نشرت فى الوفد
16-3-2011
أسئلة ووصايا إلى الشبان والصبايا (5)
حوار مع أحدهم ممثلا للحماس “جدَّا”!!
مقدمة:
وصلنى من د. محمود المصرى (الشاب غالبا) تعقيبات على مقال الأسبوع الماضى “نبض الثورة، ودورة القلب، وإيقاع الحياة”! بدأه بطلب محدد يقول:
“ردا على طلبات سيادتكم……… رجاء النشر عملا بحريه الرد”، وهأنذا أفعل مستأذنا الوفد الغراء
****
السؤال: ألم يئن الأوان أن تسترخى عضلات الثورة، لا كسلا، لكن لتمتلئ بدم جديد، فنبض جديد؟
التعليق (د. محمود):
عضلات الثوره لم تتعب بعد ولن تسترخى حتى نصل الى أهم اهدافها وهو تطهير البلاد حتى يبدأ البناء على أسس راسخة، فقط ساعدونا على العمل يا متخذى القرار حتى لا تطول المدة.
الرد: (د. يحيى):
أنا لم أقل إن عضلات الثورة تعبت أو لم تتعب، ثم إن عضلات الجسم عموما بما فى ذلك عضلة القلب: لكى تنقبض بفاعلية لابد أن تسترخى دون أن تتعب، وقبل أن تتعب، الاسترخاء هو للاحتشاد فاستعادة التوتر، وليس للتراخى.
تطهير البلاد لا يتم بانقباض دائم، استمرار انقباض العضلات مرض اسمه “ميوتونيا”، وهو يحول دون دفع أية قوة فاعلة مهما كان عنف الانقباض، إن تغيير ثقافة المجتمع الأوسع (نسيج الوعى العام) جنبا إلى جنب مع تخليق كيان دولة حقيقية مما لم يكن دولة أصلا، لا يأتى باستمرار الانقباض ولا بتكرار المطالبة بتحقيق الأهداف، ولكن بالعمل على الإسهام فى تحقيقها فعلا، بالبدء فورا فى إبداع الحياة بالطول والعرض وليس بدوام التقلص.
ثم خذ عندك: ما هى حكاية “ساعدونا على اتخاذ القرار”؟ الثورات لا تتكلم بهذه اللغة، لا توجد ثورة عبر التاريخ تطلب مساعدة من أحد أيا كان لاتخاذ القرار. الثوره نفسها هى القرار المحورى الأساسى.
السؤال: ألم يئن الأوان أن تنقلب تفجرات طاقات الغضب إلى قدرات بناء ما تتوجون به ثورتكم؟ ثورتنا؟
التعليق (د. محمود):
كلام تليفوزيونات لا يستحق الرد عليه من نوعية …. ” تعميق التجربه الديموقراطية” …. “هيا الى العمل” ….. “ولنتكاتف سويا حتى نصل الى مطالبنا”………..الخ
الرد: (د. يحيى):
الله يسامحك، أراهنك أن تجد مثل هذه الخطابة الماسخة فى أى من تنويعات كلماتى عبر أية وسيلة تواصل تليفزيونية أو صحفية، ويمكنك أن ترجع إلى ما كتبت طوال أكثر من ثلث قرن، ولو فى الوفد فقط!! من أول مقال 7-6-1-1984 “الوفد” “يوميات ناخب حزين” حتى آخر ما كتبت عن غياب “هيبة الدولة” بتاريخ 16-6-2010، مرورا بالخطابات المفتوحة التى كتبتها للرئيس نفسه فى عز سلطانه، بالوفد أيضا (بتاريخ 7-11-1995 “سيادة الرئيس” بمناسبة نجاته من محاولة اغتيال فى أديس ابابا، ثم بتاريخ 19-11- 1997″سيادة الرئيس” بمناسبة حادث الأقصر، ثم بتاريخ 16-9-1999 “سيادة الرئيس” بمناسبة الولاية الرابعة)
إن كل العبارات التى جاءت فى تعليقك، كانت موضع نقدى طول الوقت فى كل ما أقول وأكتب خذ أيضا (الوفد: بتاريخ 30-5-2002 ” ديمقراطية: كى. جى. تو”، وأيضا الوفد: بتاريخ 20-6-2002 “واحد ديمقراطية وصلحها”) ..إلخ
ما هذا بالله عليك؟
السؤال: ألم يئن الأوان لننتقل من التركيز على سقف المطالب إلى البحث عن مقايسس متابعة الأداء؟
التعليق (د. محمود):
نحن لم نغير مطالبنا منذ اول يوم ولكن نجد المماطله فى تنفيذها أملا فى أن نهدأ، ثم يتم بناء دولة الظلم ثانية ولكن هيهات هيهات. المطالب واضحة و لم يتحقق منها إلا سقوط رأس النظام، ولا يزال النظام متجذرا، فاذا ترك نمت له رؤس اخرى. فيجب تطهير البلاد.
الرد: (د. يحيى):
بصراحة أنا لا أرحب بلهجة “هيهات هيهات” هذه، ومع ذلك فدعنى أذكرك أننى لم أتكلم عن تغيير المطالب، وإنما نبهت إلى التوصية بالانتقال من التركيز على سقفها، إلى أن يضاف إلى هذا التركيز الانتقائى“متابعة” تنفيذ ما تيسر منها بيقظة ومسئولية.
أما ضرورة الخوف من أن يتم بناء دولة الظلم ثانية فهذا أمر أوافقك عليه، لكن لن يتم ذلك بالاكتفاء بالانقباض دون الامتلاء، وبالمطالبة على حساب البناء، لابد من حسابات الواقع، وحسابات الاقتصاد، ومتابعة حالة الأمن وتفجير الابداع، وهى حسابات عملية بعيدة عن “هيهات هيهات” حسابات تمتد من إشارة المرور إلى ساحة حوش مدرسة إعدادية فى قرية “كوم يعقوب” مركز أبو طشت محافظة قنا، إلى شواطئ السياحة بالغردقة…إلخ
السؤال: ألم يئن الأوان أن ننشىء معا دولة لها بوليس يحمى أهلها، وجيش يحمى حدودها، واقتصاد يحمى استقلالها، وإبداع يبرز دورها؟
التعليق (د. محمود):
ومن الذى يؤخر نزول البوليس؟ ومن الذى يعطل تشكيل الحكومة؟ ومن الذى يعطل انشاء مجلس رئاسى؟ ومن الذى يعطل انتخاب لجنه لكتابه الدستور الجديد؟ ومن الذى يعطل انشاء الدول؟.
الرد: (د. يحيى):
ما وصلنى حتى الآن هو أن عملاً جاداً يتواصل بإيقاع لا أستطيع المطالبة بمزيد من الإسراع فيه!، ألا تقرأ الصحف يا رجل؟ ألم تلاحظ حركية الحوار؟ ألم تقرأ كيف صدر يوم 8/3 قرار فوقى بإجراء انتخابات مجلس الشعب قبل انتخابات الرئاسة، ثم صدر تصريح مراجع اليوم 11/3 باحتمال تأجيل ذلك لما بعد انتخابات الرئاسة؟ ألا يدل مثل هذا على حيوية الحوار وضرورة المتابعة؟
السؤال: ألم يئن الأوان أن يقود الشباب، المسيرة باستيعابها قبل أن يقودنا ويقودهم غيرهم، إلى مصالحهم دوننا؟
التعليق (د. محمود):
مصلحة مصر واضحة لا لبس فيها، والطريق معروف وان شاء الله لن يلتف احد على الثورة.
الرد: (د. يحيى):
ليس الإيمان بالتمنى!! كذلك الثورة هى ما وقر فى القلب، وصدّقها العمل
مظاهرات التحرير وغير التحرير فى ذاتها لا تضمن شيئا فى مسألة بناء الدولة خارجنا وداخلنا، وهى ليست بديلا عن تنشيط آليات إبداع، وتنمية وعى الشعب كله على مساحات متسعة، بما فى ذلك استعمال الديمقراطية المشبوهة التى نستوردها مؤقتا من مصادر مشبوهة أيضا إلى أن تنقذنا التكنولوجيا الأحدث فالأحدث بديمقراطية أنقى وأقدر وأكثر تعبيرا وحركية.
كنت أنتظر من د. عصام شرف أن يدخل فى وزارته الجديدة أربعة وزراء على الأقل لا يزيد عمرهم عن 30 عاما، ولا أرشحك يا د. محمود من بينهم، فأنا غير مطمئن إلى حماستك، مع أننى أصدقك وأحترم شجاعتك وإقدامك
ثم دعنى الآن أقدم لك عناوين بعض الجاهزين للخطف السريع، أو الاستيلاء التآمرى الآجل حسب مدى خبث الخطط، وهى مجرد عينات على سبيل المثال لا الحصر طبعا:
1) عدو صريح خبيث قادر وغد اسمه إسرائيل
2) قوى المال الكانيبالية (أكلة لحوم البشر) التكاثرية التى تتحكم فى الحكام قبل الشعوب، وذلك تحت اسم العولمة وأسماء تدليل أخرى.
3) رأسمالية محلية قومية تتضخم فى بلدها حتى لو بدت أنها تواجه المالية العالمية (بند 2)، لكنها قد تصب فى النهاية فى حساب طبقة محدودة على حساب الأغلبية.
4) ديمقراطية زائفة تتحرك بآليات المال ووسائل الإعلام المغرضة، وهى ممولة بالبنود الثلاثة السابقة.
5) سلفية متجمدة: دينية أو أيديولوجية تعوق الإبداع والنقد.
6) حماس طفلىّ انقباضىّ مستمر، على حساب دورات الامتلاء (راجع أول المقال).
7) وصاية مجالس الكهول المتكلمين الجالسين على مكاتبهم يصدرون النصائح (كما عددتنى منهم).
السؤال: لو سمحتم، لو سمحتم: ماذا وإلا فالبدائل أفدح وأقسى من كل تصور، يا ترى هل تعرفونها؟
التعليق (د. محمود):
لا نقبل التهديد والوعيد، هذا زمن قد ولى، سرقت المليارات من مصر تحت سمعكم وأبصاركم فماذا فعلتم؟ فلا تسدوا لنا النصائح فان فاقد الشىء لا يعطيه. فاقوى جيوش الارض قاطبه لن تغامر بإثاره شباب مصر بعد ما حدث. فقط عليكم انفسكم و استمروا فى كتابه مذكراتكم.
الرد: (د. يحيى):
زمن التهديد والوعيد لم يولّ بعد، وأنا لا أعرف كيف أهدد أحدًا، لكننى أعرف أن قسوة الثورة المضادة وغباء السلاح جاهزين، وألعاب الخداع ليس لها نهاية، انظر حولك من فضلك!، ثم إنه لا يضيرنى أن استمر فى كتابة مذكراتى إن كان عندى وقت، وإذا قامت بوظيفة “التعتعة” (تحريك الوعى لإعادة تشكيلهْ)!
هذه اللهجة الخطابية يا د. محمود لا تضمن سلامة شباب مصر، ولا تؤمن بيوت مصر، ولا تطلق طاقة مصر، ولا تنشط إبداع مصر لا قبل ولا بعد ما حدث، وشهداء الثورات يعدُّون عبر التاريخ بعشرات الألوف، لا بالعشرات ولا بالمئات
الختام: لو سمحتم، دعونا نواصل بفضلكم ، ونحن معكم، يا رب سترك
التعليق (د. محمود):
اهلا بكم فلن نقصيكم كما اقصيتمونا.
الرد (د. يحيى):
لا أحد يستطيع أن يقصينى عن ناسى حتى وأنا فى قبرى، لا أنت، ولا أنتم، ولا هم!! كما أنى لم أقصِ أحداً، ولا أستطيع.
مهلة ودعاء: لو سمحتم: نحن نحتاج إلى إثنا عشر شهرا –على الاقل– مليئة باليقظة والنقد والمتابعة والبناء، إثنا عشر شهرا على الأقل بدون ميدان التحرير إلا رمزا وذكرى جميلة حافزة واعدة، لا تشوهوا الميدان الجميل: ربنا يخليكم لمصر، ويخليها بكم
التعليق (د. محمود):
لا تقلق فنحن نعلم ان ما هدم فى ستين عاما لا يتطلب اثنا عشر شهرا لبنائه فقط ولكن يتطلب أعواما كثيرة، والحمد لله فنحن شباب مصر الواعى بمشيئة الله نمتلك من العلم والتكنولوجيا والتجربه العلميه والحياتيه ما يؤهلنا الى توفير حياة كريمه لكل المصريين فى غضون عشر اعوام فقط. وندعوك للانضمام معنا فى ميدان التحرير لترى بنفسك شباب ورجال مصر الذى عاهد الله وعاهد اهله على الا ينام حتى تصبح مصر ارض الامان والرخاء.
الرد (د. يحيى):
الحمد لله، ومن فمك لباب السماء، ومن قلمك لباب المسئولية، ومن فعلك وفعلنا لباب الإنتاج والإبداع والتصدير.
بارك الله فيكم
ولا أنسانا فضلكم وأعاننا أن نتحمل المسئولية معكم
التعليق (د. محمود):
مرحبا بك معنا فى صفوفنا بل اول الصفوف فنحن لسنا راغبى شهره ولا سلطه
اهلا بك فى ميدان التحرير.
الرد: (د. يحيى):
أشكرك مرة أخرى وأعدك، أن أساهم فى أن أجعل كل شبر فى مصر هو ميدان تحرير من كل سجن جاثم، أو جمود غبى، أو انقباض متجمد مكرر، أو رئيس غافل، أو خائف، أو لص أو مغرور.
وصلنى من ميدان التحرير وأنا فيه معكم، وبعدكم، أنه أصبح بمثابة “رحم مصر” فى هذه المرحلة وبالتالى فإن ما يخرج منه هو وليد جميل: مشروع إنسان مكرم قادر، وعلينا أن نتعهده حتى ينمو بقواعد النمو، والإيقاع الحيوى والإبداع على أرض الواقع، أرض مصر الطيبة إلى نهاية العالم.