الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة

حوار/بريد الجمعة

“نشرة” الإنسان والتطور

13-11-2009

السنة الثالثة

 العدد: 805

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

ابتداءً من هذا الأسبوع، بل ربما بدأنا من الأسبوع الماضى، نقسم البريد إلى قسمين: بريد الجمعة، ولنسمه “البريد العام”، وبريد الخميس الخاص بالتعقيبات والمناقشات ونقد سلسلة: “دراسة فى علم السيكوباثولوجى: الكتاب الثانى” (شرح ديوان أغوار النفس).

يارب ينفع

شكراً

*****

يوم إبداعى الشخصى: حكمة المجانين: تحديث 2009

عن الحرية.. (1 من 10)

أ. أنس زاهد

* كيف يمكن أن يكون المرء حرا وهو أسير احتياجاته؟

 * الحديث عن الحرية في ظل الوجود المشروط هو أشبه بالحديث عن السباحة بيدين مقيدتين وقدمين مكبلتين بالأغلال.

 * الحرية الوحيدة المتاحة أمام الإنسان هي اختيار نمط وفكرة العبودية التي سينذر نفسه لها .

 * الإنسان مفطور على العبودية.. لذلك يكثر حديثه عن الحرية … ألا يسرف الإنسان في الحديث عن كل ما يفتقر إليه في واقعه كالحب والحرية والرحمة .. إلخ؟

د. يحيى:

هذا طيب يا أنَس! أين أنت؟

 وإن كنت أعلم – ثقة فيك – أنك لو أعدت القراءة لوجدت الإجابة على السؤال الأول على الأقل وقد ورد بعض ذلك فيما ستقطفه د. ياسمين، ود. مدحت حالا: البنط المائل

ثم دعنى أعتذر يا أنس عن تحديث هذا العمل الذى تحبه (حكمة المجانين) والذى بدا لك، كما بدا لى، كاملا فى حضوره الأول 1979، (كتب سنة 1974/1975) لكننى وجدت أن من الأمانة أن أضيف ما خطر لى مما عاشته خلال ثلث قرن فكان التحديث!.

تُرى هل لاحظت أنها الحلقة الأولى من عشر حلقات (عن الحرية)؟

 دعنا نواصل دون أى رغبة فى حسم القضية وإلا فنحن لا نعرف عمّا نتحدثْ،

شكراً.

د. ياسمين

لى موقف خاص عن الحرية…

ولا أعرف لماذا نضيع وقتاً كثيراً فى المطالبة بالحرية…فنحن لسنا أحرارا بأى حال من الأحوال ونحن:

من وضعنا قيودنا…وكل منا عبد لما يختار…

حدود حريتنا عند الإختيار وعندما نختار فنحن لسنا أحرارا.

وكأن طلب الحرية حجة لعدم الفعل…

وقد اعجبنى:

حين‏ ‏تصل‏ ‏إلى ‏قدرة‏ ‏التنازل‏ ‏عن‏ ‏احتياجك: ‏من‏ ‏واقع‏ ‏قدرتك‏،

ويقينك‏ ‏بقدرتك‏،

‏واختبارك لقدرتك

وإصرارك على حقك أن تحتاج، دون أن يذلك الاحتياج

وأن تتجاوز الاحتياج دون أن تتوقف عن السعى.

‏فقد‏ ‏ملكت‏ ‏ناصية‏ ‏الإختيار.

د. يحيى:

أهلا يا ياسمين

العود أحمد

والمسألة أصعب

دعينا نحاول.

أ. رامى عادل

يا فيلسوف

د. يحيى:

لا أفرح يا رامى بمثل ذلك وخاصة بالمعنى الشائع بين الناس، ذلك المعنى كان أبلغ نقد له هو ما ورد فى رباعية جاهين هكذا:

الفيلسوف قاعد يفكر سيبوه

لاتعملوه سلطان ولا تصلبوه

ماتعرفوش إن الفلاسفة يا هوه

اللى يقولوه بيرجعوا يكذّبوه

وبرغم ذلك، فإننى فرحت أن حفيدى عمر على وشك التخرج من قسم الفلسفة (والموسيقى والإخراج) من الجامعة الأمريكية قريبا

د. مدحت منصور

وصلني صعوبة ما نتكلم عنه أنه دارج و سهل كالحرية والاختيار و أننا بغمضة عين أو جرة قلم يمكننا الوصول إليها، يبدو أنها ككل الأشياء الأخرى، وكالحب، علينا أن نواصل السعي تجاهها لا أن نصل إليها، إذن الهدف هو مواصلة السعي نسقط فنقوم لنسقط فنقوم في عملية يبدو أنها الجدل نفسه محاولة فخطأ أو محاولة ففشل أما الوصول للهدف النهائي فمشكوك في أمره الهدف أن نكون في كل محاولة أقرب و لكن أقرب لماذا أخشى أن أقول أقرب إلى الله و لكن يبدو أنه صحيح يبدو أن هذا ما يقال عنه السعي.

حين وصلت للعبارة:

\”حين‏ ‏تصل‏ ‏إلى ‏قدرة‏ ‏التنازل‏ ‏عن‏ ‏احتياجك: ‏من‏ ‏واقع‏ ‏قدرتك‏،

ويقينك‏ ‏بقدرتك‏،

‏واختبارك لقدرتك

وإصرارك على حقك أن تحتاج، دون أن يذلك الاحتياج

وأن تتجاوز الاحتياج دون أن تتوقف عن السعى.

‏فقد‏ ‏ملكت‏ ‏ناصية‏ ‏الإختيار.\”

هنا أدركت صعوبة شئ كنت أظنه بديهي مثل الاختيار و القدرة

على الاختيار و الإرادة الحرة.

د. يحيى:

  • إدراك الصعوبة هو شرف الرؤية، لكن لا ينبغى أن يكون مبرراً للتوقف عن المحاولة.
  • “مواصلة السعى: نسقط فيقوم، لنسقط فنقوم” هذا صحيح.
  • أما انك تخشى أن تقول “أقرب إلى الله” فأنا أشاركك هذه الخشية، لأنك بمجرد أن تقولها، يلتقطها كل واحد بطريقته التى لا تقصدها غالبا، ولا أقصدها، يتلقاها الواحد منهم بالطريقة التى تبعده عن نفسه وعن الله، لحساب فكره الظاهر والأوصياء عليه.

 لكن ما باليد حيلة لا يوجد سبيل آخر”.

د. أحمد عثمان

بعد قرائتى لحكمة المجانين عن الحرية، حضرنى موقف لى مع احد الزملاء الممارسين لمهنتنا فى الخارج وتحديدا فى انجلترا حيث لاحظت عند عودته لمصر لقضاء اجازته الصيفية انه غير حليق الذقن فنبهته انه لايصح تركها هكذا دون عناية فتعجب وجاوب بان هذا التعليق لا يجرأ ان يقوله اى من زملاءه الاطباء هناك فى بلاد الانجليز وذلك من باب الحرية وحقوق الانسان!! فانتبهت حينئذ بشكل واضح كيف ان هذه الحقوق لا تحقق سوى مزيدا من البعد عن الاخر وتسطيحا للعلاقات واعفاء للمسئوليات.

د. يحيى:

ليس هكذا

ليس بهذا التعميم

واحدة واحدة!

د. محمد شحاتة

– أنا أسأل: هل أنا حر؟ إذن أنا موجود؟

– حريتى تنتهى حيث تبدأ حرية الأخرين – ويبدو أن حريتهم قد بدأت مبكراً

– لا يمكن أن أكون حراً بحق إلا إذا جعلت هدفى أن تنال حريتك

د. يحيى:

لى تحفظات هكذا:

(1) أنا حر، إذن أنا موجود

* أنا لست حرا، أنا أحاول

أنا موجود بشرا، إذن فأنا عندى فرصة أن أكون أكثر قدرة على الاختيار كلما اجتهدت فى ذلك طول الوقت.

(2) حريتى تنتهى حيث تبدأ حرية الآخرين.

* حريتى تبدأ حين تشتبك مع، وتتشكل بـ حركية حرية الآخرين.

(3) يبدو أن حريتهم قد بدأت مثلى.

*الحرية تبدأ باستمرار، الحرية كلها بدايات بلا نهاية.

(4) لا يمكن أن أكون حرا بحق إلا إذا جعلت هدفى أن تنال حريتك.

* لا أحد يعطى الآخر حريته، ناهيك عن أن يكون هذا هدفه، المسألة ببساطة أن الحرية لا تكون إلا بين أحرار:

 فأنت تحتاج من يسعى لتحقيق حريته هو،

 وأنت تفعل نفس الشىء لك،

 وربنا يسهل لكما، لنا، (باستمرار).

د. محمد الشرقاوى

مش عارف اقول ايه بس كلام حكم واكثر من حكم لو عملنا بيه لتغيرت أشياء كثيرة فى حياتنا بالذات المصريين.

ارجو ان يقرا كلامى هذا د.يحيي الرخاوى.

د. يحيى:

يالله عليك يا د.محمد، هل أنا أفعل غير ذلك!!؟

ومن ذا يقرأه غيرى وغير الأصدقاء الطيبين.

*****

التدريب عن بعد: (64): الإشراف على العلاج النفسى:
من التبرز العدوانى إلى الوسواس القهرى

أ. أيمن عبد العزيز

– برجاء توضيح التبرز القهرى ذهان محدود وهل التبرز الذى يظهر فى حالات التفسخ والتدهور هو أيضا؟ً عدوان إما أن التبرز له أنواع أخرى كالنكوص مثلاً.

– باختفاء غرض التبرز وحلول الميكانيزمات التى شكلت الوسواس هل لو تحمس المعالج فى علاجها ممكن أن ينتهى لمده أخرى بالتبرز.

د. يحيى:

لم أستقر بعد على تسمية هذه الظاهرة باسم “التبرز القهرى” لأن المريض (الطفل عادة) لا يقاومه أصلا، بل يكاد يفعله قصدا.

أما أنه ذهان محدود فعلينا أن نقوم بتعريف “الذهان المحدود” أولا ثم تدرج هذا التبرز المرضى تحته، وأنا أفضل استعمال تعبير الفصام القطاعى Sectorial schizophrenia عن تعبير الذهان المحدودlimited psychosis، وأعتقد أن ما جاء بنشرة التدريب هو قياس على ما أسميته فى سياق آخر “الفصام (القطاعى)”، ويبدو أنه غير كاف، ولذلك فإنى سوف أرجع له غالبا فى تفصيل لاحق عن الفصام بالذات، وبعض مكافأته.

أ. رامى عادل

المقتطف: “هو السؤال: أنا ممكن أعمل معاه إيه فى المرحله دى من سنة”

التعليق (من رامى): تختبر جانب العواطف، يشوف وياك اللى ماشافوش مع غيرك، وتراعى انه خاب امله، وتحسوا سوا بربنا

د. يحيى:

“عوّام ياللى على شط العلاج عوّام”!.

*****

التدريب عن بعد: (65)

العلاج النفسى بعد الستين!!، و”إدمان العمل”

أ. سميح

تعليقا على انه تم التغيير بنص الحوار الاصلى يا دكتور، بصراحه شعرت بغضب عندما قرأت تعليقك باخر المقال على انه تم التغيير!! وتسائلت لماذا اذا كان معظم القراء من يقرأون لك فبالغالب انهم يفهمون ما تقوله عن فكرة النمو او العلاج النفسى بنءا على ذلك … ثم انه انت دائما تقول انه بما معناه نقول الفكره او الافكار وليصل ما يصل فلتدع ما يصل يصل ليس مهم ان يصل كله بنفس المستوى عند الكل ..

ثانيا: تعليقا على ما وصلنى من المعالج فقد وصلنى شعور انه زهقان من الحاله ويتمنى لو يخلص منه ..ولكن وصلنى ايضا ان حضرتك لم تطرق لذلك بقصد وكأنك تود منه ان يستمر ممعه ليتعلم..

هناك حالات لا نحب ان نعمل معها او نستمر معها او ان تتحول لنا اصلا انا شخصيا اجبر نفسى ان اقبلها، لأنى اؤمن ان هذه الحالات بالذات هى التى تعلمنى وهى التى تعرفنى على نفسى اكثر وهى التى انمو بسببها اكثر

شكرا جزيلا.

د. يحيى:

عندك حق من حيث المبدأ

أطمئنك أن التحوير كان محدودا جدا جدا وأنا أفضل أن يكون محدودا أكثر.

لكن علينا أن نحترم أن توصيل التدريب بشكل شفاهى مباشر، غير توصيله كتابة، والأمانة هى أن تؤدى الأمانة مع احترام الأداة واختلاف التلقى فى كل حال.

لكننى أقر معك ضرورة أن يكون التدخل فى حدود

عندك حق.

د. مدحت منصور

حاركز على سؤال المعالج, أنا شايفه حاطط السن عائق و بقوله مش دايما السن يحد حركية النمو بشكل فظيع يعني أنا مش حاسس بسني (48) و لما ركبتي توجعني أقول إجهاد بكرة تخف ولما ما تخفش أقول حتخف بعد بكرة، أنا حاسس لو أحياني الله ممكن أوصل (60) وانا كده, كمان متحرمش واحد من فرصة حركة و واضح إن المعالج باسم الله ما شاء الله وضع إيده على حاجات زي إن العمل زي دين أو طقوس عبادة أو إن العمل مستعبده ويمكن الطموح الشديد في السن ده مخبي وراه حاجة تانية يعني يمكن خايف يبطل شغل يقوم يموت مثلا أو يتوقف عن الحياة أو إن الشغل هو حياته و مش شايف غيره.

د. يحيى:

نتحرك، نحاول، نعيش، نتجدد

من كلٍّ حسب حركته، ولكلٍّ حسب وعيه

ليس بالضبط هكذا على كل حال.

*****

تعتعة قديمة:

الاهتمام‏ ‏بالأضعف‏، ‏على ‏حساب‏ ‏إطلاق‏ ‏قدرات‏ ‏الأقوى

أ. نادية حامد

أعجبنى مصطلح “الإعاقة المكتسبة” وياريت حضرتك كنت ذكرت كيفية الوقاية منها بشكل عملى

د. يحيى:

الوقاية: هى بأن نقرر أن: نعيش، كُّل بوسيلته.

ليس على حساب غيره

وليس وحده تماما

ونحن وشطارتنا.

أ. محمد إسماعيل

وصلنى

(1) خطورة أن نستدرج لنستورد المفاهيم وأن نقدسها فتُعبد.

(2) أن الحقوق الاعمق تربط بقيم أعمق : مثل الله – التطور – الابداع.

(3) معنى كلمه معاق كما أوردتها حضرتك يعتبر مفهوم جديد وقريب، لكنى لم أخذ بالى منه حتى بروزته حضرتك زى عادة كل تعتعة: تجيب حاجات قريبه ومتشافه بس ما أخدشى بالى منها غير لما أقراها فى التعتعة.

(4) ان الغرب فى البداية اهتم بالاقوى حتى وصل إلى درجه تسمح له بالنظر للمعاق (أو الاضعف) بما يستحق، أما نحن فلم نصل إلى هذه الدرجة بعد، فكيف نبدأ (بالأضعف؟).

د. يحيى:

والله يا محمد لا أعرف،

ربما علينا أن نبدأ بكله، فقط ننتبه لأولوياتنا، وإمكانيانتا باستمرار، وأنها تختلف عن ترتيبات وأولويات غيرنا.

أ. محمد إسماعيل

هل أصبحنا كلنا معوقون؟ أخاف من هذا الاحتمال، وجدت نفسى فى أخر مقالات التعتعة أعمم على الناس جميعاً وأكون متصور ان هذا يصلح، بس حضرتك دايما تقول بلاش تعميم.

– العنوان صعب قوى؟ مفهوم (بس ملعبك)

د. يحيى:

عندك حق بالنسبة للعنوان

وأيضا عندك حق بالنسبة للتعميم، يعنى لاداعى للتعميم

 الأرجح أننى قصدت بهذه التعتعة، ومثلها أن أنبه إلى ظاهرة خادعة، حين نبالغ فى الإشفاق على الفئات الأضعف، من موقع أعلى فوقى، وننسى تنمية قدرات الجميع بما تعد.

د. مدحت منصور

عندما زرت بعض دور الأيتام ووجدت الحمامات سيراميك أرض وسقف، وعدد من الغسالات الفول أوتوماتيك و السخانات و الطعام والذي يقدم خمس نجوم، والمتبرعون الذين يبعثرون التبرعات ويتقيئون الحنان فكرت في الأسر الكادحة من الموظفين يأكلون البيض المسلوق مع المكرونة ويحمدون الله والأقل الذين إذا بقبق البيض في السمن بجانب الفول فهذا غداء فاخر و يحمدون الله أيضا يثير ذلك سؤال عندي هل نحن نستورد القيم من الغرب والشرق بل والشرق الأوسط بعمى تام.بنفس الأسلوب نرى أولادنا تعوقهم الدراسة في المدارس المصابة بالتصلب و المناهج الأكثر غباء على مستوى العالم (هذا رأى شخصي) وقد حاولت التدخل فلم أفلح و ذلك لأني في اتجاه و المجتمع في اتجاه منها حاسوب الألعاب أقصد أنه أصبح يستخدم للعب فقط و قليل من النكت على البريد و قليل من الشات المهذب (يبدو أنهم مازالوا صغارا أو مازلنا نكافح في هذا الاتجاه) ليس هذا غريبا فالأولاد يكلمون لغة مجتمعهم.

عندما كنت في الكويت و أثناء ذهابي للمدرسة السادسة و النصف صباحا على ما أذكر كنت أرى الأجانب يجري الرجل بجانب زوجته لمسافات طويلة يتصببون العرق بوجوه شديدة الاحمرار، كانوا يختارون الكورنيش لاستنشاق أكبر كمية من الهواء النظيف فهل هذا ما نعنيه باحترام الجسد نعمة ربنا.

المقتطف: (‏لقد‏ ‏علمونا‏ ‏أن‏ ‏ننتقل‏ ‏داخل‏ ‏السيارة‏ ‏الموضوعة‏ ‏أمام‏ ‏باب‏ ‏المنزل‏، ‏ننتقل‏ ‏من‏ ‏أمام‏ ‏التليفزيون‏، ‏إلى ‏كرسى ‏مكتب‏ ‏العمل‏، ‏ثم‏ ‏نعود‏ ‏إلى ‏مقاعدنا‏ ‏أمام‏ ‏التلفزيون‏ ‏من‏ ‏جديد‏، ‏وفى ‏أحسن‏ ‏الأحوال‏، ‏إلى ‏أريكة‏ ‏الاسترخاء‏ ‏بالمنزل‏)

التعليق: من هم الذين علمونا يا أستاذنا؟ إننا نعلم أنفسنا كل ما هو استسهال و كسل و إذا تكلم صوت بغير لغة المجتمع أصبح صوتا نشازا ومرفوضا، ينظرون إليك بتبرم و ضجر لأنك تتكلم لغة غريبة عن المنوال.

د. يحيى:

ماذا أقول يامدحت؟

أرجوك لا تذهب بعيدا هكذا.

دعنا نحترم كل من يحاول،

 كذلك دعنا نحاول نحن طول الوقت فى كل اتجاه.

*****

تعتعة الوفد:

 رؤية “مواطن عادى” ورأى “أستاذ”، وبيان لجنة السياسات!!

د. ماجدة صالح

ياه يا دكتور يحيى لقد أعدت لى ذكرى (انفجار جهاز الأمن المركزى) بكل ما حوله من زخم من المشاعر المتضاربه وتذكرت أيضا موقفى بعد قراءه هذه التعتعة من الانسان والتطور. خاصة أن عام 86 كان بمثابه نقطة تحول أو مفترق طرق “إن صح التعبير” على المستوى الشخصى!!

أعتقد أننا إقترفنا كل المحاذير العاجل منها والآجل وأتصور أن السبب فى تأجيل هذا الغاز السرى لمده 13 سنة كانت بيانات لجنه السياسات وما شابهما من القوى الظاهرة التى عملت عازلا فومى القوام (مثل فوم ضد الحريق) ليحافظ على الانفجار داخليا دون أن تصيبهم أى شظايا.

ولكننى مازلت متفائلة آمله فينا ويحضرنى بشده كلمات أبو القاسم الشابى.

إذا الشعب يوما أراد الحياة

فلابد أن يستجيب القدر

د. يحيى:

أوافق على الأمل : فعلاً ، بدءًا، أبدًا

وأعجب بهذا البيت من الشعر

لكننى ضبطت نفسى مؤخرا رافضا كل شعر التحريض، بما فى ذلك هذا البيت بعد أن تبينت أن ترديده أحيانا ونحن نخطب، قد يغنى عن الفعل

عذرا، لا أعنى استشهادك أنت بالذات.

وأكرر أننى أوافق على ما قبل ذلك بداهة.

د. محمد شحاتة

يبدو يا دكتور يحيى أن الأمور لا تزال كما هى وأننا نحافظ على الأثار فى مجالات أخرى، لاتزال القوى كما هى بترتيبها وتوازناتها وتفاعلاتها، فى اليوم التالى قرأت خواطرك عن الحرية وربطت بين الاثنين، هل الأزمة تكمن فى محاولة كل قوة فرض رأيها على الأخرى دون محاولة للاستماع والتكامل.

حتى حين أعطيت بعض هذه القوى فرصة حرية اتخاذ القرار كان كما قلت (خيار من لا خيار له)

ومن ناحية أخرى بحثت عنا فى هذه القوى وأى منها لديه القدرة على بث الأمل وإصلاح ما أفسده الدهر وأدهشنى أنها هى هى نفس القوى الكامنة الساكته المتفرجة التى تعرف كل شئ ولا تفعل أى شئ.

د. يحيى:

حين أعدت قراءة ما كتبتُهُ من ربع قرن، تألمت يا محمد من جديد، لكننى غير ساخط، وغير يائس،

 وثقتى بنا بلا حدود .

ولِمَ لا؟

د. عماد شكرى

أعتقد أن ما حدث الأن هو أن هذه القوى تداخلت وزالت الحدود بينها حتى أصبحت الثورة أصعب، والتميز لاتخاذ موقف غير متاح، ويبدو أن الأمر يحتاج لتحديث فقد احتلت القوى المالية التحتية الجديدة قمة القوى الفعلية وربما اتحدت مع القوى السلطة الدينية لتحقيق  ذلك مٌقَنَعَة ومقنعة للقوى الكامنة لتكون أكثر كموناً واستسلاماً ومجهضة أكثر ومحققة الاغتراب لقوى الإبداع الفكرى، شكرا ونرجو التحديث.

د. يحيى:

عندك حق أن تلفت النظر بشدة للقوة المالية التحتية والفوقية، محليا وعالميا، وعندك حق أيضا أن تنبه إلى التحالفات الخبيثة المحتملة.

ثم دعنى أرد لك الدعوة،

“برجاء مزيد من التحديث”

د. عمرو دنيا

أعترض على كون التجمع متاليون بلا إبداع وأنهم اصحاب عقيدة فعقيدتهم هلاميه غير واضحة لم “تٌعقِد” لها على شكل كما أنهم ليسوا مثاليون فهم بشر عاديون ينتشر الفساد بينهم كأى فئة أخرى والجواب عند د.رفعت السعيد؟ كما أعترض على كون الوفد بلا شباب فأيمن نور وتياره خرجوا من عباءه الوفد. كما أرى أن الصحافة الحزبية والمستقلة أصبحت أقل من كونها صفارات إنذار.

ومش فاهم كيف اصبحت المؤسسة اليسارية التاريخية سلفيه!!

ثم أين الأخوان المسلمين من كل هذا التصانيف

د. يحيى:

يحتاج الرد عليك يا عمرو وإلى كتاب بأكمله، أتحفظ على كثير مما قلت، أرجو أن تتاح لى الفرصة لمزيد من الإيضاح فى تعتعات لاحقة إذا لزم الأمر، ثم أحيلك مؤقتا إلى أصل المقال (مجلة الإنسان والتطور- عدد إبريل سنة 1986) فهو فى الموقع “انفجار جهاز الأمن”.

أ. عماد فتحى

لقد فزعت من هذا التعدد لهذه الصور السلبية، لكننى تمنيت أن القوى الكامنة وما بها من خليط عجيب أن تنفجر بهذا الغاز السرى، مما يكون نتاجه حركة إيجابية فى هذا الماء الراكد.

د. يحيى:

التفجر لا ينتج حركة إيجابية، التفجر يؤدى إلى انفجار عشوائى.

مالم نحيط بالطاقة المتولدة، لتكون دافعاً لحركة قوية ، ضاغطة، هادفة، منظمة قادرة على الاستمرار، فأى تفجر هو سلبى بالضرورة .

د. مدحت منصور

التعتعة جامعة و لم أفاجأ ففي ذهني دائما الغضب المكتوم الصامت المقهور المخوف و هو ما يتزايد ليصنع قنابل الغاز تلك أنا لا أنكر التحليل و لكنني أتيت إلى النتيجة التي سببها يأس وإحباط و شعور بالعجز و شعور بسكون الوضع مع الشعور بعدم إمكانية تغييره, أرى قنابل الغاز تحتك ببعضها كل يوم في الشارع و قليلا ما تنفجر في بعضها أما القوى التحتية و المحرك الفعلي  لتلك القنابل فإنها أجبن من أن تقدم التضحية لتكون الشرارة و التي تفجر تلكالقنابل أو لعلي مخطئ لعلها تنتظر أن تزيد شحنة ضغط الغاز ليكون الانفجار أشمل و أقوى أثرا، الحكومة تحاول جاهدة على الإبقاء على مستوى ضغط الغاز كما هو إما بتنفيث جزء منه و ها نحن داخلون على مباراة مصر و الجزائر مثلا أو بكبت الشرارة حتى لا تندلع أو إبطال مفعول العبوات ذات الضغط المرتفع و قد نجحت للآن مع أخذها بالمنهج العلمي في تقسيم الناس إلى قطاعات حتى لا تضطر إلى الازدحام بمهام غير ذات أولوية, على أية حال لم أسمع بيان لجنة السياسات و لكن عندما حكوا لي قلت (ما هي الدنيا بخير أهي يا إما احنا ولاد كلب يا إما عايشين في بلد تاني).

د. يحيى:

“الاثنان معاً يا سيدى”

د. محمد أحمد الرخاوى

من الذي سيضع الجرس في رقبة القط والقط هو امين لجنة السياسات قبل ان يبتلعنا

هل الناس تصدق وهل هذا الجمال مبارك يصدق قال نجيب محفوظ في احدي رواياته علي لسان احدي شخوصها ان اسوأ ما في الكذاب انه في النهاية يصدق نفسه، أخيرا حاسس لو انا كنت كتبت نفس المقالة دي كنت زمانك شتمتني كل اللي انا قلت في حوار بريد الجمعة الماضي هو نفس الكلام تقريبا الذي جاء في مقالك هذا حيث اتهمتني بالكره والقسوة

قلت بالنص :-

ما ينفعشى يا عمنا الواحد يفهم او او يوافق على الكلام ده من غير ما يشوف نظام وسياسة وحد بيفكر فيه وحد بيصلح فعلا وبيغير فعلا، يا عمنا المنظومة مضروبة كلها لان النظام مخوخ بص على حادثة القطار الاخيرة اليس لها دلالات عندك؟ بص لمنظومة الاخلاق وانهيارها؟ مثلا بص لكم النفاق فى مؤتمر الحزب الوطنى الحالى؟ ليس هذا هو وقت الكتابة عن الأمل بل هو الصمت انكارا لمنكر لا نستطيع ان نغيره بيدناالآن؟؟  طبعا كل ده لا يعنى ان كل واحد لازم يعمل اللى يقدر عليه ويدفع بالامل، لكن المصيبة كبيرة والواقع خانق والامل يهال عليه التراب اولا باول من السلبية اساسا ثم من الطغيان والجبروت والفساد والانفلات ثانيا الى عاشرا.

د. يحيى:

انت حر يا محمد فى المقارنة،

لكننى أرى أنك تظلم نفسك حين لا ترى محصلة ما تكتب،

فقد تتشابه جزئية هنا مع جزئية هناك، لكنك تحرق ما يطل منك من إيجابيات أحيانا، بنهاية ساخطة مريرة، أو باستشهاد دينى مجرد، حين يصلنى أشعر معه باغتراب يزيدك بعدا عن نفسك وعن الحق تعالى.

ليس عندى ما أضيفه إلا بتوصية أن تجتهد ليصلك ما تستحقه مما لا تعرفه!!

ربما

لكننى مازلت أراك مرًّا ملفظنا، ساخطا، قاسيا،  وهذا ليس جيدا لك.

*****

حوار/بريد الجمعة

د. مدحت منصور

بريد الجمعة 6-11-2009 مقتطف من تعليق أستاذنا على رسالة أ.إيمان

تحية طيبة وبعد
المقتطف:\”هل قرأت أمس آخر ما قاله لى محفوظ، مما لم يقله، فحضرنى شعر قديم قلته فى أحد أعياد ميلاده، فختمت به تقاسيمى على إبداعه الأحلام وأنا أقول:

\”المستحيل هو النبيل الممكن الآن بنا\”
التعليق:

أصدق أن الأستاذ الكبير قال لك هذا فعلا و في نفس الوقت لا أصدق أو أخشى أن أصدق أو الآمَنُ هو ألا أصدق أو لا أريد أن أصدق حتى لا يحبطني حين أصدق ثم لا يكون صحيحا، إنها منطقة خطرة جدا، وعرة جدا و تحتاج إلى جهد وطاقة وتحتاج شجاعة وإيمان

بالنسبة للأستاذة إيمان أرى أنها خافت على والدتها تألمت من أجلها رثت لحالها ولكنها لم تجرب أن تحبها كما هي (وهي زي الزفت كده) هذا هو ما يحتاج قبل المجهود إلى شجاعة وإقدام ليتحول الموقف إلى حب حقيقى، هو صعب ولكنه ليس مستحيلا.

د. يحيى:

ربما تكون توصية د. مدحت هذه بداية طيبة لك يا إيمان، ما رأيك؟

د. محمد أحمد الرخاوى

الطيبة الواعية هي اللي خرجتني من مصر والله والا كانت ح تبقي اللزوجة الغبية او الندالة او الجنون،

 اقر واعترف ان طيبتي الواعية هي ضعفي الذي اخرجني من مصر

  اما عن الكره والقسوة فمعرفش يعني ايه والله ما اعرفه عن الكره هو انه موت القلوب وهو مرادف تماما لعدم النضوج وقد تعديت المرحلة دي من زمان  تعلمت ان الكره يتضفر جدلا مع الحب لخلق شئ جديد اما ان يكون كرها مطلقا ما ينفعش اما عن القسوة فلو كنت قدرت اقسو ما كنتش عشت ولا يوم واحد اعيش ليه وبامارة ايه. هل خلقنا الله لنقسو  لا ياعم. والسلام

د. يحيى:

دعنى لا أشفق عليك فأصمت وإلا ابتعدتَ عنى أكثر فأكثر

أولاً: انت لا تعرف معنى – أو ما قصدته – بتعبير الطيبة الواعية، فهى لا يمكن أن تخرجك من مصر، خاصة أن كل العالم عندى هو “مصر”، أما مصر “الأرض/الناس”، فهى الأعز بطبيعة الحال.

ما علاقة الطيبة الواعية بوصفك بقاءك فى بلدك باللزوجة الغبية أو الندالة أو الجنون؟

ثانياً: الكره الذى تصلنى سخونته من تشنجك ليس هو الكره الذى يتضفر مع الحب نهائيا.

ثالثا: القسوة لا تقتل صاحبها (ماكنتش عشت ولا يوم واحد)، وإنما تقتل ضحاياه.

رابعاً: لا تتعجل وأنت تعيد النظر إن كانت لديك فرصة، أرجوك خذ حقك من نفسك بنفسك بطريقة أفضل.

*****

دراسة فى علم السيكوباثولوجى (الكتاب الثانى) الحلقة (37)

امتداد وقفة المراجعة (2):

الحق فى الحب عينة من جلسة من علاج جمعى (منذ أسبوع واحد)

د. أميمة رفعت

نعم.. نعم أكمل أرجوك الميكرودراما

                       شكرا

د. يحيى:

ربنا يسهل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *