اليوم السابع
الأحد : 13 – 10-2013
أضواء حمراء وصفارات إنذار
لاشك أن أمامنا فرصة حقيقية لنكمل ما بدأ فيكون ثورة تستحق ما يشاع عنها، مرة أخرى ليست أخيرة: الثورة إبداع شعبى جماعى، يعد له بقصد أو بدون قصد حسب إيجابية وحيويه شعب ما، أما توقيت البداية فيتوقف على عوامل كثيرة تناولتُها مع آخرين بقدر لا يحتمل الإعادة، عموما فإنه متى جاوزت حرارة الغضب عتبة الصبر والتحمل، فإن أية شعلة يمكن أن تطلقها. ثم تسرى النار بعد ذلك فى غابة جفت فروعها من هجير القهر وجفاف الحرمان، حتى لا يمكن التحكم فيها و”تضرى إذا ضريّتموها فتضرِم”، حتى تأكل أشجار الغابة الجافة والطفيلية فتتركتها صحراء قاحلة.
كنا نأمل أن ينتبه الجميع “معا” فيحيطون بهذه النار وينظمون طاقتها لتتحول إلى قوة قادرة على إعادة تشكيل ما أفسده الظلم والفساد ثم العمى والعشوائية والكذب، فتنقلب الغابة إلى حديقة، فمروج، فزرع نضير، له مواسم وحصاد وناس مختلفون عن المظلومين والذين كانوا على وشك الهلاك جفافا وحرمانا، وأيضا عن المتفجرين المشتعلين غيظا وغضبا. فيتواصل الإبداع الجماعى إلى تخليق بلد طيب وناس قادرين، ونقلة حضارية، فهى الثورة.
أعتقد أن كل هذا كلام بديهى ومعاد وهو يعنى أن أى توقف عند مرحلة سابقة، أو أية إعادة لإشعال ما تم اشعاله، هو انتكاسة خطيرة مهما لمع بريقها، وقد يصل الأمر بمثل هذه الانتكاسة إلى موقف أكثر خرابا ودماراً وفوضى من ذلك الموقف الذى بدأت شعلة الثورة تضىء لنا الطريق لنعمل على تصحيحه.
تصورت بصفتى مواطن عادى أملك رقما قومياً وأحب بلدى أنه قد آن الآوان – بعد ثلاث سنوات- أن نحدد لنا مقاييس يومية وعملية، بها صفارات منذرة، وإشارات حمراء تنطلق وتضىء إذا ما خرجنا عن الخطوط الأصلية التى تضمن لنا استيعاب الحريق لتحويل النار إلى طاقة انتاج وإبداع، وحتى أخرج من دائرة الكلام، دعونى أحدد ما خطر لى منها كما يلى:
الأول: ضبط الجرعة: فيتوقف التهييج الإعلامى والرشاوى السلطوية والوعود المدغِدغَة.
الثانى: دقة التوقيت: فنتجب التأجيل، وبالتالى لا نعلن إلا ما يمكن تنفيذه: الأوْلى فالأوْلى تنازليا.
الثالث: جماعية الحركة ليس بالتوفيق السطحى الذى قد يصل إلى ميوعة الحلول الوسطى وإنما بالاستفادة من الاختلاف لصالح الوطن، فالتآلف الفعلى للبناء.
الرابع: استمرار الدفع بالعمل اليومى الفعلى: أفراداً فجماعات.
الخامس: استمرار قبول الواقع مع الاعتراف بقصور هذا الواقع دفعا للعمل على تجاوزه بالإبداع الممكن المتجدد.
وبعد
دعونا نبحث هنا والآن عن أى من ذلك فى “وعى”، وليس فقط فى “برامج”، كل من:
(1) الحكومة الانتقالية. (2) الحكومة السابقة. (3) شباب الثورة الأطهار بلا خبرة. (4) شباب الثورة المؤلفة قلوبهم. (5) شباب الثورة المشكوك فى اتصالاتهم. (6) الاخوان الزاعمين بامتلاك مفاتيح الحل، لولا الانقلاب! (7) الآملين فى حل عسكرى سحرى يعيد الضبط والربط حتى لو لم يعد معه الانتاج والإبداع. (8) جبهة الإنقاذ. (9) السلفيين حتى المتفتحين منهم بمقايسهم.
ولا أذكر الباقى نتيجة لجهلى السياسى، لكن الضوء الأحمر، وصفارات الإنذار لا تحتاج ليراها أو يسمعها كل فرد منا لحزب سياسى جديد.