إرهاصات الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى من كتاب “عندما يتعرى الإنسان” عن الطاقة، والحافة المفترقية

نشرة الإنسان والتطور

نشرة السبت: 13-5-2017

السنة العاشرة

العدد:  3542                                                      

 مقتطفات:

إرهاصات  الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى،

منذ نصف قرن: 1968

 من كتاب “عندما يتعرى الإنسان”

 عن الطاقة، والحافة المفترقية

مقدمة:

إذن فالمسألة قديمة وراسخة، وهى تتجدد باستمرار

المقتطف السابع  (جزء من  الحكاية الأولى: “الضياع”)

……………………….

بين المريض والحكيم:

قال الشاب المريض:

‏- ‏أنا‏ ‏لا‏ ‏أحس‏ ‏بشىء‏ ‏ولا‏ ‏أفهم‏ ‏شيئا‏ ‏ولا‏ ‏أريد‏ ‏شيئا‏ ‏غير‏ ‏حريتى، ‏أنا‏ ‏سجين‏ ‏الألفاظ‏. ‏لن‏ ‏أستعملها‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏… ‏سوف‏ ‏ألزم‏ ‏الصمت‏.‏ فلنُـنْهِ‏ ‏الحديث.

‏قال الحكيم:

= ‏فلنـَنْتَهِ‏ ‏منه‏ ‏أولاً، ربما معك حق، ولكن..

‏- ‏وماذا‏ ‏تعنى ‏هذه الـ..‏”‏لكن‏”‏؟

‏= ..‏إننا‏ ‏نحس‏ ‏بنبض‏ ‏الألفاظ‏ ‏دون‏ ‏حاجة‏ ‏إلى ‏تعريفها‏ ‏بألفاظ‏ ‏أخرى ‏ربما‏ ‏زادتها‏ ‏غموضا، ‏بل‏ ‏إننا‏ ‏قد‏ ‏لا‏ ‏نحتاج‏ ‏إلى ‏ألفاظ‏ ‏كثيرة‏ ‏إذا‏ ‏شعرنا‏ ‏بنبض‏ ‏القليل‏ ‏منها.

……..

….

استمر‏ (الشاب) فى ‏نظرته‏ ‏وكاد‏ ‏يصمت‏ ‏ولكنه‏ ‏قال‏ ‏فجأة‏:‏

‏- ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏الظلام‏… ‏كان‏ ‏الخوف، ‏وإذا‏ ‏كان‏ ‏الخوف‏ ‏كانت‏ ‏الطاعة‏… ‏وإذا‏ ‏كانت‏ ‏الطاعة‏ ‏فى ظلام‏ ‏كان‏ ‏الضياع، ‏وإذا‏ ‏كان‏ ‏الضياع‏ ‏كانت‏ ‏النهاية، ‏وآه ‏لو‏ ‏صحوتََ‏ ‏قبل‏ ‏نهاية‏ ‏النهاية‏… ‏آه‏ ‏لو‏ ‏رأيت‏ ‏الموت‏ ‏وهو‏ ‏يزحف‏ ‏إليك‏.‏

‏= ‏المهم‏ ‏أن‏ ‏يوجد‏ ‏من‏ ‏يفهم‏ ‏ويحس،‏ ‏أن‏ ‏يوجد‏ ‏طريق‏… ‏ورفيق

‏- ‏فأنت‏ ‏تدّعى ‏الفهم.

‏= ‏بل‏ ‏أحاوله.

‏- ‏ولكنك‏ ‏مثلهم.

‏= ‏لا‏ ‏أختلف‏ ‏كثيرا‏

‏………..

‏قال الحكيم:

= ‏هل‏ ‏نتفق؟

‏- ‏على ‏ماذا؟

‏= ‏على ‏رفقة‏ ‏الطريق.

‏- ‏لن‏ ‏أخسر‏ ‏شيئا‏.. ‏فليس‏ ‏عندى ‏شىء‏ ‏أخسرهْ.

‏= ‏لكن‏ ‏عندك‏ ‏شيئا‏ ‏تكسبهْ.

‏- ‏ماذا‏ يا تُرى؟

= هذه‏ ‏القوة‏ ‏المهدِّدة.. ‏لو‏ ‏تجمعت‏ ‏هى ‏كل‏ ‏شىء.

………

قال المريض:

‏- ‏هى‏ ‏الآن‏ ‏قوة‏ ‏مشتتة‏ ‏ضائعة‏ ‏بلا‏ ‏فاعلية، ‏لقد‏ ‏استهلكتْها‏ ‏عملية‏ ‏الرفض‏ ‏والتحطيم.. ‏حين‏ ‏رفضتُ‏ ‏واقعى ‏حطمت‏ ‏فيما‏ ‏حطمت‏ ‏ذاتى، ‏وحين‏ ‏عدت‏ ‏أبحث‏ ‏عنها‏ ‏وجدت‏ ‏حلقات‏ ‏الفراغ‏ ‏وأكوام‏ ‏التكاثف، ‏قد‏ ‏أشعر‏ ‏بهزة‏ ‏هنا‏ ‏ورعشة‏ ‏هناك‏ ‏ولكنها‏ ‏تنزلق‏ ‏فى ‏تشتت‏ ‏عجيب.

‏‏قال الحكيم:

= ‏ولكنها‏ ‏متجددة‏ ‏دائما‏… ‏هذه‏ ‏طبيعتها.

‏‏قال الفتى:

– ‏أنا‏ ‏لم‏ ‏أعد‏ ‏أحس‏ ‏بشىء‏ ‏غير‏ ‏الضياع.

‏…….

= ‏ولكن‏ ‏هذا‏ ‏لا‏ ‏يعنى ‏أنه‏ ‏ليس‏ ‏هناك‏ ‏شىء.

‏- ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏هناك‏ ‏شىء‏ ‏آخر‏ ‏فلماذا‏ ‏لا‏ ‏أحس‏ ‏به.

‏= ‏سوف‏ ‏يتجمع‏. ‏ثم‏ ‏تحس‏ ‏به‏ ‏ثم‏ ‏تنطلق‏… ‏فقط‏ ‏لابد‏ ‏أن‏ ‏نعرف‏ ‏من‏ ‏أين‏ ‏وإلى ‏أين‏.‏

…….

‏= ‏ليس‏ ‏لطريق‏ ‏المراجعة‏ ‏والبناء‏ ‏بديل.

‏- ‏لماذا‏ ‏لا‏ ‏تدعْنى ‏فى ‏هذا‏ ‏الفراغ‏ ‏بلا‏ ‏حدود.

‏= ‏لأنه‏ “‏ما‏ ‏أقسى ‏التمزق‏ ‏والضياع‏”‏.

…..

******

(بين الفتى والحكيم)

قال‏ ‏الفتى:‏

‏- ‏إذن فقد ‏ ‏كان‏ ‏على ‏حافة‏ ‏الهاوية.

قال‏ ‏الحكيم‏:‏

‏= ‏أو‏ ‏كان‏ ‏على ‏حافة‏ ‏الانطلاق، ‏فهما‏ ‏حافتان‏ ‏متقاربتان‏ ‏على ‏كل‏ ‏حال‏ ‏وكثيراً‏ ‏ما‏ ‏يحدث‏ الانطلاق حتى ‏بعد‏ ‏التردى ‏فى ‏الهاوية، ‏فالقوة‏ ‏الدافعة‏ قادرة متجددة ابدا.

قال‏ ‏الفتى:‏

‏- ‏ولكن‏ ‏ما‏ ‏هذه‏ ‏القوة‏ ‏التى ‏تتحدث‏ ‏عنها‏ ‏وكأنها‏ ‏كل‏ ‏شىء‏ ‏فى ‏الإنسان‏: ‏الخير‏ ‏والشر، ‏الانطلاق‏ ‏والتحطيم، ‏الخلق‏ ‏والجنون.

قال‏ ‏الحكيم‏:

‏= ‏إنها‏ ‏القوة‏ ‏الأصل، قوة الفطرة‏  ‏التى ‏يطور‏ ‏بها‏ كل حى نفسه ونوعه. ‏

قال‏ ‏الفتى:‏

‏- ‏ولكنها‏ ‏كثيرا‏ ‏ما‏ ‏تنزلق‏ ‏بنا إلى‏ ‏دائرة‏ ‏مغلقة‏ ‏أو‏ ‏طريق‏ ‏خطر‏.‏

 قال‏ ‏الحكيم‏:‏

‏= ‏ولهذا‏ ‏لا‏ ‏بد‏ ‏أ‏ن ‏نفهم‏ ‏طبيعتها‏ ‏واحتمالات‏ ‏مسارها، وتوجهات مداراتها.

…..

وبعد

انتهى المقتطف

مرة أخرى: كتب  ذلك منذ نصف قرن

فهل لاحظتَ توجه الموقف مع ما ندعو إليه فيما يسمى الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى