الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (52) الإدراك (13) اعتذار: زيارة كريمة وحرج جميل

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (52) الإدراك (13) اعتذار: زيارة كريمة وحرج جميل

نشرة “الإنسان والتطور”

22-2-2012

السنة الخامسة25-1-2012

 العدد: 1636

 

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (52)

الإدراك (13)

اعتذار:

زيارة كريمة وحرج جميل

يزور القاهرة  اليوم وغدًا  – كما أشرت أمس-  الإبن الأخ الصديق أ.د. جمال التركى رئيس الشبكة العربية للعلوم النفسية، والتى فضلت أن أطلق عليها مؤخرا بصفة شخصية شبكة “إحياء علوم النفس”، قياسا على “إحياء علوم الدين” للغزالى، يزورنا هذا الزميل الرائع القادر الفاعل وذلك  للمشاركة فى اجتماع للهيئة العلمية الاستشارية لـ”شبكة العلوم النفسية العربية” على هامش فعاليات مؤتمر “قصر العينى الدولى الخامس للطب النفسى” بكلية الطب قصر العينى. مناسبتان من أهم المناسبات التى أفرح بهما فرحا حقيقيا، فرحا هو مزيج من  الرضا والأمل والألم والمسئولية،  وأنا فى أشد الحاجة إلى مثل ذك فى هذه الأيام، فقسم الطب النفسى هذا هو تاريخى حيث تعلمت ونضجت وأحببت ناس بلدى، ونظّرت وكتبت، وعالجت، وتعالجت، وعرفت ربى ونفسى، أما زيارة د. جمال فهى علامة مستقبل أمتى وأملى فى إضافة متواضعة تسهم فى المأزق الصعب للإنسان المعاصر انطلاقا مما نتميز به.  نعم هو الفرح الخاص: المزيج من الرضا والألم والأمل والمسئولية!!

فرحتى بقسم الطب النفسى قصر العينى يصحبها شعور بتقصيرى لما أحمله نحوه من ديون أحاول أن أوفيها،  تكلمت عنها كثيرا وكتبت فيها كثيرا، وجاء بعضها فى الكتاب التذكرة الذى أشرفت على تحريره بمناسبة مرور خمسين عاما على إنشاء القسم (أنشئ سة 1949 وصدر الكتاب بمناسبة اليوبيل الذهبى لإنشائه سنة 1999) رحت أتصفح الكتيب وإذا بى أجد كل أفكارى وأفكار زملائى، بل أحلامى وأحلام زملائى مثبتة به وكأنه كتب الآن، وكأنه فهرس لمحتوى بقية حياتى حتى أننى فكرت أن أعيد طبعه أو أنشره تباعا فى الموقع، خاصة وقد نسى بعض الزملاء الأعزاء هذا التاريخ بحسن نية، واعتبروا أول قسم للأمراض النفسية أنشىء فى مصر سنة 1964

ربطت بين بعض ما قرأت فى هذا الكتيب وبين زيارة الإبن والصديق أ.د. جمال التركى ووجدت مواضيع كثيرة مشتركة تطمئننى ليس فقط على مستقبل الطب النفسى، أو العلوم النفسية فى العالم العربى، بل على مستقبل العالم العربى نفسه بعد الفرصة التى أتيحت له أخيرا ، والتى لن تتبين معالمها إلا بما نفعل امتدادا لهذا وذاك، طول العمر، طول الدهر.

قبل وصول د. جمال وصلتنى منه رسالة ردا على رسالة سابقة لى كانت كالتالى:

“…

هذه الشبكة أسميتها مصادفة فى آخر نشرة لى عن “الإدراك”

“إحياء علوم النفس”

قياسا على كتاب مولانا الغزالى

“إحياءعلوم الدين”

وهذا الإحياء هو بفضل رئيسها وفضل معاونيه أساسا، وفعلا

وكل ما آمل فيه هو أن يكون الإحياء نابعا من ثقافتنا كنقطة بداية وليس غرور نهاية

وأكرر أسفى لما قصرت فيه رغما عنى

وعليكم السلام إلى أن ألقاكم

يحيى

فجاء ما اعتبرته ردا هكذا.

الزملاء  الافاضل

أعضاء الهيئة العلمية الاستشارية لشبكة العلوم النفسية العربية

أعضاء وحـدة الدراسـة والبحـث في الإنسـان والتطـور

أعضاء لجان ” المعجم الموحد للعلوم النفسية “

أسعد الله صباحكم

يشرفني إعلامكم عزمي، وعلى هامش تواجدي بالقاهرة (أيام 22-24 فيفري 2012) للمشاركة في اجتماع المجلس التنفيذي لاتحاد الاطباء النفسانيين العرب (الذي يعقد على هامش مؤتمر قصر العيني الدولي الخامس للطب النفسي) الالتقاء بمن يتيسر له من حضراتكم، وذلك الاربعاء 22 فيفرى 2012 من الساعة 18h30  إلى الساعة  20h30 مساء، بفندق “الزمالك ماريوت/ Zamalek Marriott Hotel” لتبادل وجهات النظر مع حضراتكم حول:

مسيرة الشبكة واقعها، مستقبلها بعد التحولات الجسام التى شهدها (ويشهدها) عالمنا العربي من:

–  سبل تطور نشاط “وحـدة الدراسـة والبحـث فى الإنسـان والتطـور”.

– “المعجم الموحد للعلوم النفسية”، المعوقات والمرحلة التى وصل اليها إعداده.

****

التعليق الذى أستأذن موضوع “الإدراك” ليحل محله اليوم:

بصراحة أنا فرحان بلقائه فعلا جدا،

 لكننى فزعت من البند فى أجندة اللقاءات ونصه “سبل التطور” “وحدة الدراسة والبحث فى الإنسان والتطور” ورحت  أتساءل:

 ما هذا يا جمال؟ هل توجد  جماعة تحمل اسم “وحدة الدراسة والبحث فى الإنسان والتطور”؟ أصلا؟ أعلم أنك أنشأتها منذ ما يقرب من خمس سنوات عقب ترحيبك بفكرة النشرة اليومية مع إعلانك إشفافك علىّ من هذا الجهد اليومى الذى أعاننى الله عليه لأكثر من خمس سنوات بفضلك وفضل كل من وثق فى حقنا كأمة عربية فى التميز والاستمرار، ومع ذلك فأنت سيد العارفين أن هذه الوحدة هى من ضمن تكريمك لفكرى لا أكثر، وأنك ظللت تنتظر المشاركة وتدعو لها بكل نشاطك وحبك، وأنه لم يشترك فيها طوال خمس سنوات ما يربو عن أصابع اليد الواحدة، مع كل تقديرى واحترامى للمباركات والتقريظ التى وصلتنى بصدق خالص من الاساتذة الزملاء أصحاب الفضل، لكن هذا لا يعنى الاشتراك فى شىء مسمى بهذا الاسم العزيز علىّ والذى ابتدعته أنت بكل الأمل، والحب، تحت اسم “وحدة الدراسة والبحث فى الإنسان والتطور “ياليت”! .

أحرجتنى يا جمال، ماذا أفعل؟ ومن هؤلاء الذين سوف يحضرون هذا البند الثانى؟ وكيف أتصرف؟

فقمت بما يلى، وهو يبدو أقرب إلى الفكاهة، لكن هذا ماحدث والله العظيم.

اتصلت بابنتى أ.د. منى الرخاوى وهى زميلتى فى نفس القسم – بقصر العينى، وطلبت منها– ضاحكا–  أن تعتبر هذه الوحدة جزءا من نشاط الجمعية التى أنشأتها مؤخرا: أعنى “الجمعية المصرية للعلاجات الجماعية” وطلبت منها أن تجود علينا ببعض أعضائها يحضرون هذا الاجتماع على شرط أن يكون قد قرأ الواحد/ة منهم ولو نشرة واحدة من الألف وستمائة أربع وثلاثون 1634 نشرة التى صدرت يوميا حتى الآن، وتصورت أننى بذلك أمارس الطقس المصرى الظريف الذى استشهدت به مرارا، واسمه “تلبس مزيكا”، وهو يعنى أن تجمع عددا من الناس (بمثابة الكومبارس) يلبسون لبس العازفين، ويحملون آلات موسيقية على شرط ألا يلمسوها، ويلفون داير البلدة الصغيرة كل يوم جمعة مع الفرقة وهم يشوحون بأيديهم، وكأنهم يعزفون مع الثلاثة أو أربع عازفين الحقيقيين …إلخ، وبديهى يا جمال أننى قررت أن أعترف لك قبل الاجتماع بحقيقة الأمر وأن هؤلاء الطيبين قد حضروا – إذا حضروا– لمجرد الترحيب بك، والفرحة بدعمك، وربما عقدوا اتفاقا معك لتمتد فروع الجمعية المصرية للعلاجات الجماعية إلى العالم العربى حتى تصبح الجمعية العربية للعلاج الجمعى،…الخ

 من يدرى يا جمال، أنت قدرها وزيادة، ما دمت بهذا الإصرار وهذه المثابرة التى حققت بها هذه المعجزة.

ولكن ما علاقة هذا اللقاء، وهذه الجمعية بموضوع “الإدراك” المفروض أن نواصل تناوله فى نشرة اليوم ؟

 تعال نعاملهم، وكأنهم مجموعة العمل المعنية ونربط دعوتك فدعوتهم – ولو تعسفا – بهذا الموضوع هكذا:

  • ألم أقل أننى استلهمت أغلب مادة هذه الأطروحة عن الإدراك من ملاحظاتى العامة فى العلاج الجعى أساسا
  • ألم أؤكد أن الانطلاق فى تأكيد هويتنا هو أن تكون بداياتنا من واقع الممارسة فى عمق ثقافتنا، وبلغتنا العبقرية وليس بدءا بالترجمة ، ثم التعديل والتطبيق؟
  • ألم أشر إلى علاقة مستويات الإدراك بما يجرى فى العلاج الجمعى من تنشيط كثيرٍ مما أهمل من قنوات الإدراك، ولغاته، حتى إذا نجح الجدل الكدح الخلاق أدركنا وجود الله سبحانه بجماع إدراكاتنا، وليس بأدلة تفكيرنا؟
  • ألم تكشف لنا نشرات الأسبوع الماضى وقبل الماضى، عن الإدراك، وما دار فيها من حوار على ثراء الاختلاف وعمق أبعاد المسألة؟.
  • أليس هذا هو ما نرجوه يا جمال مما يسمى “وحدة البحث والدراسة فى الإنسان والتطور”؟

عزيزى جمال:

أهلا بك فى بيتك وبين أهلك.

حقق الله آمالك فينا، وأحلامنا بك، وكتب للأمة العربية ما تستحقه بفضل جهد أبنائها وبناتها فى كل مجال لنسهم مع كل الأمم فى تخليق “الوعى الجماعى العالمى الجديد”، فى مواجهة التخريب والتفكيك العولمى الخبيث.

أهلا يا جمال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *