نشرت فى الاهرام
الأثنين : 22-9-2014
إقبال المصريين على مشروع القناة لثقتهم فيمن أرسى أساسه
أجرى الحوار: الأستاذة كريمه عبد الغنى
– ما هو الدافع الذى من شأنه أن يحول حالة أى أمه من الركود والخمول إلى الهمة والعمل للنهوض ببلدهم؟
د. يحيى:
فكرة دوارت الركود والنهوض واردة تاريخيا لكل الأمم إذا ما استعملنا مقياسا للزمن بالقرون وأحيانا بالعقود، حتى الحضارات لها دورات، حين تنتقل الحضارة من أمة إلى أمة، ومن مكان إلى مكان، فهى تنتقل بفضل الهمة والعمل، وحين تأفل شمس الحضارة فى موقع ما، أو حقبة تاريخية بذاتها، فإنها تأفل نتيجة للتقاعس والاسترخاء والكسل، ويكون ذلك مصاحبا لمزيد من رفاهية البعض مع غياب العدل، فعلينا ألا نستعجل هذه النقلة وكأننا نضغط على زر، إن البحث عن دافع محدد فورا قد ينسينا طبيعة التغير وما يحتاجه من حضانة وإبداع، هذه ليست دعوة للانتظار، لأنه ينبغى فى نفس الوقت أن نظل على يقين بأنه آن الأوان لنسترجع عجلة القيادة ، لان ما ورثناه من حضارتنا وانتصاراتنا ليس مجرد أنباء تحكى، أو قصائد مدح تنشد، ولكنه علاقة مسئولة بالحياة وبالله وبالحضارة، علينا أن نتحمل مسئولية تاريخنا فنعمل على إحيائه، وهذا ممكن وله علامات فى صبر المصريين ومواصلتهم قبول التحدى مهما مرت عليهم فترات القمع من أعلى أو الاستسلام للكسل والاعتمادية فيما بينهم.
– وهل المصريين وجدوا ذلك الدافع أم لازالوا يبحثون عنه ؟
د. يحيى:
الدافع للنهوض ليس كنزا مدفونا علينا أن نبحث عنه، والاستعجال بالإجابة عما إذا كنا وجدناه أم لا هو مغالطة بشكل ما، لا بد من احترام الزمن والعمل معا، الوقت الملئ بالعمل هو الذى يحفز الدافع ويحافظ على استمراره، نحن نصنع الدافع وننميه من خلال تحريك الوعى وحفز المسئولية واستعادة معنى الكرامة الإنسانية وحمل الأمانة ، السر فى هذا الشعب هو علاقته بالله وإيمانه بالحياة، وأيضا فى تراحم ناسه الحقيقيين مع بعضهم البعض، أحيانا برغم أنف الحكومات، إن محور وجود هذا الشعب يدور حول استيعاب معنى أن الإنسان كما خلقه الله قادر على أن يعمر الأرض بالحياة، ومن ثم إحياء البشر “..ومن أحياها فقد أحيا الناس جميعا” هذا ما يجعلنا – كلما وقعنا- نقوم من جدبد، لنبدأ بأنفسنا دون انفصال عن بقية البشر،
الشعب المصرى عايش فترتين متباعدتين شهدتا أعمال حفر للقناة الأم والمسار الجديد ولكن المشاعر فيهما مختلفه فما تحليلك لذلك؟
د. يحيى:
– أما عن حفر القناة الأم فهذه ملحمة قائمة بذاتها ، تحتاج كتبا للإشارة إلى بعض ما جاء فيها من أحلام وبطولات وشعر واستشهاد وإصرار وتحد واحتفالات، وهى ملحمة لم تبدأ يوم 25 أبريل 1859 حين أقيم حفل بسيط للبدء بحفر قناة السويس حين ضرب مسيو دى لسبس بيده أول معول في الأرض إيذاناً ببدء الحفر وكان معه 100 عامل حضروا من دمياط ، وذلك فى نقطة البدء التى صارت بعد ذلك “بورسعيد” (أى ميناء الخديوى سعيد)، لم يكن ذلك أول اكتشاف لهذه الفكرة وراء هذا القرار وهذا الإبداع، فكرة حفر القناة، تلك الفكرة التى أعتَـبـرُها رمزا متعدد الأبعاد وافر الإيحاءات، فهو يعلن عدة قيم معا يتميز بها هذا الشعب وحكامه، حتى لو أخطأوا فى مجالات أخرى، هذه الفكرة تكشف عن قدرة هذا الشعب على “الابتكار”، و”تطويع الطبيعة لصالح استثمار خيراتها، وتسهيل معايش الخلق“، ثم هو يحمل معنى المثابرة وأعادة المحاولة .. التاريخ طويل ولا مجال لذكره تفصيلا، لكن منذ قناة سيزوستريس 1850 قبل الميلاد حتى قناة عمرو بن العاص)عام 640 م) والمحاولات لم تنقطع من إبداع فكرة ربط القنوات المائية (أنهارا وبحورا) ببعضها تسهيلا للحياة وتدعيما للمسار الحضارى المصرى.
– إقبال وتهافت المصريين على شراء شهادات القناه مثير للدهشه فهل هذا يعنى أنهم على يقين من العائد الكبير عليهم ؟
د. يحيى:
- على الرغم من أن كل القنوات التى حفرت فى مصر، أو تم التفكير بحفرها سميت بأسماء ملوك العهد الذى تمت فيه أو ظهرت فيه الفكرة ، (مثل قناةسيتى الأول عام 1310 قبل الميلاد قناة نخاو عام 610 ق.م و قناة دارا الأول عام 510 ق.م و قناة بطليموس عام 285 ق. وقناة الإسكندر الأكبر (335 ق.م فإن الشعب المصرى هو الأحق بتسميتها ، والاسم الذى أقترحه هو : ” قناة الإبداع المصرى الحضارى”. وصلنى تهافت المصريين على شراء شهادات القناة بمعنى بسيط هو أن الشعب أدرك أنه قد آن الأوان ان يمتلك خير بلده ، دون حاجة إلى مذلة البنك الدولى ورضا المال العولمى، وفى نفس الوقت من الناحية العملية والواقعية، بلغنى أن كثيرا من الناس، وخاصة الطبقة المتوسطة، وجدت فى مصداقية العمل ووعوده، وعائده المحترم، ما يضمن لهم بعض الستر والأمن بعد أن شقوا فى جمعه من عرقهم فى الداخل والخارج (والخارج المؤلم أكثر)
– فى رأيك لماذا لم يستقبل الأجداد القناة القديمة بالسعادة التى لدى المصريين حالياً ؟
د. يحيى:
من قال إن الأجداد -برغم كل التضحيات- لم يستقبلوا القناة القديمة بالسعادة؟ صحيح أن حفل الافتتاح الاسطورى الذى أقامه الخديوى إسماعيل بدا عليه أنه حفل السلطة لا الشغيلة، لكن المتأمل فى منصة الاحتفال لا بد أن يلحظ معنى الثلاث منصات التى أقيمت وجاء فى وصفها أنها “… خصصت الكبرى للملوك والأمراء، والثانية إلى اليمين لرجال الدين الإسلامي ومنهم الشيخ مصطفى العروسى والشيخ إبراهيم السقا، والثالثة إلى اليسار وخصصت لرجال الدين المسيحي، وقد حضر ممثلوا الشعب الاحتفال أيضا حيث : طلب الخديوى من مديرى الأقاليم أن يحضروا عدداً من الأهالي بنسائهم وأطفالهم لحضور حفل الافتتاح فانتشروا على خط القناة من فلاحين ونوبيين وعربان بملابسهم التقليدية ..إلخ”
ولماذا كَره المصريين العمل فى القناة الأم حتى قبل بدء نظام السخرة ولم يستجيبوا للدعايا الجارفة التى قام بها دى لسبس لترغيبهم فى العمل قبل أن يتمكن من تطبيق لائحه العمل لتسخير العمال المصريين ؟
د. يحيى:
من الطبيعى أن يحذر العامل المصرى العادى من مشروع غامض، تم الاتفاق عليه بين أجانب وحكام منفصلين نسبيا عنه، ثم إن الدعاية مهما بلغت حدتها وآلياتها، لا تكفى لضمان المشاركة الحقيقية الداخلية، وإن كانت قد تخدم بعض الأغراض العملية العاجلة، وحين بدأ نظام السخرة للتغلب على هذا الموقف الذى يحمل معنى الحذر والاحتجاج ، ليس على المشروع، وإنما على طريقة الاتفاق عليه، وخفايا أغراضه، دفع الشعب الثمن غاليا، لكننى أعتقد أنه حتى الذين استشهدوا أثناء العمل كانوا راضيين عن أن عرقهم ودماءهم قد سالوا على أرضهم وأن عائد ذلك لا بد أن يعود لهم، ولأحفادهم، إن آجلا أو عاجلا، وقد كان.
– وإذا قلنا أن المصريين كرهوا السخره فى قناة السويس فما قولك فى نزوح العشرات المصريين بموقع الحفر بالمسار الجديد لأبداء رغبتهم فى العمل بالمشروع بأيديهم دون أن يعتبروا ذلك سخره ؟
د. يحيى:
وهل يمكن أن نتصور أصلا أن أحدا يمكن إلا أن يكره السخرة، إن القهر فى العمل يجعل العمل ينفصل عن من يؤديه على كل المستويات، وأعتقد أن زيادة عدد الضحايا الشهداء كان نتيجة لهذا الرفض العنيد، ففضلا عن غياب الخدمات الأساسية للعاملين فى الحفر وغيره، حتى مياه الشرب بالرغم من محاولات شق ترعة لجلب المياه لهم، كذلك فإن غياب الرعاية الصحية لهم كان واضحا حتى انتشرت الأوبئة مثل: وباء الكوليرا وظهر في 16يونيو1865 ووباء الجدرى في أواخر عام1866 أقول إن هذا وذاك، بالإضافة إلى الشعور بالقهر والشك فى من يستلم جدوى العائد، كل ذلك قد زاد من فداحة جريمة السخرة والظلم، ومع ذلك يظل الفضل يرجع لمن استشهد ومن بقى منهم لهم ولأحفادهم، فقد كانت فى النهاية كانت حربا ضروسا ضد الكسل والاستسلام والجمود واليأس والرتابة، ويكفى أن نتذكر حجم ، فقد تم استخراج 74 مليون متر مكعب من الرمال والتكاليف 369 مليون فرنك فرنسي وعدد العمال مليون. (لاحظ الرقم بالنسبة للتعداد آنذاك ) وقد بلغ عدد الذين ماتوا أثناء الحفر 125 ألف عامل وهو رقم أكبر أعداد الذين استشهدوا فى كثير من الحروب المصرية،
أما الإقبال الآن فهو لا يحتاج إلى تفسير، لأن الذى يجرى هو عكس كل ما سبق.
– هناك البعض الذى يشكك فى قيمة العمل بالقناة الجديده ولكن تلك الأنتقادات لاتؤثر فى جموع الشعب فما تفسيرك لذلك ؟
د. يحيى:
- هذا متوقع تماما، إنه سعير الحقد ونار الكره وحقارة الأنانية ، حتى لو تأكد أغلب هؤلاء من معنى المشروع (وليس فقط عائده أو فائدته) فإنهم سوف يظلون يواصلون حرصهم على الخراب والتخريب، إن التركيز على المصلحة الذاتية الغبية، يعمى صاحبه عن حقيقة الخير الذى يمكن أن يعم عليه أو على أهله، ولا ننسى أن الذى ردم قناة عمرو بن العاص عام 640 هو الخليفة “أبو جعفر المنصور” الذى أمر بردم القناة تماماً، وسدها من ناحية السويس، منعاً لأية إمدادات من مصر إلى أهالي مكة والمدينة الثائرين ضد الحكم العباسي، ومن ثم أغلق الطريق البحري إلى الهند وبلاد الشرق، إن هؤلاء الحاقدين لا يشككون فى قيمة العمل فحسب ، بل – بينى وبينك- يتمنون فشله، بل دعينى أبالغ أنهم يتمنون ردم القناة الحالية ، أو إشلالها، وهذا ما يلوح من أعمال التخريب التى تجرى بالقرب منها
– انجلترا وفرنسا تصارعتا من أجل حفر القناه قديما فهل تعتقد أن تلك الدول سيكون لها دور فى المرحلة القادمه لتعطيل العمل فى المشروع والتنمية فى مصر؟
د. يحيى:
لم تعد الرغبة فى الاستعمار والاستغلال والاستعمال لمصر والمصريين (وكل المستضعفين فى الدنيا) قاصرة على إنجلترا وفرنسا، إن القوى المالية العالمية المفترسة، وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل، يقومون بتعطيل، أو تدمير، أى عمل مستقل لا يخدم مشاريعهم العولمية المغيرة، وهم يحاربون من لا ينتمى إلى منظومتهم حتى بالسلاح إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا، إنهم لا يسمحون لأى تابع أن يستقل، ولا لأى اقتصاد قومى أن ينافس، ولا لأى حرية حقيقية أن تدوم، فلنحذر.
ما تقييمك للحالة المصرية بالوقت الراهن؟
د. يحيى:
لم أفهم المقصود تحديدا بالحالة المصرية؟ إن كان المقصود هو عموم الحالة وتوجه المسار، فهى بخير برغم كل الجارى من فرقعات، وبرغم ما يدفعه الأبرياء الأبطال الذين يدافعون عن حياتنا ومكاسبنا طول الوقت، ثم إنه ينبغى التوقف عن ترديد مثل هذه الأسئلة العامة، لتحل محلها أسئلة عن: كيف نحافظ على ما ظهر من إيجابيات مؤخرا، سواء على مستوى الحكم، (القرارات القابلة للتنفيذ بجداول زمنية موضوعية)، أم على مستوى الشعب، (مثل المبادرة بتغطية مشروع قناة السويس بهذه السرعة المذهلة، برغم وجود غلبة الفاقة وآلام الفقر والحرمان عند أغلب افراد هذا الشعب الطيب الكريم)، الحالة المصرية بخير ما دمنا نعمل بجد وحب طول الوقت، وهى تقاس بما نعمل، وبما ننتج ، ولا تقاس فقط بأبواق الإعلام ولا صوت المظاهرات وأحقاد المتآمرين.
– هل تعتقد أن مشروع القناة هو بمثالبة الحلم، والمشروع القومى بالنسبة للشعب الذى سيلتفون حوله وسيؤثر ذلك ايجابياً على نمط عملهم وسلوكياتهم ؟
د. يحيى:
أنا ضد أحلام اليقظة وأحلام التأجيل، لكننى مع “الحق فى الحلم ” طول الوقت، الحلم الأحق بالتمسك به ليس بديلا عن الواقع، وإنما هو الوعى بحق الإنسان فى التخطيط للأحسن، حتى لو بدا مستحيلا، ثم العمل لتحقيق ذلك بدءا من هذه اللحظة، والمشروع القومى ضرورة تجمع الناس حولها، لكن لا ينبغى كثرة الحديث عنه وكأنه تعويذة ساحر، أو خاتم سليمان يمكن أن يحل لنا مشاكلنا بمجرد إعلانه، المشروع القومى يكون كذلك حين يكون تكرارا للمشروع الفردى لتسعين مليون مواطن، يعمل كل منهم فى مشروعه الذاتى متمحورا حول كرامة كل البشر المصريين( فكل البشر)، وحقهم فى الحلم فالحياة
الملاحظ فى السنوات الأخيرة التغير السلبى للسلوكيات والاخلاق فى الشارع المصرى وأرجع الكثيرين ذلك بسبب الثورة فهل توافق على ذلك الرأى ؟
د. يحيى:
لا شك أنه قد ظهرت سلبيات كثيرة ، وأن كثيرين قد أرجعوها بسطحية وتعجل إلى ما يسمى الثورة، وأنا لا أستطيع أن أنكر هذه السلبيات، لكن لا بد من أن نعزوها إلى إجهاض الثورة وليس إلى الثورة، فالثورة لم تكتمل بعد حتى تفشل، لكن بعض مراحلها أجهض بفعل فاعل، والبعض الآخر أجهض نتيجة لسوء الرعاية، لكنه والحمد لله لم يكن إجاهاضا كاملا، لكنه كان بمثابة ما يسمى “أجهاض مُنذر”، وهذا النوع يمكن الإسراع بوقفه وعلاجه كما يجرى الآن بفضل كل المجتهدين وفضل الله
– وهل هناك دافع ومؤثر قوى من شأنه أن يعيد الأنسان المصرى للسلوك الأيجابى؟
د. يحيى:
الدوافع موجودة داخلنا عبر ناريخنا طول الوقت، كما جاء فى إجاباتى على الأسئلة الأولى، والمطلوب هو الإفراج عنها، بكل زخمها، وموضوعيتها، واستمراريتها، وأكرر أنها علاقة الإنسان المصرى بالله وبالحياة وبالناس، ومن ثم بالحضارة ، أما عن الدافع المؤثر الذى يمكن أن يعيد للإنسان المصرى إيجابياته فهو العمل والعمل والعمل، فالعمل معدٍ بشكل أو بآخر، خصوصا إذا توافرت فرص العدل ، والتقدير ، وإذا وصل عائده أولا بأول ولو بالتدريح إلى اصحابه الحقيقيين.
– يتعجب البعض من عدم تذمر الشعب من الأزمات التى يعايشها ومن اختناق الحالة الأقتصادية على الرغم من أنهم لم يتحملوها وقت حكم الأخوان فما تحليلك لذلك؟
د. يحيى:
من حق الشعب أن يتذمر إذا ضاقت به الحال، وهى ضيقة وتضيق أكثر مع اختلال الخدمات، وسعار الأسعار، فمن أين يأتى العجب، لكن التذمر لا ينبغى أن يؤدى إلى مزيد من تضخيم أسبابه، بمعنى أن التذمر الذى يعطل الإنتاج ويبرر التخريب، سوف يزيد من أسباب التذمر حتى يحل الإفلاس أو الخراب أو التبعية بل كل ذلك، أما أنهم لم يتحملوها وقت حكم الإخوان، فهذا واضح وقد تصاعد حتى أطاحوا بهذا الحكم لتصحيح الوضع ، وأما الذين تحملوها وقت حكم الإخوان فهم الذين استفادوا شخصيا – دون البلد- بتحقيق مصالحهم، وفرض ايديولوجيتهم من خلال حكم الإخوان.
– جاءت فترة زادت نسبة الأكتئاب داخل الشعب المصري فهل تعتقد أنها مازالت على نفس الوتيره أم تحسنت للأفضل؟
د. يحيى:
كررت مرارا أننى لا أميل لوصف جموع الشعب بصفات مرضية، كما يردد الإعلام أو يعلن بعض الزملاء، وفرق بين الاكتئاب، وبين الشعور الواقعى بأزمة الناس وآلامهم، ثم الشعور بالمسئولية إزاء ذلك، ومحاولة الإسهام فى حلها، فالعجز عن ذلك، كل هذه مشاعر طبيعية مؤلمة دافعة أكثر منها تحتاج إلى لافتة تفسيرية مرضية تسمى الاكتئاب.