جريدة الوطن الالكترونية
الجمعة 04-07-2014
أ.د.يحيى الرخاوى
كبيرهم الذى علمهم الطب
كتب : إسلام زكريا
طفل عنيد، هكذا بدا لأسرته، حيث قاوم الصغير الالتحاق بالمدرسة، إلى أن وصلت سنه إلى 8 سنوات، حينها كان إلزاما عليه أن ينصاع لأوامرهم، بدأت الرحلة بهذه الصورة، التى تقدم بها إلى مدرسته فى طنطا، التحق مباشرة بالصف الثانى الابتدائى، قبل أن ينتقل إلى مدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية فى زفتى، التى حصل منها على شهادة الابتدائية ومنها إلى
مدرسة كشك الثانوية، كان المسار طبيعياً ومنطقياً، فجأة تحول فى المرحلة الثانوية، ليجد نفسه مع أبناء الأكابر فى مدرسة مصر الجديدة الثانوية سنة 1946. من مدرسة مصر الجديدة إلى طب قصر العينى، بمجموع 71%، وترتيب جاء فى 199 على مستوى القطر المصرى، يراه وقتها ترتيباً متميزاً، فالامتحانات وقتها كانت «بجد مش زى اللى بنشوفه دلوقتى».
فى الجامعة مر الشاب كغيره من الشباب بما سماه مرحلة الإخوان المسلمين «مررت بمرحلة الإخوان حتى نبهنى شيخى المحقق المرحوم محمود محمد شاكر إلى أن الإسلام يؤخذ من أمهات الكتب وليس من رسائل الإخوان»، أهداه «شاكر» تحقيقاً للسيرة النبوية الشريفة «إمتاع الأسماع للمقريزى»، انفعل يحيى بالرأى، وبلغه لمسئول تنظيمه وقتها، فاعتبره منشقاً عن الجماعة، يتذكر «حقق معى المرحوم عبدالحكيم عابدين، وفصلونى من التنظيم، ثم لحقتنى ثورة 52 وأنا فى سنة ثانية طب، وكنا نتمرن سنة 51 للذهاب للقناة لإخراج الإنجليز، فأغنتنا الثورة عن مواصلة المشوار”.
جمع القدر بين «الرخاوى» وأصدقائه ومن أبرز أصدقائه فى الثانوية المرحوم حسن قنديل الذى عرفه على «نجيب محفوظ» فقرأ رواياته وتربى عليها، لم تكن للرخاوى قدوة فى السياسة «المرحوم محمود شاكر كان قدوتنا فى الحياة كلها، بيته مفتوح لنا طول أيام الأسبوع»، أما فى الطب فكان قدوته المرحوم أنور المفتى، الذى برغم تخصصه فى الطب الباطنى كان طبيباً نفسياً من الطراز الأول.
لرمضان ذكريات خاصة فى عقل الطبيب النفسى الشهير، يتذكر حين كان وإخوته يختمون القرآن مع أبيهم «اللى كان بيغلط مننا فى القراءة بيدفع مليم أحمر، أما والدى فإذا أخطأ فيدفع لمن يرده خطأه بريزة، ويشفق والدى علينا لأنه لا يخطئ، فيتعمد خطأ يسيراً، وغالباً ما يلتقط الخطأ قبلى» يتذكر أيضاً لعب الكرة الشراب قبل المغرب بساعة أو بضع ساعة حتى لا يقتله الظمأ حسب تعبيره «بعضنا يجرى بين الحين والحين إلى الطلمبة يشطف وجهه بلا مناسبة، فإذا رجع طلبنا منه أن يرينا لعابه». فى رمضان التسعينات يروى د. يحيى الرخاوى «أفطر فى الحسين، فى الهواء على الرصيف»، لا يرى ضرورة أن يفطر المسلم تحت سقف بيت تاركاً السقف الأوسع والأكثر رحابة «يجلس إلى جوارى الخواجات الطيبون، سائحين من كل الدنيا، لا يقربون الطعام مثلنا إلا حين يؤذن المغرب”.