نشرة “الإنسان والتطور”
الأربعاء: 24-4-2019
السنة الثانية عشرة
العدد: 4253
الأربعاء الحر
مقتطف من كتاب:
الترحال الثانى: “الموت والحنين” (1)
الفصل الرابع: “ممَرُّ حانَةٍ فى عطفةٍ مجهولة بلا هُويةْ”
قصيدة: “إسطنبول” (2)
-1-
وموجُ بحر الناس يلطم الخـَـدَرْ
تقولُها، وهـِـزَّة مسافرهْ،
تعيدُها، مؤذّنٌ، وفاجرهْ،
تقولُها، تكبيرةٌ، وقبّره،
تعيدُها،
يجرجر اللُّغْدُ المدلّى قاعـــه
من فوق سقف الأُحْــجية.
تَقُولُها،
يُقَهقّه اُلقَدَرْ.
-2-
وتستدير الكلمهْ،
وتنثنى بنقطةٍ وشولهْ،
من اليسار لليمين أحرفٌ مبعثرهْ،
من كلِّّ قطرٍ أغنيهْ،
من كل زهرةٍ جنينها،
ذِكّرىَ أَرِيِجهَا،
وشوكُُ غَيْرها ،
وريحُُ أرضهَا،
بلا ثمر.
-3-
فامْــلأ لنا ذاك الذى سَكـَـبــْــتــَـه،
فى صِحـَّـتِكْ، فى غَفْوَتِكْ، فى صَرْخَتكْ،
مكتومةٌ بلا صليلْ.
“مـِـيمـِـيتْ” (3) شفيعُ الفقراءْ
لكنّ يوم الحشر طالْ،
أفرغْْ لنا خمرَ المُنىَ قبلَ المقَالْ.
وابدأ بنَا من ذا الحديث الأّولِ:
فى صحّتك،
نخب التُّقَى والجنْسِِ والحِسَّ النقى،
ونخبَ قْلب الأسَدِ
وعنه قال:
لا تكثرُوا الكلامْ،
وأسْكِنُوها اللؤلوهْْ،
وأرْجـِعـُوها فى المحَار تحت ثدْىِ الموجَةِ المهاجـِـرَهْ
-4-
على نشيج الناىِ والدموعْ، وَبهْرِ ضوء البهرجهْ،
واللحُن ظـِـلُّ الناس فى حُضْن الٌـــقــمرْ
تنوُّعاَت البرق والرعودِ:
لحـَفـر بئرٍٍٍ غائرٍ بلا مياه،
وزهرةٌٌ بلا شجرْ،
وبيضةْْ بلا يمامْْ،
وغَارُهَا:
ممَرْْ حانَةٍ بعطْفٍةَ زَائِطَةٍ.
وعنكَبوتُها:
يدبّج النقوشَ فوق طينٍ أَحْرَقْتهُ نَارُ أحلامِ الّذهَبْْ
غجريّة فى ثوب سهرة عريقْ.
تسحَبُ عَنْزَها الثَّمِلْْ
-5-
وصورةُُ معلّقة،
تعويذةُ منمـَّــقـهْ،
وآيةُُ محفورةُُ تمدحُ آل المُصْطفَى،
وشمعةُ يرتجُّّ ضوؤها يراقـِـصُ الظلَّ الوليد : يختفى،
يدور حول المــُـلتـقى،
بلا لقاء
-6-
غطّت به ضفيرةً نافرةًً،
تمنّعتْْ، فأغضتْ،
تهشّمت غمامةٌُ عابرةٌٌ،
أصابها – فى مقتلٍ – قوسُ قزح.
تكشّفتْ ما كشَفتْْ،
فانساب ما تبقّى،
تمايلتَ ما سَكَبَتْ،
وما ارْتَوَتْ.
[1] – المقتطف من الترحال الثانى: “الموت والحنين” الفصل العاشر: ” ممَرُّ حانَةٍ فى عطفةٍ مجهولة بلا هُويةْ ” (ص 194 إلى 201) (الطبعة الأولى 2000)، وتتضمن ترحالات يحيى الرخاوى أيضا (الترحال الثانى: الموت والحنين ) و(الترحال الثالث: ذكر ما لاينقال ) منشورات جمعية الطب النفسى التطورى، والكتاب موجود فى الطبعة الورقية فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى للتدريب والبحوث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط www.rakhawy.net
[2] – كتبتها بعد زيارة عاجلة بسيارتى لتركيا، وبالذات لإسطنبول بتاريح 22/3/2000 والقصيدة من الديوان الثانى “شظايا المرايا ” وهو ضمن ثلاثة دواوين (1981 – 2008) مجتمعة وهم: الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب”، الديوان الثانى: “شظايا المرايا”، الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات”
[3] – ربما تعنى : محمد بالتركية