من خطاب شخصى قصير بشأن مجلتنا العلمية الأخرى التى يتفضل الصديق أ. د. عكاشة برئاسة تحريرها.
** – لاحظ الخطأ المقصود أو غير المقصود فى اسم المجلة.