إعادة قراءة فى عقدة أوديب
الجزء الأول
الشخصية الفنية، وحدود فرويد
تمهيد
الشخصية الفنية مثل الكائن الحى، تولد قصدا أو مصادفة، ويتحدد عمرها بعوامل كثيرة من أهمها: حاجة الناس أن يروا أنفسهم من خلالها، وأيضا وظيفتها الواضحة أو الغامضة التى تقوم بها لهم. ثمة شخصيات أخلد من مؤلقيها. عموما: الشخصية الفنية الدالة على عصرها، وعلى جوهر ما تعنى، أطول عمرا من الشخص العادى، وحتما: من مبدعها.
يعرف عامة الناس، وكثير من الخاصة، دون كيشوت أكثر من سيرفانكس، كما يعرفون أوديب أكثر من سوفوكل، وقد يعرفون السيد أحمد عبد الجواد (سى السيد) مثلما يعرفون نجيب محفوظ. شخصيات الأساطير والملاحم الشعبية تحضر وتبقى وتخلد فى وعى الناس دون مؤلف محدد: من هو مؤلف أبو زيد الهلالى، أو على الزيبق المصرى ؟ أو شهرزاد ألف ليلة ؟
تختلف تجليات الشخصية الفنية باختلاف من يتناولها، وأيضا باختلاف الأداة الفنية التى تعالجها، وأخيرا باختلاف الزمن الذى تعاد معالجتها فيه. فقد تحضر نفس الشخصية (ربما من نفس النص) على المسرح قديما وحديثا عدة حضورات وإيحاءات متنوعة، ثم إنها قد تحضر فى الرواية غير حضورها على خشبة المسرح، الذى قد يختلف بدوره عن حضورها على شاشة السينما، مرة ومرات، فى عصور مختلفة.
أوديب شخصية فنية، ابتدعها كاتب، احتوى وعى الناس، فصاغ مسرحيته التى تجلت فيها شخصية أوديب، فكتب لها البقاء، ثم انتقلت إلى فكر سيجموند فرويد، حين ظهر والناس أشد الحاجة إلى ظهوره. كان ذلك ردا على، وأملا فى التخلص من، ثقل أخلاق العصر الفكتورى. ثم أخذت الفكرة المحورية لهذه العقدة تتواتر دون انقطاع، من هاملت شكسبير إلى كامل رؤبة لاظ فى سراب نجيب محفوظ ، كل ذلك يؤكد موقعها فى الوعى البشرى، ويدعم أحقيتها فى البقاء والاستمرار وإعادة التجلى.
حكاية أوديب
تناول شخصية/حكاية أوديب كل من إيسخيليوس، وسوفكل، ويوريبديس، ولكن نص سوفكل هو النص الوحيد الذى نجا من الضياع. وقد بدأ حضور أوديب على المسرح منفردا ثم متعددا بشكل أو بآخر، فقد زاد إيسخيليوس عدد الممثلين إلى اثنين بعد أن كان أشبه بالمونودراما، أما سوفكل (أو سوفوكليس) فقد زاد الممثلين إلى ثلاثة ، وزاد عدد الجوقة إلى خمسة عشر ( بعد أن كانوا اثنى عشر).إن دلالة هذه الملاحظة تتفق مع الفكر التحليلى التركيبى التفاعلاتى Structural & Transactional Analysis الذى يقول بتعدد الذوات (حالات الذات Ego states أنظر الفصل الثاني).
على الرغم مما شاع عن شخصية أوديب، سواء عند العامة ، أو عند بعض الخاصة، من أن دلالتها الأهم تتمثل فى مضاجعة الإبن لأمه، فإن ثمة قراءات كثيرة أشارت إلى ما هو غير ذلك ، كبديل أو إضافة. وربما كان تبنى فرويد لهذا الدلالة الخاصة هو الذى غلب معنى مضاجعة المحارم عن غيره، ويجدر بنا أن ننظر أبعد قليلا من الحدودالتى حبسنا فيها (أو انحبسنا فيهابفضل، أو من خلال وزر) فرويد. إن قراءة عقدة أوديب من أكثر من زاوية ، على أكثر من مستوى، لا ينفى ما ذهب إليه فرويد، وإنما قد يحوره، وقد يفسره، وقد يترجمه، وقد يضعه فى مكانه لا أكثر.
إن من أسباب خلود الشخصية الفنية قدرتها على توليد دلالات متجددة ومختلفة.
الإنسان والقدر
صراع الإنسان مع القدر قديم قديم. وهو موضوع لللأساطير، والملاحم القديمة. هو محور للإبداع بكل أداة فى كل وقت. وحضور هذ الصراع فى الفكر الدينى له دوره ولغته الهادية الدالة. كل هذه المحاولات تبدو نوعا من التحايل للكشف، يمارسه الوعى الإبداعى جزءا من مسؤوليته فى السعى إلى المعرفة، تمهيدا لتطور لاحق.
طالما أن معرفتنا ناقصة، ونحن نواجه القدر طول الوقت، فسيظل التحدى قائما، وسيظل الحوار جاريا، وسنظل التجليات متنوعة.
لم يحسم الإنسان موقفه تجاه أمرين أساسيين: القدر، والغيب، والعلاقة بينهما لا تحتاج إلى تأكيد. وكلما زادت مساحة معرفته، زادت آفاق وتنوعات أسئلته. إن محاولة اختزال هذه المسألة فى إطار وعود وأوهام المعارف الجديدة، ووسائل الاتصال والكشف الأحدث هى من أتفه المحاولات وأغباها، بل وأخطرها، من حيث أنها تفتح الباب – الناحية الأخرى – لما أحب أن أسميه “التعويض بالخرافة شبه العلمية” (بديلا عن المغامرة بالنهل من محيط المعارف المتكاملة).
العلاقة بالقدر ليست معركة تنتهى بمنتصر ومهزوم. هذه خدعة استدرجنا إليها فى مراحل الغرور والتيه البشرى بنفس القدر الذى شوهنا به علاقتنا بالطبيعة. تردد فى وقت من الأوقات تعبير يقول “انتصار الإنسان على الطبيعة”، ثم انتقلنا إلى تعبير أحدث ينبه إلى ضرورة الانتباه إلى ضرورة عدم “تلوث البيئة”، وكأن الإنسان قد انتقد من دور دون كيشوت المصارع الآمل الموهوم، إلى دور “عامل النظافة” الذى استبدل بسيف دون كيشوت مذبة يهش بها أثار العدوان عن بلاط ملكة لم تعد تجلس فيه. القدر هو الجزء من الطبيعة الذى أبى أن يخضع لغرور الإنسان وشطحات عبثه. هو حركية الطبيعة المتغيرة المتداخلة الغامضة القادرة غير القابلة للاختزال أو التجزيء. هو المحيط الأوسع للوجود البشرى ، وهو الذى يعطى للوعى البشرى بعدا يميزه حين يشرف بأن يكون جزءا منه.
تقول مسرحية أوديب: إنه ليس المهم أن ينجح الإنسان فى مواجهة القدر ولكن المهم أن “يحاول” مثلما حاول الملك لايوس (أبو أوديب) وأمه جوكاستا.
تقول حكاية أوديب أيضا: إن الإنسان لا يهزمه القدر وإن قهره تذكرة وحفزا، أو ردعا تهيئة لعود على بدء. التفرقة بين القهر والهزيمة ضرورية، فالقهر مرحلة صعبة، ومؤلمة، وخطيرة، لكنها تحوى معانى التحدى وإعلان عدم تكافؤ القوى دون أن يكون ذلك مرادفا للهزيمة التى تعنى النهاية، أى الاستسلام إلى غير عودة.
طالما أن الإنسان ما زال كذلك، فهو لم ينهزم أمام القدر، وإن كان قد قهر فى جولات كثيرة. من هنا يمكن أن نعيد النظر فى موقفنا من القدر ليس باعتباره خصما فى معركة، وإنما باعتباره صاحبا ذا معالم غير محددة تماما، له قوانينه الخاصة، لكنه رفيق نفس الطريق.
كتب سوفكل (أيضا)”أوديب فى كولونا” حيث أظهر أنه حتى لو انتصر القدر فالإنسان لا يرى نفسه منهزما، ففى هذه المسرحية الأخيرة أظهر أن أوديب بعد أن فقأ عينيه: وأفاق ، وجد أنه لم يرتكب جريمة، فقد كان يجهل أن لايوس أبوه، وأن جوكستا أمه فما ذنبه ، وقد اقتنعت الآلهة (بأغلبية صوت أثينا) بذلك، حتى أنهم جعلوا جثته مصدر بركة للبلد الذى تدفن فيه
إن مأساة أوديب إنما تكشف ما هية الإنسان الحقيقية، ومكانه اللائق فى الكون، تقول المأساة: إن الإنسان ليس محور الكون. إن الكون لم يخلق له وهو لا يدور حوله، إن الإنسان هو الذى يدور فى الكون بقوانينه الخاصة وسط عوالم وأكوان لها قوانيها المجهولة له. إنها مقولة تضع الإنسان فى مكانه المتواضع بنفس الطريقة التى أعاد بها كوبرنيكس الأرض إلى موضعها حول الشمس لا مركزا للكون.
باختصار: إن معرفة الإنسان ناقصة دائما، فإذا اغتـر بها لدرجة امتناع غيرها، فقد تصبح جهلا أو تجهيلا.
بعض تجليات أوديب الأحدث
التقط كورنى (سنة 1656) الحوار بين الإنسان والقدر، فرفض أن يسلم للعبة القدر. برأ كورنى أوديب وحمل الآلهة مسؤولية إجبار أوديب على تحمل تبعة كل هذه الجرائم. وبالتالى فإن أوديب لم يفقأ عينيه إلا تعبيرا عن قسوة الآلهة.
وفى عام 1718، تناول فولتير (وهو فى التاسعة عشر من عمره) المأساة باندفاعة الشباب التى سمحت له أن يوجه النقد لكل من سوفوكل، وكورنى، ولكنه لم يضف جديدا إلا إضافة عاشق قديم لجوكستا يظهر بعد وفاة لايوس. وكأنه ينفى عن جوكستا أالاشتراك فى غواية أوديب (مما يتعارض مع قراءتنا الحالية. أنظر بعد).
ثم صور أندريه جيد (1930-1932) أوديب ناضجا أريبا يتحمل الرفض من أكثر من مصدردون أن ينهار. صور الرفض أندريه جيد من أكثر من جهة: الجوقة ترفضه بسبب الوباء، والشعب يرفضه ويتطير به ، والكاهن يرفضه لأنه ساخط على الآلهة ، وعلى الرغم من كل ذلك فلم ينهزم أوديب أو يستسلم.
وفى سنة 1934 طرح جان كوكتو فيما أسماه “الآلة الجهنمية” اكتشاف علاقة أخرى بين الإنسان والقدر، علاقة الملل. كشف جان كوكتو على لسان أبو الهول السرلأوديب حين يقر أبو الهول أنه “مل قدره”. على الرغم من سوء سمعة “الملل” إلا أنه (مثل الغثيان) يمثل اعترافا ضمنيا بدوام الصحبة التى إذا لم يمكن التخلص منها، ولا التآلف معها، فليس أمام جثمانها إلا الملل (أو الغثيان، سارتر).
أما تناول مسألة أوديب فى الأدب المصرى فقد تجلت – بشكل مباشر – فى صور مختلفة نكتفى بأن نورد منها كيف صور توفيق الحكيم المسألة بتقريبها إلى علاقات أقرب إلى المفهوم المعاصر أكثر منها إشارات إلى إعادة قراءة الأصل، فقد جسد فيها الصراع بين الزوجة و الأم أكثر منها بين الإنسان والقدر. تنتصر الأم على الزوجة ، ويفقأ أوديب عينيه.، والحكيم يرى أن أوديب فقأ عينيه حزنا على جوكستا وليس ارتفاعا فوق الألم !!! (هناك من رأى أن الزوجة تمثل “الواقع” فى حين تمثل الأم “الحقيقة” الأمر الذى لم أجد له أى دليل أومسوغ، فضلا عن غموض التفرقة بين الواقع والحقيقة). وقد حول على أحمد باكثير أيضا الصراع بين الإنسان والقدر، الإنسان الآلهة، إلى صراع بين الإنسان والإنسان، فدخلت أبعاد تختزل الصراع مع القدر إلى التآمر بين الناس، وتضع اللوم (الأخلاقي) على من يتجاوز. يشير باكثيرإلى أن ثمة مؤامرة هى التى أخرت إعلان الحقيقة (التى كانت معروفة من البداية) لمدة 17 سنة، كما يرى أن أوديب مسئول لأن الكاهن أخبره بنبوءة احتمال زواجه من أمه فكان عليه أن يستقصى قبل أن يتزوج.
نلاحظ فى المثـلين الذين أوردناهما أن مسألة الصراع مع الآلهة ، أوالصراع مع القدر ليست مطروحة للتناول من المبدع المصرى بنفس القدر الذى تقوله الأساطير والملاحم القديمة، ولا بنفس القدرالذى يسمح به للمبدعين الأجانب أن يستوعبوا النص بأعماقه التى تمكنهم من تحديثه من وجهة نظرهم. لا أريد أن أعلق أو أعمم، إلا أننى أنبه أن الإبداع عندنا سيظل ناقصا ما دام المحظور يمتد إلى داخل المبدع ذاته، قبل أن يقهر من خارجه.
من هذه المراجعة السريعة نلاحظ أن ملحمة أو تراجيديا أوديب لا تتناول أساسا، أو أصلا مشكلة الرغبة الجنسية نحو الأم تنافسا مع الأب بحيث نعتبر علاقة أوديب بأمه المثل النموذجى لهذه الرغبة (اللهم إلا فى احتمال تغاضيه عن نبوءة الكاهن إن كانت قد بلغته بوضوح كاف).
إن مسألة تحريم التزاوج بين المحارم ليست طبيعة بيولوجية، أو حتى تاريخية. إن ثمة عصورا أباحتها بشكل أو بآخر (قدماءالمصريين مثلا)، وبالتالى فإن التركيز على حرمتها كأساس للصراع بين الأجيال من جهة، وللشعور بالذنب من جهة أخرى هى مسألة يمكن فهمها من خلال قيم مرحلة محددة فى التاريخ، مرحلة تتعلق بالتنظيم الأسرى والأخلاقى أكثر من علاقتها بالقدر والطبيعة. من هنا يصبح البحث عن سر خلود هذه الشخصية وتجددها فى مغزاها الأخلاقى بحثا متواضعا يتعلق بموقف المجتمع، والمبدع (الأديب والعالم والناقد) الذى تقمص هذا المجتمع فى لحظة تاريخية بذاتها. إن خلود أوديب لا بد أن يرجع إلى ما هو أعمق وأبقى. وهذا ما يمكن أن يقوم به النظر فى دلالتها من حيث علاقة الإنسان بالقدر(الأمر الذى لم يركز عليه فرويد).
إن البحث عن قراءة فرويد لأوديب من هذا المدخل الأخلاقى، لا بد أن يجرنا إلى النظر فى تاريخه الشخصى الذى صبغ كلا من نظريته بل نظرياته، ومن ثم خبرته الإكلنيكية. على عكس الشائع ، إن فرويد بقدر ما أضاء مناطق مظلمة كانت محظورة ، فقد ظل قابعا خلف درع خلقى حال دون انطلاقة فكره نحو آفاق الحرية غير المحدودة. أحسب أن القارئ لا يعرف أن منتقدى فرويد يطلقون على فكره اسم “علم النفس الأخلاقي(مر)” Moral Psychology
الرجوع للأصل
إشكالة الوجود الإنسانى (بما هو، وبما آل إليه) أسبق، وأعمق غورا من مسألة العلاقة بالمحارم، وحين لا يجد المنظــر (والممارس) عنده القدرة لمواجهة الأصل يتوقف عند مرحلة متوسطة، بحسب ما يسمح له إطاره المعرفى، وتتيح له شجاعته الشخصية، (الأخلاقية، والإبداعية). ثم هو يروح يفسر بما توصل إليه ما لم يتمكن من مواجهته. وقد يكون هذا التفسير مرحلة متوسطة من تطور الوعى، وقد يكون بديلا متاحا يخفى به أصل المشكلة. هذا هو المدخل الذى ندخل به إلى مناقشة “عقدة أوديب من مظور فرويدي”. أجدر بنا أن نبدأ من البداية قبل أن نعرج إلى فرويد.
يبدو أن مشكلة الوجود البشرى تتوالى كما يلي:
(1) الانفصال عن الطبيعة ، ومن ثم الحنين للعودة.
(2) اكتساب الوعى، ومن ثم اختبار حرية الاختيار.
يترتب على ذلك
(3) الشعور بالذنب، (باعتبار أن الانفصال تم من خلال تراكم انتقاءات تطورية).
(4) محاولة تحمل مسئولية هذا الاختيار فردا فردا ، ليصب فى النوع آجلا.
وهو إذ يفعل يواجه بكل من
5) تطوير التعامل مع الجذور التى احتواها تطوره، وخاصة الغرائز (وبشكل أكثر تحديدا: مع الجنس والعدوان)
6) تحديات مسيرة التطور حتى لا ينقرض، بإطلاق القوانين التى لا يعرف أغلبها.
هذه القضايا مغروسة فى الكيان البشرى منذ تميز بشرا.
وبمجرد أن استطاع الإنسان أن يكتسب وعيا متفردا، وأداة للتعبير عن هذا الوعى، راح يسجل مساره هذا بما تيسر من آليات وتشكيل، وذلك فى كل مرحلة: (ا) استطاع فيها أن يفعل (ب) اضطر فيها أن يفعل.( وماذالت المحاولات جارية).
الحقيقة، والممكن، والمتاح.
حين لا يستطيع منظـر أو ممارس أو مبدع أو فرد عادى أن يواجه المستوى الأعمق، وبقدر ما يتاح له من إطار معرفى، وأدوات تعبير، وخبرات ممارسة، وشجاعة تعر، يتوقف أى من هؤلاء عند ما يصل إليه، وهو لا يلام فى ذلك، ولكننا نحن الذى يقع علينا اللوم إذا نحن توقفنا حيث توقف، مع امتلاكنا فرصا لم تكن فى متناوله.
بعض هؤلاء الذى قالوا ما تيسر لهم، ثم حبسوا أنفسهم فيه، يترك الباب مفتوحا لمن يغامر بعده، والبعض الآخر يجتـث جذوره ويرضى باعتبار أن أصل الشجرة وغاية إثمارها هو الفرع الذى أمكنه تسلقه. فإذا ركبه (وأركبنا معه) الغرور، فقد يـحـل الفرع محل الأصل ودمتم.
فإذا تصادف أن المحيطين به فى هذه الفترة من الزمان، أو غيرها كانوا بمثل قصوره سرت الإشاعة (النظرية) باعتبار أنها التفسير والتأويل المراد حالا ومستقبلا.
يمكن من خلال هذا التصور أن نقرأ موقع بعض المنظرين كمدخل لموقع فرويد من هذا الفرض.
السلوكيون (المميكنون. فثم سلوكيون أحدث وأعمق) توقفوا عند ظاهرالسلوك الممكن قياسه واستعادته. هم لم ينكروا ما بعد ذلك بإطلاق أو تعميم، لكنهم أعلنوا أنه “مما لا يهم”. أو على الأقل “مما لا يهمهم”.
اليونجيون (نسبة إلى يونج) امتدوا فى البحث عن الجذور إلى تراث البشرية فى اللاشعور الجمعى والنماذج الأثرية، فلم يستطيعوا أن ينافسوا فرويد فى حينه، وإن عاد إحياء فكرهم مجددا (اليونجيون المحدثون) بعد أن شبع الناس من فرويد وتأويلاته، واكتسبوا مزيدا من أدوات الحرية والثقة بالأصل، فسمحوا لفكر يونج أن يحتل مكانه اللائق من جديدليقول لنا “إن الإنسان أعمق من ذاته، وأروع من تاريخه”.
الإنسانيون بحثوا فى الأرض الطيبة لما هو إنسان، واكتفوا بفحص الجذر الطيب والثمار اليانعة، لكن أغلبهم تجاوزوا – بشكل أو بآخر – الصراعات الأساسية بين الإنسان ونفسه، بين الإنسان والإنسان، والأهم بين الإنسان والقدر. بدا فكرهم بعد ذلك أشبه بالوعظ الآمل الذى يتعالى على التحديات، وواقع الحال أنه ينكرها.
الممتدون عبر الذات Transpersonal ركزوا على الفروع الأعلى، وما تعد به من امتداد فإثمار فانتشار. هم لم يهملوا التنبيه على عدم تجاوز “الذات” انطلاقا إلى ما بعدها، لكن التطبيق فى عالم كله ذوات متضخمة، وضعهم فى موضع المثاليين المخدوعين، وهم لم يتمكنوا حتى الآن من تعميق موقع أقدامهم على الأرض المطينة دات الرائحة العطنة الرائعة.
هذه مجرد عينات من بعض مواقع النظريات النفسية، ويمكن أن تجد ما يقابل ذلك عند الفلاسفة ، والمتصوفة، حتى المؤرخين والنقاد. (ضع جانبا الأنبياء والرسل صلى الله عليهم وسلم. هذا وحى يعرف بالقياس دون المواجهة).
مرة أخري: إن كل نظرية تشير بطريقة أو بأخرى إلى درجة النمو التى وصلها الفرد (وجماعته) فى حقبة تاريخية معينة. ثم إنها تدل أيضا على قدرة صاحبها وأدواته التى سمحت بالغوص إلى المستوى الذى استطاع أن يصل إليه.
القضايا الأساسية
إن كل تفسير تطرحه نظرية ما لهذه القضايا الأساسية (الانفصال- الحنين-الوعي- الاختيار- الذنب- المسئولية- الجنس- العدوان- النمو- المصير) يمكن أن يفهم ويصنف من خلال سياق لغة عصره، وذات مبدعه، واحتياجات ناسه.
فى هذا الإطار، سوف نحاول أن نقرأ عقدة أوديب: كما قدمها فرويد، وكما هى.
تتناول ظاهر هذه العقدة قضايا أساسية هي:
أولا: غريزة الجنس (المستوى البدئي)
ثانيا: الشعور بالذنب (المستوى الأخلاقي)
ثالثا: صراع الأجيال (المستوى العلاقاتي)
وهى تتجنب نسبيا، أو تتجاوز جزئيا (بقصد، أو بطبيعة الحال) الخوض في:
(1) غريزة العدوان
(2) جدلية الانفصال <==> الحنين
(3) بزوغ الوعى، وما ترتب عليه من مسئولية الاختيار.
(4) حتمية الامتداد والدراية بالمصير.
من هنا يمكن قراءة استعمال فرويد لحكاية أوديب فيما أسماه “عقدة أوديب” من خلال فهم المفردات التى استعملها، وأيضا من خلال النقط المظلمة (هـ) التى توارى فيها دون مواجهة لازمة. يترتب على ذلك ما أشرنا إلى بعضه فى الفصل الأول ، ويحتاج إلى إعادة هنا للأهمية. إن فرويد تعمد، أو فات عليه أن، ينتبه إلى أولويات، وأسبقيات ، كانت يمكن أن تغنيه عن هذا التفسير المتعسف اللحوح، الغارق فى التعميم والإزاحة.
تجنب على سبيل المثال لا الحصر كلا من:
1-مواجهة الشعور بالذنب البدئى الناتج من اكتساب الوعى الفردى منفصلا عن الوعى الكونى (الخروج من الجنة/الرحم/الوعى الكلي-أنظر الفصل الأول).
2-سبر غور غريزة العدوان (أسوة بالجنس على الأقل)، حيث لم يشر بالقدر الكافى إلى تجلياتها الإيجابية، سواء لحفظ الفرد فالنوع، (لا أستطيع أن أتناسل ما لم أستمر حيا) أو فى تجديد الأجيال (التخلص من الأكبر سنا لصالح الأصغر) أو فى الإبداع (أنظر مر) لصالح النوع فى اتجاه حتمية إزاحة الأكبر لصالح الأصغر على سلم التطور. وإن كان قد اعتبر أن لكل غريزة عدوانيتها الخاصة بها. راح فرويد يبحث فى عن”قصة “تفسر النزوع إلى قتل الأب، متجاوزا العدوان الأولى الكامن فى هذا الفعل بذاته، لذاته ، من منطلق تطورى، فوجد فى فروض الجنسية الرضيعية والطفلية ما يبرر ذلك.
