حوار/بريد الجمعة
نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 29-3-2019
السنة الثانية عشرة
العدد: 4227
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
ربنا يسهل
*****
د. رضوى العطار
تعليق عام على الحالة :بصراحة انزعجت شوية من ضغط المعالجة لإنجاب طفل وكأنه استعمال لطفل لم يأت للحياة بعد، حل النزاعات الأسرية بالخلفة مسألة سيئة جدا وفيها استعمال صعب ويمكن ضد تطورنا واحترمت جدا رأيك لما ذكرت ان حتى الحيوانات بتعمل ده بتلقائية وفطره طبيعيه دون تخطيط مسبق لحل نزاعات مسلحة أسرية !!!
فيه فرع محترم جدا من علم النفس، حضرتك يمكن اشرت إليه لما ذكرت نقطة فى الشيت عن اذا كان الطفل مرغوب فيه من حيث النوع والتوقيت والا لا الفرع ده اسمه prenatal psychology فيه بيناقشوا ازاى رغبة الام وقلقها بيوصل للطفل وهو جواها وبرضه احترامها وانبساطها لوجوده جواها، بصراحه اتألمت جدا لفكرة الطفل المشروع ده واستعماله وتصقيف المعالجه باطنيا لده .
د. يحيى:
مع كل احترامى للانجازات العلمية المستوردة
أعتقد أن الطبيعة أكثر صدقا وحنانا على الأمهات من كلام منظم مرصوص أو محفوظ، ثم لا ننسى أن رغبة الأم وحتى قرارها هو مستوى واحد من مستويات تحمل مسئولية الأم وإطلاق سراح الفطرة من وصاية القهر، وسوء الاستعمال، والتشويه أو التنظير من خارج!
د. أحمد الأبراشى
المقتطف: إنتى تقعدى تحضّريها علشان تتخذ هى قرار لها،
التعليق: عجبتنى الجمله ، اد ايه ده فيها صنعه وحسابات .
د. يحيى:
شكراً
مع التذكرة أن التحضير أصعب كثيرا من العطف والنصح والإرشاد، ناهيك عن الفتوى والمواعظ
د. أحمد الأبراشى
المقتطف: بس الهزار بيبقى جد زى ما هزرت مع الجدع اللى كان بيقدم الحالة المرة اللى فات واتكلمنا عن الأمومة وإنها غريزة مستقلة غير الأنوثة وكان كلام بجد مش بهزار
التعليق: زى ما يكون وصلنى ان الامومه دى مش بتاعت الاناث بس ،
د. يحيى:
طبعا، وقد كتبت فى ذلك مرارا ولكن باختصار شديد، ويمكن الرجوع إلى نشرات: 29-6-2016 ، 23-3- 2019
أ. مريم عبد الوهاب
المقتطف: أ.سعاد: وحيده تماما، مالهاش صاحبات، وكمان هى ماعندهاش أهل تقريباً
د.يحيى: ماشى معلش عندها 35 سنه، مابتشتغلشى
التعليق: حضرتك كنت دايما بتشاور على قوه العمل وعلاجه لمشكلات كتير… فى الحاله اللى معانا دي.. هل العمل يؤدى نفس دوره المأمول ولا هنا الامر مختلف؟
د. يحيى:
العمل هو مبرر الحياة
علماً بأن عمل ربة الأسرة الأم هو عمل رائع على شرط أن يتميز عن عمل “الخادمة” (ولا مؤاخذه)
كما أن العمل عندى للمرأة أصبح مكملا لشخصها واستقلالها بغض النظر عن إسهامها المادى
لكن هذا لا يعنى أن تكون المسألة أوامر بالعمل وإنما هى سماح بالعمل، واحترام للعمل، خصوصا للمرأة
أ. مريم عبد الوهاب
المقتطف أ.سعاد: أنا حاحاول أفسّر لحضرتك: هو الطفل الجديد ده حايحل مشاكل كتير يادكتور يحيى فى علاقته بيها، وعلاقته بأهله، وعلاقتها هى بأهله، لأن هما أهله كمان منزعجين جداً إن هى مش راضية تخلف تانى، وبنتهم بقى عندها 7 سنين، وهو الولد الوحيد لأهله، فأهله منزعجين جداً فأنا حسيت إن الطفل التانى ده حايحل مشاكل كتير
التعليق: الست بتخاف تخلف تانى فى احيان كتير لما تكون علاقتها مش مستقره.. مع زوجها او اهله… وكأنها بتقول يبقى حملى خفيف لانى مش مطمنه اكمل.. اعتقد اشعارها بالامان والقبول يأتى اولا قبل أى قرار
د. يحيى:
هذا صحيح، لكن المسألة هنا تختلف، فالاستعمال ظاهر لدرجة جعلت حق الأم فى الاختيار مهزوز وسط هذا الإلحاح النفعى ورائحة الاستعمال.
أ. مريم عبد الوهاب
المقتطف: د.يحيى: انتى فاكره فى “الشيت” العادى لأى مريض بنكتب فى التاريخ الشخصى هوّا (المريض) كان مـِـتـْـعاز من الأم، وبرضه كان متعاز من الأب، وحتى كانوا عايزنه ولد ولا بنت، ومتفقين على كده، لاّ مش متفقين؟ فاكرة؟ ومين اللى كان عايزه الأب ولا الأم، مش فاكره
التعليق: بشكر ربنا انه وفقنى للقرب من حضورك الباقى دوما فينا.. وبتعلم من كل حرف تقوله.. ربنا يباركلك
د. يحيى:
ربنا يبارك فيك.
أ. محمد عادل
التحضير مهم جدا وممكن ياخد وقت ومسئولية كبيرة وأحيانا بحس لما بقول رأيى العيان هيعمل بيه وكأنه قرار منى
د. يحيى:
هذا صحيح
أ. فؤاد محمد
المقتطف: تحضريها علشان تتخذ قرار
التعليق: عجبتنى يا دكتور “تقعدى تحضريها علشان تتخذ قرار” عملية فيها مشاركة وجهد ومسئولية واحترام بعكس قهر الفرض وتعسفه، كون أن اساعدها انها تبقى على الطريق من غير ما أفرض عليها تدخل من أى جاره، ودى عملية مش سهلة يمكن صعوبتها بتخلى المعالج يستعجل فيستسهل فيفرض على عيانه
د. يحيى:
هى فعلا عملية صعبة وهى تحتاج إلى فن ومهارة أكثر مما تحتاج إلى فهم وجسارة
*****
أ. يوسف عزب
ما لتقطه- لواحد من بره المجال- اكثر من حاجة الحالة درامية عالية جدا وثرية جدا زى ماحضرتك قلت ويخرج منها كتيير المعالج مستعجل عاوز من حضرتك حاجة سريعة ومباشرة يعملها..وكل تركيزه :اعمل ايه ..اعمل ايه..مش مركز على إصقال نفسه فى الاستيعاب والتعامل كانت احاطته بالحالة اكثر هتخلى حضرتك تفيدنا وتفيده وتفيد الحالة اكثر مش عارف هل من المسموح ان يقال للطبيب سيب الحالة دى كبيرة؟
د. يحيى:
أولاً : ما حكاية “بره المجال” أليس المرضى أنفسهم هم من بره المجال
ثانياً: من الذى يقول لمن “سبب الحالة!!؟”
لو كان الأمر بترك الحالة هو دور الاشراف، فمن أين التعلم ولماذا الاشراف أصلا؟
د. كريم سعد الدين
الراجل الثالث ده أعتقد ليه دور pathological قوى جدا فى العلاقة، لازم تقييم مشاعر الست ليه هو كراجل بعيداً عن مساعدته ليها، وأعتقد المعالج لازم يوقف تدخله فى العلاج بشكل غير مباشر لأنه واضح إنه ممكن أخذ دور المنتهز مكان الراجل اللى نامت معاه.
د. يحيى:
هذا احتمال ورد فى نص الحوار مع المعالج
أما تنفيذه فهو صعب جدا ويحتاج إلى مهارة خاصة
د. كريم سعد الدين
المقتطف: “..المستوى الثانى: بقى مستوى الخداع، المستوى الثالث: مستوى لوى الدراع، المستوى الرابع: مستوى الصفقات، المستوى الخامس الغامض بتاع حضور الراجل قريبها بدال جوزها من الأول للآخر.
التعليق: عظيم جدا النظرة المفصلة دى
د. يحيى:
شكراً.
أ. مريم عبد الوهاب
المقتطف: د:يحيى :وما تترددش إنك تعمل إعادة تعاقد معاها كل ما توصلوا لمحطة محددة، يعنى هدف متوسط، تصور يا د. مدحت يا ابنى أنا خطر ببالى بعد كل ده إن العيانة دى لازم يوصل لها بعد ده كله درجة من الرؤية والقبول والاحترام
التعليق: نقطه اعاده التعاقد دى بتخلى الطريق اوضح للعيان والمعالج.. ويمكن للمعالج اكتر… عشان مينساش نفسه ويغرق فى فرعيات مالهاش لزمه… ربنا يديمك لينا نور ومعرفه يا استاذي..
د. يحيى:
هذا صحيح
وهو يشعرنا بأهمية عامل “الوقت” فى أى علاقة، ولأى تغيـُّـر
أ. مريم عبد الوهاب
المقتطف: د.مدحت: هى بتقول كده، قابلته مرتين، ونامت معاه مرتين، والعلاقة على مدى 6 شهور يعنى
التعليق: قابلته مرتين ونامت معاه مرتين فى خلال ست شهور.. دى نسبه قليله جدا لو حطينا فى الاعتبار علاقتها بجوزها… معنى كده ان فيه احتياج تانى غير الجنس سددته العلاقه دي… لكن كمان محتاجين نفهم ليه الشخص ده هددها… بناءا على ايه… وازاى وصلت الاخبار لزوج اخت الزوج… لفه طويله اوى وبعيده.. اظن التحرى فى الجزء ده هيفتح معلومات مهمه
د. يحيى:
التحرى واجب دائما
لكن التوصية هى أن يكون تحرّى “المعالج” وليس تحرى “المحقق” وشتان بين هذا وذاك.
أ. مريم عبد الوهاب
المقتطف: د.مدحت: هو راح للدكتور شعلان من سنتين وقعد مع دكتور مساعد من عنده لمدة شهرين يعنى حوالى 8 جلسات، وبصيت على الأدوية اللى كان بياخدها منهم، حاجات مهدئة وضد الاكتئاب وكده
التعليق : الزوج قدامه علامات استفهام كتير.. وصعوبه فى تفسير موقفه اللى يخليه يستحمل انها تضربه بعد الجنس، اظن ان اللقاء بالزوج مهم انه يندرج تحت مسمى علاج نفسى له هو شخصيا… مش لمجرد فهم موقفها
د. يحيى:
طبعا مهم جدا، وقد يغير خطه العلاج برمتها، أدعو الله أن يكون تغيرا إلى أحسن.
أ. مريم عبد الوهاب
المقتطف: انا شايف انها حِجّه مش حقيقية يعنى المشكلة انا لما قعدت مع الزوج أنا شخصته “اضطراب شخصية غير كفء”، على أحسن الفروض
د.يحيى: معقول، بس ده تشخيص صعب ومتواتر فى ثقافتنا المصرية عند الرجالة لدرجة إنه ممكن مايعتبرشى مرض.
التعليق: انا محتاجه افهم يعنى اضطراب شخصية غير كفء… مش فاهماها
د. يحيى:
هذا نوع من “اضطراب الشخصية” غير الكفءInadequate personality وأمره غريب فى مجتمعنا، فهو يختلف عن اضطرابات الشخصية الأخرى لأنه غالبا لا يُعد اضطرابا، فهو كثير التواتر للأسف فى مجتمعنا، ولكن تحت صفات خادعة ومواصفات ملتبسة، فكثيراً ما يوصف صاحبه بالطيبة والمسالمة أو التضحية والتنازل، وهو فعلا يتنازل عن النجاح خصوصا التنافسى، ويتنازل عن الطموح ويتنازل عن القيادة، ويتنازل عن كثير من حقوقه كما يتميز بالاعتمادية أو التبعية الظاهرة أو الخفية وبرغم كل ذلك فمازال يوصف بالطيبة والبساطة أو السهولة
وهناك أغنية كنا نرددها أطفالا وشبابا خاصة فى الرحلات حين نكتشف كل هذه الصفات فى شخص ليس له مزايا معينة، ويوصف بالطيبة، فكان أحدنا يبدأ قائلا:
“فلان دا طيب” فنرد جميعا كأننا جوقة مدربة:
“دا لا هو طيب ولا حاجة دا اهبل وعبيط”
فيقول الحادى : لا يا جماعة، واللهِ دا طيب
فتكرر المجموعة نفس النفى
“دا لا هو طيب ولا حاجة دا أهبل وعبيط”
وقد يتكرر ذلك أكثر لتنتهى الجوقة بإضافة دالة وهى تغنى معا:
“دا لا هو طيب ولا حاجة دا أهبل وعبيط
وريالته نازلة على صدره: أربع قراريط “
انظرى يا مريم إلى القوة النقدية فى هذا الشغب من الشباب وهو يعرى هذه الشخصية إلى هذه الدرجة، هذا نقد ذابح للأسف
أ. محمد عادل
من رأيى أنا شايف ان لو حصلها الرؤية والقبول والاحترام هايفرق كتير ومش فاهم الراجل جوز أخت جوزها كنت محتاج معلومات أكتر عنه.
د. يحيى:
وأنا أيضا
د. أحمد الأبراشى
المقتطف: وعلى مستويات كثيرة: فى أول مستوى هذه مريضه تعالج عند الدكتور النفسانى تحت اشراف دكتور كبير ده المستوى الظاهر، وهوه اخيب مستوى: المستوى الثانى: بقى مستوى الخداع، المستوى الثالث: مستوى لوى الدراع، المستوى الرابع: مستوى الصفقات، المستوى الخامس الغامض بتاع حضور الراجل قريبها بدال جوزها من الأول للآخر.
التعليق : موافق حضرتك يا د يحى ، حاله متعدده الصعوبات ، اعتقد ممكن تحتاج متابعه للزوج مع معالج اخر مع تحديد دور الرجل الغامض بسلامته
د. يحيى:
ولماذا معالج آخر ما دام الإشراف جاهزا
د. أحمد الأبراشى
المقتطف: أنا شخصته “اضطراب شخصية غير كفء”، على أحسن الفروض
التعليق : اللى هو ايه يا د يحيى ؟
د. يحيى:
أرجو أن تقرأ ردّى على الابنة مريم منذ قليل
*****
أ. الشربينى الاقصرى
دراسة للاحلام تجعلنا نحلق مع احلام نجيب محفوظ بخيالك ايها المحلل الادبى والنفسي.
د. يحيى:
أهلا بك
*****
أ. فؤاد محمد
ويستمر الالم وبه تستمر الحياه
المتنى يا استاذي
د. يحيى:
بالسلامة
أنا أسف
الشعر شعر، يقولنا ولا نقوله
عذرا
أ. إسلام نجيب
أكثر من إغتراب..ولكنا مازلنا أحياء…
د. يحيى:
أرجو التأكّد
*****
د. أسامة عرفة
المقتطف: إذا جئتنى فألق ظهرك
وألق ما وراء ظهرك
التعليق: استوقفتنى الق ظهرك .. ربما كناية عن الذات ..
فيصبح الامر الق ذاتك و الق ما حولك ..
ففى حضرة الجلالة تنتفى الذات و ما حولها
فكيف اكون فى حضرته بلا ذاتى او بماذا اكون فى حضرته بغير ذاتى و كأن الذات هذه تحجبنى، وكأن الطريق اليه يتضمن التخلص من ذاتيتى فاكون انا .. انا فى معيته
د. يحيى:
لعل التخلص من الذات يجرى متراوحاً مع برنامج “الدخول والخروج” الذى هو من أهم تجليات الإيقاعجيوى، ومن ثمَّ النمو.
*****
2019-03-29