الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ الصفحات (55، 56، 57، 58) من الكراسة الأولى

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ الصفحات (55، 56، 57، 58) من الكراسة الأولى

نشرة “الإنسان والتطور”

 26-1-2012

السنة الخامسة

 العدد:  1609

 M_AFOUZ

ص 55 من الكراسة الأولى

26-1-2012-

بسم الله الرحمن الرحيم

نجيب‏ ‏محفوظ

أم‏ ‏كلثوم‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ

فاطمة‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ

الحمد‏ ‏لله‏ ‏رب‏ ‏العالمين

حسبي‏ ‏الله‏ ‏ونعم‏ ‏الوكيل

الرحمن‏ ‏علم‏ ‏القرآن‏ ‏خلق‏ ‏الانسان

‏ ‏الشمس‏ ‏والقمر‏ ‏يسجدان

‏عيد‏ ‏الأم‏ ‏عيد‏ ‏العفو

نجيب‏ ‏محفوظ‏

 25/3/1995

* * * *

ص 56 من الكراسة الأولى

26-1-2012--

بسم الله الرحمن الرحيم

نجيب‏ ‏محفوظ

نجيب‏ ‏محفوظ

الهدى‏ ‏من‏ ‏الله

يؤتى‏ ‏الحكمة‏ ‏من‏ ‏يشاء

وهو‏ ‏الغفور‏ ‏الرحيم

إن‏ ‏الله‏ ‏يغفر‏ ‏الذنوب‏ ‏جميعا

سبحان‏ ‏الملك‏ ‏الوهاب

اسماء‏ ‏الله‏ ‏الحسنى

له‏ ‏الأسماء‏ ‏الحسنى

نجيب‏ ‏محفوظ

 26/3/1995

* * * *

ص 57 من الكراسة الأولى

26-1-2012---

بسم الله الرحمن الرحيم

نجيب‏ ‏محفوظ

نجيب‏ ‏محفوظ

وبالوالدين‏ ‏احسانا

الا‏ ‏ليت‏ ‏الشباب‏ ‏يعود‏ ‏يوما

الهدى‏ ‏من‏ ‏الله

ليلة‏ ‏الوداع‏ ‏طال‏ ‏السهر

قلت‏ ‏الحبايب‏  ‏هجروني

الأم‏ ‏هي‏ ‏الفردوس‏ ‏المفقود

نجيب‏ ‏محفوظ‏

 27/3/1995

* * * *

ص 58 من الكراسة الأولى

26-1-2012----

بسم الله الرحمن الرحيم

نجيب‏ ‏محفوظ

عيد‏ ‏الأم‏ ‏عيد‏ ‏الرحمة‏ ‏والحب‏

 ‏والذكريات‏ ‏السعيدة

الأم‏ ‏رمز‏ ‏الحب‏ ‏والايثار

نجيب‏ ‏محفوظ

يوم‏ ‏الهنا‏ ‏حبى‏ ‏صفالى

هل‏ ‏الربيع

نجيب‏ ‏محفوظ

 28/3/1995

* * * *

القراءة:

نجمع اليوم –لأول مرة- أربع صفحات معا نظرا للتكرار الذى سبق أن ناقشت حيرتى إزاءه بشكل أو بآخر (برغم أننى مازلت رافضا هذا المنهج التجمعى)، فنورد فى الهامش(1) مع الروابط، ما سبق استلهامه أو التداعى من خلاله مما ورد فى الأربع وخمسين صفحة السابقة، ثم نقرأ بعد ذلك الجديد فى الصفحات الأربع الحالية مع الروابط اللازمة .

* * * *

ثم نبدأ القراءة:

(1) (ص 55، 57، 58)

علاقة نجيب محفوظ بالأم عامة، وبالمرحومة والدته بشكل خاص كتب فيها الكثيرون كما بلغنى، ولم أعثر حالا على بعض ذلك منه، فقد كان الابن الأصغر والأقرب وآخر العنقود والصديق(!). ما سمعته منه شخصيا فى هذه المساحة كان قليلا لكنه كان مهمّا، قال مثلا أثناء ذلك أنها كانت تصحبه إلى المتحف المصرى وإلى غيره من الآثار، بانتظام، ولست متأكدا هل كانت أمية مثل أمى أم لا، ومما حكاه لى أنه حين كان يصحبها صبيا كانت تتوقف طويلا ومكررا أمام مومياء لفتاة مصرية جميلة تتأملها بإعجاب، وهى تمسك بيده، يسألها عن سبب ذلك أو لا يسألها لم أعرف، هل يا ترى كان فى هذه الزيارات ومثلها ما وثق علاقته بها وبكل ما هو مصرى قديما وحديثا تاريخا وحاضرا، وهل كانت بداياته بروايات ” عبث الأقدار، وكفاح طيبة، ورادوبيس ” لها علاقة بذلك، تلك العلاقة التى ظلت وثيقة حتى رواية “الباحث عن الحقيقة”، أعتقد أن الإجابات موجودة، ولو بالتقريب من خلال الدراسات والأحاديث التى تناولت ذلك، لكننى شخصيا لم أسأله مباشرة فى هذه المنطقة، ربما لأن علاقتى بالتاريخ وبالآثار شديدة السوء، أنا لا أكره الآثار، ولا أرفضها، لكننى لا أتوقف عندها إلا مصادفة أو مضطرا، أعجب ببعضها ولا أنبهر، ولا أضع فى جدول رحلاتى لأى بلد جديد زيارة الآثار اصلاً، وكثيرا ما زرت بلادا لا تشتهر إلا بآثارها، وكم كنت أفضل البقاء فى حضن جبل قوى، أو التأمل من فوق قمته، عن زيارة متحف مشهور أو أثر بذاته، الجبال عندى هى “آثار” الطبيعة، ويتعجب منى صحبتى. أنا لم أزر أثرا واحدا مع سبق الإصرار، ولا أنا دخلت متحفا، إلا “اللوفر”، فى باريس ومتحف “الفضاء”، والمتحف “الوطنى للتاريخ الطبيعى” فى واشنطون D.C العاصمة، لعلاقتى بالديناصور! وأحيانا كنت أدخل بعض المتاحف مع المجموعات دون أن أعرف أسماء أى متحف منها ودون أن التفت لشرح المرشد وكلامه عنها، لا أطيل فى هذه النقطة فهى تخصنى أكثر، لم أحاول أن أبحث عن السبب الذى جعلنى لا أسأله عن علاقة شيخى بالآثار أو بقدماء المصريين بما يميزها عن علاقته بالمصريين “هنا والآن”، غالبا السبب السبب هى فى شخصى أنا وحين كان جمال الغيطانى عاشق الأماكن والتراث يتحدث بحب شديد عن الأماكن والمزارات كان ينصت له الأستاذ بحب أشد، وكنت بدورى أأتنس بحديثهما عن الأماكن ورائحتها الخاصة العصية على الوصف، علاقتى بالأماكن غير علاقتى بالآثار، ربما عكسها.

نرجع إلى ما ورد عن الأم فى تدريبات اليوم، نبدأ بصفحة التدريب 55:

فى هذه الصفحة كتب محفوظ “عيد الأم عيد العفو“!

نحن يوم 25 مارس (1995)، وعيد الأم هو يوم 21 مارس، فأرجع إلى الصفحات السابقة، 51، 52، 53، 54، فلا أجد سيرة لعيد الأم ولا للأم، يا ترى ما الذى أخره حتى يوم 25، هل له تاريخ خاص بما هو عيد الأم؟، ثم ما علاقة الأم بالعفو فى عيدها بوجه خاص؟، عفو مَنْ عن مَنْ؟ هو نادرا ما يتكلم عن العفو إلا من الرحمن الرحيم، وعلاقته بما يسمى الشعور بالذنب غير واردة بالمعنى المظلم الشائع فى خطاب الترهيب والتأثيم، فهو -فى حدود معرفتى – لا يمارس ما يسمى ذنبا يحتاج لشعور به، وقد تحدثت معه عن موقفى من الشعور بالذنب، واعتبارى أن هذا الشعور يثبت الذنب لا يخفف منه، وأنه لا يعنى استغفارا صادقا أو عدولا عن تكراره، وقد ذكرت له كم فرحت بموقف مولانا النفرى من الذنب حين يقول وهو يستلهم من ربه فى موقف الصفح الجميل (ص57): (نشرة 28-1-2008)

“وقال لى:

لا ترجع إلى ذكر الذنب فتذنب بذكر الرجوع.

وأيضا وهو يقول:

 وقال لى:

 ذكر الذنب يستجرّك إلى الوجْد به،

والوجْد به يستجرّك إلى العود فيه”

 وقد رحب  شيخى ترحيبا شديدا بهذه الفكرة، وإن كنت لمست أن علاقته بالنفرى محدودة على ما وصلنى، إلا أنه ناقشنى فى الفكرة بسماح جميل، أما أن يقرن العفو بالأم فهذا وارد سواء بلغنا حدث خاصا بينهما يستلزم ذلك أم لم يبلغنا، لكن لماذا يظل هذا الربط بين العيد والعفو مقبولا وواردا بعد كل هذه السنين؟

نحن مالنا نحن؟ وجدت هذا شيئا طيبا، وتصالحا جميلا لا يحتاج إلى تعليق، ولم أتماد فى التساؤل كيف أن العفو يأتى فى عيدها بالذات، هذا العيد الذى لا أظن أن شيخى احتفل به فى حياة أمه المرحومة، فهو عيد حديث استورده مصطفى أمين على ما أذكر،

فهل يا ترى كان يقصد أمَّا أخرى يشعر أنه مقصر فى حقها؟

 ربما،

(2) فى اليوم التالى مباشرة فى صفحة التدريب 56 بتاريخ 26-3-95، تأتى الآية الكريمة “إن الله يغفر الذنوب جميعا“، فهل يا ترى كان ثمة علاقة بين هذه الآية وبين العفو الجميل، السالف الذكر.

 (3) فى اليوم بعد التالى 27/3/95 صفحة التدريب 57 كتب “الأم هى الفردوس المفقود“،

توقفت قليلا أتساءل يا ترى لماذا “المفقود“، وكدت أربط بين ذلك وبين ما جاء قبلها فى نفس الصفحة من أنه “وبالوالدين إحسانا” وشعرت أن عملية تصالح جميلة تجرى فى وعيه  بسلاسة تليق به، وبما سمعنا عن أمه الفاضلة.

هكذا راق الجو، وتم الصلح، والمشاعر الطيبة تجذب وتنادى العواطف الحارة الجميلة، فانطلقت منه أغنية لم أكن أعرفها قبلا لكننى حين سمعتها (والفضل لعمنا جوجل) طربت لها طربا شديدا وقد أورد منها شطرين، وقد وجدت أن هذه الأغنية من تأليف: أمين عزت وغناها أكثر من مطرب ومطربة أولهم محمد عبد الوهاب وتبدأ الأغنية:

ليلة الوداع طال السهر

وقال لي قلبي إيه الخبر

قلتِ الحبايب هجروني

هذا الرجل يؤكد لنا فعلا كيف أن المشاعر الطيبة، تستجلب المشاعر الجميلة.

(4) حين نصل إلى صفحة التدريب 58 نتأكد أن التصالح تم على خير وجه، فيصبح عيد الأم ليس فقط عيد العفو، وإنما “عيد الحب والرحمة والذكريات السعيدة”، وتصبح الأم “رمزا للحب والإيثار”، فتقفز أغنية أرق تقول:

 “يوم الهنا حِبّى صفا لى“، وهى لأم كلثوم، من كلمات أحمد رامى، وأرجع لكلماتها فاجدها إعلانا رقيقا بفرحة حقيقية أخرى فى مجال آخر، وهى تنتهى بتصالح آخر:

“يصفى الحبيب بعد الخصام

ما دام رضي به في دي الغرام

وألاّ يجافيه لما يبان له

هجر ودلع وألاّ أسية”

وأتعرف على ألحان داود حسنى

 وأدعو للاستاذ بطول العمر وهو يختم كل هذا ويذكرنا بأنه:

 هّل الربيع

هذا رائع!!

(5) لم أتطرق إلى ما جاء فى صفحة التدريب (56) عن عبارة “أسماء الله الحسنى”، تليها الآية الكريمة “لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى“، حيث خيل لى – من واقع ذاكرتى- أنها تكررت مثلما تكرر غيرها، لكننى حين راجعت الحاسوب أظهر لى أنها تكررت فى عمل آخر هو “فى شرف صحبة نجيب محفوظ”، وليس فى قراءتى للتدريبات، ففضلت أن أثبت هنا ما سبق ذكره لدلالته الجميلة التى أريد توصيلها للناس.

المقتطف:

“ذات ليلة، كنت أجلس معه وحدنا فى فلفلة المنيل بجوار كوبرى الجامعة، وكان برد الشتاء لم يزحف بعد، واستأذننا مدير المكان أن الجزء المغطى من الحديقة الذى اعتدنا أن نجلس فيه مع دخول الشتاء، مشغول هذه الليلة بحفل عرس، وأن الجو بديع طازج، يسمح بأن نجلس هذه الليلة استثناء فى الحديقة، أحكم شيخى ياقة معطفه حول رقبته، ووافق بكرم طيب، وجلسنا فى الحديقة بالقرب من المكان المغطى الذى سوف يقام فيه الفرح، ولم أخشَ عليه من الصخب والأغانى والضوضاء لأسباب لا تخفى، إلا أنه حين بدأت الزفة ووصلتنا بعض أصواتها سألنى هل بدأ الزفاف، وأجبته بالإيجاب، فدعا للعروسين وكأنه والدهما أو جدهما أو أقرب، وأشرق وجهه وهو يرجو لهما السعادة.

ثم وصلتنا  أقرب فأقرب بعض أصوات الزفة والدفوف والترديد والزغاريد، فأصاخ السمع وكأنه يدهش لما يصله برغم عدم تمييزه التفاصيل، سألنى عما إذا كانوا يغنون “إتمخطرى يا حلوة يا زينة مثل زمان:، أم ماذا؟ قلت له: إنهم يزفون العروسين بأسماء الله الحسنى، قال لى مندهشا بفرحة ” لا يا شيخ؟!!”، قلت له إن هذا تقليد جديد، يتماشى مع مد السلوك الإسلامى، “بما له” و”ما عليه”، هذه الأيام، تغير وجهه قليلا وقال: خلنا الآن “فيما له”، ثم أخذ يصف لى كيف كان ينجذب من أعماقه مع كل اسم من أسماء الله حين يسمع الشيخ النقشبندى وهو ينشدها، قال ذلك وهو يشير  بيده من قلبه إلى السماء، وصمتَ، فصمتُّ. هذا ما تعلمته من عشرتى له حتى اعتدته”

 [1] –  1) صفحة التدريب 55 سبق ما يلى

* الحمد‏ ‏لله‏ ‏رب‏ ‏العالمين: ورد هذا النص فى صفحة التدريب رقم (7)  نشرة 21-1-2010،  وفى صفحة التدريب رقم (16)، نشرة 25-2-2010، وأيضا فى صفحة التدريب (36) نشرة 8 – 9 – 2011

* حسبي‏ ‏الله‏ ‏ونعم‏ ‏الوكيل: ورد هذا النص فى صفحة التدريب رقم (50)، نشرة 22-12-2011

* الرحمن‏ ‏علم‏ ‏القرآن‏ ‏خلق‏ ‏الانسان:  ورد هذا النص صفحة التدريب رقم (15) نشرة  18-2-2010 ، وأيضا فى صفحة التدريب رقم (47)، نشرة 1-12-2011، وصفحة التدريب رقم (54) نشرة 19-1-2012

‏*  ‏الشمس‏ ‏والقمر‏ ‏يسجدان: ورد هذا النص فى صفحة التدريب رقم (47) نشرة 1-12-2011

2) أما فى صفحة التدريب 56 فقد سبق ما يلى:

* الهدى‏ ‏من‏ ‏الله: ورد هذا النص فى  صفحة (14) نشرة  18-2-2010،  صفحة التدريب (23) نشرة 1-4-2010

* يؤتى الحكمة من يشاء: ورد هذا النص فى صفحة التدريب (36) نشرة 8 – 9 – 2011

* وهو‏ ‏الغفور‏ ‏الرحيم: ورد هذا النص فى صفحة التدريب (38)  نشرة 6 – 10 – 2011

* سبحان الملك الوهاب : ورد هذا النص فى صفحة التدريب (1)  نشرة 31 -12-2009

3) وفى صفحة التدريب 57 فقد سبقى ما يلى:

* الا‏ ‏ليت‏ ‏الشباب‏ ‏يعود‏ ‏يوما: ورد هذا النص فى صفحة التدريب أرقام  (2)، نشرة 31 -12-2009 ، وصفحة التدريب رقم (4)، نشرة 7-1-2010،  وأيضا فى صفحة التدريب رقم (42)، نشرة 3-11-2011،

* الهدى‏ ‏من‏ ‏الله: ورد هذا النص فى: صفحة التدريب (14)  نشرة  18-2-2010،  وفى صفحة التدريب (23)  نشرة 1-4-2010، وفى صفحة التدريب (56)                   

4) فى صفحة التدريب 58: وردت عبارة “عيد الأم عيد الرحمة والحب والذكريات السعيدة”،  وقد ورد عبارة”عيد الأم عيد العفو” فى صفحة التدريب (55) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *