“نشرة” الإنسان والتطور
26-2-2009
السنة الثانية
العدد: 545
أحلام فترة النقاهة “نص على نص”
نص اللحن الأساسى: (حلم 137)
يالها من حديقة لا أول لها ولا آخر يقطر من سمائها الصفاء وتتوارى أرضها تحت الشجر وجلسنا فى ظل شجرة لنأكل ونشرب وإذا بصوت يخبرنا بأن المغنيات والراقصات آتيات آتيات وصوت آخر يحذرنا من الاستماع إلى الأمثال والحكم التى تذم تقلُّب الدهر وغدر الأيام وقال إن حسبكم هذه الهبات من الأشجار المثقلة ثمارها بالهناء والسرور.
التقاسيم:
ابتسمت لنا أخيرا، وكان الشرط سهلا، وحضرت المغنيات، والراقصات فعلا، لكنهن لم يبدأن الإنشاد، وقال المتعهد إنه لابد أولا من تنفيذ الشروط، فانطلق واحد من وسطنا وكأنه ليس منا صائحا “المشروطة محطوطة”، وما كدنا نلتفت إليه حتى انطلق صوت آخر من الناحية الأخرى يردد ، بيت شعر قبيح ” وماسُمِّى الإنسان إلا لنسيه، وما القلب إلا أنه يتقلب”، فالتفت بعضنا نحو الصوت الآخر، ولم نلاحظ أن المغنيات والراقصات بدأن فى جمع الآلات وارتداء أحذيتهن استعدادا للرحيل، فتوقفنا عن ركل وصفع صاحبى الصوتين، وسلمنا أمرنا لله وتعاهدنا على أن ننقى صفوفنا من الجواسيس أولا.
****
نص اللحن الأساسى: (حلم 138)
شارع طويل عريض وأنا أسير فيه على مهل غافلا عما حولى وإذا بيد تربت على كتفى فالتفت أمامى فرأيت امرأة آية فى الجمال والرشاقة ودهشتُ، فابتسمتْ، فابتسمتُ، فأسرعتْ نحو بيت أنيق أخضر فاستقر رأيى على أن أتبعها ولكننى التفت حولى لحظة ليطمئن قلبى وفى هذه اللحظة تدفق جنود الأمن حتى سدوا الطريق سدا وتعذر علىّ التقدم ولكن عينىَّ لم تتحولا قط عن البيت الأنيق الأخضر.
التقاسيم:
تقدم منى أحد رجال الأمن وتصورت أنه سيسألنى، أو ربما يقبض علىّ بتهمة ما، لكنه تخطانى ومضى فى طريقه، فالتفت ناحية وجهته، فتبينت أن هناك على الناحية الأخرى نفس البيت الأنيق الأخضر، فتصورت أننى أخطأت فتأخرت خطوتين، ونقلت بصرى بين الناحيتين وعرفت أننى لم أخطىء، وأنهما بيتان كأنهما توأمان واحترت كيف سأميز أى منهما التى دخلت إليه المرأة حين ينصرف رجال الأمن الذين ظلوا فى أماكنهم يسدون الطريق ، وفجأة امتلأ الشارع كله على الجانبين ببيوت مشابهة طبق الأصل، خضراء وأنيقة، قلت كَمُلَتْ، لكننى انتظرت أيضا واثقا أننى حين أناديها بعد انصرافهم سترد من البيت الذى دخلته دون سواه، وبدأ رجال الأمن يتحركون، قلت فُرجَتْ، لكنهم بدلا من أن ينصرفوا راحوا يوزعون أنفسهم على البيوت التى تخلقت حتى اختفوا جميعا داخلها، وظللت فى الشارع وحدى أتمنى أن تشق الأرض وتبتلعنى.
****