لماذا تناول فرويد قتل الأب دون قتل الأم كما فعلت بعده المدرسة التحليلية الإنجليزية (العلاقة بالموضوع)، والتى ربطت الشعور بالذنب بخيالات قتل الأم أساسا (أنظر بعد)
3- رؤية الحنين المتبادل (بين الأم والطفل) للعودة (والاستعادة) إلى الرحم. وهذا البعد يتحرك فى تقدير أبعاد ومخاطر الزمنية الفاصلة بين الولادة الجسدية، والولادة النفسية (الحبل السرى النفسي). هذا البعد قد يعبر عنه بلغة جنسية، أو نكوصية، أو انسحابية ، أو سكونية.
4- رؤية ثنائية الوجدان مع الأم أولا (ثم الأب لاحقا). حين يدرك الطفل أن أمه ، مصدر الحياة (الرضاعة/الحب)، هى هى وفى نفس الوقت مصدر التهديد بالهجر. هذا البعد يترتب عليه الرغبة فى التخلص من هذه الثنائية بالتخلص من مصدها (الأم) ، بما يستتبع ذلك من شعور بالذنب (كما ذكرنا فى 3)
5 – توظيف الشعور بالذنب حافزا لاستمرارية النمو، وليس الاقتصار على حله بالتقمص بالوالد عند الطفل الذكر دون الأنثى.
الجزء الثاني
مراجعات سابقة من منظور النقد الأدبي
تمهيد
قدرت أن أقدم بين يدى القارئ بعض ما سبق أن أثبته من إعادة النظر فى عقدة أوديب من منطلق قراءات سابقة (بعضها لم ينشر) فى بعض النصوص الأدبية، راجيا بذلك أن أمهـد للجزء الأخير من هذه المداخلة ، وهو الخاص بالطرح البديل ، وتطبيقاته فى الطب النفسى والحياة العامة (الفصل الرابع)
أولا: هملت (شكسبير)
معظم من نقد هملت شكسبير،تحت مسمى النقد النفسى، نقده من منطلق التحليل النفسى الملئ بجرعة مفرطة من الموقف الأخلاقى (باعتبار أن فرويد يمثل- عكس الشائع -علم النفس الأخلاقي).
لقد كان ثمة اختلاف فى تشخيص حالة شكسبير من أقصى الذهان (الجنون) إلى أقصى العصاب. وفى تقديرى أن هذا لا يهم، بل ولا يحق لناقد أن يركز على لافتة تشخيصية لم يعد الطب النفسى يعنى بأهميتها إلا لأسباب إدارية وإحصائية ليس لها علاقة لا بالإبداع ولا بالنقد. إن بدايات الجنون هى أقرب إلى العصاب النفسى، كذلك مآل الجنون قد ينتهى إلى صورة من صور العصاب، بما لا يصح التوقف عنده إلا إذا ترتب عليه تسلسل إلزامى لاغنى عن التعرض له. هذا الأمر غير وارد فى حال شكسبير.
سوف أركز حديثى فى معظم اقتطافى من أعملا نقدية سبق أن تناولت فيها هذه المسألة على ما يتعلق بعقدة أوديب، أساسا، ولن أعرج خارجها إلا إذا تعلق الاستطراد بها. وبالنسبة لمسرحية هملت نقول:
أولا: من منطلق أخلاقى اتهم هملت هملت بالجبن والضعف، إذ تلكأ فى قتل عمه ثأرا لموت أبيه تنفيذا لما قاله له الشبح أو أمر به. وقد أخذ جونز على هملت هذا التردد البالغ رغم أنه وصفه وصفا جيدا باعتباره العرض المسمى “التعطل النوعى للإرادة Specific Abulia. إن هذا التردد هو جزء لا تجزأ من طبيعة الموقف الذى يهدينا ليس فقط إلى صراع بين أجزاء، وإنما إلى تعدد الذوات، والذى يتجاوز ما يسمى عقدة أوديب بشكل أو بآخر.
يعلن التردد بعد سماع الأصوات بالنسبة للإقدام على قتل العم
(1) إن شخصية هاملت -إذ ذاك- كانت مازالت متماسكة نسبيا
(2) إن ثم وعيا آخر (منظومة/بنية) قد تنشط مستقلا منافسا مراجعا
(3) إن هذا الوعى الآخر راح يعلن رؤيته، أو يملى وامره فى شكل شبح أو صوت خيال.
كل هذا لا يلزم صاحب الخبرة (هاملت) بالتنفيذ الفورى. إن مثل هذه الخبرة تبدأ فى كثير من الأحين مهزوزة بطبيعتها، ويكون تفسير تردد هاملت هو:أولا: التعتعة (بداية الاضطراب) التى سمحت بتحريك ذوات معا فتنافست، وثانيا: انتظار اليقين من الخبرة الطارئة. ولا محل لوصفه بالجبن أو بالتقاعس
ثانيا: جاء التفسير التحليلى النفسى يقول: إن هملت تقمص عمه باعتبار أنه (هملت) هو القاتل الحقيقى (لوالده)، وما عمه إلا أداة تنفيذ أحلامه التى تمنت قتل الوالد للاستحواذ على الأم (ومضاجعتها). هذا التفسير المؤسس على ما يسمى عقدة أوديب يحتاج إلى مراجعة (54).
لنقرأ العمل من منطلق تركيبى ذى أبعاد أرحب:
إن التنظيم “الوالدي” (من منظور تفاعلاتى تطورى إيقاعي) (55) هو كيان داخل النفس يقابل “بشكل ما” الكيان الوالدى خارج النفس، وهو لا يرتبط “بالوالد” بالمعنى الأسرى الجنسى الأوديبى، وإنما يستمد تركيبه من “منطبعات” كل ما يمثل السلطة. ثم إنه يمثل – فى نفس الوقت – أشكالا متعددة – وأحيانا متناقضة – من التنظيمات الوالدية (فوالد هملت هو والده، وأمه، وعمه، وملكه، وحموه،.. جميعا.. وغيرهم). ومن ثم فإن صراع هملت (ومن ثم تردده) كان نتيجة أن حادث القتل قد نشـط التنظيم الوالدى الداخلى وقلقـله، فى الوقت الذى كان ينتظر فيه – تلقائيا – أن يتقمص هملت الوالد الميت على نحو أعمق. وترجع هذا القلقلة دون التقمص إلى كيان هملت الحساس المرن النامى المعوق معا. وهكذا واجه هملت مشكلة نموه الأساسية، وليس مشكلة الثأر لأبيه; فأبوه فى الداخل، وسيزداد “دخولا” كلما تخلص “فيزيائيا” من “آباء” الخارج، دون إستيعاب أو تمثل ولافى. وهذا ما جعل هملت يكاد “يكتشف” هذه الخدعة التى يستدرجه إليها الشبح (56)، بديلا عن مسيرته النموية الذاتية. وهكذا وجد هملت نفسه ملقى فى “مأزق نمو” لا يسعفه فيه كل الاقتراحات المطروحة (من ذاته وأشباحه وأصدقائه وأمه جميعا)- ذلك أنه بقتل العم والحلول محل الوالد لن يكون إلا والده; وهو بترك العم والهرب بعيدا عن المواجهة لن يكون نفسه النامية، بل نفسه الهاربة ووالده المقتول بداخلها يعايره ويلاحقه. وحين يلتقط هملت هذا المستوى من الصراع (ليس بالضرورة إلتقاطا محددا ممنطقا) يعلن بصريح العبارة طبيعة القضية وأنها قضية نموه الكيانى فى مواجهة الداخل والخارج معا. إذن فالسؤال ليس هو اهل ثقيل العم، أو يؤجل قتله، أو يهرب من مواجهته؟”; ولا هو فى “هل يستولى على الملك فيضاجع الأم (فى خياله)، أو يظل طفلا سلبيا معتمدا يضاجعها فى معركة سرية أيضا؟. السؤال هو ما صرح به، نتيجة المواجهة والقلقلة “أن يكون.. أولا يكون” – “يكون” نفسه، مستقلا عن الوالد، متمثلا له فى الوقت نفسه، إذ يستوعبه نتيجة للمواجهة الجدلية البنائية; أو “لا يكون” حين يصبح صورة والده (أى والده)، أو عكسها تماما (حتى لو كان اسمه هملت); فهو فى الصورتين “لم يكن” الخطوة التطورية الصاعدة منه ومن والده معا، بل ظل إما والده نفسه، وإما عكسه; وهذه هى “اللاكينونة”. وفى مواجهة هذه القضية الجذرية لابد أن تعاد حسابات قتل العم بمحاولة الإجابة عن السؤال: ثم ماذا؟ هل هذا القتل – إن تحقق – سيخدم اتجاه الكينونة أو سيلغى أحد شقى الصراع الذى هو أحوج ما يكون إليه فى هذه المرحلة الحرجة، بعد أن ألغيت مواجهته مع والده المقتول؟ إن الصراع إذن ليس بين “والد” غريم لا بد يختفى كما اختفى الوالد القديم، ولكنه صراع مع (وليس”ضد”) “والد داخلي” لا يختفى باختفاء أصله “فى الخارج”، بل يلزم أن يتـعتع تنظيما مستقلا، ثم يسارع بإسقاطه إلى الخارج على “والد” أو “عم” لتنقلب المعركة جزئيا إلى معركة خارجية; إذ لا بد أن يواجه هذا التنظيم المتعتع فى الداخل مثيرا من الخارج. وباستمرار الرحلة بين الداخل والخارج يتولد البناء الولافى للمخلوق الجديد، فـ “يكون” هملت الذى هو ليس”مثل” ولا “عكس” والده، بل “هو ما نما من خلال هذا التنظيم السلطوى الجاهز وعلى حسابه، دون بتره أو إغفاله.
مرة ثانية: كأن التحدى الذى ألقى فى وجه هملت دون هوادة هو إدراكه الغائر أن لو نجح فى قهر سلطة الخارج “الوالد(يقتله العم).. فالعم (يقتله هاملت)”، يكون قد فشل فى مواصلة جدل نموه. ذلك لأنه بهذا ينتهى إجهاض معركة هو أحوج ما يكون إلى خوضها.
ربما كانت مشكلة هاملت مع أمه ( وهى تنظيم والدى أيضا) هى على نفس الوتيرة مع اختلاف نوع القهر. ذلك أن قهر الأم هنا هو سلطتها الامتلاكية ليظل (هملت) طفلها المعتمد أبدا.
إن علاقة هملت بأمه وأبيه هى أوضح دلالة على الفكرة التى ذهب إليها “رولو ماي” Rollo May فى تأكيد أن الصراع الأساسى – بغض النظر عن شكله الظاهرى – هو صراع النمو للاستقلال. وهذا ما حاول أن يفسر به شخصية “أوريست” (انظر بعد). وهذا الرأى ينطبق على حالة هملت أكثر مما ينطبق فى حالة “أوريست”، حيث تعلن هنا المشكلة صراحة بلغة النمو والكينونة (57)، وحيث يصبح قتل (التخلص من) العم (بعد الحرمان من الأب) بمثابة إعلان “إجهاض” نمو هاملت.
هذا الحرص على النمو – ضد الرغبة فى الهرب بالبتر فالإجهاض – هو الذى يفسر عواطف هملت تجاه عمه.وهو الذى يفسر تردده إزاء قتله. إن عمه هو “المحبوب المكروه”; لأنه “لازم لسد الحاجة وإكمال المسيرة، وفى نفس الوقت هو سبب فى هذه إلانحناءة العنيفة فى مسيرة النمو على نحو لا يحتمل. فمن الضرورى أن يبقى، وفى الوقت نفسه من البديهى أن يدفع ثمن فعلته. هذه الثنائية العاطفية هى امر طبيعى تجاه “الوالد” (فى الداخل والخارج). وكونها تتجه نحو العم هو دلالة على أن العم “الآن” يقوم بدور الوالد بكل تناقضاته الطبيعية.
إن التفسيرات الأوديبية الجنسية إنما تستقطب قضية النمو إلى صراع جنسى ثلاثى أساسا، أطرافه فى الخارج، لكن التفسيرات المرتبطة بالعلاقة بالموضوعات الداخلية من جهة (مدرسة العلاقة بالموضوع) ، وتعدد الذوات من جهة أخرى هى التى تعلن أن الصراع صراع كينونة تتعلق بجدل الانفصال للوصل، والتعدد للتوحد. المشكلة الأساسية التى أعلنها شكسبير على لسان هاملت “أن يكون أولا يكون”; هى الأساس الذى قد يتجلى فى مجال الجنس ، لكنه قبل ذلك، وبعد ذلك قد يتجلى فى خجالات خرى كثيرة.
نعود إلى موضوع التردد الذى أدهش الناس وحير النقاد، وله أكثر من مظهر فى المسرحية، سواء فى الأحداث أو الأقوال (الأشعار) أو الاستغراق فى التفكير أو حوار الأحياء والأشباح.. الخ.
إن التردد – من منطلق تركيبى – هو إعلان لنشاط مستويين (على الأقل) معا، بالتبادل السريع أو بالتنافس المتذبذب، وإلى درجة أقل بالصدام المؤقت. وهذا ما ظهر جليا فى موقف تردد هاملت الذى أثيرن التساؤلات حوله.
إننا لم نتعود أن نتقبل هذا التعدد الذى هو طبيعى للكيان البشرى. وقد تم تنشيط مستويين على الأقل من بنية هملت نتيجة لمقتل الوالد.
إن التقمص بالوالد الذى لم يتكامل الجدل معه، وخاصة إذا كان واضح المعالم مكتمل الحضور إنما يتم من خلا عملية بيولوجية هى أقرب إلى البصم Imprinting. فإذا كان القتل هو الذى انتزع الوالد من دوره الجدلى، فإن البصم (التقمص البيولوجي) يصبح أعمق غورا، وأكثر إعاقة، مع أنه يبدو أقل مرضا ، وأكثر تماسكا. هذه النقطة تحتاج إلى شرح.حين قتل والد هاملت، لم يتم مثل هذا التقمص بسهولة تلقائية. الذى حدث أن الكيان الطفلى قد تنشط فجأة ، ربما نتيجة للفقد، وفى نفس الوقت فإن الكيان الوالدى تدعم أيضا فجأة، ربما نتيجة لدرجة من التقمص فعلا.
ترتب على ذلك درجة حادة من المواجهة ، فالإسقاط فتبادل الغلبة.
إنه مع تنشيط الكيانين معا انقلبت المشكلة من “أنتقم أو أهرب” إلى “أكون أو لا أكون”.
ومادام هناك نشاطان متزامنان يحتلان الوعى معا، فلا بد من التردد بشكل قد لا يشل الإرادة فحسب (59)، بل يشل الحركة ذاتها، لدرجة قد تصل إلى الجمود ذاته. فالشلل المؤقت، والانتظار الساهم، والحديث الداخلى – كل ذلك يعلن هذا التعدد فى “قيادة” السلوك. لكن هذا التنشيط “معا”، الذى يظهر بوجهه السلبى فى شكل التردد المعوق، هو نفسه أساس النمو الولافى الناتج من التناقض المواجهى.
إن التنشيط معا قد يظهر فى شكل التردد الكيانى، أو المرض المشل، أو يدفع إلى الاغتراب بالإسقاط أو بالإجهاض بالقتل أو النكوص. وهملت كان يصارع طوال الوقت للنمو،
يظهر ذلك أكثر جلاء إذا ماعشنا المسرحية شعرا ولم نكتف بروايتها أحداثا وهكذا نجد أن التفكير البنائى (التحليل التركيبي) ينقلنا من مستوى “لماذا حدث” إلى مستوى “ماذا حدث”.
إن التحريك (القلقلة) التى حدثت لهاملت قد أدت إلى تنشيط عدد من الذوات معا. مما ترتب عليه الانفصال عن واحدية الوعى المنتظم (فى الشخص كما فى الكون)، ومن ثم الشعور بالذنب، وبالتالى فهو الحفز إلى إصلاح ما أفسده هذا التحريك، بموجهة سؤل الكينونة “أكون أو لا أكون”. كل هذا ا يستلزم لغة جنسية بشكل خاص، كما لا يستلزم تنافسا ثلاثيا ، ولا أهام قتل انتقامى. فإذا وجد شيء من هذا القبيلفإن دخول التجربة لا بد أن يكون هو الأصل الذى نفهم به ذواتنا ومسيرتنا حالا.
إن اللجوء إلى عقدة أوديب كتفسير للتردد فى قتل العم، ثم للنكوص -أحيانا- إلى حضن الأم، هو من أكثر ما شاع عن محاولة فهم موقف هاملت من أمه وعمه. لكنه أيضا اختزال، وتجاوز عن نصوص أعمق وأخطر هى التى تفسر قدة أوديب.
ديستويفسكى
وتكرار حوادث قتل الوالد: فعلا (ديمترى كرامازوف)، أو تدبيرا فتنفيذا مؤجلا (أوديب)، أو ثورة وثأرا (أوريست)، أو حلما أو معنويا (كامل) – كل ذلك نابع من صعوبة الصراع تعبيرا مأساويا عن جدل “الأجيال”; فبينما يلزم استمرار وجود الوالد كأحد شقى الصراع، تتأرجح كفة الصراع فى مأساوية خطرة حين يبدو والتخلص منه أحد صور الانتصار (الذى يحمل فى داخله حرمانا حتميا من الشريك الضرورى لإكمال مسيرة التكامل)، وكأن هذا التكرار يعلن – ضمنا – أن مسيرة التكامل لا يمكن أن تتحقق فى “جيل واحد”، وأنه إذا كان على أحد شقى الصراع أن يذهب فى جولة جيل واحد، فليذهب الأكبر; وما بين البداية (المواجهة فى كفاح الاستقلال) والتأجيل (قتل الوالد) وبداية الصراع من جديد (نقله إلى الجيل التالي)، تتحرك الأحداث (97). وأداة “التخلص الاضطراري” (القتل) إنما تنبع من غريزة العدوان أساسا، وتلعب غريزة الجنس دورا مواكبا، حتى لا يكون القتل نهاية مرعبة ساحقة، حيث ثمة ضمان يعلن أنها نهاية “فرد”; وليست نهاية “نوع”; أى أن الجنس يتحرك ليسهل “الفناء” الفردى بضمان البقاء النوعي; فلا مبرر – إذن – لأن تترجم كل جريمة قتل والدية إلى ما وراءها من دوافع جنسية، وكأن العدوان القاتل – فى معركة الاستقلال والبقاء – ليس أصلا فى الوجود البشرى. ويعد تفسير رولو ماى لأوريست، وتفسير عز الدين إسماعيل لكامل، من التفسيرا التى لم تدر أساسا حول العلاقة الجنسية الثلاثية بين أب وأم وابن، بل هى معركة استقلال تظهر على السطح من منطلقات متعددة وبلغات مختلفة.
أوديب من الأبله
وتماما حتى لتفسر كل وحدته وكل شقائه وكل ضياعه، ولعل علاقته بكمانه (انظر بعد) لم تكن سوى علاقته بذاته (من داخل)، وقد يكون هذا اليقين بالفترة الموسيقية الابداعية الخاصة ليس سوى اعلان أن بداخله من الألحان *** ما يستحق أن يظهر فيسمع”ليري” ولم يثره أو يطمئن وجوده أى شيء آخر، لاحب زوجته( الحقيقي) له ولا أمومة نيتوتشكا، ولا غيبوبة الشراب، وظل وغدا طوال الوقت، بما فى ذلك علاقته بهذه الطفلة البائسة، كان وغدا معها أيضا – وأصلا- رغم نوبات العواطف المجهضة التى كانت تظهر منه رغما عنه فى بعض الأحيان، ظل لها ابنا مدللا أنانيا حتى تركها فى أصعب المواقف بعد وفاة أمها، وهنا اختلف مع من يزعم بأن هذه العلاقة هى علاقة أوديبية أساسا**** (أو بتصحيح أدق: الكترا) اذ يستشهد ذلك الزاعم بقولها: “000شعرت نحو أبى 000 بحب ليس له حدود، حب غريب ليس من الطفولة فى شيء”
فتصور هذا الناقد أن ما ليس طفوله هو ما يعنيه التفسير الأوديبى لعواطف الأطفال، بل ذهب أكثر من ذلك الى تصور أن ديستويفسكى صالح بين ادلر وفرويد (أو جمع بينهما) فى علاقة نيتوتشكا بأبيها من ناحية مع استمرار تطلعاتها الحالمة نحو القصر المجاور ذى الستائر الحمراء (عقدة النقص: أدلر) الأمر الذى يمكن ارجاعه مباشرة الى نشاط خيالها النابع من شقائها وغيره نحو المنزل الجنة (الرحم الأمن).
ويسارع النقاد ليقولوا أنها – اذن – عقدة أوديب(الكترا) ولو تمهلوا ثانية واحدة لسمعوها تكمل:
والأكثر اضحاكا أن نسارع “بجنسنة ” هذه العاطفة تحت أوهام تحليلة أوديبية متعجلة0
الموجود فينا منذ الولادة، وكيف انه يظهر حسب توزيع القوى والعواطف بين كيانين انسانيين بغض النظر عن السن، ولا أجد أى أثر مباشر لأوهام أوديبية جنسية فى هذه العلاقة0
ان مفهوم الحب هنا بالمعنى الشائع قد يوحى بالاجابة بالنفى الا أن مفهوم الحب بمعنى دورها (الأم) فى تغذية حاجة أساسية لوجوده لابد أن يقلب الاجابة الى الايجاب، وقبل أن ننتقل الى الجزء الثانى بقى لدينا دعوة لنظرتين فى العلاقة الثلاثية المعقدة التى يستحيل أن يسطحها التفسير الأوديبى المتيسر: الأولى وتتعلق بقسوة الطفل نتيجة للحب الخاص واحتكار المحبوب، فهو يفقد مشاعر الرحمة تجاه كل آخر غير محبوبه:
وفى نفس الوقت فقد كان الخوف- ربما بتأثير أبيها- هو الحائل الأعظم بينه وبين أمها، فتمنى موت الأم الظاهرى كان استجابة لرغبة الأب غير المفسرة، الأب الطفل المستسهل المسكين فى آن، وفى التفسير الأوديبى الذى يعتمد على المثلث الأسرى المحكوم بالحب والكره الموزع استقطابيا بين الوالدين لا يصلح مباشرة وبهذه البساطة على المستوى الأعمق لتعقد العلاقات المكثفة عل هذا النحو0
أوديب من نيتوتشكا
وقد بدأ طوال هذا الجزء أن هذه الحاجة ظلت تلح عليه أساسا وتماما حتى لتفسر كل وحدته وكل شقائه وكل ضياعه، ولعل علاقته بكمانه (انظر بعد) لم تكن سوى علاقته بذاته (من داخل)، وقد يكون هذا اليقين بالقدرة الموسيقية الإبداعية الخاصة ليس سوى إعلان أن بداخله من الألحان (14) ما يستحق أن يظهر فيسمع”ليري” ولم يثره أو يطمئن وجوده أى شيء آخر، لاحب زوجته ( الحقيقي) له ولا أمومة نيتوتشكا، ولا غيبوبة الشراب، وظل وغدا طوال الوقت، بما فى ذلك علاقته بهذه الطفلة البائسة، كان وغدا معها أيضا – وأصلا- رغم نوبات العواطف المجهضة التى كانت تظهر منه رغما عنه فى بعض الأحيان، ظل لها إبنا مدللا أنانيا حتى تركها فى أصعب المواقف بعد وفاة أمها، وهنا أختلف مع من يزعم بأن هذه العلاقة هى علاقة أوديبية أساسا(15) (أو بتصحيح أدق: الكترا) إذ يستشهد ذلك الزاعم بقولها: “شعرت نحو أبى” بحب ليس له حدود، حب غريب ليس من الطفولة فى شيء” (ص66) فتصور هذا الناقد أن ما ليس طفولة هو ما يعنيه التفسير الأوديبى لعواطف الأطفال، بل ذهب أكثر من ذلك إلى تصور أن ديستويفسكى صالح بين أدلر وفرويد (أو جمع بينهما) فى علاقة نيتوتشكا بأبيها من ناحية مع إستمرار تطلعاتها الحالمة نحو القصر المجاور ذى الستائر الحمراء (عقدة النقص: أدلر) الأمر الذى يمكن إرجاعه مباشرة إلى نشاط خيالها النابع من شقائها وغيره نحو المنزل الجنة (الرحم الأمن)، ولا أجد فى هذا أو ذاك تصالحا يستأهل الوقفة، بل إنى أشك فى جذور النقص كدافع أولى لهذا الخيال، فما كانت نيتوتشكا إلا أما لأبيها، وما كانت خيالاتها حول القصر ذى الستائر الحمراء إلا خيالات الأطفال حتى لو لم يعيشوا النقص، فهى مجموعة متداخلة من خيالات الاستكشاف والتغير والتعويض جميعا، يغذيها هذا القدر الهائل من التعاسة والحرمان لتهرب فى “خيالات الأمن والسكينة (التى قد تشير إلى الرحم لا إلى التطلع) دون حاجة إلى لافتة ” عقدة النقص”ومن ثم “التعويض” !!0
ويسارع النقاد ليقولوا أنها – اذن – عقدة أوديب (الكترا) ولو تمهلوا ثانية واحدة لسمعوها تكمل:
والأكثر إضحاكا أن نسارع “بجنسنة ” هذه العاطفة تحت أوهام تحليلة أوديبية متعجلة0
ويسارع النقاد ليقولوا أنها – اذن – عقدة أوديب(الكترا) ولو تمهلوا ثانية واحدة لسمعوها تكمل:
والأكثر إضحاكا أن نسارع “بجنسنة ” هذه العاطفة تحت أوهام تحليلة أوديبية متعجلة0
”00 وإنى عائدة وحدى إلى جانب أمي” (ص:118) وأمها جثة هامدة فى المنزل وهى لا تكاد تدرك الحد الفاصل بين الموت والحياة، وهكذا نرى ديستويفسكى وقد استطاع بحدسه الفائق أن يظهر تركيبا متكاملا (هو التركيب الوالدي) (19) الموجود فينا منذ الولادة، وكيف أنه يظهر حسب توزيع القوى والعواطف بين كيانين إنسانيين بغض النظر عن السن، ولا أجد أى أثر مباشر لأوهام أوديبية جنسية فى هذه العلاقة.
إن مفهوم الحب هنا بالمعنى الشائع قد يوحى بالاجابة بالنفى إلا أن مفهوم الحب بمعنى دورها (الأم) فى تغذية حاجة أساسية لوجوده لابد أن يقلب الإجابة إلى الإيجاب، وقبل أن ننتقل إلى الجزء الثانى بقى لدينا دعوة لنظرتين فى العلاقة الثلاثية المعقدة التى يستحيل أن يسطحها التفسير الأوديبى المتيسر: الأولى وتتعلق بقسوة الطفل نتيجة للحب الخاص واحتكار المحبوب، فهو يفقد مشاعر الرحمة تجاه كل آخر غير محبوبه:
وفى نفس الوقت فقد كان الخوف- ربما بتأثير أبيها- هو الحائل الأعظم بينها وبين أمها، فتمنى موت الأم الظاهرى كان إستجابة لرغبة الأب غير المفسرة، الأب الطفل المستسهل المسكين فى آن، وفى التفسير الأوديبى الذى يعتمد على المثلث الأسرى المحكوم بالحب والكره الموزع إستقطابيا بين الوالدين لا يصلح مباشرة وبهذه البساطة على المستوى الأعمق لتعقد العلاقات المكثفة عل هذا النحو0
أوديب من خالتى صفية
وحتى الغيرة التى شعر بها الراوى من حب صفية للبك، لم نسمع عنها عند حربى، فقد ألغى حربى حتى الموقف الأوديبى التنافسى العادى مع الأب، لم يعد القنصل أباه.. بل هو هو.. وهذا هو السحق الكامل.
فيمكن إعتبار عقدة أوديب، وكبت الجنسية بأنواعها، وإنكار العدوان، يمكن إعتبار كل ذلك من المدعمات التى ظهرت تنظيريا، وعمليا، لتخفى المستوى الوجودى الأعمق. وبألفاظ أخرى فإن الذنب الأساسى هو أن أوجد، أن أكون، أن أقرر، أن أختار، بما يتبع ذلك من مسئولية وحساب، ثم أسقط هذا الذنب الأساسى عمليا على ما شاع من مخالفة للقيم والأخلاق الموضوعة والمنظمة بشكل أو بآخر.
وكل هذا متعلق أساسا بالجريمة الخيالية: قتل الأم (التخلص من مصدر الحب والحياة) لكنه فى واقع السلوك المعلن قد يأخذ مستويات بديلة على مستوى السيكوباثولوجى أو على مستوى السلوك، فهو قد يبدو – عند الطفل الذكر، مرتبطا بقتل الأب المنافس على حب الأم (أوديب) أو قد مرتبطا بإثم دينى – أو معصية أخلاقية (عقوق الوالدين بالذات) أو مرتبط بتجاوزات جنسية (نحو المحرمات خاصة) أو بأى من أشكال الذنب السابق الإشارة إليها.
أوديب من نيتوتشكا
وتماما حتى لتفسر كل وحدته وكل شقائه وكل ضياعه، ولعل علاقته بكمانه (انظر بعد) لم تكن سوى علاقته بذاته (من داخل)، وقد يكون هذا اليقين بالقدرة الموسيقية الابداعية الخاصة ليس سوى اعلان أن بداخله من الألحان (14) ما يستحق أن يظهر فيسمع”ليري” ولم يثره أو يطمئن وجوده أى شيء آخر، لاحب زوجته (الحقيقي) له ولا أمومة نيتوتشكا، ولا غيبوبة الشراب، وظل وغدا طوال الوقت، بما فى ذلك علاقته بهذه الطفلة البائسة، كان وغدا معها أيضا – وأصلا- رغم نوبات العواطف المجهضة التى كانت تظهر منه رغما عنه فى بعض الأحيان، ظل لها ابنا مدللا أنانيا حتى تركها فى أصعب المواقف بعد وفاة أمها، وهنا اختلف مع من يزعم بأن هذه العلاقة هى علاقة أوديبية أساسا(15) (أو بتصحيح أدق: الكترا) اذ يستشهد ذلك الزاعم بقولها: “000شعرت نحو أبى 000 بحب ليس له حدود، حب غريب ليس من الطفولة فى شيء”
فتصور هذا الناقد أن ما ليس طفوله هو ما يعنيه التفسير الأوديبى لعواطف الأطفال، بل ذهب أكثر من ذلك الى تصور أن ديستويفسكى صالح بين ادلر وفرويد (أو جمع بينهما) فى علاقة نيتوتشكا بأبيها من ناحية مع استمرار تطلعاتها الحالمة نحو القصر المجاور ذى الستائر الحمراء (عقدة النقص: أدلر) الأمر الذى يمكن ارجاعه مباشرة الى نشاط خيالها النابع من شقائها وغيره نحو المنزل الجنة (الرحم الأمن)، ولا أجد فى هذا أو ذاك تصالحا يستأهل الوقفة، بل انى أشك فى جذور النقص كدافع أولى لهذا الخيال، فما كانت نيتوتشكا الا أما لأبيها، وما كانت خيالاتها حول القصر ذى الستائر الحمراء الا خيالات الأطفال حتى لو لم يعيشوا النقص، فهى مجموعة متداخلة من خيالات الاستكشاف والتغير والتعويض جميعا، يغذيها هذا القدر الهائل من التعاسة والحرمان لتهرب فى “خيالات الأمن والسكينة (التى قد تشير الى الرحم لا إلى التطلع) دون حاجة الى لافتة ” عقدة النقص”ومن ثم “التعويض” !!.
ويسارع النقاد ليقولوا أنها – اذن – عقدة أوديب(الكترا) ولو تمهلوا ثانية واحدة لسمعوها تكمل:
والأكثر اضحاكا أن نسارع “بجنسنة ” هذه العاطفة تحت أوهام تحليلة أوديبية متعجل.
وأمها جثة هامدة فى المنزل وهى لا تكاد تدرك الحد الفاصل بين الموت والحياة، وهكذا نرى ذيستويفسكى وقد استطاع بحدسه الفائق أن يظهر تركيبا متكاملا ( هو التركيب الوالدي) (19) الموجود فينا منذ الولادة، وكيف انه يظهر حسب توزيع القوى والعواطف بين كيانين انسانيين بغض النظر عن السن، ولا أجد أى أثر مباشر لأوهام أوديبية جنسية فى هذه العلاقة.
ان مفهوم الحب هنا بالمعنى الشائع قد يوحى بالاجابة بالنفى الا أن مفهوم الحب بمعنى دورها (الأم) فى تغذية حاجة أساسية لوجوده لابد أن يقلب الاجابة الى الايجاب، وقبل أن ننتقل الى الجزء الثانى بقى لدينا دعوة لنظرتين فى العلاقة الثلاثية المعقدة التى يستحيل أن يسطحها التفسير الأوديبى المتيسر: الأولى وتتعلق بقسوة الطفل نتيجة للحب الخاص واحتكار المحبوب، فهو يفقد مشاعر الرحمة تجاه كل آخر غير محبوبه:
وفى نفس الوقت فقد كان الخوف- ربما بتأثير أبيها- هو الحائل الأعظم بينه وبين أمها، فتمنى موت الأم الظاهرى كان استجابة لرغبة الأب غير المفسرة، الأب الطفل المستسهل المسكين فى آن، وفى التفسير الأوديبى الذى يعتمد على المثلث الأسرى المحكوم بالحب والكره الموزع استقطابيا بين الوالدين لا يصلح مباشرة وبهذه البساطة على المستوى الأعمق لتعقد العلاقات المكثفة عل هذا النحو.
أوديب من كارامازوف
ثانيا: إن ما أثير طول الرواية هو ظهور الرغبة فى التخلص من الأب- كفضلة نافرة من نتاج الذاتوية – فتأتى رغبة القتل لتؤكد معنى تحصيل الحاصل، أو الإزاحة المنطقية، اللهم إلافيما يتعلق بمعركته التنافسية مع ديمترى، أما قتل الأب بالمعنى الأوديبى أو بمعنى صراع الأجيال فهو أمر آخر يتطلب حضور الأب القوى الجاثم ممثلا لسلطة مانعة للنمو، وبالتالى حافزة على الإختراق، وبالتالى مثيرة لاحتمال للقتل- أما هذا الأب المتنحى أصلا، الإبن دائما، الطفل لاهيا، فهو أبعد من أن يبرر قضية قتل الأب بالمعنى الأوديبي
ثالثا: حتى وإذا دخلنا من مدخل التنافس على الأنثى الأم، نجد أن جروشنكا لم تمثل أمـا أبدا، فلم يكن التنافس عليها هو تنافس أوديبى بمعنى أن ثمة أما حاوية وأبا قادرا مخيفا…. الخ
ولكن للأمر بعد آخر لا هو أوديبى ولا هو كارامازوفى، وهى جماعية وعى الناس بالرغبة فى، والموافقة على قتل الأب، يظهر هذا بالألفاظ فى حوار ليزا مع أليوشا.
أوديب من الحرافيش
ونلمح قدرة محفوظ على إعادة تشكيل ما سمى خطأ الموقف الأوديبى، وصحته حنين الرحم، أو نداء الأرض، فطوال الملحمة، والأم تظهر بعنف مقتحم، وبحضور يستحيل تجاهله، وهى عادة ما تظهر مع دفقات الجنس والحب الغامر الدافق، تظهر بكل قوتها وجذبها ودلالتها سواء كانت هى حاضرة بجسدها، أم غائبة إلا من حقيقة موقعها بداخل الداخل، وحقيقة توحدها مع الأرض الرحم، وكانت أدق هذه المواقف-مما قد يحتاج أن يفصل فى دراسة لاحقة مستقلة-هى علاقة شمس الدين بأمه فلة، وصراع أمه مع عجمية، ثم ارتباط نقلة جلال الأول (الأب صاحب الجلالة) بموت خطيبته وما أثارته هذه اللحظة من استعادة وفقد رأسها المهشمة، وتكتمل الصورة حين ترتبط نقلة جلال الثانى، وإعادة ولادته بما هو تراجع وانحراف، وهو فى الخمسين من عمره بعد فقد أمه زينات الشقرا وهى فى الثمانين، فيرتمى فى حضن دلال الغانية، وكأنه يستعيد علاقته بأمه الغانية، عشيقة أبيه، بعد فوات الأوان.
- وكيف تواترت العلاقة بالأم، والأرض، والرحم، وعلاقة ذلك بما يسمى عقدة أوديب
هوامش جانبية
بقى تعقيب مهم على أبعاد أخرى عرضها الناقد بشكل يذكرنا – مرة ثانية – بموقفه الاستقطابى الذى سبقت الإشارة إليه; فقد رفض الناقد “فجأة” التناقض فى شخصية كامل “الأوديبية الأورستية” التى نشأت من “إقحام موضوع آخر مناقض هو قتل الأب”.. “فالشخصية إما أن تمثل هذا الوجه الحضارى الإجتماعى أو ذاك; أى أنها إما أن تكون بكل مشكلاتها النفسية وليدة حكم الأب أو حكم الأم” (99) ويرفض الناقد إحتمال “أن تكون وليدة هذين النوعين من الحكم معا” على المستوى “الفردي”، ولكنه يقبله على المستوى الرمزى (للمجتمع)، مع التحفظ ضد “الصناعة المقصودة مسبقا”. وهذا رأى لابد أن يثير الدهشة; لأن العكس يكاد يكون هو الصحيح; فمعركة الإستقلال البنوى تسير دائما فى خطوط متوازية ثم متداخلة، وتصارع كل الصور الوالدية بنفس الحتمية، وإن اختلفت اللغات. وأعتقد أن هذا الميل إلى الإستقطاب قد ساعدت عليه شدة رغبة الناقد فى تطبيق نموذجه الذى ارتضاه: “.. ومن ثم أرى أنه لو إقتصر الكاتب على تقديم كامل فى إطار “أورست” وحده لكان ذلك أكثر إقناعا لنا بوجوده الحي” (100) (الرمزي). وأحسب أن هذا الإقتراح هو الذى يجعل العمل ماسخا; لأنه هو الذى سيقدم لنا شخصا مصنوعا يسير فى “خطوط هندسية مصنوعة له من قبل”. وهى مصنوعة من إلزام – ضمنى – بأبعاد أسطورة قديمة أدت دورها فى حدودها، ولو تكررت لما كان ثمة حاجة إلى فن جديد. وأخشى أن يكون هذا هو بعض مضاعفات الحماسة لهذا المذهب (النفسي). والرواية بوضعها الواقعى الفردى، لا الرمزى الإجتماعى، قد وصلت فى أوار مشكلة تعسر الولادة النفسية إلى أبعد مما أتاحته المعرفة النفسية المتاحة للكاتب وقت صدورها، (أو حتى لغيره أو حتى الآن)، وبهذا تصبح مصدرا معلما نقيس عليه (إن شئنا) ولا نقيسه بغيره.
(54) بل إنه قد آن الأوان لمراجعة تلك العقدة التى لصقت بأوديب شخصيا; ولا بد لذلك من العودة إلى عمل سوفكليس الأصل; وقد حاولت تفسيرات أخرى فى مواقع أخرى.
ملاحظات أخرى
لها علاقة بوجه آخر للظل وبالمبتسرون
1- كان التركيز على إيجابية غياب الأب شديد الروعة فى وجه آخر للظل
2- إن قتل الوالد يثبت الأب الداخلى بالبصم تثبيتا خطرا
المبتسرون:
” يقال إن القبائل كانت تعتقد أن الصائد حين يقتل حيوانا يسيطر عليه أخيرا ، يتملك خصائصه، فيستمد منها قو ى جديدة، كذلك الحب عند البرجوازية هو فعل صيد فإخضاع، وسيطرة ثم قتل ( للسيطرة والحتواء وليس للندماج).
المبتسرون:
الدعارة هى المرادف الوحيد الذى يعرفه، الذى يقدر دماغ البرجوازى على تخيله للحرية، وإن تكن هى أيضا هنا مخصية ، ولو فقط لأنها مسروقة
المبتسرون:
يبدو الجنس للبرجوازى غير مشبع لأنه محترم – أى منافق- أو لأنه أحادى ، مع أن البرجوازى هو أشرس المدافعين عن الأحادية
عز الدين اسماعيل والسراب
قرأ عز الدين اسماعيل ، ناقدا، رواية “السراب” لنجيب محفوظ من منظور التحليل النفسى. وقد اعتمد فى تفسيرها على عقدة “أورست”. وقد استعار الناقد تفسيرا لشخصية “أورست” فى المسرحية الثانية من ثلاثية “أجاممنون” حيث أكد رولو ماى Rollo May أن قتل أورست لأمه كان إعلانا للانفصال عن الأم إلى العالم الخارج: “لقد اتجه حبى إلى الخارج”.
وا سبق أن أكدت عند تناولى لشخصية هملت أن القتل بالذات قد لا يكون إيذانا بالانفصال بل هو تعويق له نتيجة لاحتمالات “البصم”Imprinting، وبالتالى فإن اعتبار القتل إعلان للانفصال هو أمر يحتاج إلى نقاس، لأنه قد يعلن صعوبة الانفصال (للاتصال)، ومن ثم محاولة التخلص من الوصلة المعوقة بالقضاء على ما يثبتها على الطرف الآخر. إن رولو ماى (وأنا لم أرجع إلى أصل قراءته) ينبهنا إلى القضية الأساسية قبل وبعد الجنسنة، وهى قضية الانفصال للوصل، أو بتعبير آخر قضية “الولادة النفسية” بعد الولادة الجسدية. الولادة النفسية السليمة هى خطوة للابتعاد تمهيدا لجدل العلاقة الوالدة للنمو “معا” فى خطوة تطورية لاحقة. إن صعوبة تحقيق هذه الخطوة هى المسؤولة عن مظاهر الإعاقة فى النمو والعلاقات فى الصحة والمرض.
نرجع إلى استعارة عز الدين إسماعيل لهذا النوذج فنعجب لغياب وجه الشبه بين قتل أورست أمه فعلا، وبين شعور كامل رؤبة لاظ (بطل السراب) “وكأنه قتلها”. إن بقية الملابسات لا تسمح بافتراض شبه آخر من حيث خيانة كليتمنسترا أم أورست لأبيه، ثم تآمرها لقتله، (قتل الأب) ثم نفيها لابنها…إلخ. الذى حدث بالنسبة لكامل يكاد يكون العكس تماما; فوالده هو الذى هجر، هو الذى تخلى تآمر، إهمالا وهربا من المسئولية. ولم توجد إشارة كافية لا فى حالة أورست، ولا فى حالة كامل بتناقس بين الأب والإبن على الأم. وجه الشبه البادى – إن صح ما ذهب إليه رولو ماى – هو فى صعوبة الانفصال عن الأم. كامل كان شديد الالتصاق بالأم، يكاد يكون بداخلها، لا يتصور أى بع دعنها، وكأنه لم يولد أبدا. لم يكن ذلك كذلك لأنه يرغب فيه، أو لأنه يعشقها ويريد أن يضاجعها (ابتداء) تنافسا مع الأب (إذ أين الأب ؟)، ولكن كان ذلك نتيجة عدم أمان الأم بعد هجر الأب، وكأنها باحتوائها ابنها كامل وعدم السماح له بالولادة النفسية (الانفصال) بعد الولادة الجسدية، تسترد أمانها وتعوض هجر والده إياها بهذه الملكية المحيطة.
المسألة لا يبدو فيها أى تعلق جنسى أوديبى (ابتداء على الأقل)، وإنما هى تتجسد فى ولادة نفسية عسرة (تبدو مستحيلة). إنها صراع (فاشل) لمحاولة الاستقلال المرحلى الضرورى لإعادة الوصل على المستوى الأعلى (استمارية النمو). إن ما يربط بين الحالتين ، إن صح تفسير رولو ماى هو هذه العلاقة بين الأم والإبن حين ترفض الأم أن تكون علاقة لها عمر وأطوار ، لها حمل فولادة فرضاعة فنمو، فتداوم محاولاتها على الاحتفاظ بابنها داخل رحمها النفسى، فهو إذ يتجسد بدنيا خارجها، فإنها لا تكف عن محاولة استعادته جزءا منها.
من هذا المنطلق يمكن أن نفهم تعبير رولو ماى الذى استعاره عزالدين اسماعيل عن رولو ماى وهو يستشهد بقول أورست: “لقد اتجه حبى إلى الخارج”. فيكون وجه الشبه فى محاولة كامل رؤبة لاظ أن “يتجه حبه للخارج” ، ومقاومة أمه بكل وسيدة مباشرة أو غير مباشرة،أن يتجه أى شيء فيه للخارج، حبه ، ووجوده، وفكره، واهتماماته ، وربما أحلامه ، وطموحاته.
إن رواية السراب تشير إلى هذه ا هو بين التفسيرين. ولو انطلق الناقد – دون حاجة إلى عقدة أورست أصلا – فالتقط مراحل هذا الصراع بصوره “الجنسية” و “الاجتماعية” و “الأخلاقية” وغيرهما، لقدم إلينا إضافات جديدة شديدة الثراء لما تمثله رحلة كامل رؤبة لاظ (96) الفاشلة للاستقلال بالانطلاق إلى رحاب العالم بعيدا عن رحم أمه. فمحنة كامل التى عوقت استقلاله لم تكن فحسب علاقته الإحتوائية بأمه، أو علاقته الإستمنائية بجسده، أو علاقته الانشقاقية بالجنس المجرد، بل كانت كل ذلك معا، بالإضافة إلى الحرمان من الأب بكل الصور التى يمكن أن يتمثلها; الأب المثل الأخلاقي; والأب القاهر; والأب الحاني; والأب الحامى. كل ذلك حرم “كامل” من فرص الصراع مع “آخر” (واللجوء إليه) فى طريقه إلى النمو; فكان التذبذب بين الخوف لدرجة التراجع إلى عالم داخلى مليء بالأوهام واللذائذ السرية، وبين أوهام الأمان فى رحم أم (رحم نفسي) لم يعد قادرا على إعطاء أى درجة من الأمان على الرغم من إلحاحه (إلحاح الرحم) على الاحتفاظ بالجنين، أو على استرجاعه بمجرد الشعور باحتمال ولادته عن طريق “السهو أو الخطأ” !!
إن رواية السراب، فى موقعها التاريخى بالنسبة لتطور كاتبها، تمثل قضية عسر أو استحالة الولادة النفسية، التى لا يمكن اختزالها إلى ما يمثله الموقف الأوديبى. أقدم فيما يلى الخطوط العامة الدالة على ذلك:
وملاحظات عن الجنس
صفر – الجنس فى حياة الأم كان للتناسل أساسا وبالصدفة المحسوبة من جانب القدر
1- أنكر الجنس بكبت مطلق: ولم تنفعه دروس إبن خالته (ممدوح)
1) أمى لا تتزوج. ألا تفهم ما هو الزواج (52)
2) كان وصيا على خياله (خيال الاستمناء) لا ينتقى غير الخوادم بالمنيل (55)
3) العنة مع رباب لتوسيخه الجنس- جزئيا- وليس (بالضرورة) لتشابهها مع أمه (أوديب: عز الدين إسماعيل)
4) نومه مع أمه فى فراش واحد والاستحمام معا وإزالة الصابون ليس دليلا على تعلقه الجنسى بأمه بقدر ما هو دليل على مقدار كبت الجنس تجاه أمه وغيرها
5) تمزيق صورة والده ليست بالضروره موقفا أوديبيا
6) الذاتوية والنرجسية هى التفسير الأقرب إلى العجز الجنسى auto-erotocism راجع تكرار الاعتراف بالأنانية
7) للعجز الجنسى : العنة والقذف السريع
8) الخبرة مع الشغالة القبيحة لم تستثمر بالقدر الكافي
9) الحاجة إلى الشوفان – كرجل- من امرأة كانت أقوى من الجنس ص 286
” لم أخل من إحساس بالارتياح منشؤه أننى أجد نفسى محط أنظار امرأة لأول مرة فى حياتي”
فمحط ماذا كان هو (كامل) لامرأته رباب ؟
10) النجاح مع عنايات كان انشقاقا جيدا فى اتجاه الحياة، عنايات فى مقابل الأم (ورباب) تمثل الحياة الفجة الحقيقية ص ” بل هى الحياة نفسه”
11) النهاية فى صالح الحياة (عنايات ضد الاغتراب) – رباب والأم معا
الفكرة المحورية: الشيزيدية
(1) من أول صفحة: إعلان العزوف عن الناس
(2) الكلام (والكتابة) مضطراكبديل ، بلا تفسير
(3 الكتابة بديل الانتحار
(4) الاعتراف المتكرر بأ نه
1- ” ثقيل الدم ” ص 39
2- لا يصلح للحياة (رغم أنانيته. ولفرط أنانيته)
3- لا يستأهل الحياة: (دعوة نيتشوية للتخلص من أمثاله)
4- لم يقل لنا لمن يكتب
5- جسم غريب: مفروض على الحياة، ومفروضة عليه الحياة
6- الحلقة المفرغة من البداية هكذا:
إنسان منقطع <=== مفروض على الحياة <=== مفروضة عليه الحياة <=== غريب <=== مذعور <=== يدوس فى لهاج ذعره ضحايا أبرياء <=== يزداد غربة<=== يزداد ذعرا<=== يزداد قطعا من الحياة.
…وهكذا
(5) الاعتراف بالنرجسية مباشر 91
إعجابى الشديد بذاتى، فلم تكن أنانيتى بقاصرة على سلوكى، ولكنها امتدت إلى حب الصوة والإعجاب بها (6)
الذين يكتبون
هم فى العادة الذين لا يحييون (ص 6)
الكتابة بديل الانتحار ص 6 ولعل فى الشروع فى الكتابة آية على أننى عدلت عن فكرة الانحار نهائيا
الانتحار دون ما يستحق ( الانتحار قيمة فى ذاته)
(7) التعويض التبريرى حتى الغرور:
ص 78 هذا الحياء القاتل أدب، وهذا الإخفاق فى الدراسة عبقرية بطيئة النمو، وهذا الفقر المدقع فى الصداقة والحب تسام..إلخ وأمدنا علم النفس..بألفاظ غامضة انتفعت بها فى إرضاء غرورى الكاذب.
87 الكتابة (بديل الموضوع) أمل فى الإحياء ص 9
(9) 85 أيسر على أن أحدق فى قرص الشمس إبان اعتدالها من أن أحتمل وقع نظرة عين (عيون الآخرين).
(10) العجز والوقوف فى المحل
-لم أدر ما فلسفة الرضا والاستهانة، كما أنى لم أقدر على فلسفة القوة أو الثورة
(11) لا وطن لى ولا مجتمع
(12)خجل الشيزيدى هولا يهرب من معركة،ولكنه يتجنبها 227 إن الخجول لا يفر إبان المعركة…إنه يتحامى المعركة..فإذا ولج ميدانها يصبح الفرار كالعراك سواء بسواء – فوق احتماله !!!!!
(13) الحديث مع الذات
258 فقلت لنفسى أهلا وسهلا ومرحبا
عقدة االتعريص ص 292
(14) العقلنة 356: الواقع أننى على أنانيتى المفرطة لا أبخل على خصمى بالإنصاف والعدل، لا حبا فى الانصاف والعدالة ،ولكن لأننى ألفت أن أقيم الأعذار لخصمى لعجزى عن الانتقام منه
الرحم النفسى
(1) كانت أمى وحياتى شيئآ واحدا
(2) لا تزال أمى كامنة فى أعماق حياتى (أعماقى أحسن)
(3) فأودعتنى حضنها لا تريد أن أبرحه ص 18
(4) الفطام يتذكره (لا أقل من ثلاث سنوات) شيء مر المذاق 18
(5) تخوفنى من أشياء لا وجود لها لتردنى عما أتطلع له من حرية وانطلاق (ولادة) ص 19
(6) أأظل أبد الدهر فى حجرها كأننى عضو من أعضاء جسدها
(7) ذاك سجن، فلأقنع به: فيه لــذتى وألمى
(8) رحم يتخلق: الكتابة إحياء لها:
أكتب لأذكرها هى ص 8
لأستعيد حياتها هى ص 8
بذلك تعود الحياة كلها ص 8
ثم الحبل السري
وبذلك أصل ما انقطع من حبل حياتى
محاولات الولادة
(1) تمنى موت الأم
(2) الشرب (الخمر)
(3) الانتحار
(4) عنايات
وليس:
(1) الحب
(2) الزواج
(3) العمل
الخاتمة
(1) كفر:
وداعا لن أعبده بعد اليوم 354 (قال يعنى كان بيتعبده)
(2) الشرب : لم ينفع
(3) التصوف: لم أخلق لشيء من هذا وإنما خلقت للتصوف..لست أدرى على وجه التحديد ما ذاك، ولكنه وحدة وعزوف وتفكير
( لم يختبر): فشل
(4) الحياة: فهتفت بما بشبه الاستغاثة وقد وشى صوتى بما… فى صدري: أنت !!!!
نقد النقد: عز الدين إسماعيل:
تعد رواية السراب علامة من علامات كتابات نجيب محفوظ و بالرغم من احتمال صدق هذا الزعم ،جزئيا على الأقل، فإن هذه الرواية لا تمثل إلا أحد مستويات سبر أغوار النفس، ليس بالضروة هوالأعمق، ولكنه بلا شك هو الأقرب للغة النفسية السائدة وخاصة أيام صدورها.
(1) اعتمد الناقد عز الدين إسماعيل فى نقد “السراب” على عقدة “أورست”. وقد استعار الناقد تفسيرا لشخصية “أورست” فى المسرحية الثانية من ثلاثية “أجاممنون” أكد فيه رولو ماى Rollo May أن قتل أورست لأمه كان إعلانا للانفصال عن الأم إلى العالم الخارجي: “لقد اتجه حبى إلى الخارج”.
وفى ذلك أقول:
(1) إن القتل ليس إيذانا بالانفصال بل هو تعويق له نتيجة لاحتمالات الاحتواء والبتر ، بتر الحوار
(2) إن تمنى الموت لا يعنى القتل
(3)إن كامل لم يكن سببا موضوعيافى موت أمه مهما ان عندها القلب أو غير القلب.
(4) إن أم كامل لم تخن والده كما فعلت كليمنسترا
(5) إن أورست لم يعش مع أمه بل هى نفته
(6) إن الأولى أن نبدأ النظر فى عقدة كل من أوديب وأورست وغيرهما من موقف الأب والأم وليس من موقف الطفل
(7) فى حالة كامل فإن لقد رفضت أمه أن تلده أصلا من رحمها النفسى، وقد حاول فانحشر فتراجع ، فشل، فتملمص فاختنق
(8) إن الإسم الأولى بهذه القضية هو عقدة الولادة النفسية العسرة، أو المستحيلة
(9) فهذا يرجع إلى رولو ماي
(10) إن هذا التفسير قد أغفل الحرمان من الأب الحقيقى، والجد لم يقم مقام الأب أبدا ، وخاصة بمعنى الحضور لإمكان الحوار أو الصراع ، كل ذلك حرم “كامل” من فرص الصراع مع “آخر” (واللجوء إليه) فى طريقه إلى النمو; فكان التذبذب بين الخوف لدرجة التراجع إلى عالم داخلى مليء بالأوهام واللذائذ السرية، وبين أوهام الأمان فى رحم أم (مرة أخري: رحم نفسي) لم يعد قادرا على إعطاء أى درجة من الأمان، بل لم يعد قدرا على المخاض أصلا.
(11) إن تكرار حوادث قتل الوالد (فى الأدب عامة):قتلا فعليا ( كرامازوف)، أو تدبيرا فتنفيذا مؤجلا (هاملت)، أو ثورة وثأرا (أوريست)، أو حلما أودبيا (كامل رؤبة)-كل ذلك نابع من صعوبة الصراع: تعبيرا مأساويا عن جدل “الأجيال” فى قمة عنفه.
(12) إنه يلزم استمرار وجود الوالد كأحد شقى الصراع، لذلك فإن التخلص منه ليس أحد صور الانتصار (لأنه يحمل فى داخله حرمانا حتميا من الشريك الضرورى لإكمال مسيرة التكامل)
وربما كان هذا التكرار فى الأعمال الأدبية المختلفة، بهذه الصور المتنوعة ،بمثابة إعلان ضمنى أن مسيرة التكامل لا يمكن أن تتحقق فى “جيل واحد”، وأنه إذا كان على أحد شقى الصراع أن يذهب فى جولة جيل واحد، فليذهب الأكبر; ومابين البداية (المواجهة فى كفاح الاستقلال) والتدبير (قتل الوالد) وبداية الصراع من جديد (نقله إلى الجيل التالي)، تتحرك الأحداث
(13) إن القتل هو نوع من “التخلص الاضطراري” وهو ينبع من الشق السلبى لغريزة العدوان أساسا، ثم تلعب غريزة الجنس دورا مواكبا، حتى لايكون القتل نهاية مرعبة نهائية، أى أن الجنس يتحرك ليسهل “الفناء” الفردى بضمان البقاء النوعي; فلا مبرر-إذن-لأن تترجم ترجمة مباشرة محتزلة كل جريمة قتل والديـه إلى ماوراءها من دوافع جنسية، وكأن العدوان القاتل-فى معركة الاستقلال والبقاء-ليس أصلا فى الوجود البشرى.
(14) يعد تفسير “رولو ماي” لأوريست، وتفسير عز الدين إسماعيل لكامل، من التفسيرات التى لم تدر أساسا حول العلاقة الجنسية الثلاثية بين أب وأم وابن، بل هى معركة استقلال تظهر على السطح من منطلقات متعددة وبلغات مختلفة.
(15) الرواية إذن هى رواية الأم فى محاولاتها الدؤوب والعاجزة لتحقيق “التراجع” المستحيل; تراجع الأم عن أن يصيرا “اثنين”.
(16) أسقطت الأم فى البداية أسقطت ذاتها الطفلية على كامل وهى تعلن، وهو يتقلل ، أنها هى هو; فألبسته ملابس البنات، ثم بعد ذلك أعلنت امتلاكه ما استطاعت إلى ذلك سبيلا.
(17) حين حاول كامل الانفصال عنها ذهبت “معه” فى داخله، تعجـــزه عن أى علاقة كاملة; فإما جنس فج، وهو صورة مؤقتة لاستمناء آخر، وإما زواج “نظري” (مع وقف التنفيذ)، أما أن يكون كامل رجلا (شخصا) كاملا يتصل بشخص كامل غيرها ، فهذا هو الموت بعينه لكيان الأم المهزوم بالوحدة والهجر من قبل أن يوجد كامل بزمن بعيد.
(18) على أن جذب الأم المستمر ينشط فى الابن-كل ابن-دافعا أصيلا أيضا يغريه بالتراجع عن محاولة الاستقلال، وهو مايظهر فيما يسمى الحنين للعودة إلى الرحم. وقد يأخذ شكل الجنس “رمزيا”، فتتعقد المشكلة، ويصبح الجذب من ” الخارج” (الأم) والدفع من الداخل (التراجع إلى الرحم تجنبا للاستقلال والمسئولية) من أقوى القوى التى تحول دون الحياة (الإقدام/الأمام/الآخر/ الحب الحقيقي/ الجنس الناجح).
(19) إن تكرار اختزال النص إلى نص سابق تحت زعم عقدة فلان أو علان هو اختزال خطير لحريكة الإبداع الأحدث، فمثلا نرى أن معركة كامل مع أمه قد بلغت من الثراء ووعدت بالعطاء بما لا يستدعى إقحام موضوع موت الأم (وكأنه القتل الفعلي) إلا بما يمثله من أرضية داخلية كامنة،
(20) إن نتيجة الولادة البدنية المتعسرة هو موت الأم، أو موت الجنين، أو تشويه الأم، أو تشويه الجنين
كذلك هنا: نجد أن الولادة النفسية المتعسرة، والتى طالت أكثر مما ينبغى انتهت بموت الأم وإخراج جنين عاجز مشوه.
(21) إن ما ذهب إليه الناقد من أنه كان من الأفضل أن يركز نجيب محفوظ على علاقة أحد الوالدين دون الآخر لهو مثال صارخ لعملية الاختزال التى تصل إلى ما يشبه سرير بروست
(22) إن نفى العيانية عن كامل لتحقيق دور متعدد لهو إعلان أيضا عن العجز عن الغوص فى التركيب المتعدد المعقدد للكائن البشرى يقول فى ذلك “… ومن ثم أرى لو اقتصر الكاتب على تقديم كامل فى إطار ” أورست ” وحده لكان ذلك أكثر إقناعا لنا بوجوده الحي” (لا الرمزي). وأحسب أن هذا الاقتراح الذى صرح به الناقد هو الذى كان يمكن أن يجعل العمل ماسخا; لأنه هو الذى سيقدم لنا شخصا مصنوعا يسير فى “خطوط هندسية مصنوعة له من قبل”. وهى مصنوعة من إلزام-ضمني-بأبعاد أسطورة قديمة أدت دورها فى حدودها، ولو تكررت لما كان ثمة حاجة إلى فن جديد. وهذا هو بعض مضاعفات الحماسة لهذا المذهب (النفسي).
والرواية بوضعها الواقعى الفردى، لا الرمزى الاجتماعى، قد وصلت فى أغوار مشكلة تعسر الولادة النفسية إلى أبعد مما أتاحته المعرفة النفسية المتاحة للكاتب وقت صدورها، (أو حتى لغيره أو حتى الآن)، وبهذا هى جديرة بأن تصبح مصدرا معلـــما نقيس عليه (إن شئنا) ولا نقيسه بغيره.
(23) أدخل الناقد بعد ذلك “فجأة أيضا” قضية تحرر المرأة، خوفا من أن يدل تمرد كامل على أمه على انتكاس رجعى فى حياتنا، حين ينكر الإبن سلطان أمه (وحقوقها) ويجاهد للتخلص منها. ولنفس هذا الظن يورد تفسيرا من محاكمة أورست (لا “كامل” !).
وقد كان الأولى أن نذكر أن تحرر الأم يستحيل أن يتم إلا بتحرر الإبن (جدل “العبد” و”السيد” عند هيجل)، ومن ثم-دون إستعارة أى شيء من أورست-يكون تمرد كامل على أمه هو لصالح أمه، ولصالح قضية تحرر المرأة التى لا أجد مبررا لإقحامها أصلا بالطريقة التى أوردها الناقد.
وكأن”السراب” هو أن يخيل للفرد أنه قادر على أن يكون “كاملا” بذاته، أو بالتخلص من غريمه، دون هذه الرحلة الدائمة من الرحم إلى الآخر، وبالعكس، حيث نتاج الفرصة للاستقلال بالنمو الولافى المتناوب، لا بالبتر المندفع العاجز.
أبو نواس:
نقد النويهى لأبى نواس
ركز النويهى على أن أبا نواس قد قام بإحياء animation الخمر كائنا أنثويا مجسدا (78). وهو يفسر هذا الإحياء بأن أبا نواس أحس نحوها بإحساس جنسي(!!) (79)، ثم أحس بعد ذلك نحوها بأنها أمه (80). وهكذا تكتمل عقدة أوديب برغم أنف كل شيء، لمجرد أن شاعرا خاطب الخمر على أنها كائن حى يرضى ويسخط، أو أنها العذراء تفض عذريتها، أوأنها أم ترضع طفلها.
إن التعيين Concretization والإحياء animation هما من أهم أدوات ما هو شعر، دون أى حاجة إلى تفسير لاحق، بل هما من أخص خصائص الفن عامة، دون إعلان شذوذ أو إنحراف أو مرض أو أوديبية. ولو أننا تواضعنا فى تعمد حشر النظريات فى أجزاء النص، لظهرت الخمر كما رآها أبو نواس، وأحبها، وطرب بها، وطرب لها، وعاتبها، وحادثها، وشكرها، وخاصمه،ا ورضع منها، وألهها. كل هذا لا يصف إلا دقة إحساس شاعر سكر أو لم يسكر، بل الأرجح، أنه لم يسكر بالمعنى الغيبوبى الذاهل، وإلا لما قال كل ذلك ،بل لنام أو هام على وجهه عييا حصرا.
حتى المخمور، العادى قد “يحيـي” الخمر تؤنس وحدته فى ركن حانة مهجورة، فنراه – قبل أن يغيب – وهو يناجى كأسه ويستلهمه ويواعده، دون جنسنة أو أوديبية.
بل إن أبا نواس قد عاش خبرة تأثير الخمر بوعى فائق سبق اجتهاد العلماء اللاحق; فقد عايش – ووصف – فعل الخمر المباشر فى “تعتعة” التركيب الواحدى للذات، ذات شاربها، فتتعدد الذات – دون جنون – كخطوة أساسية فى طريقها إلى إعادة التركيب فى إبداع محتمل. يقول أبو نواس:
وما الغبن إلا أن ترانى صاحيا ومالغنم إلا أن يتعتعنى السكر(81)
“والتعتة” تحديدا هى اللفظ العربى الذى اخترتـه ليصف هذه المرحلة الباكرة من البسط النموى أو المرضى، وهى العملية التى تحقق فض التسوية المؤقتة أو الاشتبك الجامد المحقق لواحدية الذات مرحليا. إن الذات الواحدة إما أن تعبر عن مجموعة تتحد تحت إمرة إحدى حالات الذات المناسبة للموقف بما يسمح بتبادل القيادة حسب الوقت والظرف(كما ذكرنا)، وإما أن فى ظاهر واحد ثابت متداخل يشير إلى جمود تسوية لا تسمح بهذا التبادل أو المرونة. هذا الجمود يغلب على كثير من الناس فى الأحوال العادية (اللهم إلا فى حالة النوم فالحلم).إن هذا الجمود التسوياتى قد يتكك قسرا فى أوقات غير مناسبة، فهو المرض، أو قد يتخلخل بإرادة مسؤولة ، ليعيد تنظيم علاقاته،فهو الإبداع(82)، وإما أن يفكك اصطناعيا بفعل مواد قادرة على ذلك مثل الكحول، فهو السكر. فإذا كان التفكك بدرجة مناسبة فهى التعتعة دون السكر، وهذا ما يشير إليه أبو نواس فى النص السابق.
أبو نواس لا يكتفى بذكر الظاهرة، بل هو يصف نتيجتها من تعدد حالات الذات فى مرونة مبهجة وهو يبدع به فرحا شاكرا:
و مازلت أستل روح الدن فى لطف واستقى دمه من جوف مجروح
حتى انثنيت ولى روحان فى جسدى والدن منطرح جسما بلا روح
هذا هو بعض فعل الخمر- مباشرة – فى كيان مرن قابل للتحريك وليس كيانا هشا جاهزا للتناثر فالإغماء (83).
إذا كان الأمر -تركيبيا وسلوكيا – يمكن أن يفهم بهذه المباشرة الواضحة، فما هى الحاجة، دون أى قرينة، لافتراضات تجعل الخمر امرأة فأما، وتجعل لذة الشرب وانطلاقة التعتعة جنسا وشبقا، دون أى نظر إلى افتقاد الأب الخاصى المنافس. إنها غلبة شيوع الفكرة، مع الافتقار إلى أدوات التحليل التركيبى، بديلا عن التحليل النفسى.
I
Primitive superego precursors are formed early in life from the internalization of frightening and aggressive perceptions of parental figures.
In some cases those perceptions are based on real behaviours of the figures.
In other cases the perceptions are influenced by distortions derived from fantasies by the child and from projections of the child”s rage ad sadism onto external objects (c.f.Freud”s case)
The superego is a heir ميراث
to the oedipal complex !!
II
Freud discovered from his own self-analysis and in his clinical work with patients in which fantasies of incest with the parent of the opposite sex emerged with regularity in association with feelings of jealousy and murderous rage towards the parent of the same sex.
The period of life between ages 3 & 5 is known as the oedipal stage of psychosexual development
RESOLUTION
Boys
The male child fall in love essentially with his mother. He begins to view his father as a rival and develops murderous wishes towards him. ===> guilt (he also loves his father) along with fear of retaliation المعاملة بالمثلby castration !!!!
The male child”s investment in keeping his genitals intact supersedes his sexual wishes for his mother and he gives up those whishes as a result
RESOLUTION Girls
Freud was frank in his writing about his difficulty in understanding psychological development in girls.
Oedipal complex in females (electra) is resolved not by fear of castration by by declaration of awareness of their castrated state. The discovery of having no penis leads to inferiority narcissistic injury and penis envy.
Further Development
The discovery of the little girl”s genital inferiority according to Freud leads to:
(1) challenging hypermusculanity
(2) a neurotic cessation of all musculanity
(3) normal femininity entailing the renunciation التخلى عن حقof clitoral sexuality.
Resolution of the female Oedipal complex is through fear of loosing mother”s love (not fear of castration)
Revisions I
Klien and Object Relation Theory:
The possibility of loosing the good object through sadistic and aggressive impulses produces guilt feelings in the child.
Anxiety about loss of the love object through one”s own destructiveness is known as depressive anxiety.
To deal with guilt feelings ، the child engages in a process of reparation، in which efforts are made to assume that
1- love prevails يغلب عليovert hate and that
2- damage done through one”s own destructiveness is repaired throughout loving behaviour.
Because the maternal object is recognized as a whole object in the depressive position، Klein postulated that the Oedipal complex begins in the second half of the first year and she recast the whole oedipal constellation as an effort to resolve anxieties and guilt through reparation.
فكرهت الحب ، وقتلت البقرة
Revisions II Cohut (1)
Kohut”s (died 1981) selfobjects كلمة واحدة concepts:
Selfobjects (not self-objects or self objects) may best be conceptualized as functions (such as mirroring “validating” soothing ، idealizing and affirming) rather than actual person
.الحاجة إلى الشوفان
The term selfobject that other people are not viewed as separate objects with their own distinct needs. They are viewed as present only to gratify the needs of the nascent self.
Kohut believed that selfobjects are necessary as emotional survival in the same way that oxygen in the atmosphere is needed for physical survival.
Kohut believes that a psychological connection to a mothering figure is present from birth. (in contrast to Mahlers”s autistic phase(
Kohut emphases the lifelong need for appropriate selfobjects، hence psychological separation is a myth.
He regarded Mahler”s object relations view ، which revolves around the notion that the child moves in the direction of autonomy from supportive caretakers as containing a moralistic stance.
There is a lifelong dependence on selfobjects and dependency itself does not diminish instead.
The quality of the selfobjects needed by the self moves from archaic to more mature and appropriate
تطبيقات فى الحياة العامة
(1) التعامل مع الشعور بالذنب
(2) التعامل مع الحكى التبرير والمسلسلات،والزساطير
(3) التعامل مع لغة الجنس
(4) التصالح مع الأب (جدل إسماعيل إبراهيم)
(5) التعامل مع العدوان بالإبداع وغيره
(6) إزاحة الاهتمام من الحكاية التاريخية والطفولية إلى التركيب الآنى والخبرة المعاشة
(7) التعامل مع الأساطير والنقد الأدبي
1) الموت والخلود فى الحرافيش
2) قتل الأب فى كرامازوف
3) الشيزيدية فى وجه آخر للظل إلخ
(8) التعامل مع التكامل (الله)
تطبيقات فى الممارسة الإكلينيكية
إن تطبيق كل ذلك فى الممارسة الإكلنيكية شديد الدلالة والأهمية، فقد يساعد تغييرالنظرة فى المواقع والممارسات التالية:
(1) فهم العلاقة العلاجية من منظور العلاقة الوالدية قبل وبعد المنظور الجنسي
(2) فهم الأشكال المتنوعة للباثولوجيا المتداخلة فى الأسرة دون استعمال لغة جنسية وأسطورية غريبة
(3) فهم وتسهيل الفطام فى العلاج النفسي
(4) إرجاع فكرة الشعور بالذنب إلى أصلها فى الوعى البشري
(5) التخفيف من فكرة مضاجعة المحارم ، وإلحاقها بالتنظيم الأخلاقى والدينى وربما البيولوجى وليس إلى الطبيعة التاريخية أو الأسطورة القدرية
(6) التصالح مع الجنس والعدوان معا فى صورتهما الإيجابية دون السلبية
(7) إزاحة الاهتمام من الحكاية التاريخية والطفولية إلى التركيب الآنى والخبرة المعاشة
(8) الاهتمام بالتركيب البشرى قبل وبعد ومع الاهتمام بالتفسير التاريخى والحتمية
(9) إستعمال الوسائل العلاجية الأحدث بشكل نسيج كلى (علاج الوسط) قبل وبعد التفسير الحكائي
(10) إستعمال العقاقير الناسبة لمواجهة ومساعدة التوليف الداخلى للتصالح والتكامل لا للصراع ا لأسطوري
(11) التركيز على مصالحة الأب (وخصوصا أب الداخل) – وليس مسامحته- بديلا عن، ومع،الصراع معه
فى هامش اساسي
الفقرة تجنب على سبيل المثال لا الحصر كلا من:
(ملحوظة: سوف نقصر حديثنا فى هذه المرحلة على الطفل الذكر كما فعل فرويد، ثم نحاول لاحقا أن ننظر فى موقع الطفلة الأنثى بالقياس والفروق الضرورية ، أيضا كما فعل فرويد)