حوار مع مولانا النفرى (339) من موقف “الكبرياء”
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 14-5-2019
السنة الثانية عشرة
العدد: 4273
حوار مع مولانا النفرى (339)
من موقف “الكبرياء”
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
أرواح العارفين لا كالأرواح
وأجسامهم لا كالأجسام
فقلت لمولانا:
حين اشتغلت فى الوعى بكل غموضه ومساحاته ودوائره، تعرفت على الجسد بصفته “وعىٌ متعيـّـن”(1) ففهمت كيف أنه عضو مفكر، وعرفت كيف ينوب عنى أحيانا في الخشوع وأنا ساجد ثم ألحقه أو لا ألحقه، وفهمت كيف أن الفلسفة منغرسة فيه، فوصلنى الآن كيف تكون أجسام العارفين لا كاالأجسام.
أما الروح فأنا لا أجرؤ أن أقترب من محاولة فهمها انصياغا لوصيته لنبيه الكريم صلوات الله عليه أنها من أمره وحده حين أعفاه من الإجابة حين سألوه عن الروح، وأحال الأمر كله إليه وحده.
ومع ذلك يا مولانا فقد وصلنى الآن أنه ليس المهم أن نعرف ماهية الروح، وإن كنت أتحسس طريقى إلى ذلك من خلال غوصى فى محيطات الوعى، لكن لا لأتعرف عليها بما هى ولكن لأحترم نقلات الوعى من الوعى الفردى إلى الوعى البينشخصى إلى الوعى الجمْـعى إلى الوعى الجماعى إلى الوعى المطلق إلى الغيب، ثم رأيت كيف أن ما يسمونه الموت هو نقلة من الوعى الشخصى إلى الوعى الكونى باعتباره أزمة نمو.
وبرغم هذا الحذر والتحايل، فإن المهم هو أن ثـَـمَّ فرقٌ بين أجسام العارفين والأجسام، وبين أرواح العارفين وبين ما يشاع عن الأرواح.
وهذا كاد يقربنى من التعرف أكثر على مستويات الوعى بالتدريج على قدر الكدح والاجتهاد، إليه.
[1] – وهو المعين concretized cautiousness
2019-05-14