نشرة “الإنسان والتطور”
الأربعاء: 14-2-2018
السنة الحادية عشرة
العدد: 3819
الأربعاء الحر:
أحوال وأهوال (84)
العين التاسعة
نيجاتيف
تمهيد:
هذه الحالة (مرة أخرى: التى هى ليست حالة مريض ولا شخص بذاته) تصف ظاهرة بشرية معاصرة لما يحدث للإنسان المعاصر من اغتراب حتى لا يعود إلا ظل كيان خال من المعالم، مجرد رقم مفرغ من وجوده الذاتى تماما، “كأنه هو”، مشروعا لم يكتمل “زى نيجاتيف صورة مش متحمضة”.
هى تشكيل لموقف “متفرج يائس عنيد”، أعدم أية بارقة أمل من هول الألم، واكتفى برؤية ورصد بشاعة وجودة الممثل لما يراه الوجود العصرى الغالب فى مرحلة الإنسان الحالية، حين يعجز أن يحوّل الألم إلى طاقة تدفعه لمواصلة التحدى.
الكلام الذى وصلنى من هذه العيون كان على لسان حال صاحب الصورة نفسه، كما هو الأمر فى معظم المتن.
صاحبنا يعرى هذا الموقف الاغترابى بشجاعة، وهو يعلن بكل وضوح أن الألم الساحق يمحق الوجود البشرى النابض ويقلبه شبحا بلا حضور، ثم هو ينسحب إثر ذلك رافضا أى مزيد من المواجهة أو التعرية، فلم تعد ثمة مساحة لتحمل ألم جديد، شجاعته فى آخر جولة قبل إعلان الهزيمة هى أنه قادر على إعلان موقفه الرافض لأية حركة تلوّح بحتمية مزيد من تحمل الحقيقة العارية للانطلاق منها، ولذلك فهو يبحث عن وسيلة (آلية = ميكانزم) يعمى بها من جديد، وينبه الذين لم يخوضوا التجربة حتى النخاع مثله، أن يبتعدوا عنه، حتى لا يسدوا عليه سبل هربه الذى لم يعد أمامه إلا أن يلجأ إليه تجنبا لمزيد من الرؤية، أى مزيد من الألم.
(1)
والعيون دى رخره واضحه مصمِّمةْ؛
بالصِّراحةْ والشجاعةْْ تقول بصدق:
راح اسيبكُمْْ تحلمُوا.
أنا من كتر الألم بطلت حِلم.
صرت حِلم.
صرت نيجاتيف صورة مش متحمَّضَه.
بكره حَاتحمَّضْ فى أُوده مُظلمهْْ.
اسمها أُودةْ العَمَى.
ليه بِتيِجُوا تْنَوَّرُوهَا بالحقيقةْْ.
حاكِمِ النُّوْر - ما انت عارف-
بَوّظ التحميض ياعمْْ.
(2)
”إقفل الباب وانت خارج”.
هوّا ده شرط الحياة اللى احنا عايشنها النهارده.
إٍما تحلم، وانتََ قاعِدْ، فى العَصَارِى، أو حوالين الشوالى،
وِسْط ناسْ مُغمى عليها من حلاوة الحلم أَوْ مِنْ ظَبطْ معيارْ المزاج.
إٍما تحلم من هنا للصبح أوْ …
أَوْ تصير الحلم نفسه.
(3)
ما هو مش ممكن يا عَالَم غير كِدَهْْْ!
لَماّ قالو “الحلم دُكههْ” مستحيل يبقى حقيقهْْ،
يبقى لازم إلحقيقة تبقى حلمْ
زى نيجاتيف صورة مش متحَّمضَهْ،
حتى لو حمّضتها ما هى بَرْضُه صورةْ،
مش حقيقه.
وبعد استرجاع ما حذف:
صبّحك بالخير يا عمى أفلاطون
لما قلت ان السرير:
هوا أصله مش سرير
دا بس صورة
والبنى آدم كمانِ ليّام دَهِهْ
برضه صورة
…..
بس وكفاية كده!
هيه سورة؟!!!
الكتاب الثالث: فقه العلاقات البشرية (3)
(عبر ديوان “أغوار النفس”)
قراءة فى عيون الناس
(تحت الطبع حاليا) ويطلب خلال شهر
من مكتبة الأنجلو المصرية – بالقاهرة