الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الإشراف على العلاج النفسى (90) العلاج، وتعتعة “البدائى” فى الحلم

الإشراف على العلاج النفسى (90) العلاج، وتعتعة “البدائى” فى الحلم

نشرة  الإنسان والتطور

4-5-2010

السنة الثالثة

العدد: 977

التدريب عن بعد

الإشراف على العلاج النفسى (90)

العلاج، وتعتعة “البدائى” فى الحلم

د. محمد رياض: هى عيانه جايه بالشكوى الأساسية موضوع المرض الجلدى ده، وموضوع وزنها، وإن هى مش مبسوطه من تخنها وإن ده مضايقها ومعطلها

د.يحيى: مرض جلدى إيه؟ وهى بتشتغل إيه؟.

د. محمد رياض: عندها صدفيه، وهى بتشتغل شغلنتين، أول ما جتلى كانت شغاله شغلانه واحدة تسويقيه إدارية، يعنى فى مجال كويس، وكانت بتاخد بونص كويس، كانت بتعمل أرقام كويسه، وهى كان طموحها إنها تشتغل فى الإعلام، ومقدمة دبلومة إعلام، وكانت مأخره الخطوة دية، وفعلاً بدأت فى المجال ده وبدأت تنزل تحقيقات وكلام من ده.

د.يحيى: وبعدين؟                              

د. محمد رياض: فى خلال شهريين ثلاثه أنا فوجئت إن موضوع الصدفيه اللى عندها بيتحسن بدرجة سريعة، هى كانت راحت لدكاتره أمراض جلدية كتير وقالولها ورا ده مرض نفسى مش قليل، وهى بدأت تفرح عشان موضوع الصدفيه ده اتحسن، وبدأت تهتم بشكلها وبلبسها ووزنها

د.يحيى: خلاص ما تكملش، ألف مبروك، عايز إيه تانى؟! ما خلاص خفت!!!

د. محمد رياض: الحمد لله، بس اللى حصل إنها من 3 أسابيع حصل تغير مفاجىء

د.يحيى: خير؟                                             

د. محمد رياض: من 3 أسابيع بدأت تقول أنها بتشوف فى أحلامها علاقة مش كويسة مع أخوها، وإنهم بيشوفوا بعض عريانين، وزى مايكون فيه علاقة جنسية بينها وبين أخوها فى الحلم، وده بقى مزعجها لدرجة شديدة جداً.

د.يحيى: مش فى الحلم؟ هىّ مالها؟

د. محمد رياض: “أيوه.. وبعدين هى بدأت تخاف تنام، وبتقول: أنا على طول بدأت أقرف من نفسى بدرجة مزعجة خالص، وبدأت ماحبش النوم”…  وفعلا لدرجة إنها ساعات ما تنامشى من كتر الخوف من الحلم ده، وده بدأ ينعكس على شغلها، ما بتنزلش شغلها الصبح فى ميعاده، يعنى بدأ يبقى فيه تأخير مش قليل خالص

د.يحيى: وإيه أخبار الأدوية؟

د. محمد رياض: لأه، حضرتك ماكتبتش دوا من الأول، يعنى هى ما بتاخدش دوا خالص لحد دلوقتى.

د.يحيى: طيب وبعدين؟

د. محمد رياض: أنا مابقتش فاهم ده أوى، مابقيتشى عارف أعمل إيه؟ فى الأول كده قلت لها اسمحى بالموجود ده، يعنى إقبليه، أياً كان، خلّى اللى يطلع يطلع وأدى إحنا موجودين مع بعض، وربنا يصلح الحال، بس ده ما أثرشى كتير، يمكن بقت تحلم بزياده، ويدأ ده ينعكس عليها فعلاً فى شغلها ما بقتش تنزل الشغل بانتظام، وبتبكى كتير، وبتشتكى على طول.

د. يحيى: السؤال؟

د. محمد رياض: بصراحة أنا مش فاهم أوى اللى حاصل، ومش حابب أزقها فى حاجه أنا مش واخد بالى منها قوى.

د.يحيى: انا متهيألى أن أنت واخد بالك كويس، وعملت عمل كويس، هى لها أخوات ولا لأه

د. محمد رياض: ليها أخ وحيد

د.يحيى: أكبر ولا أصغر؟

د. محمد رياض: أصغر بسنتين، وأنا برضه باشوفه، بيحضر جلسات معايا

د.يحيى: هى اللى جابته؟

د. محمد رياض: لأه، حضرتك حولته لى هوه راخر من شهريين، حضرتك اللى حولته

د.يحيى: وهو ماله بقى؟

د. محمد رياض: هوه مش بيروح بإنتظام دراسته ومتأخر فى التحصيل

د.يحيى: مش هى عندها 26 سنة يبقى هوه 24 سنة

د. محمد رياض: هو فى ثالثة جامعة.

د.يحيى: أنت ماربطش بين إنك أنت بتشوفهم هما الأثنين، وإن هما الأثنين ظهروا فى الحلم أثناء العلاج، مع تحسن المرض الجلدى؟

د. محمد رياض: أكيد فيه رابط يا دكتور يحيى بس مش قادر أحط أيدي على حاجه معينة.

د.يحيى: طيب يعنى أنت عملت عمل جيد فعلاً، زى ما تكون العلاقه العلاجية سمحت عند الست دى، ببعض الخلخله والمسامية بين المستويات وبعضها، مستويات الوعى يعنى، انت عارف أنا باقصد إيه بالوعى، يعنى تنظيمات المخ فوق بعضها بعلاقاتها المتنوعة،

 إحنا زى ما قولنا ألف مره لحد ما غلب غلابى، مش معاكم، لأ مع الناس اللى بره، العلاقة المحارمية دى حاجة طبيعية تاريخا، يعنى هى علاقة موجوده فى المراحل اللى قبل الإنسان، وكان مسموح بيها فى مراحل الإنسان الأولى، وهذه القضية رغم بساطتها، وإن إحنا قلناها هنا 100 مرة، إلا أنها لسه مرعبة، وهى لا تدل على اى شىء خاص بيها قوى، بمعنى إن زيها زى بقية الحاجات المكبوته، زى العدوان مثلاً، زى القتل مثلاً، القتل كان طبيعى برضه فى مرحلة معينة من تطور الأحياء يعنى الأسد يقتل الثعلب، وياكله، والتعلب يقتل الأرنب، كله سلوك بقائى وطبيعى، إنما لما بقينا بنى التاريخ ده اتغطّى جوانا، باقول اتغطى مش اختفى، ولما اتغطى كبْس، اتحور أظن إلى أوحش، يعنى دلوقتى البنى آدم بيقتل البنى آدم مش لأسباب بقائية ولا حاجة، ولا علشان جعان، دا بيقتل البنى آدمين بالجملة، قتل احتياطى ولاّ استباقى، اسم الدلع اليومين دول، كذلك الجنس، زمان عبر تاريخ الحياة ماكانش فيه حكاية محارم ولا يحزنون بين الحيوانات، ولا حتى عند الإنسان الأول.

تيجى بقى للعلاج : العلاج النفسى الحقيقى بيعمل إيه؟ هو بيعمل شويه سماح شوية للى موجود فى طبيعتنا الأولانية، بس بيكون دخل فى الضلمة، تحت ظروف كتمت على نفسه بسرعة أو بالعافية أو بغباء، يقوم ييجى العلاج يقرب المستويات المختلفة الظاهرة والمخنوقة من بعضها بحذر، زى مايكون بيتحسس طريقة للتصالح أو حاجة كده، يقوم ممكن يطلع اللى كان مستخبى فى الحلم، وبعدين يمكن يطلع فى العلم فى الحكى بشكل مباشر أو غير مباشر، وبعدين إحنا بقى نشتغل عشان نروضه زى ما كان مفروض يعنى بالاحتواء والنمو والالتزام والمجتمع والدين والمصلحة والنفع وحاجات كده، زى ما حصل فى التاريخ، يعنى الحدوته هنا انك إنت عملت عمل بسيط خالص، لكن هو شديد الدلاله، إنك انت بالاستماع والصبر والتحمل الست دى لقت راجل فهمان وطيب وبيسمعها، راحت سايبه اللى جوه يطلع، وده أغناها عن إنها تقعد تزود القهر والكبت وكلام من ده، يعنى الست دى إللى ماكبرتشى من ناحية العلاقات برغم شطارتها واجتهادها، تعبت، لقت إن فيه حد محترم بياخد تلاته تعريفه وبيسمح ومهتم، فهى سمحت للى جوه إنه يقرب ناحيه بره شوية، فطلع فى الحلم. ما هو إحنا اللى بنخبيه سواء كانت علاقات محارمية أو عدوان أو جنس أو أى استغماية بنقعد كاتمين عليه جامد، حتى مابيطلعشى فى الحلم المحكى اللى بيوصل لنا، لكن لازم هوّه بيتحرك فى الحلم الجوّانى، وإذا طلع وخدنا خبر بيه، ولو على خفيف، نترعب ويمكن نزقه لتحت جوّه أكتر، فيطلع على جتتنا بَلاَ، زى “الصدفيه” فى الحالة دى، اللى حصل مع السماح والسماع فى العلاج إن دبت الطمأنينة جوّه، قام ده قرب من ده، جه أخوها يتعالج من حاجه سطحية زى ما بتقول، وهوه متأخر فى الدراسة، مايمنعش أن يكون عنده نفس الوضع بس هو لمّها بطريقة اكتر حِنّيه، يمكن عشان ولد فماظهرش المرض الجلدى مثلا، تيجى إنت عملت إيه فى العلاج مع الست دى، قعدت تحرك وتلم، تحرك وتلم، فدى مرحله جيده بس لها مضاعفاتها طبعا، يعنى من ألعن المضاعفات احتمال التوقف عن العلاج دلوقتى خوفا من مزيد من التحريك، يقوم مثلا يحصل نكسة فى الصدفية أو فى الحالة النفسية، على فكرة كتير من الأمراض الجلدية عندى بافهمها على إنها لغة، أنا اشتغلت فى المنطقة دى أبحاث كتير إتعلمت منها إن المخ لما مايقدرش يعبّر، الجلد بيعبر، وماتنساش إنهم من أصل واحد فى التطور وعلم الأجنة، الاتنين: “الجهاز العصبى” و”الجلد” بيتكونوا من الإكتودرم، والجلد –فى خبرتى- بيعبر بأمراض مختلفة عن مستويات مختلفة من الصراع أو البدائية أو غيره، يعنى فى خبرتى وأبحاثى: الثعلبة Alopecia Areata تعبير خفيف شوية، الصدفيةPsoriasis أعمق وأعمق، فيه مرض اسمه Liken Planus (وبالعربى اسمه “حزاز مسطح”)، ده صرخة أعمق وأعمق، ساعات بيبقى تعبير عن عدوان فظيع.

 إنت عندك دليل هنا إنك وصلت لعمق معين فى التحريك، دليل إيجابى هو اختفاء أو تحسن “الصدفية” وده شىء نادر، ده يعنى إنك انت وصلت لمنطقه لغة الخلايا من داخلها، حديث الخلايا الجلدية، أعمق كتير الحساسية والهرش،

 حاقولك على حاجة بس ماتتخضش: لما أنت تيجى تهوِّى على حاجة بشغل بسيط، وانت مش واخد بالك يمكن التهوية دى توصل للعيانة بسماح جامد يخليها تستغنى عن لغة الجلد، وتسيب نفسها لحد ما تتحرك مستويات أعمق بدون قصد، يعنى نقدر نترجم اللى حصل بإن العيانة دى ماعدتش محتاجة أنها ترجع سمكة تغطى نفسها بصدف تانى، (الصدفية)، وفى نفس الوقت هىّ مااستعجلتْشِِِِِِِِ فى استعمال ميكانزمات جديدة،

  طبعاً ماحدش بيقبل الكلام ده بسهولة، بس انت تاخدها بالراحة عشان تفهم، فلما تيجى انت تهوّى بطيبة وصدق تبقى بتقبل التناقض وبتطبطب على مستويات الوعى مع بعض، يقوم اللى جوه، المستوى يعنى اللى مستخبى يقرب، وده هنا العلاج خلاّه يطلع فى الحلم كده، يبقى ده دليل جيد مش سيئ لكن زى ما قلتلك إنك لو بطلت دلوقتى أو العلاج وقف لأى سبب يبقى ده سىء جداً. لأن ده معناه وقفة فى محطة لا حصلت شوية الضبط والربط، ولا كملت الوعى والمسئولية، يعنى ألعن حاجة تبطيل العلاج فى المرحلة دى وبعديها تبطيل الشغل وبعديها ظهور الصدفيه لأن كل ده معناه إنها وقفت ورجعت تغطى اللى جوه بالصدف تانى، يبقى احنا كده فى مرحلة محتاجة السماع المستريح، وضبط جرعة السماح، وقبل ده وبعد ده محتاجه ربنا لأنه هوه اللى بيلم ده على بعضه زى ما لمّك انت والعيانة كده والاسم علاج

 المصيبة إن السماح المرحلى بالمحارمية، لازم يمر بيك انت شخصيا وده طبعاً شديد الصعوبة على أى واحد عادى، بس أهه بنقول المسألة نظرى، وأى لحسه وعى تكفى لو المعالج يقدر عليها

وماتنساش إحنا عندنا أسلحة تانية كتير تساعدنا فى شغلنا، يعنى حانهدى جرعة التحريك بأدوية، ونزود جرعة الوقت شهور مش أسابيع عشان نستوعب اللى حصل على مهلنا ونكمل الإيجابيات اللى اتحققت، برافوا عليك وعليها

د. محمد رياض: بصراحة مش فاهم قوى، وخايف كمان

د. يحيى: يبقى كده وصل لك اللى أنا عايز أقوله، الحكاية مش صعبة قوى، والمسئولية خطيرة، لكن كده إحنا بنقرّب للطبيعة أكثر، وربنا موجود وأنا موجود، ويمكن أكون عشان أنا اشتغلت فى المنطقة كتير قادر أتكلم كده، عموما كل ما تلاقى نفسك عايز تجيب العيانة وتيجى تشورنى أهلا

د. محمد رياض: يعنى اعمل إيه دلوقتى؟

د. يحيى: انت تهدى اللعب، وتديها دوا خفيف خفيف، يعنى شوية نيورولبتات Neruroleptics متوسطة، وتزوّد وتنقص حسب الحالة، وتفرد مساحة الزمن، وتقول يا رب.

د. محمد رياض: يا رب

د. يحيى: يا رب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *