الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الوسواس غطاء محكم، على مجهول، فاحذر وانت ترفعه

الوسواس غطاء محكم، على مجهول، فاحذر وانت ترفعه

نشرة “الإنسان والتطور”

1-12-2009

السنة الثالثة

العدد: 823

 

التدريب عن بعد

الإشراف على العلاج النفسى (68)

الوسواس غطاء محكم، على مجهول، فاحذر وانت ترفعه

د.نوال: هى عيانه كنت عرضتها من شهر ونص هنا، هى عندها 17 سنة

د.يحيى: بتشوفيها بقالك قد إيه؟

د.نوال: أنا باشوفها بقالى 4 شهور ونص، 5 شهور، بس عرضتها فى الإشراف هنا من شهر ونص، وهى التانية من اتنين بنات، فى سنة أولى أكاديمية “….” حضرتك كنت حولتهالى كده عشان كانت بتعانى قوى من أعراض وسواس قهرى

د.يحيى: دى بنوته صغيرة لسه!! المهم؟ 

د.نوال: لما عرضتها المرة اللى فاتت كانت عشان الأعراض كانت زايده قوى فى الوقت ده…

د.يحيى: بس انا ما كنتش أعرف إن الأكاديمية “….” بياخدو بنات، أنا عادة باشوف العيال اللى بيجولى منها هما العيال الضاربة اللى خابوا فى الثانوية وأهلهم قادرين يدفعوا، أنا ما باعممشى. دول همه للى باشوفهم قى العيادة بس، يمكن فيه ناس مية مية فى الأكاديمية دى، فيه إيه بقى فى الحالة بتاعتك دى؟

د.نوال: لما الأعراض كانت جامدة وعرضتها هنا من شهر ونص، كانت بتستغل الأعراض جامد عشان تبتز باباها ومامتها

د.يحيى: أختها عمرها قد إيه؟

د.نوال: هى اكبر منها، عندها 24 سنة

د.يحيى: متجوزة؟

د.نوال: لأه، متخرجة من تجارة، وبتشتغل

د.يحيى: مصاحباها؟

د.نوال: مش قوى، أو يمكن لأه.

د.يحيى: وأبوها بيشتغل أيه؟

د.نوال: باباها ومامتها محاسبين فى بنك

د.يحيى: يعنى انت عرضتيها من شهر ونص، عشان زيادة الأعراض، وابتزازها أهلها، فيه ايه جديد بقى؟

د.نوال: النهارده هى أعراض الوسواس قلّت جدا ، تقريبا بقى مافيش وسواس

د.يحيى: برافو عليكى وعليها، شاطرة، فى مدة قصيرة!، هوا انت اتخضيتى لما خفـّت ولا إيه؟

د.نوال: لأه، المشكله إنها قلبت حاجه تانية، أصل هى قبل ما تييجى ما كانشى لها علاقة بولاد خالص، وبنت مؤدبه جدا، عمرها ما خرجت مع ولد ولا عرفت ولد

د.يحيى: طب وبعدين، هوه كان إيه نوع الوساوس

د.نوال: إنها تقعد تقلع وتلبس عشرين مرة، وتقعد تكتب الحاجه كذا مره

د.يحيى: بتاخد أدوية؟

د.نوال: آه بتاخد الأدوية اللى حضرتك كاتبها لها، نيورولبتات، ومضادات الوسواس بجرعة كويسة

د.يحيى: طب وبعدين؟

د.نوال: البنت زى ما قلت لحضرتك الأعراض قلت خالص، وعلاقتها بيّا بقت كويسه، بس  هى  قلقانى فى 3 حاجات: اول حاجه حكت ليا على موضوع كده مش عارفه تعمل فيه ايه ، ان باباها بيعرف واحده على مامتها، ودى كانت أول مره تقولها لأى حد، وبتقول لى انا مش عارفه طب أكلم بابا ولا أعمل ايه؟ بس البنت وهى بتتكلم أكنها موافقه على كده

د.يحيى: عرفتى ازاى إنها أكنها موافقة؟

د.نوال: انا سألتها

د.يحيى: قولتى لها إنتى موافقه؟  قالت آه

د.نوال: لأ ما سألتهاش إنت موافقه ولا لأه، أنا  قلت لها إنت رأيك ايه؟ انت مديّه عذر لبابا ان يعمل كده؟ إنت رأيك إن ماما علاقتها ببابا يعنى هى اللى مخليا بابا يعنى يكون حابب يعرف حد بره،  فقالت لى: آه.  دى حاجه، الحاجة التانية ان البنت فى الفتره الأخيره ابتدت تعرف ولاد وتركب معاهم عربيات وتخرج معاهم

د.يحيى: إنت قلت إنها قبل ما تجيلك ما كانتش تعرف ولاد خالص، مش كده

د.نوال: خالص خالص

د.يحيى: البركة فى سعادتك، يعنى العلاج النفسى عمل اللازم، ولا إيه الحكاية؟

د.نوال: أنا حاسّة إن الموضوع فيه دور للعلاج، ومزنوقة، لأن ده جه مع اختفاء الوسواس تقريبا. حاسة إنى مزنوقة.  

د.يحيى: مزنوقه ليه بقى! مش هى اللى بتعرف ولاد، إنتِ مالك؟ مزنوقه فى ايه بقى؟

د.نوال: البنت صغيرة، وبتخرج مع الولاد، وهى ما كانتشى كده، أنا مسئولة مش كده؟

د.يحيى: طبعا مسئولة، ما هى دى الزنقة الحقيقية، يمكن البنت بتعمل زى باباها، يمكن عشان كده موافقة على سلوكه، المهم يعنى السؤال إيه بالتحديد؟

د.نوال: السؤال الأولانى اللى هو موضوع حكاية انها تعمل ايه مع باباها وعمالة تلح عشان أقول لها رأيى فى الحكاية دى.  

د.يحيى: مش ملاحظة إنها عارفة حكاية أبوها ومكتـّمة، وبعدين هى عرفت ولاد ، مش تربطى دى بدى، تبقى هى عايزة تاخد رأيك فى سلوك أبوها، ولا فى سلوكها هى؟

د.نوال: يمكن الاتنين

د.يحيى: إنت ما تكلمتيش عن علاقتها بأمها فى كل الهيصة دى  

د.نوال: هى مركزة على موضوع باباها، وعمالة تسألنى أكلم بابا ولا لأه

د.يحيى: تكلمه فى ايه؟ ما اذا كانت هى موافقه زى ما بتقولى، تكلمه فى ايه؟

د.نوال: مش عارفة، زى ما تكون هى عارفة أكتر منى، ومقررة إنها ما تكلموش، بس عايزة موافقتى، مش عارفة ليه

د.يحيى: أنتى واخده بالك انها عندها 17 سنه

د.نوال: ما هو ده إللى راعبنى. وبرضه مش فاهمة ليه الوساوس اختفت لما ابتدت تتصرف كده. هل لو احنا لو وقفنا السلوك الجديد ده الوسواس حايرجع تانى؟

د.يحيى: إنتى جربتى تعملى كده؟

د.نوال: انا ما جربتش بشكل مباشر، بس فيه  مره كده هى  كانت مصممه تروح عيد ميلاد كده غريب، وكلمتنى فى التليفون،  انا قلت لها يعنى تيجى الجلسه، ونقعد نتكلم ما ينفعش اقول لك فى التليفون، بس هى راحت  عيد الميلاد ده، وقالت لمامتها إنها كلمتنى، وما قالتلهاش أنا قلت لها إيه.

د.يحيى: استعملتك يعنى!

د.نوال: أيوه، بس حسيت إنها لما عملت كده، الوسواس ما رجعشى ، أنا كنت متصورة إنها لو سمعت كلامى حايرجع الوسواس

د.يحيى: ده استنتاجك، وهوّا استنتاج كويس، بس مش قاعدة، ما علينا، إنتى قلتى تلات حاجات، ما تقولى التالتة بالمرة

د.نوال: الحاجة التالتة إن همّا أول ما جم لحضرتك خالص كانوا سألوا حضرتك على موضوع السواقه، حضرتك قولتلهم مش وقته، فا همّا حيدخلوا لحضرتك الأسبوع اللى جاى يسألوك برضه على موضوع السواقه تانى، هل يناسبها إنها تسوق فى الفتره دى ولا لأ

د.يحيى: ما هى ما عندهاش رخصه ، دى لسة 17 سنه،  تسوق ازاى؟

د.نوال: ما هو باباها حايطلع لها حاجة اسمها “رخصه مؤقته” لحد ما تتم  18 يعنى

د.يحيى: بصراحة أنا ما اعرفشى الحكاية دى

د.نوال: ولا أنا، بس هى أكدت لى إن ده ممكن.  

د.يحيى: خلينا فى الموضوع الأهم دلوقتى، كده ولا كده أنا مش حادى نصيحة ضد القانون، وحتى لو عندها 18 سنة، وفى الظروف دى، أنا أسيبها تسوق بأمارة إيه !

د.نوال: طيب خلينا فى الموضوع بتاع إن الوساوس اختفت لما ابتدت تتصرف كده، فيه علاقة بين ده وبين ده؟

د.يحيى: موضوع الوسواس ده والنقلات بتاعته، وخصوصا فى السن دى، بيشاور على علاقة الوساوس من ناحية بالسلوك اللى زى ده فى السن دى، وبرضه هوه له علاقة من ناحية تانية باحتمال التهديد بالفركشة اللى ممكن تكون وراه،

 السن دى هى سن نقلة مهمة عند الولد والبنت، نقلة نمو أصلا، يعنى بيحصل انطلاقة من جوه، انطلاقة طبيعية، بنسميها “بسط” Unfolding بلغة “الإيقاع الحيوى” اللى هو أساس فكرى، البسط ده فى السن دى بيصاحبه خلخلة فى التركيب الموجود عشان النمو يفرد يعنى، والخلخلة دى بيولوجية عادية، إذا تمادت هى اللى يمكن تقلب فصام بدرى، إنما إذا كانت محدودة، فى ظروف معقولة، بنسميها “أزمة مفترقية” Cross-Roads Crisis قوم إيه بقى، البنت من دول، أو الولد، يلحق يلم نفسه بميكانزمات ضبط وربط، زى ما يكون بيحوّط على اللى جارى جواه باللى يقدر عليه، ومن أهم التحويطات دى السلوك الوسواسى، اللى مش ضرورى يوصل لمرحلة المرض، ده من ناحية، من الناحية التانية، “البسط” بتاع النمو ده لما يطلع فى السلوك مباشرة، مش بس يهدد بالتفكيك، ده بيبقى زى انطلاقة كده فيها درجة من الثورة، ومن الحرية، ومن التجربة، والكلام اللى بنوصف بيه الفترة دى، أنا ما احبش أسميها المراهقة مع إنها كده، أصله اسم شائع وكل اللى بييستعمله بيستعمله بسطحية، أنا باعتبرها نبضة نمو حرجة وجسيمة. النظر فى الوسواس فى المرحلة دى بالذات من خلال اللى تحته بيهدينا لحاجات كتير نقدر نتعامل بيها معاه فى العلاج،

إنتى عارفه إن فرويد كان اشتغل فى المنطقة دى كتير، بس بطريقته، الرموز وما الرموز، وتحليل السلوك حتة بحتة، والجدع العيان اللى بيطلع فوق الترابيزة مش عارف كام مرة لما يسمع إيه وكلام من ده، أنا باحترمه زى ما انتى عارفة، بس يعنى حكاية سلك الألومونيا ده اللى بيقعد عمنا فرويد يفك فيه شعرة بشعرة ما لوش لازمة قوى يتعب نفسه كده، الوسواس ده ميكانزم ضبط وربط للتهديد اللى اتحرك جوه، يا إما التهديد بالتفكيك والفركشة، يا إما التهديد بالانطلاق اللى ممكن يوصل للانحراف،  يييجى الوسواس يغطى على ده، وعلى ده، يلم الحكاية لحد ما النبضة بتاعة النمو دى تاخد حقها من غير مضاعفات، وعادة بيبقى الوسواس هنا خفيف خفيف، وقام بالواجب، لكن ساعات بيزودها حبيتن زى الحالة بتاعتك دى، واضح فيها إن الوسواس برغم إنه وصل لدرجة مرضية، إلا إنه كان حاميها من شطحة الحرية اللى تخليها تغلط، ولو من وجهة نظر المجتمع، ومع الوسواس، وحتى قبل ما تعيا إنتى بتقولى إنها كانت منطوية، وما بتكلمشى ولاد وكده، يعنى ده برضه ميكانزم من نوع: إبعد عن الشر وغنى له، ما كانشى ده كفاية، فجه الوسواس يقوم بالواجب زى ما قلنا.

د.نوال: طيب إحنا ما سيبناهوش يكمل الواجب ليه؟

د.يحيى: ما هو برضه الحكاية لها حدود، يعنى هوه احنا اللى رحنا جبناها من بيتها وقلنا لها إن باين إن حضرة الوسواس المحترم ده زودها حبتين، وإن الحكاية ما تستاهلشى كل التربيط ده؟ مش هى اللى جت هى وأمها لما انقلب دور الوسواس من تأدية الواجب، إلى سجن ووقفة وتكرار وكلام من ده، يعنى احنا ما بنتدخلشى إلا لما المسيرة تقف، سواء مسيرة النمو، أو مسيرة الإنجاز العادى فى الحياة زى المذاكرة والعلاقات وكده، وانت بنفسك قلتى إنها لما جت لى ، وفى أول علاجك معاها لما قدمتيها لنا من شهر ونص، كان عشان الوسواس زاد عن الحد جدا، مش كده؟

د.نوال: أه، بالضبط

د.يحيى: طيب، يبقى لازم نعمل حاجة، جيتى حضرتك البركة فيكى، وقفتى جنبها، البنت اتطمنت إن حتى لو اللى جوه ده زودها حبتين، أديكى جنبها ومستحملاها ومسامحة شوية ولو بالمقارنة بأهلها وبالمجتمع اللى حواليها، راحت مستغنية عن الضبط والربط باستعمال ميكانزمات الوسواس، يعنى استغنت عن الوسواس، يبقى بلغة الأعراض: خفّت، زى ما يكون إنت إديتيها بوقفتك  جنبها الأمان من شطح اللى بيلاعبها من جوه ده. طبعا ده بمساعدة الدوا اللى بيخفف الوسواس شويتين (الأنافرانيل) والدوا التانى اللى بيهدى النشاط القديم اللى اتحرك  يشارك فى النمو (النيورولبتات)، زى ما انتى عارفه.

د.نوال: بس دى ما اتطمنتشى بس، دى راحت الناحية التانية

د.يحيى: أظن إنها اتطمنت لك بس استعملت الطمأنينة، مش بس عشان تكتسب الحرية، والتلقائية، والحركة، يبدو إنها ما صدقت إنك طيبة ومسامحة، وراحت حاكيالك حكاية أبوها، وأظن هى ماكانتشى بتسألك تقول له ولا لأه عشان تجاوبيها، أعتقد إنها كانت بتحاول توصّل لك إن المجتمع اللى بيقول لها لأه، هوه نفس المجتمع اللى بيسمح لنفسه إنه ما فيش حاجة اسمها لأه، ما هو بابا أهه اللى بيمثل المجتمع بيعمل ويعمل، ويبقى المجتمع من ناحية كذاب، ومن ناحية بيسمح للكبار، وحتى المتجوزين منهم، إنهم يستجيبوا للى بيتحرك جواهم أهه، يبقى أنا ليه ما اعملشى زيهم كده واكسر سور سجن الوسواس ده، وبالمرة سجن القيود العادية، ما هو أصل لما تكسير القيود بيحصل بالشكل ده ما بيفّرقشى قوى بين المرض، وبين الأخلاق الفوقية، هوا ما بيصدق وهات يا تكسير وجرى

د.نوال: يعنى كده يبقى العلاج ضرّها ولا إيه؟

د.يحيى: لأه ،  لا لا ، دول يادوب أربعة شهور ، وكل ده حصل، النمو عايز وقت، والسماح مش معناه الانطلاق بلا حدود، وانت اكتسبت ثقتها بشكل واضح، والعلاقة مستمرة، صحيح هى استغلتك مرة فى حكاية عيد الميلاد، ويمكن تستغلك كمان مرة أو اتنين أو أكتر، لكن أظن إذا العلاج مشى فى الاتجاه السليم، هى حاتبنى منظومتها الأخلاقية فى حضنك واحدة واحدة، دى مشكلة حقيقية، وهى مشكلة التربية عموما، والعلاج النفسى هوه إيه، مش إعادة تربية برضه.

د.نوال: طيب مادام تربية، يبقى دور الأهل فين بقى؟

د.يحيى: ما هو واضح هنا إن كل واحد من أهلها له  منظومته اللى مماشية حاله، وده بيوْصَل للبنت فبتتلخبط، يعنى الأب اللى حايطلع لها رخصة مؤقتة بشكل استثنائى لحد ما تبلع السن القانونية، ما شعرشى جواه إنها بتركب عربيات مع الأولاد؟  بقى ده اسمه كلام؟  وفى نفس الوقت هو مستمر بيعمل اللى هوه عايزه، وما بيخبيش لدرجة إنها تعرف، وتحتار، وتسألك تقول له ولا ما تقولّوش، وتقول له إيه، لأه الرسايل اللى بتوصل لها من الأسرة دى ملخبطة خالص، والعلاج النفسى من مسئوليته إنه يبقى متسق، يمكن يوصل رسايل متماسكة فى بعضها، تحل محل اللى جارى د ه

د.نوال: إزاى؟

د.يحيى: هى مسألة صعبة جدا، حتى بالنسبة لنا احنا ياكبار، يعنى ضبط جرعة السماح، مع جرعة الحرية، مع جرعة الانضباط، مع جرعة العدل، شىء شديد الصعوبة.

د.نوال: وهى حا تفهم ده ازاى؟

د.يحيى: يا خبر!! هوه حانجيب لها سيرة لحاجة من دى؟ دى تبقى محاضرة مش علاج، وهوه يعنى احنا فاهمينه كفاية، ولا بنمارسه من أصله، أدى احنا بنحاول، ومصحصحين على قد ما نقدر وبنساعد بعض، وبنشوف نفسنا واحنا بنشوفهم، وربنا يستر

د.نوال: إزاى؟

د.يحيى: وبعدين بقى !!!؟ بس عندك حق، المسألة مش ازاى، المسألة إن احنا نقتنع بضرورة ده، ونشوف صعوبته عندنا، وندى فرصة لكل عيان واحنا مقدرين إن ظروفه مختلفة عن أى عيان تانى، وعننا ، وهوه بيشاركنا فى المحاولة فى وقت كاف، مش احنا قلنا النمو عايز وقت؟

د.نوال: آه بس يجوز تحصل مضاعفات فى الوقت ده

د.يحيى: كل شئ جايز، وادى احنا بنحسبها أول بأول، يعنى مثلا طبعا ما فيش سواقة عربية فى السن دى، فى ظروف النقلة دى، ولازم نتكى على بقية الالتزامات، ونستغنى عن النصائح المباشرة والوعظ والإرشاد، خصوصا لما نكون إحنا مش موعوظين زى ابوها كده، وما تنسيش، إن إحنا ما بنعممشى، كل حالة ولها ظروفها.

د.نوال: بس الأمور دى صعبة قوى فى المجتمع بتاعنا ده

د.يحيى: طب نعمل إيه ما دام احنا بنعالج عيانينا من المجتمع بتاعنا ده، فى المجتمع بتاعنا ده، طبعا هى ظرووف صعبة، هوه إيه اللى سهل؟ بس مش عشان هى صعبة نقوم احنا نستسهل، يعنى هى البنية دى لما تتحرك جواها حاجة اسمها حرية وحقها وكلام من ده، وانتى تسمحى بالحركة دى شوية، بقصد أو من غير قصد، فهى تقوم تلقط السماح ده، وتندفع تعمل اللى بيعمله أبوها، وما فيش حد أحسن من حد، وبعد ما كانت مكتمة على اللى بيعمله أبوها قررت إنها تقول لك، زى ما تكون بتبلغك إن  ما دام بابا بيعمل كده،  تبقى المسائل مش زى ما همه بيقولوا،  فا انت عملتى حاجه بسيطه خالص، لكن كويسة جدا، إنتى والدوا والإشراف وكله، اللى حصل إن إحنا مدينا إيدنا على الحركة بتاعة النمو اللى انطلقت فى السن دى، ودى نابعة من تنشيط كل الأمخاخ اللى عندنا، والظاهر المخ القديم زودها حبتين، وقال فرصة يا واد بعد ما كنت ملغى خالص، رحنا احنا مديين دوا من اللى بيهدى المخ القديم بالذات، بس خفيف خفيف عشان ما نقتلوش، ما هو جزء مننا برضه، وفى نفس الوقت ادينا دوا من اللى بيكسر حلقات السجن الدوارة اللى بيمثلها الوسواس، كل ده وانت واقفة جنبها، راح الوسواس متراجع، لكن المخ القديم منتهيزها فرصة وراح ناطط يقول حقى، فاضل إن احنا نحترمه برغم ذلك، حتى لو غلط خفيف خفيف نلحقه، ونقول له مش قوى كده، ما ينفعشى، طبعا كل ده بيحصل من غير ما نحدد ازاى، ولا نقوله بالكلام، ده بيتم من خلال موقف المعالج نفسه، وفهمه للمجتمع بتاعه، وللمرحلة ، ولنفسه ، وده نفس اللى بيحصل لما يكون فيه تهديد بالتفسخ، يعنى فصام فى السن دى، ومتغطى أغلبه بوسواس، لكن احنا بنحسب المسائل مش بس بظهور اللى اسمه وسواس، لأه باللى جارى تحته، نفس الحكاية تقريبا، زى ما بنحسب الوسواس بتاع البنية دى، بانطلاقة النمو التحتية اللى لو ما انضبطتشى جرعتها، حاتزودها زى ما حصل

د.نوال: بس ده كله عايز وقت وشغل

د.يحيى: والله هى دى شغلتنا، وهى دى طبيعة النمو، خصوصا فى السن دى

د.نوال: طيب ، وبالنسبة للسؤال الأولانى خالص، حكاية أبوها، تقول له ولا ما تقولوش؟

د.يحيى: ماهو بالشكل ده يبقى السؤال الأولانى مرتبط بالموضوع التاني، زى ما تكون هى عايزة تسمح لأبوها باللى بيعمله ، تقوم تكتم على الخبر بإذنك، عشان تسمح لنفسها زى أبوها، ويبدو إنها عملت كده وما استنيتشى رأيك، فراح الوسواس مختفى، وظهر بداله اللى ظهر ده ، اللى هو فى اتجاه سكة اللى بيعمله أبوها.

د.نوال: طيب وبعدين

د.يحيى: أنا مش عارف بصراحة أرد بإيه أكتر من كده، ما هو أصل الحدوته دى هى هى معاكي، شخصيا ومعايا، ومع كل الناس، وهى شديدة الصعوبه، وما قدامناش غير ضبط الجرعه واحترام الزمن، ما فيش نمو من غير زمن كافى زى ما قلنا، وبعدين إحنا لازم نشتغل فى بقية أشكال السلوك اليومى، هى البنية دى بتصلى ولاّ مابتصليش؟

د.نوال: لأ ما بتصليش

د.يحيى: كل العيله ما بتصليش؟

د.نوال: هى بتقول مامتها بتصلى،  وباباها  لأه

د.يحيى: أنا مش باسأل من بعد دينى وبس، لكن بافكركم إن الانتظام فى الصلاة، كسلوك وعادة، هو زى ما يكون وسواس مشروع وجيد، يقوم بالواجب فى الحدود المطلوبة، إنتو عارفين أنا ضد أى تفسير للدين بالعلم، لكن احنا دلقتى بنتكلم عن النمو، ودور الوسواس، دى خبرات واقعية بتتقاس بنتائجها، فلو فيه عادة منتظمة، وفى نفس الوقت بتشاور على قيمة اجتماعية وأخلاقية ودينية، وشكلها متكرر وضرورى، ومش بس كده، لأه ، وفيه معاه احتمال تحريك للوعى نحو مطلق متناغم بشكل أو بآخر، أظن ده كله بيأدى دور إيجابى، من غير الحكاية ماتتقلب وعظ وإرشاد، بس لو هى ما بتصليش من أصله، لا هى ولا أبوها، يبقى صعب إن احنا نقدم توصية فى الاتجاه ده، ولو إنى ساعات باعمل  المسألة دى  بالتدريج، وبعيد عن أى أوامر دينية مباشرة، أو حلال أو حرام، أو ترهيب وترغيب، بس يكون فيه جو فى الأسرة يسمح بكده، وإلا تبقى تعليمات زى الجسم الغريب.، كل ده مع الدوا واستمرار السماح، والانضباط من ناحيتك، وبلاش أبوها اللى بيته من إزاز ده، ولا أمها اللى ما نعرفشى عنها كتير

د.نوال: طب حضرتك نزود الدواء عشان اللى حصل  ده

د.يحيى: حاتعلى الدواء ليه بقى؟، إنتى خفتى من المخ القديم ولا إيه، إحنا عايزين نروضه مش نموته، إنت تقيسى بحاجات تانية غير الوسواس اللى اختفى، وجنب السلوك اللى رعبك ده، إنتى عندك المذاكرة، والانتظام فى الأكاديمية، والنوم، والعلاقات العادية التانية، لما حياتها تتملا بأشياء إيجابية واضحة ومهمة، أظن ده حايديها فرصة تبنى منظومتها فى حضنك واحدة واحدة؟ هى بتنام بالجرعة الحالية ولا لأه؟ بتذاكر ولا لأه؟

د.نوال: بتنام ، وبتذاكر، خصوصا بعد العلاج

د.يحيى: طيب، يبقى احنا ماشيين فى السليم، ويبقى الدواء الحالى كفاية، وخلى بالك من نفسك إوعى تكونى مركزه على السلوك الجديد ده، وعايزة توقفى المخ اللى بيزق من جوه ده، مهما كان نشط إوعى تكونى ناوية توقفيه  بالكيميا وتريحى دماغك، أولا هوه ماينفعشى يتوقف فى الظروف دى بالكيميا، وثانيا لو نفع حايبقى على حساب النمو كله، إحنا بننمو بكل الأمخاخ اللى فينا، مش بالأمخاخ الوصية علينا من جوانا، ولا من برانا.

د.نوال: يعنى إيه،

د.يحيى: لأه بقى، إحنا قلنا الكلام ده ميت مرة، وحانقوله ألف مرة، وانتى عارفاه غالبا

د.نوال: أيوه ، بس التطبيق حاجة تانية

د.يحيى: طبعا

د.نوال: متشكرة

د.يحيى: ربنا معاكى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *