الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (64) من الكراسة الأولى

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (64) من الكراسة الأولى

نشرة “الإنسان والتطور”

8 – 3 – 2012

السنة الخامسة

العدد: 1651
M_AFOUZ

ص 64 من الكراسة الأولى


8-3-2012

بسم الله الرحمن الرحيم

نجيب‏ ‏محفوظ

أم‏ ‏كلثوم‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ

فاطمة‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ

لو‏ ‏شاء‏ ‏الله‏ ‏لجعلهم‏ ‏أمه‏ ‏واحدة

ما‏ ‏أشق‏ ‏الطريق

ما‏ ‏أسمى ‏الهدف

نجيب‏ ‏محفوظ

 5/4/1995

القراءة:

نحن فى صفحة 64، وفجأة عاد نفس الترتيب فى التدريب الذى لاحظناه فى الصفحات الأولى وفسرناه بأن شيخنا بدأ تدريباته بكتابة اسمه واسم كريمتيه نظرا لاعتياده كتابة “نجيب محفوظ” وظل تصورى كذلك ما توالى هذا التواتر بهذا الترتيب دون إلزام، ولكنى رحت ألاحظ تراجع ذلك الترتيب قليلا أو كثيرا، ثم ها هو يعود بنفس النظام بالضبط، مع أننا وصلنا إلى صفحة 64، إذن لم تكن المسألة استسهالا ولا تعودا، لكنها البسلمة فاسمه ثم كريميته، بكل الإيمان والحب المتجدد.

عذرا يا شيخنا  وأهلا بكم من جديد

العبارات الثلات التى وردت بعد ذلك لم ترد من قبل فى أى من الصفحات السابقة.

أولاً: “لو شاء الله لجعلهم أمة واحدة”،

 نص الآية الكريمة هى أنه “وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً”، فيصلنى ما وصلنى منه دائما من ترحيب بالاختلاف بكل معنى الكلمة، وأتصور أنه، توقف عند هذا المقطع من معنى الأية الكريمة بشجاعة دون أن يكملها ليسمح لنا – بعكس ما ذهب إليه أغلب المفسرين – أن نفتح الآفاق لتقبل كل أنواع الاختلاف: فى العقيدة، والأصول الاثنية، والثقافات، واللون، والمواقع الجغرافية والطبقات الاجتماعية، وهذا يقربنا مما يكمل هذا الموقف الحر المتفتح بقوله تعالى: “وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ” فالاختلاف هو للتعارف، وليس للتفاخر، وإرادة الله عز وجل، تؤكد لنا أنه لم يشأ أن نكون على شاكلة واحدة، وإلا لفسدت الأرض.

التعمق فى هذا الموقف جعلنى أعيد النظر وأنا أتساءل ياترى هل يختلف  أفراد أو جماعات نفس أى جنس حى آخر، غير الإنسان، عن بعضهم البعض بنفس درجة اختلاف البشر، من أول بصمات الأصابع حتى حامض الدنا DNAمرورا بالفكر والعقائد، وتأتينى الإجابة أن الأرجح هو أن الجنس البشرى قد يتفرد بهذه المزيه أو بهذا الامتحان، لنكون بشراً فنتعارف لنبقى.

ثم يردف شيخنا بعد ذلك:

ما أشق الطريق

وما أسمى الهدف

أما الطريق، كما جاء فى كل قراءتنا له، فهو الطريق “إليه” سبحانه وتعالى، وهو ما عرفته أكثر بعدما اقتربت منه، لم يعد فى ذلك شك، الطريق هو “إليه” مع تعدد الأشكال من أول زعبلاوى حتى دار الجبل فى ابن فطومة مرورا بأولاد حارتنا متوجا بالحرافيش، وهو طريق شاق فعلا لكن يبدو أنه لا بديل عنه إلا الضياع والتقزيم والعدم، ففى نهاية النهاية نجد أنه طريق أوحد مهما تنوعت سبل الوصول إليه،

 ولا يخفف من مشقة الطريق إلا سمو الهدف.

بعد أن وصل ابن فطومة إلى ما لاح له على أنه دار الجبل ظل الجبل فى مدى الرؤية دون أن يصل إليه، وتنتهى الرواية بأنها بداية ولعل الغاية تظل هكذا بهذا التفتح المستمر،

 هذا السمو يتجلى حين يقع الهدف فى مدى الرؤية الآمِلَة دون إلزام أو لهفة للوصول الفعلى إليه، فتظل الحياة متجددة وتهون مشقة الطريق، ويستمر الكدح أبدا بوعدٍ كريم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *