حوار مع مولانا النفرى (351) من موقف “الدلالة”
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 13-8-2019
السنة الثانية عشرة
العدد: 4364
حوار مع مولانا النفرى (351)
من موقف “الدلالة”
وقال مولانا النفرى أنه:
أوقفنى فى الدلالة وقال لى:
المعرفة بلاء الخلق خصوصه وعمومه
وفى الجهل نجاة الخلق خصوصه وعمومه.
فقلت لمولانا:
تعود بنا يا مولانا إلى الحيرة التى لا تنتهى إلا بفضل رحمته
البلاء امتحان “وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً”
وإذ أتذكر ما وصلنى مما قاله لك عن “الحرف” وعن بعض العلم (أو أغلبه) أطمئن إلى أن المعرفة هى غير هذا وذاك، وإن اضطـُـررت لاستعمال أى منهما ولو بعض الوقت، وأنا أتحسس طريقى إلى المعرفة.
المعرفة إدراك أعمق وأشمل وأرسخ، وإذا بها هى أيضا امتحان علينا ألا نركن إلى نتيجته لمجرد أننا وجدنا إجابة معرفية محكمة جاهزة، إذْ لا بديل عن أن نراجعها وأن نعيد النظر فيها حتى ننجح فى “الامتحان” خصوصه وعمومه.
أما الجهل، فهذا النص لم يقل: “الجهل نجاة الخلق”، وإنما قال “وفى الجهل نجاة الخلق”، فالجهل الأعمى، والجهل الظلام، والجهل الاستسهال، والجهل الاختزال لا نجاه فى أى من كل هذا.
أما أن أبحث فى الجهل حتى أميز فيه الجهل المعرفى، والجهل الذى ليس ضده العلم، والجهل الغيب اليقين، فهذا ما يهدينا إلى سلوك السبيل إليه لعله ينجينا برحمته، فننجو بأى قدر من هذا الجهل المنير الهادى إليه، خصوصه وعمومه.
2019-08-13