الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الفرق بين العلاج النفسى والمتابعة

الفرق بين العلاج النفسى والمتابعة

نشرة “الإنسان والتطور”

6-4-2010

السنة الثالثة

العدد: 949

 

التدريب عن بعد

الإشراف على العلاج النفسى (86)

 

الفرق بين العلاج النفسى والمتابعة،

وضرورة الالتزام بشروط التدريب، وأهمية التشخيص

د.هشام: هى طالبة فى كلية قمة، فى جامعة بعيدة شوية

د.يحيى: بتشوفها فين فى العيادة، ولا فى المستشفى؟

د.هشام: لأ، هنا فى المستشفى، هى عندها 27 سنه دخلت المستشفى عندنا أكتر من مرة، 3 مرات بالظبط، أخر مرة كانت من سنه وشهرين.

د.يحيى: متجوزه؟

د.هشام: لأ، لسه.

د.يحيى: 27 سنه، ولسة طالبة؟ هى بتشتغل؟

د.هشام: لأه طالبة بس، هى متعثرة دراسيا فعلا

د.يحيى: فى سنة كام؟

د.هشام: فى أخر سنه، فى سنه رابعه

د.يحيى: عندها كام ماده؟

د.هشام: عندها 5 مواد

د.يحيى: عندا كام أخ وكام أخت؟

د.هشام: 3 أخوات واحده أخت واتنين صبيان

د.يحيى: أبوها موجود؟

د.هشام: توفى من 8 شهور

د.يحيى: هى نمرة كام؟

د.هشام: هى التالتة

د.يحيى: وكل اللى قبل منها إتجوزوا

د.هشام: فيه بنت إتجوزت، والأخ الأكبر إتجوز، وأخوها الصغير لسه مخلص جيش

د.يحيى: والدتها بتشتغل؟

د.هشام: آه بتشتغل

د.يحيى: هى حلوه؟

د.هشام: مش أوى، وهى بتيجى من سفر بعيد نسبيا، بس على فترات

د.يحيى: كل قد أيه؟

د.هشام: كل شهر يعن، ى ماعرفتش أخليها تيجى كل أسبوعين حتى.

د.يحيى: وده مسميه علاج نفسى، برضه؟ مش دى تبقى متابعة؟ بتقعد معاك قد إيه كل مرة؟

د.هشام: بتقعد ساعة

د.يحيى: كويس، يبقى خليه علاج نفسى عشان خاطرك. ولو مؤقتا، ولا انت حاتحط لنا مبدأ “إنما العلاج بالنيات”، مش احنا قلنا العلاج وقت وتعاقد، وكلام من ده.

د.هشام: أنا كنت عرضتها قبل كده لحضرتك من 3 شهور بخصوص زنقة كده ما كنتش عارف أشتغل فيها، هى حتة مساحة السماح، أنا كنت خايف تورطنى يعنى أوافق على حاجات مخالفة لمنظومة القيم الخاصة بيّا، وهى نفس المشكلة لسة معايا.

د.يحيى: عندك كام حالة؟

د.هشام: هى دى أكتر حالة منتظمه فيه حالات تانية، بس مش منتظمه يعنى

د.يحيى: مش احنا قولنا ياابنى لازم فى التدريب والإشراف يكون معاك أربع حالات على الأقل، يعنى 8 حالات يرسوا على 4، يعنى انت عندك حالة واحدة منتظمة، وبتيجى مرة كل شهر وفوتناها لك عشان بتقعد معاها ساعة، يبقى ده تدريب، يحتاج الإشراف ده بالطريقة دى؟

د.هشام: ما هو انا لسه فى البداية

د.يحيى: ماشى ماشى، بس لا بد بعد شوية صغيرين تكون وصلت للحد الأدنى عشان تاخد وتدى مع نفسك، وتقارن، وتراجع، يقوم الإشراف يبقى له معنى وفايدة غير كده يا ابنى، العلاج النفسى ده مهنة زى أى مهنة، وأصعب، عشان كده كل ما زاد عدد عيانينك، كل ما اتعلمت أحسن، ولو غلطت أكتر، حاتتعلم أكتر ما دام الإشراف شغال، إنما ده كله ما يحرمكشى من إنك تسأل اللى انت عايزه النهارده.

د.هشام: … فالمرة الى فاتت اتكلمنا فى السماح، وبعدين حضرتك قلت لى إن احنا لازم نقيس حركة العلاج بإنجاز عملى فى الحياة اليومية، جنب الحكاوى والسماح وقلته،

د.يحيى: هه؟ وعملت كده؟

د. هشام: هى رجعت تذاكر، وبتخش الامتحانات ونجحت فى أخر مرة فى مادتين، بعد ما كانت اتوقفت خالص، فهى تعتبر ماشية،

د.يحيى: قلت لى عندها كام مادة؟

د.هشام: عندها 5 مواد فى الترم التانى

د.يحيى: والأولانى

د.هشام: الأولانى نجحت في 5 فاضل لها 3

د.يحيى: يعنى عندها 8 لسة !! بقالها قد إيه فى سنه رابعة

د.هشام: دى تالت سنه، بس الدنيا اتحركت، وهى دلوقتى بدأت تسمع الكلام وتنفذ التعليمات.

د.يحيى: طيب وعملت إيه بقى فى موضوع السماح وقلته، هوه انت قصدك إيه بالسماح بالضبط؟

د.هشام: السماح ! أصل هى البنت كان عندها كبت من ناحية الجنس الآخر، يعنى ما بتسمحشى لنفسها إنها تفكر إن فيه حاجة اسمها رجالة من أصله.

د.يحيى: خلى بالك، دى عندها 27 سنه، قمت انت سمحت بإيه بقى؟

د.هشام: بإنها تحرك شعورها باتجاه الجنس الأخر، أو تعترف بيه على الأقل

د.يحيى: حاتعمل إيه يعنى؟

د.هشام: تعجب أو تحب، أو على الأقل تعترف لنفسها باحتمال أى حاجة، مجرد اعتراف إنها منجذبه لحد مثلا

د.يحيى: مش فاهم، يعنى تعجب بمين يعنى أو تنجذب لمين؟

د.هشام: اى حد

د.يحيى: واحده عندها 27 سنه بتقول لها أنا أسمح انك تعجبى بأى حد؟

د.هشام: هو ده اللى حصل فعلاً، فهى اتعرفت على شاب وبدأت تذاكر معاه فى مكتبة الكلية وطبعاً أهلها كانوا مستغربين شوية، بس انا قلت لهم إنى متابع الموضوع.

د.يحيى: متابع إيه يا ابنى وانت على بعد مئات الكليلومترات، وبتشوفها مرة كل شهر، ثم انت ما قلتلناش هى سمحت لنفسها تعجب بيك الأول ولا لأه.

د.هشام: ما هى بتيجى فعلاً مرة كل شهر

د.يحيى: وده بقى دليل الإعجاب؟

د.هشام: ماتكلمناش فى الجلسات اللى فاتت فى حاجة زى كده

د.يحيى: يا إبنى وهى دى حاجة حا تتكلموا فيها بالألفاظ، يعنى حاتقول لها إنت معجبة بىّ ولا لأه

د.هشام: أصل الأمور اتطورت بعد كده أكتر من كده بكتير، النقلة الجديدة إنها أتعرفت على راجل عنده 49 سنه

د.يحيى: الكلام ده من إمتى؟ وازاى؟

د.هشام: ده بقى له شهر مثلاً، راجل عنده 49 سنه على المعاش وأتعرفت عليه بالصدفه فى صيدلية وهى بتصرف العلاج

د.يحيى: على المعاش 49 سنه

د.هشام: معاش مبكر يعنى

د.يحيى: متجوز وبتاع؟

د.هشام: متجوز ومخلف وجد حديثاً بدأوا يتصلوا ببعض بالتليفون، العلاقة أتطورت وبدأوا يتكلموا فى الحب، وإنه هو عايز يتجوزها وكلام من ده، فأنا لقيت نفسى متورط فى النقطة دى مش عارف أشتغل فيها خالص، البنت بتتكلم بصراحه بتقول أنا حاسه بالحنان، وحاسه بالعطف، أنا محتاجة كده أوى، بيتصل يومياً على الموبيل

د.يحيى: إنت قلت إن أبوها مات قريب مش كده، المهم الراجل ده قابلها ولا لسه كله تليفونات؟

د.هشام: قابلها مرة بميعاد، ومرة فى الجامعة، بس الموضوع واقف لحد هنا، بس انا خايف أكون أنا السبب من ناحية، ومن ناحية تانية مش عارف مدى جرعات السماح بعد كده حاتكون ازاى، ويا ترى حاتقول لى أول بأول، ولا يمكن تبطل تقول وتكمل هى، وحاجات كتير بتدور فى مخى بالشكل ده.

د.يحيى: أنت بقالك هنا قد إيه يابنى

د.هشام: سنه و10 شهور

د.يحيى: يعنى سنتين تقريبا، وبتحضر الإشراف طول المدة دى، شوف يا ابنى: اللى انت قلته ده ما فيهوش أى غلط جسيم، وكان محتمل يحصل سواء إنت سمحت أو ما سمسحتش، وأعتقد إنك سمعت هنا كلام كتير فى الإشراف عن مساحة السماح ومسئولية الطبيب أو المعالج والكلام ده، بس انا شايف إن الغلطة الأساسية فى الحالة دى هى مساحة خبرتك، وقلة عدد العيانين بتوعك، وما اعتقدشى حتى إنك بتقرا باب التدريب عن بعد بانتظام، لأنه واضح إنك بتشتغل بشكل نصائحى مباشر، وده شىء طبيعى فى البداية، إنما إن ما كانشى الحالات اللى انت بتعالجها حاتزيد بحيث تسمح لك بالمقارنة مع مرور الزمن، حاتلاقيك زى ما تكون بتسمع وبتنفذ وخلاص، وده بصراحة مش علاج نفسى، هو التدريب يا إبنى مش إنك تعرف تعمل إيه حتة بحتة، لأ إنت لازم تشتغل وتشتغل، وتشتغل، وكل ما تشتغل أكتر، كل ما تعرف أكتر وتتعلم أكتر، زى أى صنعة، والشروط اللى احنا حطيناها دى هى الحد الأدنى، وانت بعد سنتين ما وصلتش لربعها يا شيخ، يمكن دى مش غلطتك، يمكن ما حدش من الكبار بيحوّل لك، وانت لسه ما بتجيش العيادة عندى، عشان كده أنا افضل ما أعلقشى على سؤالك بشكل مباشر دلوقتى، لأنى مهما قلت وإنت مش مستوفى الشروط بتاعة أربع عيانين على الأقل، يعنى تمانية يرسوا على اربعة، حا تبقى الحركة محدودة خالص، والكلام ما يفيدشى قوى لو يبقى قاصر على حالة، أو نص حالة ما دام بتيجى كل شهر، لا يا ابنى الكلام ده ما ينفعشى، المتابعة مهمة جدا، بس ما يصحش نعاملها معاملة العلاج النفسى، وتقول لها تعجبى بالرجالة وما تعجبيش، وانت بتشوفها على سفر كل شهرن، بالذمة حا تلحقها ازاى؟ طبعا الحاجات دى لما تتلحق بدرى بدرى، نتيجة للمقابلة المنتظمة كل أسبوع، والإشراف المستمر، بتبقى المسئولية واضحة، والإشراف قايم بالواجب، خلى بالك أنا لما أرد على واحد زميلك مستوفى الشروط، وعنده حالات كفاية لمدة كفاية، غير لما أرد عليك دلوقتى، دى جرعات تتحسب زى سنة أولى، سنة تانية، سنة تالتة، يعنى ما ينفعشى امتحان أو دروس سنة تالتة هى هى ياخدها بتاع سنة أولى

د.هشام: ماهو كل بداية لازم تبقى قليلة كده

د.يحيى: أنا معاك، لكن انت طولت فى البداية، وقللت فى كل حاجة، ثم إنك اخترت حالة صعبة لأنها زى ما انت قلت فى الأول إنها دخلت المستشفى تلات مرات، يبقى الحكاية شديدة، والمرض فى الغالب ذهانى، ويا دوب ممكن نبتدى معاها بالمتابعة، والتأهيل، والتأكد من الامتثال للدوا وكده، هو انا مش عشان باقول لكم باستمرار إن التشخيص ييجى فى المقام التانى أوالتالت، نقوم نستهون بيه، أو نهمله كلية، لا لا لا، نهائيا، أى يافطة تشخيص بتحطنى فى المساحة إللى أتحرك فيها، مش بس بالأدوية، لأ بكل حاجة، بجرعة الضغط، بجرعة السماح، بجرعة كل حاجة، لما تقولى “هوس” أعرف إن فيه طاقه وفيه حركة، وفيه احتمال كسر الحواجز، وكده، لما تقول فصام ألاقى نفسى جوه الفركشة ومهمتى إن الملم ألملم ألملم، وآخد المسألة من أطرافها حتة بحته، لما تقول لى انشقاق ألاقى نفسى باعامل تيارين يعنى متوازيين وكلام من ده، يبقى إنك تييجى تتكلم على سماح ومش سماح فى حالة دخلت المستشفى تلات مرات، ومتعثرة دراسيا، وبعيد سكنها جغرافيا، من غير ما تحط التشخيص التركيبى بالذات قدام عينك، تبقى الحكاية مش تمام. التشخيص مش بيقول لك دى عندها نقص ولا زيادة فى كمية المادة الفلانية وخلاص، التشخيص وانا بالذات قلت التركيبى، يعنى هى بقت متركبة ازاى بالعيا الفلانى، ده بيشاور لك على الطاقة، واندفاعاتها، ومستويات الوعى، واحتمالات النكوص، وتركيبة الميكانزمات، وبالتالى بيحدد بالتقريب المساحة اللى تتحرك فيها، ويمكن الطريقة اللى تتحرك بيها، وبرضه يفضل إن كل عيان غير كل عيان حتى لو التشخيص واحد، والإشراف طول الوقت أهو موجود تحت أمرك وإذنك، غير كده يبقى حا تتعلم ازاى، وحانعالج العيانين ازاى !

د.هشام: طيب ومسألة إن ده يتفق أو ما يتفقشى مع منظومة القيم بتاعتى

د.يحيى: لا يا عم، هوا احنا لسه حصّلنا منطقة منظومة القيم بتاعتك، ولا بتاعتها، البنيّـة تعبانة، وطالعة من مرض شديد، ذهانى فى الغالب، إمال هى دخلت المستشفى ليه، وراحت عارفة واحد زميلها فى المكتبة، وهب راحت نطه لراجل متجوز قابلها فى أجزخانة، وفى الغالب عرف إنها عيانة، وهو جد، راحت هى شابطة، وهات يا متجوز يا أنا محتاجة، وباحس بحنان، لا يا عم، دا احنا بدرى قوى على ما نوصل لمنظومة القيم بتاعتك وبتاعتها والكلام ده، إنت مش بتحكى عن واحدة عيانة عندها صداع، وأرق وجايالك العيادة، ولها علاقات وآراء خاصة، وبعدين منظومة القيم بتاعتها اتصادمت مع منظومة القيم بتاعتك، لا يا راجل، دا احنا هنا فى مسائل تانية الناحية التانية، مسائل تحتاج تتلم كلها على أرض الواقع أولا، زى ما انت عملت بنجاح كده لما رجعتها الجامعة، ودخلت الامتحان، ونجحت فى بعض المواد، وكل ده مع الحذر الشديد من فتح أبواب ومجالات جانبية قبل ما يبقى لها كيان ونجاحات وعلاقات أسرية متواضعة عادية، إحنا مش حانلغى عواطفها، ده إذا كنت حا تسمى دى عواطف، هوا احتياج، وواضح إن العلاج النفسى ما كانشى كفاية إنه يغطيه،يمكن عشان بعد المسافة وطول المدة بين الجلسات، وطبعا ما دامت المسألة ذهان ومستشفى مرة واتنين،يبقى تخلى عينك طول الوقت على الامتثال فى تعاطى الأدوية، وتسأل عن الحكاية دى كل مرة، كل مرة، بديهى، مش كده؟

د.هشام: طبعا

د.يحيى: عشان كده قلت لك من الأول إن الحالة دى أقرب للمتابعة، وإنها تقريبا مش علاج نفسى بالمعنى المعروف، وفى الحالة دى يبقى الحذر أكثر وجوبا، ومساحة السماح أضيق جدا جدا، والمسئولية بالتالى أكبر فعلا.

د.هشام: يعنى أعمل إيه دلوقتى؟

د.يحيى: إحنا نشوف قلنا إيه واحدة واحدة، أول حاجة نسمى الحاجات بأساميها، يعنى ده مش علاج نفسى، لا تظلمها، ولا تظلم نفسك، ولا تظلم العلاج النفسى، دى متابعة، ويجوز أهم من العلاج النفسى، تانى حاجة: إنك توفى شروط الإشراف وتقول لزملاتك الأكبر إنهم يحولولك عدد كافى من الحالات عشان تشوف وتتابع وتقارن ويبقى الإشراف أخد وعطا، تالت حاجة: إنك تعرف إن التشخيص مهم جدا، وإن اللى دخل المستشفى غير اللى ما دخلشى، مجرد دخول المستشفى فى مصر هنا، يعتبر تشخيص فى حد ذاته، وبرضه اللى دخل مرة غير اللى دخل مرتين تلاتة، أو أكتر، وهكذا، رابع حاجة: الدوا، سواء كان مع علاج نفسى أو مش علاج نفسى، يبقى الدوا، فى الحالة دى شديد الأهمية، يليه مباشرة أداءها فى الكلية، يبق دول أساس المتابعة والتأهيل، لحد ما تفرج وتتخرج، ونبتدى نقول يا هادى فى سنها والعلاقات والكلام اللى بيخلى السيف على رقبتنا فى الحالاة اللى زى دى، فى السن ده، فى مجتمعنا ده، خامس حاجة: إنك ما دام حا تستوفى شروط التدريب، يبقى تستعمل حقك فى الإشراف زى ما انت عايز طول الوقت

د.هشام: ربنا يقدرنى، متشكر

د.يحيى: ربنا يوفقك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *