الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة 5-7-2013

حوار/بريد الجمعة 5-7-2013

نشرة “الإنسان والتطور”

الجمعة: 5-7-2013

السنة السادسة

 العدد: 2121         

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

الدنيا بخير

الحمد لله

المسؤولية تكبر كلما تجاسرت المخاطرة!

الأمانة ثقيلة ورائعة

حملها هو شرف الوجود البشرى

هذه الشرعية الحياتية لوجه الله هى بداية لا نهاية

“فرض عين”: أن تحيا كما خلقك الله،

 أن أحيا كما خلقنى الله:

 أن أساعد كل من خلقه الله، أن يحيا كما خلقه الله

وها نحن نحاول

ويواصل د. رجائى الجميل شرح ما وصله، ويالهوله وهو وحده، لا،

بل يؤنسه من لا أنيس مثله،

 فالحمد لله، والشكر لكل من ألقى السمع وهو شهيد .

*****

محاور الوجود:

د. رجائى الجميل

أولا اشكرك ان اتحت لى هذه المساحه من موقعك لتنشر ما لم اتوقع ان يشغل هذه المساحه او هذا الاهتمام منك فالشكر لك والعرفان لك مره ومرات اخري

ولكن يبقى السؤال الملح هو: هل يا ترى هل حركت هذه الومضات عند قرائك ما حركت عندك من اهتمام او نقد او تعليق

أحسب أن اكبر أزمات الانسان فى عصرنا هذا هى انه لا يقف ليعيد النظر او ليتأمل او ليبحث والغريب أن أى مبرر يسوقه لم ولم يكن ابدا مبررا لهذا الانحراف المخيف فى مسيره هذا النوع الله المستعان عما يصفون

ترددت كثيرا ان اعلق على تعليقك وغالبا سأرسل لك ايجازا مكثفا مره اخرى على هذه التعليقات، فهذه الومضات كما تعلم اكبر بكثير واعمق مما احاول ان اوصله او تحاول انت ان توضحه.

واعلم انه وصلك ما كنت آمل ان يصلك .

أشكرك مره أخرى وأؤكد مره أخرى انه ليس من المهم أن تعرفنى شخصيا فانا عبد من عباد الله خلقنى لاعرفه وها انا ذا احاول  فيرضى عنى فأرضى عنه فأحمده أن خلقنى

الحمد لله رب العالمين

د. يحيى:

حين قرأت “فأحمده أنْ خلقنى” تذكرت ما جاء على لسان الأطفال فى أراجيزى مما ذكرته لك فى بريد الأسبوع الماضى عن الحياة وان “أحلى حاجة فيها إنى عايش” فجئت أنت تضيف الحمْد لذلك، فتقول ما قلت: فأضيف بدورى: .. فأحمده أن خلقنى أيضا لنواصل معا.

ثم إنى أنا الذى أشكرك، ليس على ما يصلنى منك فقط، وإنما على وجودك على هذه الأرض، وأستطيع أن أتصور صعوبة محاولتك، ومدى صدقك، بل وأن أعيش وحدتك برغم ما وصلنى من ائتناسك بمن لا نحتاج معه إلى أنيس آخر، فنأتنس بكل آخر، لا أريد أن أطيل فى تبادل التقدير والشكر وأكرر أنه ليست عندى أية رغبة فى مزيد من التعرف على ما لا تبادر بتعريفنا به عن شخصك، لكنى فقط أدعو لنا ولك، وأتعجب مرة ثانية من اللغة المشتركة التى كنت أتصور أنها لا تتاح إلا لمن أتيحت له فرصة العلاج الجمعى خاصة، أو على الأقل اللقاء الجدلى، وقد عجبت لاستعمالك الدقيق لهذه اللغة التى كنت أعتقد أنها خاصة، هذا النشاط المهنى (ليس بالضرورة علاجا) لا يعرفه بهذه الحصافة كثير ممن يمارسونه، فمبدأ “هنا والآن”، وتخليق “الوعى الجمعى” و”الولاف بين المتناقضات” و”تعليق الحكم” كل ذلك برغم أنه موجود ربما بِصَيغ أخرى فى مجالات أخرى، إلا أنه يأتى فى كتاباتك لنا بنفس الألفاظ تحديداً، وهذا مؤنس وطيب، بارك الله فيك.

ثم نواصل صحبتك على ما قَسِم:

*****

محاور الوجود

د. رجائى الجميل

9) Collective Conscious (cont.)

الوعى الجمعى (نكمل:):

……

……

….. وتعريف الحياه وإشكالة الوعى وأنواع الوعى  ومحاور الحياه ومسؤوليه الفرد واستحالة انفصاله عن نوعه إلا إذا سبقهم فى الدخول فى مراحل أخرى من وجود غالبا  لا يعيه الا بعد مخاض قاس جدا يدخل بعده فى وعى كونى غالبا مختلف عن وجوده المادى المحدود بزمان ومكان

إذن الوعى الجمعى هو استحاله انفصال المصير المادى فقط لنوع معين عن بعضهم البعض خلال محنه وتجربة الحياة  المادية المرتبطة بزمان ومكان

فمن ناحيه هو مصير مشترك لانه يحمل هم أو أمانه الحياة نفسها من خلال الدخول والخروج طول الوقت  من المسؤولية  الفردية الى المسؤولية الجمعية وليست الجماعية وفى نفس الوقت إذا أوتى الفرد الوعى الفائق فقد يرى مخاطر الانقراض فعلا للنوع كله إذا غاب هذا الوعى الجمعى الحتمي، وتظل معضلة لغز الحياة

د. يحيى:

لم أستطع أن أميز بين “المسؤولية الجمعية” و”المسؤولية الجماعية”.

أما عن مخاطر الانقراض للجنس البشرى فأعتقد أنها ما عادت تحتاج بالضرورة لرصدها إلى هذا الوعى الفائق، وقد انتبهت من خلال ممارستى وقراءاتى المتواضعة: أن جمهرة من العلماء والمفكرين والفلاسفة والمبدعين عبر العالم قد أدركوا التهديد بالانقراض من منطلقات مختلفة، مجملها باختصار شديد: هو ورطة هذا الكائن الرائع – الإنسان- فى إهمال تاريخه البيولوجى وجماعته الحيوية الإنسانية، إلى امتداده الإيمانى، نتيجة استغراقه فى النشاطات الفكرية الكمّية المرموزة دون غيرها من قنوات المعرفة، مما يؤدى إلى اغتراباته التكاثرية المغلقة.

 د. رجائى الجميل

10) Accepting contradictions (cont.)

……..

………

طبعا يحضرنى هنا طرفى المعادلة :الذين ينكرون هذا التكوين وكانه خارجنا وهم اغلب المتشددين من كل الديانات الذين سطحوا كل الوجود باستحالة مُخِلّة تتعارض مع كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

د. يحيى:

…….

…….

…. عبر نصف قرن، تكونت لدىّ فروض من واقع هذه الممارسة بوجه خاص، وأيضا من واقع تعرية وعيى فى مواجهة وعى مرضاى عموما، وبوجه خاص المرضى الذهانيين فى طور النشاط، ومن واقع نشاط بعض وعيى وهو يحمل أمانة وجودى: تكونت عندى فروض متلاحقة، تبدو متماسكة متكاملة، عن مستويات الوعى ومسيرة النمو فردًا، ثم فى جماعة تسمح بمواصلة نمو الوعى مفتوح النهاية، ثم علاقة هذا وذاك بالبيولوجى بما فى ذلك تجليات الإيمان من خلاله، هذا بالعرض، أما بالطول فقد وصلنى أكثر وضوحا وتكاملا وجوهرية موقع “الإيقاع الحيوى” عبر تاريخ التطور توازيا مع مسيرة “النمو العلاجى” (تلخيصاً، وإعادة، واستعادة: رحلات النمو والتطور) كل ذلك وأنا أشارك وأتابع وأساهم فى تكوين ما أسميته “الوعى الجمعى”من خلال نشاط هذا العلاج: المجموعة تلو الأخرى. من هذا المنطلق تعرفت على الفرق بين “مسيرة الإيمان” وبين “معتقد التدين”، واهتممت أكثر بالأولى (مسيرة الإيمان) باعتبار أنها أقرب إلى التعامل مع “الإدراك” ومع “النمو المتواصل عبر الإيقاع الحيوى” عبر برنامج (أو برامج) الدخول والخروج، فالجدل الخلاّق.

وأحيلك مؤقتا – كعينة- إلى ما جاء فى نشرات عن علاقة الدين والإيمان بالعلاج الجمعى نشرة 22-4-2013 علاقة هذا العلاج بالدين والإيمان (كثقافة) بوجه خاص، شاملة تحمل التناقض وتنشيط الولاف وتخليق الوعى الجمعى، ثم ما جاء عن الإيمان كغريزة حيوية بقائية أساسية (شرائح باوربوينت P.P):  الأسس البيولوجية للدين والإيمان     الإيمان غريزة بيولوجية

*****

د. رجائى الجميل

  11) Non-judgmental

وهذا من اصعب المحاور على الاطلاق فكل شخص – أو دعنا نقول كائن غالبا- هو تجربه كامله تبدأ غالبا من نقطه ما مجهوله ثم تتعرض لكل ما هو حياه حتى لو كان ظاهره او ظاهرها (التجربه) واضح ولكن الموقف الحكمى خطير جدا لعدة أسباب: أهمها هو اقتحام حدود يستحيل ان تقتحم الا ان تتطابق التجارب بل والحركة والنفس وهذا مستحيل وقد علمنا البيولوجى انه حتى التوأم المتطابق الذى خرج من بويضه واحده(Uniovular) هو ليس متطابقا من اول بصمه الاصابعالى بصمه الجينات.

والسبب الآخر المباشر هو الدخول فى منزلق “الاحساس بالعلو او بالدنو” فهما وجهان لعمله واحده مضلله

فكل انسان هو نفسه ويكفيه ما يكابده ويكدح إليه دون حاجه الى حكم على أى آخر.

 وهذا يختلف تماما عن الموقف من شخص فالموقف عادة يعلن الاختلاف ويتجنب الانزلاق الى “الحكم على” فهو “موقف من” وليس “حكما على”،  كلما تسطح الوجود وكثر الفراغ النفسى والعملى تزداد هذه المواقف الحكمية باضطراد مخل لتعلن قضيه الاسقاطات المشهورة (Projection) فى أبشع صورها،

والحق يقال ان هذا مما يميز كل المجتمعات التى تعمل كثيرا وتتكلم قليلا عموما فهم من ناحيه ليس عندهم الوقت وفى نفس الوقت انغماسهم جميعا فى الحياه يعلمهم ان طحن الحياه يرهق فيزيح هذه المواقف الحكمية اولا بأول (اللى ايده فى الميا مش زى اللى ايده فى النار(

د. يحيى:

ربما، وإن كنت أحْذَرُ – وأحذِّرك- من التعميم خصوصا فى التأويل، فليس بالضرورة أن يتميز من يعمل أكثر مما يتكلم أنه يمارس “تعليق الحكم” الذى هو أساس فى الموقف الفينومينولوجى، ربما يكون طحن الحياة الذى أشرت إليه هو أيضا نوع من الاغتراب، حين يستغنى به الطاحن عن الآخر بما فى ذلك الحكم عليه، وربما التفكير فيه، فيصبح كل ما عليه هو أن يحافظ على المسافة بينهما بالقوانين الموضوعة على أساس “ليس هذا ما يشغلنى” None of my Business  ،

صحيح أن إزاحة المواقف الحكمية هو أول خطوة للاقتراب المسؤول، لكنها ليست دائما كذلك، خصوصا إذا افتقدت قيمة “العدل” فى عمق الموقف.

د. رجائى الجميل

12) Exploring means and not objectives

او محاوله كشف السبل وليس الاهداف

وهذا هو الفخ الذى يقع فيه كثير من ساكنى هذا الوجود فكل هدف هو ليس نهايه وقد يكون وغالبا ما يكون هو فقط خيط البدايه طالما ان وجودنا عاجز عن الحضور الكلي.

بمعنى آخر سيظل الهدف هو البحث للكشف وليس الوصول . قد يومض الهدف وقد يحضر وهجه ولكن يختفى حتما لاننا بشر فنظل نسعى ونكدح طول الوقت للتمسك بالسبيل الذى يومض به ومنه واليه دون ان نصل اليه. وهذا من كليه روعه وجودنا . وتخضرنى هنا طبعا روعه عرض الامانه وحملها .

د. يحيى:

هذا كلام لا يحتاج إلى تعليق، ولكنه برغم جدته يحتاج إلى أن يعاد ملايين المرات، إن الكشف على قواعد “اللعبة” الصحيحة (وعذرا لإصرارى على استعمال اللفظ الذى لا تحبه) هو الضمان الوحيد لاستمرارها فى الاتجاه الصحيح، لهذا فإن كل ما علينا – وهو من أصعب ما يكون- هو تحديد اتجاه السهم دون إضاعة الوقت فى تحديد معالم الوصول المستحيل فى حدود وعينا الذى نعرفه، مع أنه يَعِدُ باتساعٍ لا نعرفه.

د. رجائى الجميل

أخيرا وليس آخرا طبعا تحضرنى دائما الآيه المعجزه  \”ان ربى على صراط مستقيم\” وايضا \”اهدنا الصراط المستقيم\” فهو سبحانه على صراط مستقيم   ويطلب منا ان ندعوه ان يهدنا الى الصراط المستقيم. لا أعرف هل وصلك الفرق بين صراط مستقيم بدون التعريف والصراط المستقيم بالتعريف

فنحن نطلب الصراط الذى يؤدى الى صراط فالاول وسيله والثانى هدف لايتأتى لنا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى فنرضي

فالصراط يتخلق بالكدح اليه ( الى الصراط) بالوسائل او بالوسيله \” وابتغوا اليه الوسيله\” وهو غير \”صراط الله الذى له ملك السموات والارض\” فهو صراط الله وفى قراءتى لهذا الصراط ( صراط الله) انها الاستقامه المطلقه التى تشمل كل شئ وليس كمثلها شئ فهى عصيه علينا  فانى لنا بها مع كل ضعفنا وبشريتنا

ولهذا رفضت وارفض مقولات مثل المثاليه المطلقه فهى ليست لنا بل وازيد هنا ويحضرنى الحديث القدسى الرائع انه اذا لم يخطئ البشر فيستغفروا لذهب الله بهم ولخلق بشرا ليخطئوا فيستغفروا

اكرر وعذرا للتكرار \”وابتغوا اليه الوسيله\” \”اهدنا الصراط المستقيم\”

د. يحيى:

فرحت بتعبيرك “فالصراط يتخلق” لأنه لا يوجد أمامه بساط مفرود “له طول وعرض”، وإنما هو إذ يبدع يتخلق السبيل والوسيلة مع كل خطوة، ويالهول أن ترفع ساقك ثم تضع قدمك وأنت لا تدرى شيئا إلا أنك لا تستطيع أن تتوقف، ثم إنه عليك أن تطمئن إلى آليات وبرامج وسهم توجّه خِطوك، وليس على أين تقع قدمك

 لكننى توقفت عند تعبيرك “الاستقامة المطلقة”، فصراط الله سبحانه ليس بالضرورة مستقيما بالمعنى الهندسى، وحتى وصفه بالإطلاق أنا أستقبله بحذر، فأنا أطمئن أكثر إلى نبض الفطرة وكدح حمل الأمانة، ولعل تحفظى على كلمة “المطلقة” يختفى وأنت تصف به “المثالية” بنفس الصفة: “المطلقة”، فأنا لا أحب كلمة المثالية أصلا فما بالك إذا كانت مطلقة، فأشاركك رفضها، بل إن رفضى لها امتد إلى “هجاء البراءة” .

وأستأذنك أن أتوقف هنا اليوم لنلتقى الأسبوع القادم إذا شاء المولى فمازالت أمامنا ستة محاور.

*****

حوار مع مولانا النفّرى (34)

موقف ما تصنع المسألة

د. رجائى الجميل

تتكثف الرؤية فتضيق العبارة

يقتحم حضور أعشى فيلزم الصمت

تخرج  كلمات ما نفذ من مسام العبارة

يلتقطها متلقفها قبل ان تنطق

تنطق العبارة قبل حروفها فى بحور من حضور يندر ان يستمر ليستمر

فتغلق العبارة دون ان تكتمل لتكتمل

د. يحيى:

هذا طيب.

*****

 كتاب: الأساس فى العلاج الجمعى (41)

مقتطفات من “جماعة المواجهة” (3)

“موت” الكلام و”إحياؤه”: فى “العلاج الجمعى” (1 من 2)

د. محمد شلبى

هل الإنسان حيوان ناطق؟ أم أنه حيوان عاقل؟

أعتقد أن الإنسان حيوان عاقل ناطق حيث أن العقل هو النعمة التى ميزنا بها الله عن باقى الكائنات الحية. وهذا العقل هو الذى يجعل لدى الإنسان القدرة على النطق من خلال قيادتنا فى مرحلة الـ ——-  Denotation ومن ثم مرحلة الــConnotation ثم إلى استقلال اللفظ ليصبح موضوعاً فى ذاته وهنا يكون الكلام.

د. يحيى:

لم أستطع يا محمد أن أفصل “المقتطف” من النشرة عن تعليقك، وأنصحك بالرجوع إلى بعض أو كل ما جاء عن كلمة “عقل”، و”عقول”، فى النشرات مجتمعة، أو على الأقل فى التعقيب ونقد كتاب دانيال دينيت “أنواع العقول (نشرة 2-1-2008 أنواع العقول  (وإلغاء عقول الآخرين) الطريق إلى فهم الوعى) ثم إنى تعجبت أن تذكر فى تعليقك كلمتين بالانجليزية دون ما يقابلهما بالعربية مع أنه موجود فى أصل النشرة، وتعمدت ألا أثبتهما بدورى فى ردّى عليك حتى أبلغك هذا الخطأ الذى يعلن استهانتك بمن لا يعرف هذه اللغة الأجنبية،

برجاء الرجوع إلى عموم النشرات، فالمسألة لم تعد بهذا الاختزال أبدا، علاقة العقول ببعضها، وترادف كلمة “عقل” مع البرامج البقائية التى حفظت الأنواع قبلنا لا يجعلنا نفخر كثيرا بأن لنا عقل دون غيرنا من الأحياء، ثم إن الكلام ونطقه إن لم يتضفّر مع بقية العقول فهو اغتراب للأسف، وبالتالى لا يصبح فخرا أن يكون الإنسان حيوان ناطق..الخ

*****

 كتاب: الأساس فى العلاج الجمعى (42)

مقتطفات من “جماعة المواجهة” (4)

“موت” الكلام و”إحياؤه”: فى “العلاج الجمعى” (2 من 2)

د. محمد جمال

وأنا بقرأ النشرة افتكرت أغنية “حكيم عيون أفهم بالعين…”،

 فى أول يوم حضرتك وأنت بتطلب من العيان يخرج الحزن اللى جواه من غير ولا كلمة، وشفت قد إيه التفاعل “من خلال صورة وجهه على الكاميرا” وكمية الحزن الدفين، اللى بان فى عينه وملامح وشه، حسيت قد إيه هى لغة عظيمة وأعتقد أنها لا تكذب أبدا، بس عاوزة قارئ ماهر زى حضرتك، ونفسى اتعلمها جداً.

د. يحيى:

بعد الاعتذار عن مشاركتك مقدمة تعليقك أقول:

 أوصيك يا محمد ألا تتعجل التصفيق، وأن تتذكر دائما أنها ليست مسألة قراءة العيون لوصف لغتها بالألفاظ فنختزل ما يصلنا منها، وإنما هى تواصل على مستوى آخر، ليس أقل حرارة وفاعلية واعتمالا Processingمن الألفاظ، ثم على مستوى آخر وآخر، وهكذا، كما تلاحظ، وتتابع.

د. محمد جمال

هل توظيف قنوات التواصل بالعين، مع اللغة، تعبيرات الوجه خلال الجلسات العلاجية ممكن أن يصل للمريض على أنه تمثيل “بأنك حاسس بيه”. خصوصا أنه بيبقى فيه بذل جهد، انك تتقمص العيان وتتفاعل معاه عشان تقدر تصدقه.

(هنا اتحدث عن الجلسات الفردية).

د. يحيى:

إياك إياك!! فمريضنا، والذهانى بالذات، يكشف أى تمثيل أو ادعاء، قد لايعلن ذلك، لكنه يكشفنا، ولعلك لاحظت أننى كثيرا ما أنبه المريض ألا يوافقنى لمجرد الموافقة، وتحديدا أقول له “إوعى تكون بتاخدنى على قد عقلى” وهو القول الشائع الذى يقوله العامة عن المرض وضعاف العقول أحيانا للأسف.

*****

الثلاثاء الحرّ:

ثورة جديدة، لا تصحيح ولا استمرار !!

 د. محمد جمال

من خلال مشاهدتك للأحداث المتسارعة يوميا ما رأيك الشخصى كمواطن فى مجريات الأحداث؟ وما توقعك لما سيحدث خلال الأيام المقبلة؟ يمكن السؤال مكرر بس مُلِح جداً عليا.

د. يحيى:

أرجو أن تقرأ الحديث الذى صدر لى اليوم (الخميس) فى الأهرام، ثم إن شئت تشاهد تسجيل لقائى مع الكريمة “رولا خرسا” أمس، وهو موجود بالموقع، (هذا علما بأن حديث الأهرام نفسه سوف ينشر فى نشرة الثلاثاء القادم الموافق 9-7-2013)

د. محمد جمال

لو أسندت إليك مهام رئاسة الجمهورية، فى هذه المرحلة الانتقالية، ما هى قراراتك لتنظيم المجتمع؟

د. يحيى:

ابتداءً لن أقبلها، لأنى أعجز من أن أحمل أمانتها، ولأننى لست ديمقراطيا، ولا راشيا، أنا عبد من عباد الله أجتهد فيما أعرف، وأن أعرف ما أستطيع، وأمد يدى لكل من سوف يسألنى الله عنه، بقدر ما تهدينى إليه بصيرتى، وفى حدود ما أتاحته لى مهنتى، وسمح به قلمى وورقى، أما أكثر من ذلك فله من هو أقدر منى فى كل ذلك وغيره.

د. محمد جمال

ولو طلب منك خلال 24 ساعة وضع حجر أساس، يتم عليه بناء مستقبل البلد دى إيه أول حاجة تفكر فيها؟

د. يحيى:

العمل والإبداع والتعليم تحت مظلة إيمان واقعى حقيقيىّ دافع مُوَحِّد،

 كل ذلك هو “أول حاجة” معا،

 فإن أصررت على طلب تحديد “حاجة واحدة”، فهى: أن نعبد الله كأننا نراه، فإن لم نكن نراه فإنه يرانا”.

 أ. إسلام حسن

قد ينزل – إلى الميدان- لكى يعوضوا الضعف وعدم وجود جدية التعبير، آملا أن يحدثوا تغييرا جديدا وتغيير فى روتين الحياة.

د. يحيى:

ربما

وقد ورد هذا ضمنا على ما أعتقد.

أ. إسلام حسن

أوافق حضرتك جداً بالقصور الذاتى (التكرار الغبى) متصوراً أنه نجح فى فعل شئ، أن يكررها ويعتقد أنه قد ينجح.

د. يحيى:

التكرار ضد الحياة، فهو “سير فى المحل” (محلّك سر)، وهو دائرة مغلقة، وهو حلقة مفرغة، ومع ذلك قد يكون ملىء بفرط الحركة، فيخدعنا.

علينا أن ننتبه.

أ. محمد عادل

الدافع وراء نزول الجماهير إلى الشارع من جديد بهذا الكم.

إن كل شخص يدافع عن فكرة مؤمن بيها من وجهة نظره، حتى ولو كانت خاطئة من وجهة نظر الآخرين، حتى الاخوان يدافعون عن وجهة نظرهم وأفكارهم، وهذا هم الأقلية.

د. يحيى:

لاشك فى هذا

لكن حذار يا بنى أن تكون فى اندفاعك تدافع عن فكرة غيرك، فكرة لم تخطر على بالك إلا لأنه قالها لك، أو حشرها فى دماغك، وبالمناسبة كل الأفكار تحتمل الخطأ والصواب.

برجاء مراجعة الفرق بين “غريزة القطيع”، وبين “الوعى الجمعى” (نشرة 2-6-2013 ماذا يحدث بالضبط مما هو ضد “جماعة القطيع”؟).

 أ. محمد عادل

الشعب تعلم الحرية والتعبير عن الرأى بطريقة غير موظفة بعد حرمانهم منها طوال فترة النظام السابق.

د. يحيى:

الشعب لم يتعلم الحرية بعد، وتعلم الحرية طريق طويل بلا نهاية، وأنواع الحرية المطروحة فى السوق أغلبها – إن لم يكن كلها- مضروب ولا مؤاخذه.

برجاء مراجعة ما كتبته عن الحرية فى “مقامات ورؤى” نشرات:

(نشرة 16-11-2009ونشرة 9-11-2009  – ونشرة 21-12-2009ونشرة 28-12-2009 – ونشرة 4-1-2010ونشرة 11-1-2010).

*****

الثلاثاء الحرّ:

من “تمرد” إلى “تجرد” وبالعكس!

أ. خالد صالح

تمرد وتجرد

 بارك الله فيك أستاذنا.. يمكن دراسة التفاعل الحادث بين تمرد وتجرد لقياس مدى تفاعل الأضداد داخل المجتمع ومدى استعدادها للتفاعل الخلاق الذى ينتج مركبات كثيرة للمجتمع .. نحن لا زلنا تحت الصفر كمجتمع إنسانى لكن ومع ذلك الطفرة واردة وقريبة جدا بشكل لا يمكن تخيله مثل ما حدث فى 25 يناير ..

د. يحيى:

ربما وردت مساء أمس (الأربعاء)

أرجو أن تشاهد الفيديو فى لقائى مع “رولا الخرسا” وهو موجود بالموقع حالا

وأن تركز على أنها “بداية”، وعلينا أن نحذر التكرار.

د. محمد جمال

نحن فعلا فى زمن (كل ما ليس أنا هو عدو مهدد)، راجع خطاب الرئيس (الشرعى) يا دكتور يحيى وربنا ينجينا.

اعتقد أن حركة تمرد نجحت فى احياء الجيش المجهض المشوة أو ربما ما يحدث هو إعادة تخليق ثورة ويارب تنجح وتستكمل مسيرتها حتى النهاية.

د. يحيى:

جيشنا ليس مجهضا ولا مشوها.

جيشنا، كما قلت فى مقابلة رولا خرسا أمس، هو الشعب “لابس ميرى” (انظر الفيديو بالموقع)

وسوف نكمل معا بالعمل والإبداع وتوفيق بالله.

د. محمد جمال

وضعت 4 سيناريوهات و30/6، النهاردة 3/7 هل تتوقع فقز الجيش على السلطة؟! وما مصيرنا فى الشارع، هل هترجع لعهد التسعينات والعمليات الإرهابية؟.

ربنا يستر.

د. يحيى:

الجيش أمس (مساء الأربعاء) لم يقفز على السلطة، بل احتواها.

والرجوع إلى التسعينات أو الثمانينات بالنسبة للعمليات الإرهابية وارد فى مصر كما هو وارد فى أمريكا،

وعلينا أن ندفع الثمن إذا أردنا حياة كريمة.

*****

نبض الناس

هربا‏ ‏من‏ ‏هربى

Hala el kamer

حقا أين الناس

د. يحيى:

فى كل مكان

وفى داخلنا.

*****

 عــام

د. محمد جمال

-كيف استفيد من Transference والـ Counter – Transference  فى العلاج

-كيف اضبط جرعته، وما الذى يجعل الــTransference (الطرح) أسهل على معالج دون آخر؟

د. يحيى:

لن أرد عليك هذه المرة حتى أضطرك أن تعيد كتابة تعليقك باللغة العربية، أو على الأقل بوضع الكلمة العربية بجوار الكلمة الانجليزية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *