الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (63) من الكراسة الأولى

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (63) من الكراسة الأولى

نشرة “الإنسان والتطور”

1-3-2012

السنة الخامسة

العدد: 1646

 M_AFOUZ

ص 63 من الكراسة الأولى
1-3-2012

بسم الله الرحمن الرحيم

نجيب‏ ‏محفوظ

أراك‏ ‏عصى‏ ‏الدمع‏ ‏شيمتك‏ ‏الصبر

أما‏ ‏للهوى‏ ‏نهى‏ ‏عليك‏ ‏ولا‏ ‏أمر

سهر‏ ‏الليالى‏ ‏فى ‏طلب‏ ‏المعالى

من‏ ‏جد‏ ‏وجد

من‏ ‏الايمان‏ ‏الامتثال‏ ‏لأمر‏ ‏الله

نجيب‏ ‏محفوظ‏

 4/4/1995

 القراءة:

كالعادة نبدأ بالإشارة إلى بعض ما سبق قراءته فى صفحات التدريب السابقة وهى:

* أراك‏ ‏عصى‏ ‏الدمع‏ ‏شيمتك‏ ‏الصبر: وردت فى نشرة:7-1-2010 صفحة التدريب رقم (3)، نشرة:4-2-2010 صفحة التدريب رقم(11)، نشرة : 29-12-2011 صفحة التدريب رقم (51) ولا أجد عندى ما أضيفه أكثر مما ورد.

****

* أما “من‏ ‏جد‏ ‏وجد” فقد وردت عبارات أقرب إليها وإن لم أجدها بالنص، فمثلا:

فى نشرة 5-1-2012 صفحة التدريب رقم (52) حين يُثبت الاستاذ أن “الاعتماد على النفس أساس النجاح” حينذاك قلت فيما قلت: الأرجح عندى هو أنه لا يحكى قولا مرسلا شائعا، بل لعله يعلمنا، أو يسمح لنا أن نتعلم منه”، أن النجاح عنده هو المعادل الموضوعى للجهد المبذول والأمل المعقود فى إبلاغ الرسالة لصالح الناس والتواصل مع المتلقى بما ينبغى، كما ينبغى، بهذا النوع من النجاح بالصبر والمثابرة والصدق فى كل مراحل وتجليات حياته وخاصة فى الابداع، حقق نجيب محفوظ المعجزة.

فإذا قال هنا “من جد وجد” فلا أتوقف عند هذا القول الذى لقنونا إياه أطفالا لكننى أستشعر أنه فتح بابا واسعاً لما بعد “وجَدْ” يتجاوز ما كان مخططا، فهو لا يحدد أن من جدّ يجد النجاح وإنما “يجد” فقط، فيصلنى التأكيد على الجدّ بالمعانى التى وصلتنى من حياته ومن نظامه ومن مثابرته، وأيضا من هذه العبارات التى تبدو ساذجة فى تدريباته، وهى ليست كذلك فيما تشع من كل حياته.

الإضافة التى وصلتنى هنا هى ما ورد قبل هذه الجملة البسيطة “من جد وجد” وبعدها، قبلها مباشرة، كتب “من طلب العلا سهر الليالى”، وبعدها جاءت عبارة “من الإيمان الامتثال لأمر الله”.

كما ذكرنا بالنسبة للنجاح فى نشرة 2/2/2012 (قراءة فى صفحة 59) أؤكد هنا ما يقابل ذلك من أن المعالى عند نجيب محفوظ لا تعنى المركز العالى ولا المنصب المرموق ولا جائزة نوبل حتى، كما أن سهر الليالى هو كناية عن المثابرة، وطول النفس والإصرار وهذا هو ما أشرنا إليه مرارا.

ثم إنه يختم الصفحة بتجلٍّ جديد من تجليات الإيمان فى صورة الامتثال لأمر الله، هذا هو نجيب محفوظ الذى يجتهد كل هذا الاجتهاد، ويسهر كل تلك الليالى ثم يقبل كل النتائج كأمر صادر من العلى العظيم حتى ولو كانت ليست هى “أن يجد” ما كان يرجوه أو أن يحقق نجاحا بذاته، فأمر الله هو أمر الله، وهو يستوجب الامتثال ومن ثم الإيمان

كم تناقشنا فى التهريج الذى يصاحب بداية كل رمضان حين تنطلق الأقلام ووسائل الإعلام الأخرى لتعدد مزايا الصيام الصحية على القلب، والسكرى، وضغط الدم، والوزن…الخ، فأكتب وأنقد وأعترض، وأقرأ له رفضى لكل هذا، وأن أوامر الله تنفذ لأنها أوامر الله لا أكثر، وهى لا تحتاج إلى كل هذا التبرير ولا كل تلك الرشاوى، وحين اقرأ الآن كيف كتب أن الامتثال لأمر الله هو من الإيمان أتذكر حديثنا، ولم أفرح وانتبه أنه لم يقل لقضاء الله حتى لا أفسره بصبره على ما ابتلاه الله به، ولكنه كتب ولكن لأمر الله، وكلاهما واجب،

لكن هناك فرق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *