الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (67)، (68)، (69) من الكراسة الأولى

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (67)، (68)، (69) من الكراسة الأولى

نشرة “الإنسان والتطور”

29-3-2012

السنة الخامسة

 العدد: 1672

M_AFOUZ

مقدمة:

اليوم ننشر نص ثلاث صفحات متتابعة 67، 68، 69، ولا نقرأ إلا الصفحة الأخيرة 69، حيث ما جاء فى الصفحتين الأوليتين سبق قراءته تقريبا فى كل من صفحة (47) نشرة 1/12/2011 ، وصفحة (51) نشرة 29/12/2011 ،  وصفحة (61) نشرة 16/2/2012

ولا أجد عندى ما أضيفه إلى ما سبق من تداعيات بالنسبة لسورتى “الفاتحة”، و”الاخلاص”، فأكتفى اليوم بقراءة “سورة الناس”، انطلاقا من علاقة محفوظ “بالناس”، كل الناس.

ص 67 من الكراسة الأولى

29-3-2012

بسم الله الرحمن الرحيم

نجيب‏ ‏محفوظ

أم‏ ‏كلثوم‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ

فاطمة‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ

الحمد‏ ‏لله‏ ‏رب‏ ‏العالمين‏، ‏الرحمن‏

 ‏الرحيم‏، ‏مالك‏ ‏يوم‏ ‏الدين‏، ‏إياك‏ ‏

نعبد‏ ‏وإياك‏ ‏نستعين‏،اهدنا‏

 ‏الصراط‏ ‏المستقيم‏، ‏صراط‏ ‏الذين

‏ ‏انعمت‏ ‏عليهم‏، ‏ولا‏ ‏الضالين‏.‏

نجيب‏ ‏محفوظ‏

 8/4/1995

انظر ص 68 من الكراسة الأولى

29-3-2012a

بسم الله الرحمن الرحيم

نجيب‏ ‏محفوظ

أم‏ ‏كلثوم‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ

فاطمة‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ

قل‏ ‏هو‏ ‏الله‏ ‏أحد‏، ‏الله‏ ‏الصمد‏،

 ‏لم‏ ‏يلد‏، ‏ولم‏ ‏يولد‏، ‏ولم‏ ‏يكن‏ ‏له

‏ ‏كفوا‏ ‏أحد‏.‏

نجيب‏ ‏محفوظ

 9/4/1995

انظر ص 69 من الكراسة الأولى

29-3-2012b

بسم الله الرحمن الرحيم

نجيب‏ ‏محفوظ

أم‏ ‏كلثوم‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ

فاطمة‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ

قل‏ ‏أعوذ‏ ‏برب‏ ‏الناس

‏ ‏ملك‏ ‏الناس‏، ‏إله‏ ‏الناس

‏ ‏من‏ ‏شر‏ ‏الوسواس‏ ‏الخناس

‏ ‏الذي‏ ‏يوسوس‏ ‏في‏ ‏صدور‏ ‏الناس‏

 ‏من‏ ‏الجنة‏ ‏والناس‏.‏

نجيب‏ ‏محفوظ‏ ‏عبد‏ ‏العزيز

‏ 11،10 ‏مارس‏ 1995‏

القراءة لصفحة (69) فقط.

يبدو أنه من خلال قراءتى لصفحات التدريب هذه سوف أعيد تعرفى على مزيد من إشراقاتٍ من كتابى العظيم القرآن الكريم لم تخطر على بالى من قبل ، وربما يساعدنى ذلك على تأكيد موقفى من التفاسير المتاحة لى. وهى ليست أقل من خمسة فى كل مرة، وأنا أتعجب من هؤلاء المفسرين الأفاضل ماذا فعلوا بهذا الوحى المضئ، وماذا فعلنا نحن بأنفسنا باتباعهم مغمضين، وأدعو لى ولهم بالمغفرة، وأتذكر الآية الكريمة “إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ”  وأدعو الله من جديد ألا يتبرأ هؤلاء المفسرون ممن اتبع تفسيرهم، ونسى علاقته المباشرة بهذا الوعى الخالص فى مواجهة متناغمة مع وعيه الفطرى كما خلقه خالق الاثنين.

ولكن دعونا نتذكر أولا ما سبق أن أشرت إليه فى مواقع كثيرة من: علاقة محفوظ بالناس.

وأقتطف حرفيا ما جاء فى كتابى تحت النشر “فى شرف صحبة نجيب محفوظ” فى أول زيارة له قمت بها وهو مازال فى مستشفى الشرطة بعد الحادث وهو ما جاء فى نشرة “الإنسان والتطور” بتاريخ نشرة 4-10-2007 الحلقة الثانية.

روشتة “الناس”

…………….

…………….

‏ ….. ‏سألنى ‏العميد‏ ‏د‏. ‏الحسيني‏، ‏ألا تنصح بعقار معين ‏‏أو‏ ‏إجراء‏ ‏معين‏؟، ‏فأخبرته‏ ‏بعد تردد: إن‏ ‏أستاذنا‏ ‏عاش‏ ‏طول‏ ‏عمره‏، ‏يتزود‏ ‏بجرعة‏ ‏محسوبة‏ ‏من‏ “‏الناس‏” ‏الأوفياء، ‏‏ومن‏ ‏عامة‏ ‏الناس‏، ‏وأن ما‏ ‏يعانى ‏منه‏ ‏الآن‏ ‏هو‏“‏فقر‏ ‏ناس‏ علينا أن نحترمه ‏كما‏ ‏نتكلم‏ ‏عن‏ ‏فقر‏ ‏الغذاء‏، ‏وفقر‏ ‏الفيتامينات‏ … ‏الخ‏، ‏

ضحك‏ ‏د‏. ‏الحسينى ‏وقال: ‏هل‏ ‏نضيف‏ ‏له‏ ‏على‏ ‏التذكرة‏ ‏جرعة‏ ‏معينة‏ ‏من‏ ‏الناس‏؟ عدد كذا من الناس ثلاث مرات يوميا مثلا؟ وضحك.

 ‏أخذت ‏ ‏ضحكته‏ ‏مأخذ الجد، وقلت له: ‏هذا‏ ‏بالضبط‏ ‏ما‏ ‏يحتاجه‏ ‏أستاذنا‏.

‏ذلك‏ ‏أن‏ ‏إدارة‏ ‏المستشفى ‏كانت‏ ‏قد‏ ‏منعت‏ ‏الزيارة‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏توافد‏ ‏الناس‏ ‏عليه‏ ‏بكل‏ ‏الحب‏ ‏يطمئنون‏ ‏ويتبركون‏ ‏ويدعون‏ ‏بما‏ ‏تيسر‏، ‏وهو‏ – بتواضع سمعه وبصره معا-، ‏لا‏ ‏يستطيع‏ ‏أن‏ ‏يلاحق‏ ‏كل‏ ‏هذه الإحاطة العاطفية، ناهيك عن الرد على الأسئلة، أو الدخول فى أى حوار مهما قصُـر، ‏وفى ‏نفس‏ ‏الوقت‏ ‏هو‏ ‏بما‏ ‏يتمتع‏ ‏به‏ ‏من‏ ‏أدب‏ ‏ورقة‏ ‏ومجاملة‏ ‏لا‏ ‏يستطيع‏ ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏يحاول‏ ‏طول‏ ‏الوقت‏ ‏أن‏ ‏يتابع‏ ‏ويستجيب‏ ‏فأنهك‏ ‏حتى‏ ‏الِعىّ‏، ‏ربما هذا هو ما دعى ‏ ‏المستشفى ‏إلى اتخاذ القرار المعتاد فى مثل هذه الظروف بمنع الزيارة ‏إلا‏ ‏على‏ ‏الأهل‏ ‏وبعض‏ ‏الأصدقاء‏ ‏الذين‏ ‏بالغوا‏ ‏هم‏ ‏بدورهم‏ ‏فى ‏عدم‏ ‏الزيارة‏ ‏حرصا‏ ‏على‏ ‏راحته‏، ‏ولكنى أدركت، ثم تاكدت، مدى افتقاره للناس، وأنه لا شفاء ولا تقدم‏ إلا بالناس، مع الناس: ‏فكيف‏ ‏السبيل‏؟

‏قلت‏ ‏للدكتور‏ ‏الحسينى‏، ‏نضبط‏ ‏جرعة‏ ‏تعاطى ‏الناس‏ ‏الطيبين‏، الذين يدركون من هو، وكيف، ونبدأ بالأحوج إليهم فالأحوج، نضبط ذلك بجدول: ‏بالاسم‏ ‏والساعة‏ ‏يوميا‏،

‏وقد‏ ‏كان،

…………..

…………..

 ‏اتصلت‏ ‏بجمال‏ ‏الغيطانى ‏وأخبرته‏ ‏بالوصفة‏ ‏التى ‏وصفتها‏ ‏للاستاذ‏، ‏وهى ‏جرعة‏ ‏كافيه‏ ‏من‏ ‏البشر‏” ‏الطيبين‏ ‏الملتزمين‏، ‏واتفقنا‏ ‏على ‏جدول‏ ‏بسيط‏ ‏محكم‏،….

“…اتصلوا بى من المستشفى، وأبلغونى أنه‏ ‏قد تم‏ ‏تنفيذ‏ ‏تعاطى جرعة‏ ‏الناس‏ كما أشرت (‏تقريبا‏). ذهبت واطمأننت من حيث المبدأ”.

انتهى المقتطف

رجعت إلى القرآن الكريم، وإلى سورة الناس، فإذا بى أمام سورة جميلة وربنا سبحانه يقدم لنا موقعه من الناس وموقع الناس منه وأنه “ربهم” و”مالكهم” و”إلههم”، ونتوقف لنتأكد من أنه لا تكرار ولا ترادف، بل تأكيد وتوثيق، ثم تأتى الاستعاذة بهذا الرب الإله الملك من شر الوسواس الخناس الذى يوسوس فى صدور الناس من الجنة والناس،

ونلاحظ أن ربنا لم يقل فى كتابه الكريم: أعوذ بالله من الوسواس وإنما من شر الوسواس، ونتذكر ما علمنا إياه مولانا النفرى كيف أن الوسواس هو – بشكل ما – ذكر الله (نشرة: 29-12-2007، نشرة: 30-12-2007 ) ، أما إذا لم ننتبه إلى هذا النوع من الذكر، وغلب شر الوسواس على ذكر الرحمن، فهو ما نستعيذ به، ولا أعود إلى ذكر قنوات المعرفة التى تمر لتشمل القلب فى صدورنا  (نشرة: 29-2-2012).

ثم أرجع إلى كلمة الناس وورودها فى القرآن الكريم فأقول: إنه بالرغم من أننى لا أحب ولا أنصح أن نتناول ألفاظ القرآن بأى تناول رقمى أو كمى (وأحيانا: ولا لفظى) من منطلق علاقتى بالوعى والإدراك بوجه خاص، إلا أننى سمحت لنفسى أن أقارن بين عدد مرات ورود كلمة “الناس” فى مقابل عدد مرات ورود كلمة “المؤمنون”، و”المؤمنين” وأيضا “المسلمون”، و”المسلمين” فوجدتها على الوجه التالى.

عدد كلمة “الناس” 118 مرة

عدد كلمة “المؤمنين” 86 مرة

عدد كلمة “المؤمنون” 29 مرة

عدد كلمة “المسلمين” 11 مرة

عدد كلمة “المسلمون”  1 مرة واحدة

وأنا أرفض أن أخرج من ذلك بأية نتيجة مباشرة ذات دلالة خاصة، لكننى اسمح لنفسى أن أتداعى مع فروضى التى خطرت لى مؤخرا سواء وأنا أتناول موضوع “الإدراك سبيلا إلى معرفة الله”،   نشرة بعنوان “الإدراك” والمعرفة فى مقابل العقل والتفكير: 10-1-2012 ، نشرة بعنوان المعرفة الطريق إلى الله فالشفاء الحىّ: 11-1-2012، أو وأنا أتعامل مع القرآن الكريم استلهاما باعتباره وعيا خالصا، ثم وأنا أنبه إلى أن نترك مسألة الجنة والنار فى نهاية النهاية إلى عدل ورحمة رب العالمين (مثلا: مقال الباب شنوده بجريدة التحرير بعنوان: فلتكن ثورة أخرى ونحن نترحم عليه  بتاريخ 24-3-2012)

طبعا مجرد ورود كلمة الناس بهذا التواتر (118 مرة) مقارنة بكلمة “المسلمون” مثلا (مرة واحدة) لا يعنى أى تفضيل لعامة الناس عن المسلمين، لأن المسلمين ناس أيضا، لكنهم ليسوا كل الناس، دعونى انتقل خطوة لأضع فرضا مكملا وهو: إن القرآن الكريم نزل إلى الناس جميعا وليس إلى المسلمين خاصة، وأنه يخاطب الناس، ويدعو الناس للهداية، وفيما يلى بعض ذلك على سبيل المثال لا الحصر، ونبدأ بالدعوة للحج، (والذى وصلنى منه أنه دعوة لكل الناس، كلُّ بطريقته).

“وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ” (سورة الحج الآية 27)

أو

“.وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ …” (سورة التوبة الآية 3)

ثم خذ هذه الآية الكريمة عن رحابة رحمة ربنا التى تعم كل الناس:

“قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِندَ اللّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ” (سورة البقرة الآية 94)

أو هذه الآية

وأخيرا (كأمثلة فقط)

“يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ …..” (سورة النساء الآية 1)

“إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ ….” (سورة النساء الآية 105)

وبعد

هذه مجرد عينة، أرى أنها قد تسمح لى بصياغة هذا الفرض الذى يقول:

إن القرآن الكريم نزل للناس وليس للمسلمين فقط، وإن خطاب رب العالمين فيه وبه، هو للناس قبل وبعد أن يكون للمسلمين، وبالتالى فالمسلم (ولنؤكد ذلك أكثر بمناسبة الجارى فينا وعندنا حاليا) هو مسئول عن كل الناس عبر العالم (أى والله عبر العالم) وليس فقط عن المسلمين.

يا ترى يا شيخنا هل ستتيح لى تدريباتك التالية بأن أرجع لهذا الموضوع بالذات أوفيه حقه بفضل تدريباتك، وانت معى؟

ياليت!

يارب تفعل؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *