الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (40) الإدراك (2) المعرفة الطريق إلى الله فالشفاء الحىّ

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (40) الإدراك (2) المعرفة الطريق إلى الله فالشفاء الحىّ

نشرة “الإنسان والتطور”

 11-1-2012

السنة الخامسة

 العدد:  159411-1-2012

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (40)

الإدراك (2)

المعرفة الطريق إلى الله فالشفاء الحىّ

1- أشعر بالمسئولية، خوفا من ترجمة ألفاظى إلى اللغة السائدة، ومع ذلك أنتقل إلى الحديث عن خبرتى المحدودة بلغة الفروض كما تعودتم منى طوال هذه السنوات وقبلها، ليس أمامى سبيل آخر

2- لا أشعر أن مولانا النفرى ملزم بالإجابة على السؤال الذى أنهينا به نشرة أمس،، فهو لم يحشر نفسه فى الطب النفسى، ولا هو تدخل أو تداخل مع علم النفس، أنا الذى أحللته ضيفا فى موقعى/ربما رغما عنه.

3- ينقلب السؤال إلىّ: إذن لتجيبنا أنت كيف تحشر كلاما صوفيا غامضا ملتبسا حتى على مستعملى اللغة العربية التى تنتمى إليها أنت وشيخك، ونحن أيضا، عليك أن تجيبنا أنت كيف تحشر هذا الكلام غير الموضوعى ينافس اللغة العلمية، بل والمعجمية، حتى تزيد الأمر غموضا بلا فائدة عملية فى أفق رؤيتنا؟

4- أجدُنى مضطرا أن أجيب بأننى أتعرف على ربى باستلهام مقامات مولانا هكذا، وطبعا من غير ذلك، وأننى تجرأت حتى رحت أحاول أن أكمل استلهامات شيخنا النفرى بما أسميته “حوار  مع الله”، وأننى تعرفت من خلال هذا الحوار على ما هو إدراك كلى وما هو إدراك جزئى حواسّى، وماهو إدراك يتجاوز هذه الحواس وغيرها، وهو وظيفة أخرى غير التفكير تماما، حتى اهتديت إلى أن الله سبحانه وتعالى “يـُدْرَكُ” بالإدراك لا يُثبت بالتفكير، ولا يُعرف بالعقل (وسوف أرجع إلى ذلك بشكل أو بآخر غالبا).

5- إن هذه المعرفة، ولو ظلت على مستوى الفرض، قد حضرتنى وتحضرنى بشكل واضح ولحوح فى ممارستى للعلاج الجمعى أساسا، وأيضا فى ممارستى الإكلينيكية اليومية، دون أى محتوى دينى محدد

6- إن هذه المعرفة ليست معرفة ثانوية أو تسكينية أو مساعدة، ولا حتى هى معرفة دينية بمعنى تعريف الدين بالشريعة، لكنها معرفة موضوعية واقعية بيولوجية حاضرة علاجية فاعلة، ربما سبق أن ألمحت إليها فى تناولى لما أسميته “تشكيل الوعى الجمعى”

7- ومن خلال ممارستى العلاج الجمعى أيضا تعرفت على علاقة الإدراك بالزمن، وبالذات بما أسماه باشلار “حدس اللحظة”، حتى تصل هذه العلاقة إلى جزء من الثانية بشكل أو بآخر (ولهذا حديث لاحق)

8- إن ما أكتبه بهذا الأسلوب كمقدمة لتناول ظاهرة الإدراك (سواء بالنسبة لحالات الوجود المتناوبة فى الصحة النفسية، أو لاضطرابات الإدراك، أو لعلاقته بالإبداع، أو لفرض “العين الداخلية”، لا يمكن ترجمته إلى أية لغة أخرى (وربما إلى اللغة العربية أيضاّ!!!!)

9- وبالتالى يصبح وعدى، أو رغبتى أن أنشر هذا الفكر كما وصلنى، من واقع هذه الخبرة اقرب إلى الاستحالة، على الأقل فى المرحلة الحالية

10- هذا، مع أن آرثر آربرى Arthur J. Arberry قد قام بترجمة النفرى إلى الإنجليزية بإعجاز سمعت عنه، لأننى لست حكما فى مثل هذا المستوى (مع أن الترجمة عندى طبعا، بل إن كثيرين ممن تعرفوا على النفرى مؤخرا بدأوا بالتعرف عليه بالعربية من خلال ترجمته هذه إلى الإنجليزية)!!

11- برغم كل الصعوبة التى تبدوا فى كل ما سبق، فإنى أود أن أختم هذه الخواطر بالتأكيد على أن مرضاى فى العلاج الجمعى، وبعضهم لا يفك الخط، يكادون يعرفون كل ذلك دون أن يعلنوه، وهم يشفون من خلاله

12- إذن: فهى معرفة مفيدة عمليا وإكلينيكيا مرتبطة بثقافات أخرى غير تلك التى نستوردها ونلصقها على خارج وجودنا

عذرا،

دعونى أعيد نشر ما جاء فى نشرة يوم السبت من موقف الإدراك لمولانا النفرى ثم “حوارى مع الله” الذى استلهمه من كلمات مولانا:                                      

إذا كان مولانا يتكلم عن الإدراك (ألف دال ألف كاف) كما استلهمه من ربه، ربنا مرورا بما هو “علم” وهى – إدراك – كلمة عربية أصيلة لا تحتاج إلى معاجم، بل قد تفسدها المعاجم، فهل ننكر عليه ذلك، أو نتنكر نحن لكلمتنا العربية كما أوردها بهذا المضمون الذى لم يبينه، ونكتفى بدراسة الـ Perception؟

من موقف “الإدراك” (1)

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

العلم طرقات تنفذ إلى حقائق العلم،

وحقائق العلم عزائمه، وعزائم العلم مبلغه،

ومبلغ العلم مُطلقه،

ومطلق العلم حدّه،

وحدّ العلم موقفه

فقلت له:

طريق العلم هو العلم الحقيقى

العلم غير حقائق العلم

فريضة العلم هى سعى مطلق إليه، إليك

أغلَقُوا علينا الطريق إليك، واكتفوا بالطريق الدائرى حول أنفسهم

بعضهم يستعمل اسمك لغيره

مبلغ مطلق العلم هو دوام انطلاقه

ولا حدّ للعلم وهو يتجدد إلا بموقف تخطى الحدود

****

من نفس موقف “الإدراك” (2)

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

العلم كله طرقات،:

طريق فطنة،

طريق فكرة،

طريق تدبّر،

طريق تعلّم

طريق تفهّم

طريق إدراك

طريق تذكرة

طريق تبصرة

طريق تنفّذ

طريق توقّف

طريق مؤتلفة

طريق مختلفة.

فقلت له:

جعلوا العلم بديلا عنك

وحين اضطروا لوصفك رسموا صورة له ولك ليثبتوك بها

فاختفت عنهم حقيقتك

تعدد الطرق فَرْحة

وتشتت الطرق فُرصَة

وتباعد الطرق مِحْنة

وتقارب الطرق امتحان

وتكامل الطرق ألفة

وتضفـّر الطريق دعوة

واختلاف الطرق رحمة

وتماثل الطرق استحالة

وكل الطرق الحقيقية هى أسهم فى اتجاه المعرفة الحقيقية

أسهم فى اتجاهك

****

من نفس موقف “الإدراك” (3)

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

 ما إلى المعرفة طريق ولا طرقات ولا فيها طريق، ولا طرقات

فقلت له:

الطريق هو هو منهج الطريق:

إذا حَسُن مهما تعددت المسالك فالكشف يقين،

واليقين علم

 والعلم حق،

 والحق فعل،

 والفعل توجّه لا يتوقف.

العلم هو منهج العلم.

المعرفة تجمع جُمّاع الطرق معا  إليك

المعرفة التى تفضى إليك لا تعرفنا بك، بل باتجاه سهم المعرفة إليك

إذا ما حَلّ طريق محل كل الطرق فهو أوحد أظلم من الظلم والظلام

أحتمى بك منى: أن استسهل وأنساق وراءهم

أحتمى بك منهم.

