اليوم السابع
الأثنين 24-3-2014
إياكم والتوقف عند الفرحة والمطالب والتوقعات
“لا بد مما ليس منه بد، والقوس له وتر عرضُّ”، خلال أيام سوف يفتح باب الترشيح، وسوف يتقدم السيد المشير – أطال الله عمره- إلينا، وحتى الآن لا يوجد خوف عليه من أن يخسر الرهان، ومع ذلك فأنا أشكر السيد صباحى الذى ما زال متمسكا بحقه فى الترشيح، فقد أعطى للصورة ما يكملها، ليس ديكورا، ولكنه “الشىء لزوم الشىء”، منذ أيام عبد الناصر، لم أكن أحب الانتخابات المحسومة قبل بدايتها، ولا أحسب أن السيد المشير يريد هذا المنصب جدا جدا لنفسه كشخص مواطن مصرى له رقم قومى، وعمر محدود، ويتمتع بقدر من الأمانة تنفى عنه أى مطمع شخصى، وحسابه على الله من قبل ومن بعد، وبالتالى فالمسألة أصبحت هى “مصر”، كيف تخرج منتصرة من هذه المحنة، وكيف نبنيها كما تستحق.
على كل من يذهب للإدلاء بصوته، أن يعرف أنه إنما ينتخب نفسه ليحمل مسئوليتنا معه، ومع من ينتخب، هذا تعبير صعب، لكنه يتصل بكل ما دعوت إليه طوال الشهور، بل والسنين، الماضية: “إن أى واحدٍ منّا هو مسئوُل عن كل واحدٍ منّا”، نحن المصريين، ثم نحن البشر، فما بالك إذا كان هذا الواحد يعرف ربه، ويعيش فى بلد يفوح منه عبق التاريخ، ووعود الحضارة معا، أعرف أن هذا التعميم عبء ثقيل، وقد يبدو مهربا، لكننى أستلهمه من دينى، ولا أشك أنه موجود فى كل الأديان التى لم تتشوه، حيث نبهنا ربنا أنه “…وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً”، نعم كل إنسان يعرف قيمته كإنسان، ثم يعرف أرضه كوطن، ثم يعرف ربه كأول وآخر وقابض وباسط، عليه أن يحمل هم كل الناس بأن يحافظ على وقته له ولهم، لا أكثر ولا أقل، صعبة هذه؟ (صعبة دى؟!)، طبعا صعبة، لكنه فضل من الله يعطى لك قيمة وأنت تتنفس، وأنت تذهب، وأنت تعود، وأنت تقرأ، وأنت تسمع، وأنت تنتخب،وأنت تحب، وأنت تكره، وأنت تعمل، ما رأيك أن تتحملها “أمانة ” فى عنقك وأنت ذاهب إلى صندوق الانتخاب بدلا من أن تذهب وأنت تتصور أنك ستأمر الجان خادم الصندوق أن يخرج منه بمجرد أن تضع ورقة التصويت فيه، يقول لك “شبيك لبيك، عبدك وبين إيدك، طلباتك يا صاحب الحظ السعيد”، إعمل معروفا إِنْسَ هذا الموقف الانتظارى الاعتمادى القبيح، واعمل الطيب، واملأ وقتك بما هو أولى بالوقت، وادع لمن ينجح أن يعينه الله على حمل الأمانة، وساهم فى تحقيق الدعوة بأن تحمل هم كل الناس، “بأن تُحيى الناس جميعا”، واتق الله فى أولادك ولا تشجعهم على الكسل أو الغش، (آسف كدت أتمادى فأقول “واغسل يديك قبل الأكل وبعده، ولا تؤخرعمل اليوم إلى الغد”، لأسخر من نفسى وأوقف سيل النصائح، فما أخبيها وهى تنطلق ما من على المكاتب أو أمام مكروفونات الإعلام!!)، المهم إن ما ينتظر الفائز فى سباق الرئاسة، وأولهم سيادة المشير، كان الله فى عونه، يحتاج أن تتصور أنك أنت الذى نجحت، وعليك أن تحمل هم هذه المسئولية مع من يحملها معك، لا يحملها عنك، “…وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا”
شكرا يا سيادة المشير وفقك الله، وشكرا لكل من تقَّدَم جادا يحاول أن يسهم حتى فى تحسين شكل الجارى، وشكرا لكل من لم يتقدم للترشيح لكنه عيَّن نفسه –أمام ربه – رئيسا مسئولا عن الناس جميعا، بدءا بنا: نحن المصريين الذين نستأهل كل جهده وإبداعه ووقته، ثم مسئولا عن الأدنى فالأدنى، “وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً”
كلمة واحدة، بدلا من الشعارات جميعها تطمئن الناس أن يقوموا بهذا الدور الفردى/الجمعى دون شعور بالخدعة، أو خوف من تحايل السلطة عليهم بالتأجيل والتسويف والوعود، كلمة واحدة لو رآها الناس عملا يسير على الأرض فى كل موقع طول الوقت، لو رأوها رأى العين، لعملوا 24 ساعة يوميا، حتى أثناء نومهم، فى تعمير الأرض وإحياء الناس بدءا بناس هذه الأرض، هذه الكلمة هى “العدل”، العدل المطلق الذى يحقق كل الشعارات وأولها شعارات الثورة: “العيش” لن يتوفر إلا إذا توفر “العدل”، و”الحرية” لا وجود لها إلا وهى محصنة “بالعدل”، والعدالة الاجتماعية سوف ترضى أن تنضوى تحت “العدالة المطلقة” فالعدل الحقيقى هو العدالة المطلقة. ولتذهب كل قوى الشر والغطرسة والاحتكار إلى الجحيم بالعدل المدعوم بالقوة الاقتصادية وبالوعى الفاعل: بمعنى حمل الأمانة ، كل على حدة، وكلنا معا.