“نشرة” الإنسان والتطور
13-8-2009
السنة الثانية
العدد: 713
أحلام فترة النقاهة “نص على نص”
نص اللحن الأساسى: (حلم 185)
هذه الإسكندرية واليوم وقفة العيد الصغير وأنا أتنقل من سمسار إلى سمسار فلم نعثر على حجرة خالية فقررت يائسا الرجوع إلى القاهرة، وفى محطة الرمل قابلت صديقى “أ” فلما علم بمشكلتى دعانى للنزول فى شقته حتى تنقضى أيام العيد وهى شقة فى شارع سعد زغلول وتقوم على نظافتها أم زينب، فقبلت دعوته وشكرته وقلت له إننى قابلته مصادفة ولكنها أسعد مصادفة فى حياتى، وتمر الأعوام حاملة عجائبها وعندما أخلو إلى نفسى أتذكر تلك المصادفة التى أثبتت الأيام أنها أتعس مصادفة فى حياتى!
التقاسيم:
…. لا أريد أن أذكر ما حدث، أنا فعلا لا أذكر تفاصيله، فقط أنا أذكر النتيجة التعسة، فقد حسبتنى أم زينب أننى نفس الشخص الذى كانت تعرفه سابقا، وبدون أن أطلب دخلت إلى المطبخ وأحضرت كل الطلبات القديمة بما فى ذلك الشراب والمزات، ثم استأذنت فى الخروج، قالت لى إنها آتية حالا، وانصرفت قبل أن أنبس ببنت شفة ، وحين عادت كنت أنوى أن أعتذر لها، لكنها لم تمهلنى وأشارت إشارة إلى ورائها، دققت النظر فلم أجد أحدا، فظلت على الباب وهو مفتوح، حتى ظهر شبح معمم وتحت إبطه حقيبة أوراق، فعرفت أنه المأذون، خفق قلبى رفضاً، لكنه عاد إلى هدوئه حين تجاوزنا الشيخ صاعدا إلى الدور الأعلى، لكنها لم تغلق الباب، وسمعت وقع أقدام أخرى كثيرة وثقيلة، ثم دخلت مجموعة من رجال الشرطة وفى مقدمتهم رائد وسيم، فأشارت أم زينب إلىّ قائلة لهم: “هذا هو”
*****
نص اللحن الأساسى: (حلم 186)
أرانى أسير فى جنازة صديق عزيز ورأيت بين المشيعين صديقى “ب” بعد غياب سنوات فى الخارج فسلمت عليه وهو واسع الثقافة غير أنه غريب الأطوار ومغرم بالحداثة فى الفنون والحياة وسألته عن حرمه التى كانت تماثله فى كل شئ فأجابنى بأنه طلقها وتوقفت الجنازة أمام المسجد وحُمل النعش إلى الداخل للصلاة عليه ونودى للصلاة بين المشيعين وإذا بصديقى يدخل مع الداخلين فلم أصدق عينى وذهلت ذهولاً شديداً!
التقاسيم:
وما أن انتهت صلاة الجنازة حتى خطا صاحبى من بين المصلين ورفع غطاء النعش وإذا به خالٍ وكأنه ينتظره، فاعتلاه صديقى ونام فيه بالطول ثم أغلقه على نفسه وهو يشير بيده إلى المصلين أنْ هيّا. وعادت الجنازة تسير فى اتجاه مغاير حتى وصلنا إلى ميدان التحرير ودخلنا من جديد مسجد عمر مكرم ، وبدون أن نصلى هذه المرة رأيته خارجا متأبطا شيخا معه، ثم نادانى وعرفنى على المأذون، وطلب أن أذهب معه إلى المتحف المصرى لأكون شاهد زواجه الجديد، وحين قلت له كيف سيعقد الزواج فى المتحف، قال أنت تعرف أنها مغرمة مثلى بالتشكيل، قلت لكن هذا ما أعلمه عن زوجتك القديمة أيضا، قال وماذا فى ذلك، أنا ليس عندى وقت لأبدأ من جديد.
قلت له: وهى؟
قال: ولا هى!