“نشرة” الإنسان والتطور
23-7-2009
السنة الثانية
العدد: 692
أحلام فترة النقاهة “نص على نص”
نص اللحن الأساسى: (حلم 179)
زارنى المرحوم صديقى الحميم وسألنى عن أسباب حزنى فقلت له إن ضعف السمع والبصر حال بينى وبين مصادر الثقافة المقروءة والمسموعة والمرئية فمضى بى إلى دار نشر يديرها أحد زملائنا فى الجامعة وسأله عن كتاب يجمع الأفكار الحديثة فى العلم والفلسفة والأدب فجاءنا بكتاب ضخم ثم أهدانا طبعة أخيرة من القرآن الكريم قائلا إن التفسير الموجود به غير مسبوق فأخذناها وفى الطريق قال لى صديقى سأزورك كل مساء وأقرأ لك سورة من القرآن الكريم وفصلاً من الكتاب حتى نختمهما فدعوت له قائلا: يرحمك الله ويسكنك فسيح جناته.
التقاسيم:
… قال آمين، ثم أخذ يزورنى بانتظام، وما أن أقدّم له قرص الرحمة والشاى بالقرفة حتى ينطلق فى قراءة القرآن بصوت الشيخ محمد رفعت، فأسمعه وكأنى أسمعه لأول مرة، وكأن سمعى قد عاد سليما مائة فى المائة. وما أن يبدأ فى قراءة التفسير حتى أستعيده بدل المرة ألف، فييأس ويذكرنى أن موقفى من التفسير سوف أحاسب عليه، قلت له: بالضبط وهذا هو ما أريده. وحين يبدأ فى قراءة كتاب الأفكار الحديثة أقول له: هل رأيت؟ فيسألنى رأيت ماذا؟ فأقول: إن عدم التفسير يجعل الأمور أكثر اتساقا، فيقول أنت حر وحسابك على الله فأقول: وهل هناك أفضل وأعدل من ذلك.
****
نص اللحن الأساسى: (حلم 180)
رأيت أستاذى الشيخ مصطفى عبد الرازق – وهو شيخ الأزهر – وهو يهم بدخول الإدارة فسارعت إليه ومددت إليه يدى بالسلام فصحبنى معه ورأيت فى الداخل حديقة كبيرة جميلة فقال إنه هو الذى أمر بغرسها نصفها ورد بلدى والنصف الآخر ورد إفرنجى وهو يرجو أن يولد من الاثنين وردة جديدة كاملة فى شكلها طيبة فى شذاها.
التقاسيم:
… وانصرف وهو يدعو لى، ثم سرعان ما حضر الجناينى، ولم يرنى أصلا، لا أدرى كيف، ثم راح يقص أفرعا من الورد الافرنجى، ثم يخرج أنبوبة لاصق من حقيبته، ويلصقها فى بعض سيقان الورد البلدى، ثم يقطف أوراق الورد البلدى ويلقيها فى سلة مشبوكة وراء ظهره، فكشفت عن نفسى وقلت له: إلى أين ستذهب بمحتويات هذه السلة؟ فقال: إلى صندوق القمامة. فقلت: لكن استاذى لم يقصد ذلك. فقال: ومن أستاذك؟ قلت له: الشيخ مصطفى عبد الرازق. قال: من هذا؟ لعلك تقصد مصطفى محمود. قلت له: بل مصطفى النحاس. قال: تقصد مصطفى فهمى؟ قلت: بالضبط، وانصرف دون أن يضحك.
أما أنا فقد انفجرت أضحك حتى دمعت عيناى، فأجهشت بالبكاء.
****