“نشرة” الإنسان والتطور
20-11-2008
السنة الثانية
العدد: 447
أحلام فترة النقاهة “نص على نص”
نص اللحن الأساسى: (حلم 109)
هذا تلميذى يتلقى عنى علوم الموسيقى والألحان وسرعان ما أصبح تلميذى نجماً ثرياً وظللت أنا فى الظل منسيا فتركت عملى الجميل الشاق واشتغلت بتدريس الآثار، وكف تلميذى عن التعلم والعلم وأدمن المخدرات وعرض صوته للتلف وحدث أن جمعنا حفل ساهر فلا هو عرفنى ولا أنا عرفته وأخذت أتساءل مع كثيرين عن تدهورنا وما جرى لنا.
التقاسيم:
قال لى جارى: تدهورٌ ماذا؟ وماذا جرى لنا؟ ألن تكف عن الحكم على الأمور بكل هذا التخلف، قلت له ماذا تعنى؟ قال: لا حكم إلا بعد التجربة، ثم سحبنى إلى الشرفة، وأخرج “سيرنجة” فض كيسها بسرعة وركنها إلى ناحية، ثم أخرج ورقة مطبقة من جيبه وفتحها بهدوء وثقة، ثم أخرج من جيبه الآخر ليمونة وقسمها، وعصرها على ما بالورقة وأنا أتابعه وأنا فى حال، سألته: “ماذا تفعل”؟ قال سوف أثبت لك أن حالنا لم تتدهور، بل العكس.
وتعجبت حين جاءنى صوت تلميذى من الداخل وهو يشدو بأجمل الألحان التى علمتها له قبل أن يحدث ما حدث.
قال صاحبى: رأيت كيف؟ ألم أقل لك؟ هاأنت ذا قد رأيت بنفسك ونحن لم نضرب بعد ولا إبرة واحدة بعد.
****
نص اللحن الأساسى: (حلم 110)
إنه مشوار مرهق وعند نهايته وجدت بوابة الفتوح مغلقة فاستجمعت قواى وجعلت أرفعها حتى استجابت فرأيت وراءها بحيرة تنطلق منها صواريخ كلما بلغ صاروخ الفضاء انفجر باعثا من الظلمة وجها عزيزاً محبوباً، امتلأ الفضاء بالأحبة ومع ذلك فما زلت أنتظر سطوع الوجه الذى علمنى العشق وألهمنى الخلود.
التقاسيم:
وطال الانتظار، وإذا بصوت الرعد ينطلق يهزنا هزاً، حتى انخلعت بوابة الفتوح، ثم بدأ البرق يلمع فى السماء فيضىء الدنيا ويجعل سطح البحيرة يلمع كأنه فضة ذهب، لكنه سرعان ما يختفى فيسود الظلام؟ فقررت أن أترك المكان بأسرع ما يمكن، ولكن كيف أتمكن من ذلك وسط كل هذا الظلام، ثم جاءنى الفرج حين سمعت صوتها يهمس: هذا بسبب كذبك، أنا لم أعلمك العشق والخلود معا، أنت الذى طلبت ذلك، وأنا خيرتك: إما العشق وإما الخلود، فقلت لها: والآن؟ قالت: لا نجاة لك إلا أن تختار، قلت: العشق طبعا، ومضيت مسرعا أستهدى بصوتها وهى تضحك فى سعادة ليس كمثلها شىء، حتى غمرتنى نشوة قصوى جعلتنى ألعن سيرة الخلود، وما أضاعه من عمرى.