اليوم السابع
السبت: 7-12-2013
أوهام وحقائق جديدة قديمة
وسط تسارع الخطوات، وترديد الشعارات، وتكرار النص (السكريبت) ، وفى محاولة نقد سريع موجز، ليس بالضرورة أن يكون صحيحا كله، خطر لى أن أسجل، بإيقاع لاهث، ما أريد أن يصل إلى الشارع والشباب خاصة بسرعة تتناسب مع لهفتهم ولهفتنا للتغيير.
الوهم الأول: إنه الربيع العربى
الحقيقة: إنه الغضب العربى المتفجر بعد طول تراكمه، التقطه واحتواه أصحاب المصالح الجاهزون فى الخارج والداخل، فتفجر أو فجروه، فقاوم أصحاب الحق وانطلقوا به، ولا يزالون يقاومون: نصَب المنهكين، وكسل المستسهلين، ولهفة المتعجلين، وجشع الانتهازيين، ونفاق الكذابين، وإرهاب القتلة الخونة .
الوهم الثانى: إنها اسرائيل.
الحقيقة: إنها ليست فقط إسرائيل حتى لو كانت المستفيد الأول، ثم إن إسرائيل ليست هذا التجمع العنصرى المختلط المستغل المغير القاتل المستعمر لقطعة أرض لم تكن أبدا لها. إسرائيل هى النموذج الواضح والصارخ – لكل سلبيات واغتراب وجشع الإنسان المعاصر الغنىّ الغبىّ، الأكثر مالا وسلطانا وسلاحا وطغيانا وقسوة، فى مرحلة من أصعب وأخطر ما تمر به الإنسانية جميعها.
الوهم الثالث: إنها أمريكا
الحقيقة: إنها القوى المالية المافياوية المعولِمَة التى تحكم العالم بالمال للمال، حتى لو كان اسمها تدليلا “أمريكا”، فالاسم الحركى هو “إسرائيل” (أنظر الوهم السابق)
الوهم الرابع: إنها الديمقراطية
الحقيقة: إنها الوسيلة الأسهل لحصاد ناتج البرمَجة الظاهر على سطح الوعى المغيّب لمجاميع المحتاجين الذاهلين، وهى تطرح عليك حرية أن تختار بين المغفل التابع، وبين العميل المطيع، أما أن تختار مبدعا مخترقا من أهلك الحقيقيين: فاستعد أن تُصنَّفَ إرهابيا غبيا، وقد يتخلصون منك جائعا تابعا، تحت نفس الاسم: “الديمقراطية”.
الوهم الخامس: إنها الشرعية المقدسة
الحقيقة: إنها مظهر واحد من إجراءات قياس الرأى العام الظاهر المعرض للتلاعب السهل مع غياب الوعى السياسى ، وتحريك الدين البدائى، مع طول عدم ممارسة تجارب المشاركة الفعلية، والافتقار إلى وسائل قياس الوعى الأعمق والأهم.
الوهم السابع: إنه الدستور، (لتحقيق خطة الطريق وركوب الخليفة لينفض المولد)
الحقيقة: إنها مجرد فرصة بداية، وامتحان شعب: إما أنه يستحق أن يستقل وينتج وينافس ويضيف، أو يظل يلعب فى الأوراق ويصيح فى الأبواق
الوهم الثامن: إن الإسلام فى خطر من العلمانيين وغير المسلمين
الحقيقة: إن الإسلام فى خطر من المسلمين الذين احتكروه، واختزلوه، وشوهوه، واشتروا باسمه مكاسبهم الخاصة باستغلال البلهاء والفقراء والأغبياء والمحرومين
الوهم التاسع: إنها الثورة
الحقيقة: إنه مشروع ثورة، لا تكون كذلك إلا بعد تحقيق تغيير شامل نوعى، ينجح فى اختبار الزمن بالإسهام فى إنقاذ الوطن، والمشاركة فى إنقاذ العالم.
الوهم العاشر: إنه البنك الدولى
الحقيقة: إنه التحالف المالى العولمى لفرض سياسات السوق، وجشع الربا، وضمان تبعية العالم للدولار، وتأمين الاحتكارات العظمى لاستغلال الأضعف والأغبى والأكسل والأجبن.
وبعد
اكتفي اليوم بعشرة أوهام وعشر حقائق،
فإذا أصابك عسر الهضم، بالرغم من أنها وجبة سريعة، فيمكنك الاستعانة بحبوب “التفكير التآمرى”، فقد حفظتْ من تبقى من الأحياء على مر التاريخ!!