أحرص على خوفى ما دامَ يُلزمنى رحابك.

 العلم بداية المطاف لا نهايته.

العلم طريقٌ إلى حقائقه.

 العلم طريقٌ إلى عزائمه.

 الحقائق بلا عزائم تموع حتى تختفى بعيدا عن دوائر الوعى إليك

السائر ناظرا إلى موقع قدمه يتصور استقامة مسار خطوه وهو يدور حول نفسه

تقاطع الطرق فرصة لإعادة النظر نحوك

تتخلق الطرقات من جذب المعرفة

وتتخلق المعرفة على قدر علاقتها بك

****

وفيما يلى أيضا الرسم التخطيطى – بعد الإضافة المحدودة – لبيان تناول حالات الوجود من منظور الإيقاع الحيوى بصفة عامة، وهو نفس الرسم الذى نشرناه الأسبوع الماضى (نشرة 4-1-2012 “ماهية الحرية، والصحة النفسية (15) فى الإعادة إفادة قبل ان نعاود الانطلاق”) وأعتقد أن تناوله بعد هذه المقدمة بالشرح قد لا يفيد كثيرا فى المرحلة الحالية اللهم إلا إذا بدأت بتقديم بعض ملامح معالم فرض “العين الداخلية” حتى نعود لها بالتفصيل

نلاحظ أولا أننى أسميت هذه الوظيفة سابقا باسم “الكشف” وليس “الإدراك”، وهى تسمية قديمة بالنسبة لمراحل تنظيرى فى المسألة، ولم أشأ أن أغيرها الآن، وقد تعمدت ذلك حتى أؤكد أن ترجمة كلمةperception  إلى الإدراك الحسى (مع إضافة تحديد أنه حسى) هى ترجمة معطلة ولا تسمح بالتحدث عن تجاوز الحواس الخمسة ، مع أن هذا التجاوز هو اصل كل من الإبداع، هو الذى يفتح الباب أمام قبول فرض “العين الداخلية” الذى سوف نبدأ بتناوله أساسا الأسبوع القادم غالبا.

أما الآن فأكتفى بتقديم الشكل دون تغيير العنوان “الكشف” (مرحليا) باعتبار أن الإدراك هو كشف قبل أن يكون تميزا أو تحديد معالم.

 ملحوظة ” من شاء أن يتوقف أو يراجع استعمال النفرى لكلمة الإدراك ……. المعاجم أو العلوم النفسية، عليه أن يفعل ما يشاء على مسئوليته، لكننى أحذره أنه قد يبتعد كثيرا عن ما أراده النفرى غالبا.

11-1-2012-

الكشف (الإدراك)

ذكر احتمالات الآتى:

Ø   غالبا لن  أتوقف طالما أن عندى ما أثبته من خبرة أو رؤية أو فروض

Ø   لن أرغم نفسى على الاستمرار فى موضوع واحد حتى أنهيه، حتى لو لم أنهِ أى موضوع بذاته فى حياتى

Ø   لن أكتب بالإنجليزية إلا مضطرا (ولن أضطر غالبا)، لست فى حاجة إلى موافقة عاجلة “منهم”.

Ø   لن أطلب من أى أحد أن يترجم ما أكتب لأية لغة أخرى، لكن ربما جاز ذلك لاحقا بعد أن يكتمل المشروع ولو بدرجة مناسبة.

Ø   أعتقد أنه فى مرحلة النشر الورقى – لاحقا – سوف تتجمع المواضيع التى وردت  فى نشرات متفرقة، أو حتى  كتب مختلفة، لتتكامل فيما يمكن أن تتكامل فيه، ربما بعناوين مختلفة، أو فى محاولة لمّ شمل ما ظهر يوميا فى ظروف متجددة، وأيضا ما يستجد من نشر متقطع هكذا

Ø   لن أنتظر من زملائى أو تلاميذى ما كنت أنتظره قبل ذلك حتى لا ألومهم أو يتوقف استمرارى على إسهامهم، فعندى ربى أخاطبه، وهو قادر أن يعيننى،

 وللجميع الشكر والعذر طبعا من قبل ومن بعد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *