الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (44) الإدراك (5) حوار حول الإدراك قد يمتد…. (2) ورقة مقدمة من: د. محمد يحيى الرخاوى وبداية الرد

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (44) الإدراك (5) حوار حول الإدراك قد يمتد…. (2) ورقة مقدمة من: د. محمد يحيى الرخاوى وبداية الرد

نشرة “الإنسان والتطور”

 25-1-2012

السنة الخامسة

 العدد:  1608

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (44)25-1-2012

الإدراك (5)

حوار حول الإدراك قد يمتد…. (2)

ورقة مقدمة من: د. محمد يحيى الرخاوى

وبداية الرد

*****

عزيزى محمد

أكرر شكرى لك على مداخلتك الجادة، وأرجوأن يصلك ما أردت، كما يصل إلى الأصدقاء “ممن يهمهم الأمر” ويسعون إلى المعرفة، لو أنهم تحملوا هذا اللقاء الذى أتعشم ألا يكون شخصيا أو عائليا.

وبعد

مداخلتك هذه (أو ورقتك كما أسميتها) جعلتنى أتعجل تقديم فروضى وافتراضاتى باكراً مع أننى كنت أفضل أن أؤجل ذلك إلى ما بعد التمهيد لها بمبررات كافية، ولكن ما باليد حيلة.

سوف أقتطف من ورقتك أولا ما اخترت أن أرد عليه لاحقا مما لم أرد عليه بعد، وقد أربط ما سبق بما لحق إن لزم الأمر، لكن دعنى أعتذر عن التقطيع الذى جرى على ورقتك لكننى اضطررت إليه، علما بأن ردّى سيظل من واقع الانتقاء لا الحصر.

مقتطفات من ورقة د. محمد يحيى للرد لاحقا:

 وما تحته خط سوف يكون – غالبا – موضوع المناقشة.

(1) … التعريف الذى أتصور أنه التعريف الأشهر للإدراك هو “إعطاء المنبة الحسى” (وليس للعلامات)

(2) … ليصبح تعريف الإدراك إعطاء معنى للبادى من البيئة المعرفية.

(3) … يشير الإعطاء إلى متضمنات كالوهب والإضافة……. وربما يشير أيضاً إلى تكوين وبناء المعنى، بما أنه ليس مجرد اكتشاف لشىء أصيل

(4) … بغض النظر عن صحة الإدراك ومطابقته للحقيقة.

(5) .. التركيز على أن طبيعة الإدراك إنما هى طبيعة عملياتية “تبنى” أو “تكون” إدراكنا

(6) السؤال “ما المعنى؟” أصعب سؤال يتعلق بالإدراك، بل ربما كانت الإجابة هى الغاية من وراء كل دراسة للإدراك.

(7) أرى المصطلح مستوعباً لمعان قد تتراوح بين بساطة إدراك أن هذا الذى أراه أمامى هو “كوب” نشرب فيه …….. وبين جسامة إدراك أن للكون معنى أو أن الله موجود

(8) قد يستطيع تعريف الإدراك بهذا الشكل [إعطاء معنى للبادى من البيئة المعرفية]…… أن يستوعب حتى مستوى “الشهادة” الذى سمعتكم تشيرون إليه (فى مسألة “شهادة” ألا إله إلا الله).

(9) ليس المعنى فى الشىء أو فى العالم ولكنه فينا وفى تناغمنا مع الشىء والعالم (والآخرين إن تطرقنا للتواصل والتواصلية).

(10) ….. الإجابة ترتبط بما يحققه إدراك معنى ما من تناغم (وتكيف وتعالق فى المستويات الأكثر جزئية)، وسعينا للتناغم الأقصى هو ما يصل بنا للسعى للمعنى الكلى، أى لشهادة وجود الله.

 (11) أما البيئة المعرفية فهى بالتأكيد تتجاوز مسألة المنبهات الحسية والعلامات، لتستوعب كل أنواع المعلومات والمعارف ……………. والمنبهات والانطباعات والأفكار والمشاعر وآراء الآخرين وما نعرفه أو نتصوره عنها وما هو تبادلى منها ……. وما هو غير ذلك.

(12) مصطلح “البادى” أيضاً – كما يعرضه سبيربر وويلسون فى نصهما الأصلى ……… يضع صيغة البدو (manifestness) التى تستطيع استيعاب فكرة المعرفة الضعيفة (المبهمة والتى قد تتناقض أو تتداخل أو تتراتب متضمناتها المتعددة المتداخلة) والمعرفة القوية (القوية المحددة الحاسمة).

 (13) .. (نحن) نبنى المعانى التى نعيشها أو ندركها ولا نصل إليها ………….. وبهذا الشكل يصبح إدراك العالم الحسى – فى أبسط أشكاله- ناتجاً عن وظيفة هى نفسها الوظيفة التى يمكنها أن تؤدى إلى إدراك معنى الوجود.

(14) إن هذا – فى تصورى- هو ما يجمع الإدراك كله فى إطار المفهوم نفسه، الذى يعبر عنه التعريف: “الإدراك هو إعطاء معنى للبادئ من البيئة المعرفية“.

وبعد

آسف يا محمد لكننى اضطررت لوضع نقط مكان بعض الكلمات أو العبارات التى حذفتها كما وضعت ما أضفت (كلمة أو أكثر قليلا بين قوسين) لتعويض ما اضطررت إليه من اختصار، ليصل المقتطف أوضح حتى أتمكن من الرد فيما بعد

 وعلى من يريد أن يقرأ الأصل مجتمعا أن يرجع إلى نص ورقتك المنشور فى نشرة أمس (نشرة 24-1-2012 الإدراك 4 حوار حول الإدراك قد يمتد … “ورقة مقدمة من د محمد يحيى الرخاوى”، وبداية الرد).

والآن، دعنى كما وعدت حالا، أقدم لك الفروض والافتراضات التى انطلقت منها هذه الأطروحة دون إشارة مؤقتا إلى ورقتك، حتى الأسبوع القادم.

الفروض والافتراضات الأساسية للكاتب (يحيى الرخاوى):

1) إن إدراك الله سبحانه وتعالى إنما يتواصل من خلال استمرار تصعيد جدلية حركية الإدراك على كل المستويات.

2) إن دراسة آليات وعمليات ومستويات الوعى والإدراك عند الأحياء السابقة (وهو ما اسماه دانيال دينيت “أنواع العقول”) هى دراسة أساسية لفهم الإدراك من خلال برامج البقاء والتكامل الحيوى للبقاء.

3) إن إزاحة سائر المستويات لحساب مستوى واحد لحركية الإدراك مهما كانت تسميته هو على حساب المعرفة، والبقاء، والإيمان (بالمعنى البيولوجى البقائى) جميعا.(المستوى المزيح مثل: العقل أو الإدراك الحسى)

4) إن المدخل لكل المستويات للتواصل – مع الممارسة والنتائج الامبريقية التطورية التى تحتاج لقرون للطمأنينة لها – هو “اللغة”، و”العقل”، دون إغفال ما دونهما أو غيرهما(1)

5) إذن: كلمة إدراك تشير إلى عملية متجددة، وليس إلى صفة قائمة أو كيان ساكن

6) تولدت الكلمة، مثل كل كلمة – ومايقابلها – عبر قرون من تفاعل بشر فى مجتمع، فهى مرتبطة بالثقافة التى أفرزتها، ومن ثم اللغة التى صكتها حتى استقرت، مع التنبيه أنه لا ينبغى لها أن تستقر إلا للتوظيف المرحلى، أو الدراسة.

7) ترجمة كلمة الإدراك من لغة إلى لغة مفيدة، وربما ضرورية، لكننا لا ينبغى أن نسمح لأية ثقافة، مهما بلغ تقدمها أن تحجر على ثقافة أخرى، لأى سبب.

8) يمكن الاستفادة للحوار بين الثقافات واللغات من خلال آليات آخرى دون الاقتصار على الترجمة

9) كما أنه يوجد عالم “واقعى” خارجى أى بيئة موضوعية، يوجد “واقع” داخلى وهو بيئة موضوعية أيضا(2) داخلية حقيقية (ولا مفاهيمية بالضرورة)

9) الإدراك يشمل عملية جدلية مستمرة بين الذات والموضوع وهى عملية لها بداية وليس لها نهاية

10) الإدراك لا يتم عن طريق الحواس، إلا فى مستوى شديد التواضع

11) الإدراك المتجاوز للحواس (الإدراك بغير حواس معروفة) هو إدراك أشمل وأرحب ولا تصح إزاحته لعلم يسمى الباراسيكولوجى دون السيكولوجى

12) مفهوم العين الداخلية(3) (والأذن الداخلية والأنف (الشم) الداخلية ليس مفهوما تجريدا ولا تقريبا ولا نادرا (الأحلام قبل الهلاوس والإبداع

تطيبقات محتملة

أ) يترتب على الاجتهاد فى هذه المنطقة حتى لو ظلت الفروض مجرد فروض تفرقة حاسمة بين أعراض وأعراض تبدو متشابهة فى الظاهر وحتى فى التعريف

ب) يترتب على ذلك أيضا تفرقة جسيمة فى نوع العلاقة مع المرضى وخاصة الذهانين

ج) أظن أن الحراك السياسى عبر العالم، وعندنا أيضا، لا هو منتبه ولا هو مستعد إلى مواجهة تأثير ألعاب اللغة وتزييف المفاهيم وتعدد المستويات فى هذه المرحلة من الاغتراب والنصب العولميين بحيث يستفيد من هذه الفروض مع أن المحاولات موجوده عبر العالم

ملحوظة:

أقرأ الآن يا محمد ثلاث كتب مهمة متعلقة:

(1) علم النفس الثقافى ماضيه ومستقبله: تأليف: مايكل كول – ترجمة وتحقيق: د. كمال شاهين د.عادل مصطفى. الناشر: دار النهضة العربية.(وهو ناقص ثلاثة فصول عن المنهج أسعى للحصول عليها فى كتاب مستقبل كما وعد المترجمان د. كمال شاهين – د. عادل مصطفى)(4)

(2) “الدين والتصور الشعبى للكون فى المجتمع القروى المصرى” تأليف: السيد الأسود وقد كتب بالانجليزية وترجمه المؤلف الأستاذ بالخارج (أمريكا) إلى العربية.

(3) “الانتخاب الثقافى” تأليف: أجنر فوج – ترجمة: شوقى جلال.

أرجو أن أجد فيها كلها ما يضيف إضاءة حول خلافاتنا واتفاقنا بشكل آخر

فكيف بالله عليك يا محمد أستطيع أن أتوقف عن ما آخذتنى عليه

ادع لى يا محمد! ربنا يبارك فيك.

إلى أن نلتقى الأسبوع القادم.

 

[1] – ولعل هذا ما كنت تقصد يا محمد حين أعلنت تحديك لى فى مواجهة مقولتى أن “الله لا يمكن إثباته” وإنما يمكن إدراكه، ورددت علىّ أنك تستطيع إثباته من خلال اللغة (مقال: “لغوية الوجود المؤمنة” عدد ‏57 ‏يناير‏ 1994 مجلة الإنسان والتطور) الذى لم أفهمه جيدا حتى الآن، وإن كنت لم أبذل الجهد الكافى ولا الوقت الكافى.

[2] – وهى ليست مرادفة للبيئة المعرفية التى وصلتنى من ورقة محمد.

[3] – التى قال بها  Sims وكنت أكتشفتها قبل ذلك من مرضاى وهى أساس ممارستى الآن وسأرجع إليها بعد.

[4] – “بانتهاء هذه الفصول السبعة من الكتاب نكون قد قدمنا للقارئ صورة مكتملة عن علم النفس الثقافى، وتبقى من الكتاب فصول أربعة تركز على الجوانب المنهجية وستكون بين يدى القارئ قريباً بإذن الله فى عمل لاحق بعنوان: علم النفس الثقافى – مناهج مقترحة. “المترجمان” (ص 317).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *