الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / فقه العلاقات البشرية دراسة فى علم السيكوباثولوجى – استطراد آخر: بعض تجليات “تسوّل الحب” مقتطفات من متن:”أغوار النفس”

فقه العلاقات البشرية دراسة فى علم السيكوباثولوجى – استطراد آخر: بعض تجليات “تسوّل الحب” مقتطفات من متن:”أغوار النفس”

نشرة “الإنسان والتطور”

25-11-2009

السنة الثالثة

العدد: 817

image002

استطراد آخر: بعض تجليات

“تسوّل الحب”

 مقتطفات من متن:”أغوار النفس”

مقدمة

مرة أخرى، الله يسامحك وينفع بك أكثر فأكثر يا جمال يا ابن التركى، منذ اقترحتَ تخصيص يوم مستقل لمناقشة هذا العمل (شرح ديوان سر اللعبة) وأنا أحاول أن أفى بما اقترحتَ لتيسير الفهم ودفع عجلة الحوار، إلا أنه ترتب على ذلك أن حبل الشرح انقطع لحساب الحوار، وأيضا، لاحتمال تعديل المنهج.

حين جاء فى عنوان الحلقة الأخيرة التى أثارت كل هذا الجدل كلمة “تسول الحب“، توالت الأسئلة تتساءل عن أبعاد هذه الظاهرة التى تتخفى وراء أسماء أخرى لذيذة، أو خبيثة.

 وقد استدرجتنا فكرة فضح هذا التسول إلى الاستشهاد بمقطع من جلسة علاج جمعى يجرى حاليا فى قصر العينى، فنشرنا تفاصيل ما حدث حول المينى دراما التى جرت فى العلاج الجمعى حديثا، وبدأت بطلب إحدى المريضات”حبة حب”، ثم أعلنت زميلة شجاعة أنه يبدو أننا لا نفعل شيئا إلا أننا “نشحت الحب“، ثم ابتدعت زميلتها المتدربة أيضا تلك المينى دراما التى حاولنا من خلالها، ثم من خلال المناقشة بعدها، أن نسبر أبعاد هذا التسول، سواء من حيث واقعيته، أو من حيث لزوم تجاوزه، كما ظهر فى المينى دراما، منذ أن فتحنا هذا الملف والتساؤلات تترى، وأغلبها يرفض، هذه التعرية هكذا.

تذكرون من البداية أننى حذّرت من احتمال أن الشرح يفسد المتن، وقد تحقق هذا الاحتمال ولو جزئيا.

رحت أراجع المتن كله بسرعة، وإذا بى أعثر على صور صريحه تعرى هذه الظاهرة بشكل قوى، مباشر، وقد لاحظت أن بعض ما صادفنى هو وارد فيما سبق من نشرات، أما البعض الآخر، فسوف نلتقى معه فى شرح نشرات لاحقة.

ومع أن أى مقتطف من قصيدة يفقد بعض ميزاته، وأحيانا كل ميزاته، حين ينفصل عن سياق كل القصيدة، إلى أن هذا السبيل قد يكون ضرورة لاستكمال العمل من الناحية العلمية، حتى على حساب بعض جمال الإبداع.

غامرت وخصصت هذه النشرة، لجمع بعض فقرات من المتن لشرح نفس الظاهرة من قصائد مختلفة، حتى ولو على حساب قطعها من السياق.

أنت المسئول يا جمال عن هذا التوقف، والتداعى، والاستطراد، فدعنى أشكرك لأننى أتبين رويدا رويدا أن ذلك سوف يكون أكثر فائدة حين نصل إلى نهاية العمل ثم نعيد تحريره لنصدره معا فى نسخة ورقية مع إعادة تحريره إن شاء المولى القدير.

أليس هو الكتاب الثانى فى  دراسة فى علم السيكوباثولوجى.؟!؟!؟

أورد المقتطفات دون تعقيب، سواء كانت هذه المقتطفات قد وردت مع شرحها فى نشرات سابقة، أم أنها ستقابلنا لاحقا، لعلها تظهر بعض تجليات ما أسميناه “تسول الحب” بشكل مباشر دون وصاية.

المقتطف الأول:  قصيدة “لله‏ ‏يـاسْيادى”

…………..

لله‏ِ ‏ياِسِيادى‏..،‏

عَـيِـّلِ‏ ‏غلبانْ‏…،‏

مسكين‏ ‏تعبان‏.‏

يستاهل‏ ‏العطفِ‏ ‏والشفقهْ‏، ‏وشويـّة‏ْْ ‏حب‏ْْ.‏

………

نفسى ‏اتمرجح‏، ‏وارجع‏ ‏تانى ‏أرضع‏ ‏مالْبِـزْ‏،‏

‏                      ‏واتـْلـــذ‏ْْ.‏

عاْيز‏ ‏ابقى ‏معاكمْ‏، ‏شايـْلِنّى ‏شيلْ‏،‏

‏ ‏حتى ‏على ‏خشبة‏ ‏نعْشْ‏.‏

هيلا‏ ‏بيلا‏، ‏يا‏ ‏حَلـُـلّى‏.‏

 

‏المقتطف الثانى:  قصيدة” “لله‏ ‏يـاسْيادى”

………..

………

………..

وحانمشى ‏ليه؟‏ ‏

ما‏ ‏تبص‏ ‏يا‏ ‏بيه‏: ‏

دا‏ ‏الكلب‏ ‏بيجرى ‏ورا‏ ‏ديله‏، ‏نهارو‏ ‏وْليـــلُـــهْ‏،‏

وانا‏ ‏ديلى ‏لافِــفْ‏ ‏جوّايـــــــا‏،‏

ولا‏ ‏حدّ‏ ‏منكم‏ ‏ويــّـايَا‏.‏

………..

مش‏ ‏نـِعْـقل‏ ‏ونبطـّل‏ ‏نحلم‏. ‏

واذا‏ ‏كنتو‏ ‏مُصرّين‏ ‏قالْ‏ ‏يعنى،‏

‏ ‏هاتوا‏ ‏حتة‏.‏

خايف‏ ‏اقـَـرَّب‏، ‏

ولا‏ ‏أجرّب‏ ‏ ‏

‏ ‏خليها‏ ‏مَـسـْتورة‏ ‏أنا فْ ‏عرضـَك‏ْ.‏ْ

المقتطف الثالث:  قصيدة “حمام‏ ‏الزاجل”

إشمـِعـْنى ‏حسن‏ ‏ونعيما؟ْ

إشمعنى ‏بتوع‏ ‏السِّيما؟

أنا‏ ‏مش‏ْْ ‏قدّ‏ ‏الحب‏ ‏التانِى

وانْ‏ ‏كان‏ ‏لازم‏ ‏نتطوْر !!!!

 نتطوّرْ‏ْ،‏

‏ ‏ما‏ ‏يـْضـُرّش‏ْْ.

بس‏ ‏ارجع‏ ‏تانى ‏لْعشّى،‏

ولَفَندى ‏بتاعى،‏

يطوينى ‏تحت‏ ‏جناحهْ‏،‏

وانا‏ ‏ماسكةْ‏ ‏الخيط‏ ‏بالجامدْ‏، ‏

لـَـيْـــطيــــر‏ْْ.‏

المقتطف الرابع: قصيدة “القــط”

………..

………

قاعد‏ ‏اتْـصنـَّتْ‏، ‏على ‏همس‏ ‏السِّت‏ْ ‏المِـشْ‏ ‏شايفانى، ‏

وأسَهّيها‏،

واتمَسّح‏ ‏فِ‏ ‏كْـعوب‏ ‏رجليها‏.‏

‏ ‏تـتـْمـَلـْمـِلْ‏،‏

أخطف‏ ‏همسة‏ْْ”‏أَيـْوَه‏ْْ”، ‏أو‏ ‏لـَمـِسـَة‏”‏يـِمـْكـِن‏ْْ”.‏

واجرى ‏اتدفَّى ‏بـ‏”‏يَعْــنِى‏”، ‏وأَنسى ‏الـ‏”‏مـِشْ‏ ‏مـُمْكـِن‏”.‏

………

………

………..

أنا ‏نِـفـسى ‏أصدّقْ‏:‏

إنى ‏مـِتـْعـَازْ‏.‏

مِـتـْعـِاَز‏ْْ ‏وخلاَصْ‏. ‏

إنشالله‏ ‏كَـلاَمْ‏!!‏

…………….

…………….

دانا‏ ‏حِمْلى ‏تقيلْ‏.‏

مـوَّالِى ‏طويلْ‏.‏

والناس‏ْْ ‏مـَلـْهـِيـَّـةْ‏.‏

………………

…………….

نـطـّ‏ ‏منّى، ‏غصب‏ ‏عنّى، ‏

‏ ‏جوعه‏ ‏مسعور‏ْ، ‏ويعايرنـِى‏.

‏…………‏

لمَّيـْتـنِى، ‏وياريتْنِى ‏لقيتْنى‏.

………..

………..

‏ ‏فينك‏ ‏يا‏ ‏مّه؟

‏ ‏نفسى ‏اتكوّم‏ ‏جوّاكى ‏تانى،‏

المقتطف الخامس: قصيدة “القــط”

راجع‏”‏كما‏ ‏كُـنْـتْ‏”‏

قاعدْ‏ ‏ساكتْ‏ ‏تحتِ‏ ‏سرير‏ ‏الستْ

حاخطــفْ‏ ‏حتة‏ ‏نظرة‏، ‏

أو‏ ‏فتفـُوتـِةْ‏ ‏حُـبْ‏،‏

واجرى ‏آكلها‏ ‏لْوَحْدى،‏

تحت‏ ‏الكرسى ‏الـ‏”‏مِش‏ ‏باين‏”.‏

المقتطف السادس:  قصيدة “نايــم‏ ‏فى ‏العسـل‏”

‏ ‏والعيون‏ ‏التـَّانـْيـَه‏ ‏دى ‏بتقول‏ ‏كلامْ‏،‏

زى ‏تخاريف‏ ‏الصيام‏ْْ؛

الصيام‏ ‏عن‏ ‏نبضِة‏ ‏الأَلـَم‏ ‏اللى ‏تِـبْنى، ‏

الصياْم‏ ‏عن‏ ‏أىَّ ‏شئ‏ ‏فيه‏ ‏المُـغـامْـرَه‏ْْ،‏

……………….

 

………..

والأفندى ‏اللى ‏لابسها‏ ‏فى ‏العسل‏ ‏نايم‏ ‏بيحلَم‏،‏

……

شرطِ‏ ‏إنه‏ ‏لم‏ْ ‏يخطّـى ‏أو‏ ‏يِسلّـمْ

مشْ‏ ‏على ‏بالُه‏ ‏اللى ‏جارِى،‏

‏”‏إنّه‏ ‏عمّال‏ ‏يستخبَّى ‏أو‏ ‏يدارى‏”.‏

وان‏ ‏وَصلُّه‏، ‏غَصْب‏ ‏عَنُّهْ

‏يترمى ‏سْطيحَهْ‏ ‏ويُطْلُبْ‏ ‏حتّه‏ ‏مـِنُّـهْ‏:‏

شرط‏ ‏إنه‏ ‏يجيله‏ ‏فى ‏البزازة‏ ‏دافْيَةْ‏، ‏جَنْب‏ ‏فُمُّهْ‏.‏ 

المقتطف السابع:  قصيدة “نايــم‏ ‏فى ‏العسـل‏”

………..

ساح‏ ‏صاحبنا‏ ‏وعام‏ ‏ملزّق‏ ‏واترسم‏، ‏

خلّـص‏ ‏الرضعة‏، ‏ومدّدْ‏، ‏وانسجم‏.‏

قالُّهْ‏ ‏سمَّعْنَا‏ ‏كمان‏ ‏حبّةْ‏ ‏نغَمْ‏: ‏كِيدِ‏ ‏العدَا‏،‏

‏ ‏يا‏ ‏سلام‏ْ!! ‏هوا‏ ‏جوّاك‏ ‏كلّ‏ ‏دا‏!‏؟

أنا‏ ‏نِفْسِى ‏ابقَى ‏كده؟

بس‏ ‏حبُّونِى ‏كمانْ‏.‏

حُط‏ ‏حتُّهْ‏ ‏عالميزان‏.‏

أصلِى ‏متعَّود‏ ‏زمانْ‏:‏

إنى ‏انام‏ ‏شبعان‏ ‏كلامْ‏.‏

المقتطف الثامن: قصيدة “نايــم‏ ‏فى ‏العسـل‏”

‏”‏يا‏ ‏أخينا‏ ‏مِدّ‏ ‏إيدك

يا‏ ‏أخينا‏ ‏هِـمّ‏ ‏حبَّـهْ‏.‏

الحكاية‏ ‏مِش‏ ‏وِكالة‏ ‏بْتَشتِرِى ‏منها‏ ‏المَحَبّةْ‏”.‏

قام‏ ‏صاحبنا‏ ‏بانْ‏ ‏كإنه‏ ‏مشِ‏ ‏مِمَانـِعْ‏،‏

بس‏ ‏قاعد‏ ‏ينتظر‏”‏بِنجِ‏ ‏اللذاذة‏”‏

كلّه‏ ‏دايب‏ ‏فى ‏الإزازة‏.‏

المقتطف التاسع:  قصيدة “نايــم‏ ‏فى ‏العسـل‏”

…………

قام‏ ‏صاحبنا‏ ‏راح‏ ‏مصدَّق‏ْ،‏

‏ ‏رَاحْ‏ ‏مِنَاوْلُه‏ ‏عرضحال‏ْْ ‏فيه‏ ‏المُراد‏ْْ:‏

‏”.. ‏بعد‏ ‏موفور‏ ‏السلام‏”:

نِفْسِى ‏حبِّةْ‏ ‏حُبْ‏.. ‏أو‏ ‏حتِّةْ‏ ‏حقيقهْ‏،‏

نفسى ‏أفْهَمْ‏ ‏فى ‏اللى ‏جارى ‏ولو‏ ‏دقيقهْ‏،‏

 

المقتطف العاشر:  قصيدة “نايــم‏ ‏فى ‏العسـل‏”

المعلّم‏ ‏قالّه‏:”‏ماشى، ‏يالله‏ ‏بينا‏”‏

‏- ‏يالله‏ ‏بينا‏!!!؟

يالله‏ ‏بينا؟‏ ‏على ‏فين؟

دانا‏ ‏مستنى ‏سعادتك‏ْْ.‏

روح‏ ‏وهات‏ْْ ‏لى ‏زى ‏عادتك‏ْْ.‏

أى ‏حاجة‏ ‏فيها‏ ‏لذّة‏،‏

الكلام‏ ‏الحلو‏، ‏والمنزول‏، ‏ومزّة‏.‏

………………..

إٍوعَى ‏تزعل‏ْ ‏منّى: ‏دنَا‏ ‏عيّل،

 ‏ ‏باريّل‏،‏

لسَّه‏ ‏عندى ‏كلام‏ ‏كتير‏ ‏أنا‏ ‏نفسى ‏اقوله‏ْْ،‏

عايِز‏ ‏اوْصف‏ ‏فى ‏مشاعرى ‏وإٍحساساتى،‏

واقعد‏ ‏اوصفها‏ ‏سنين‏،‏

مش‏ ‏حا‏ بَطّلْ‏، ‏خايف‏ ‏ابطّلْ‏،‏

لو‏ ‏أبطّل‏ ‏وصف‏ ‏فى ‏الاحساسْ‏ ‏حَاحِس‏ّ،‏

وانا‏ ‏مِش‏ ‏قد‏ ‏الكلام‏ ‏دهْ‏.‏

المقتطف الحادى عشر: قصيدة  “الترعة‏ ‏سابت‏ ‏فى ‏الغيطان”

……………….

…………….

من‏ ‏كُتْر‏ ‏ما‏ ‏انا‏ ‏عطشان‏ ‏بَاخَاف‏ ‏أشرب‏ْْ ‏كَـدِه‏ْ ‏من‏ ‏غير‏ ‏حسابْ‏! ‏

لكن‏ ‏كمانْ‏:‏

مش‏ ‏قادرْ‏ ‏أقول‏ ‏لأَّه‏ ‏وانا‏ ‏نفسى ‏فى ‏نـِـدْعِةْ‏ ‏مَيّهْ‏ ‏من‏ ‏بحر‏ ‏الحنان‏ْْ!‏

يا‏ ‏هلْترى: ‏

‏ ‏أحسن‏ ‏أموت‏ ‏من‏ ‏العطش‏؟

ولا أموت من الغرق

وبعد

إذا كنا نتحدث عن العلاج النفسى، فإن ممارسة هذا العلاج دون الانتباه إلى هذا البعد الاعتمادى والاستجدائى المحتمل حضوره فى العلاقة العلاجية يصبح تعطيلا للنمو لا دفعا له.

هذا وقد التقينا، كما سوف نلتقى بهذه المقتطفات فى سياق شرح متن القصائد التى احتوتها مكتملة.

وغدا نناقش بعض ما وصلنا بشأن مناقشة هذا الباب كله، وخاصة النشرة التى بدأنا معها فصل الحوار هكذا، وبعض التعليقات الخاصة بها، وبغيرها، (وأيضا بعض التعميمات بصفة استثنائية).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *